فاز الكاتب البريطاني كازوو إيشيغورو، المعروف خصوصاً بكتابه «ذي ريماينز أوف ذي داي» (بقايا النهار)، بجائزة نوبل للأدب لعام 2017، على ما أعلنته أكاديمية نوبل السويدية أمس (الخميس).
وكتبت الأكاديمية في حيثيات قرارها أن إيشيغورو (62 عاماً) «كشف في روايات مشحونة بعواطف قوية الهاوية الكامنة تحت شعورنا الوهمي بالتواصل مع العالم».
وقال الكاتب لهيئة «بي بي سي»: «إنه لشرف عظيم لأن ذلك يعني خصوصاً أني أسير على خطى أعظم الكتاب الذين عاشوا على هذه الأرض، وهذا تقدير رائع»، مشدداً على أنه «مذهول» بنيله الجائزة.
وأضاف: «العالم في منطقة قلقة الآن، وأتمنى أن تكون كل جوائز نوبل هذا العام دافعاً لأحداث إيجابية. سأشعر بالامتنان العميق إذا ما استطعت أن أكون جزءاً من المجهودات المبذولة لخلق مناخ إيجابي في العالم».
ومن جانبه، علق أندرو موشن، شاعر البلاط السابق في بريطانيا، على فوز إيشيغورو بقوله: «عالم إيشيغورو الإبداعي يتمتع بميزة عظيمة، وهي أنه متفرد جداً، وفي الوقت نفسه مألوف للغاية... إنه عالم من الحيرة والانعزال والترقب والتهديد والاندهاش».
ووصفت الأكاديمية كتابه الأشهر «ذي ريماينز أوف ذي داي» (1989) بأنه «رائعة أدبية»، وقد حول إلى فيلم سينمائي من بطولة أنطوني هوبكينز وإيما تومسون. وقد نالت هذه الرواية جائزة بوكر الشهيرة في عام 1989.
وأكدت سارة دانيوس، الأمينة العامة الدائمة لأكاديمية نوبل السويدية التي تمنح الجائزة: «إذا ما خلطنا بين جين أوستن وكافكا، نحصل على كازوو إيشيغورو، ولكن يجب أن نضيف مارسيل بروست للخليط، مع مزجه بحذر».
ويعد إيشيغورو رقم 29 بين الفائزين بنوبل ممن يكتبون بالإنجليزية، ولكنه يختلف عن معظم الفائزين بجائزة الأدب في أنه يتمتع بأسلوب قريب للقارئ، فهو نادر في أنه محبوب من القراء وناجح تجارياً، كما أنه يحظى بتقدير النقاد في آن واحد. وقد تحولت كتبه لأفلام سينمائية وحلقات تلفزيونية في وطنه اليابان.
ومن جانبه، قال سوني مهتا، رئيس التحرير بدار نوبف، الناشر لأعمال إيشيغورو، إن الكاتب «لديه تنوع كبير ومدهش، كما أنه يتعامل مع مواضيع جادة جداً، مثل الذاكرة وفقدانها، والحب والحرب، بتحكم كامل».
وقد لد إيشيغورو عام 1954 في ناغاساكي اليابانية، التي اجتاحتها القنبلة النووية عام 1945، وانتقل في عام 1960 وهو في سن الخامسة إلى بريطانيا بسبب دواعي عمل والده، عالم المحيطات. وتعكس أعماله هذه الثقافة الثنائية.
وتدور أحداث روايته الأولى «إيه بايل فيو أوف هيلز» (1982)، والثانية «آن آرتيست أوف ذي فلوتينغ وورلد» (1986)، في ناغاساكي، بعد سنوات قليلة على الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الأكاديمية أن «المواضيع التي يرتبط بها اسم إيشيغورو حاضرة منذ البداية: الذاكرة والزمن والتوهم الذاتي»، وأضافت: «يبرز ذلك خصوصاً في أحدث رواية له (ذي ريماينز أوف ذي داي)»، وأكدت أن «كتابات إيشيغورو مطبوعة بأسلوب تعبير مكبوح بعناية، ومستقل عن الأحداث المختلفة الدائرة».
وأصدر إيشيغورو 8 كتب، وأعد سيناريوهات أفلام ومسلسلات تلفزيونية، وصدر آخر أعماله عام 2015، وهو بعنوان «ذي باريد جاينت».
وقالت دار النشر التي تصدر أعماله «فابر آند فابر»، في تغريدة: «نحن مبتهجون جداً بفوز كازوو إيشيغورو بنوبل الآداب».
ويجمع إيشيغورو الكتوم بين التأمل الياباني والهدوء البريطاني، وكان يحلم بأن يكون مغني بوب، يؤلف نصوصه على غرار بوب ديلان وليونارد كوهين. وهو يتمتع بأسلوب أدبي من الأجمل بين أبناء جيله، مع أن الإنجليزية ليست لغته الأم.
وقال الكاتب، في مقابلة عام 1989: «أنجذب إلى بيئة ما قبل الحرب وما بعدها لأني أهتم بالقيم والمثل التي تتعرض للاختبار ومواجهة الناس لمفهوم أن مثلهم لم تكن فعلاً ما كانوا يظنون قبل خضوعها لهذا الاختبار».
ويعزز فوز كازوو إيشيغورو هيمنة الكتاب باللغة الإنجليزية على سجل جائزة نوبل للآداب، مع 29 فائزاً، في مقابل 14 يكتبون بالفرنسية.
وقالت دار النشر التي تصدر كتبه في السويد للإذاعة العامة: «كان الأمر غير متوقع بتاتاً. طرح اسمه لفترة طويلة لكن ليس هذه السنة».
وكان اختيار بوب ديلان، العام الماضي، قد أبهج معجبيه، وأثار استياء المحافظين، ولذلك ترقب جزء كبير من النقاد قرار الأكاديمية لأنهم لم يستسيغوا منح الجائزة إلى المغني الأميركي.
فمرة أخرى، أفلتت جائزة نوبل من كتاب وشعراء مخضرمين، من أمثال فيليب روث ومارغريت آتوود وكلاوديو ماغريس وأدونيس وميلان كاندورا وهاروكي موراكامي، فيما أذهلت الأكاديمية العالم باختيارها رمز الثقافة الأميركية المضادة. وقد منحت جائزة نوبل للأدب للمرة الأولى عام 1901، وكافأت في غالبية المرات روائيين من الذكور، في مقابل 14 امرأة فقط، يبلغ متوسط أعمارهم 65 عاماً. وجائزة نوبل للأدب هي الرابعة التي تمنح في موسم نوبل هذه السنة، بعد الطب والفيزياء والكيمياء.
وتمنح الجمعة جائزة نوبل للسلام. ويختتم الموسم بجائزة الاقتصاد، الاثنين.
وتترافق الجائزة هذه السنة مع مكافأة مالية قدرها 9 ملايين كورونة سويدية (نحو 945 ألف يورو).
البريطاني كازوو إيشيغورو يفوز بجائزة نوبل للأدب 2017
وصفت الأكاديمية كتابه الأشهر «بقايا اليوم» بأنه «رائعة أدبية»
البريطاني كازوو إيشيغورو يفوز بجائزة نوبل للأدب 2017
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة