خلل جيني واحد قد يفسر السبب الذي جعل فيروس زيكا خطيراً

مجموعة علماء أحياء برازيليين في معهد فيوكروز في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
مجموعة علماء أحياء برازيليين في معهد فيوكروز في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
TT

خلل جيني واحد قد يفسر السبب الذي جعل فيروس زيكا خطيراً

مجموعة علماء أحياء برازيليين في معهد فيوكروز في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)
مجموعة علماء أحياء برازيليين في معهد فيوكروز في ريو دي جانيرو (أ.ف.ب)

قال باحثون صينيون وأميركيون إن تغيرا جينيا منفردا حدث في 2013 قد يفسر كيفية حصول فيروس زيكا على القدرة على مهاجمة الخلايا العصبية للأجنة مما يسبب تشوها خلقيا خطيرا في المواليد الذين أصيبت أمهاتهم بالفيروس خلال فترة الحمل.
و«زيكا» فيروس ينقله البعوض ولم يكن مرتبطا إلا بأعراض خفيفة منذ اكتشافه في 1947. وطرح العلماء نظريات كثيرة عن السبب الذي جعل «زيكا» يرتبط فجأة بآلاف من حالات الإصابة بالتشوه الخلقي المعروف باسم صغر حجم الرأس مثلما حدث في البرازيل عام 2015.
ودفع هذا التفشي منظمة الصحة العالمية إلى اعتبار «زيكا» خطرا صحيا عاما في 2016 وأطلق مساعي طبية لتحديد ما إذا كان «زيكا» يمكن أن يسبب صغر حجم الرأس.
وتتبعت عدة فرق بالفعل أثر الفيروس الموجود في البرازيل ومناطق أخرى في أميركا الجنوبية حتى وصلت إلى سلالة من الفيروس كانت موجودة بالفعل في جنوب شرقي آسيا منذ عشرات السنين.
وقارن لينغ يوان من الأكاديمية الصينية للعلوم وزملاء له في هذه الدراسة الجديدة التي نُشرت في دورية (العلوم) التغيرات الجينية في عينات من فيروس أميركا اللاتينية بسلالة منفردة في كمبوديا في 2010.
وأنشأ الباحثون سبع عينات من الفيروس كل منها به اختلاف جيني واحد عن السلالة الكمبودية وقاموا باختبارها في أدمغة أجنة فئران.
وعلى الرغم من أن هذه الفيروسات سببت قدرا ما من التلف في أدمغة كل أجنة الفئران فإن المصابين بفيروس كان يحمل تحورا جينيا في بروتين يسمى «بي إر إم» عانوا من صغر حاد في الرأس. وثبت أن هذه السلالة أكثر فتكا بخلايا أدمغة الأجنة.
ويقدر الفريق أن هذا التغير الجيني حدث في مايو (أيار) 2013 قبيل تفشي زيكا في بولينزيا الفرنسية والذي رُصدت خلاله أولى حالات الإصابة بصغر حجم الرأس.
وقال يوان وزملاؤه إن «نتائجنا تقدم تفسيرا لهذه الصلة السببية غير المتوقعة لـ(زيكا) بصغر حجم الرأس وستساعد في تفهم الطريقة التي تطور بها (زيكا) من فيروس غير ضار ينقله البعوض إلى مرض يسبب تشوها خلقيا له تأثير عالمي».


مقالات ذات صلة

ترمب يختار داعمة شرسة لإسرائيل مندوبة في الأمم المتحدة

الولايات المتحدة​ ستيفانيك وترمب في نيوهامشير 19 يناير 2024 (أ.ف.ب)

ترمب يختار داعمة شرسة لإسرائيل مندوبة في الأمم المتحدة

بدأ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب تشكيل فريقه الذي سيحيط به في البيت الأبيض، فطلب من النائبة الجمهورية إليز ستيفانيك أن تتسلّم منصب مندوبة بالأمم المتحدة.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مهاجرون يستمعون إلى التوجيهات قبل عبور الحدود من المكسيك إلى إل باسو بولاية تكساس الأميركية (أ.ف.ب)

الهجرة غير الشرعية تتراجع مع ارتفاع حدة الخطاب الانتخابي الأميركي

تبدو ضفاف نهر يفصل بين المكسيك وأميركا شبه مهجورة، وغدت ملاجئ مخصصة للمهاجرين شبه خاوية، بعد أن كانت مكتظة سابقاً، نتيجة سياسات أميركية للهجرة باتت أكثر صرامة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هاريس وبايدن في المؤتمر الحزبي الديمقراطي في 19 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

هاريس وبايدن: وجهان لعملة واحدة؟

يستعرض تقرير واشنطن، ثمرة التعاون بين «الشرق الأوسط» و«الشرق»، مواقف هاريس الفعلية في ملفات السياسة الداخلية والخارجية وما إذا كانت ستصبح امتدادا لسياسات بايدن.

رنا أبتر (واشنطن)
الولايات المتحدة​ هاريس وترمب خلال المناظرة في 10 سبتمبر 2024 (أ.ب)

هل نجحت المناظرة الرئاسية في إقناع الناخبين المترددين؟

مواجهة نارية جمعت بين مرشحة الديمقراطيين كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب؛ سعيا من خلالها لاستقطاب أصوات الناخبين المترددين... فهل نجحا في ذلك؟

رنا أبتر (واشنطن)
أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية  (أرشيفية - رويترز)

سيارة تصدم قافلة مهاجرين في المكسيك وتقتل 3 أشخاص

صدمت سيارة قافلة مهاجرين كانت متّجهة نحو الولايات المتحدة على طريق سريع في جنوب المكسيك ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص بينهم فتاة، وفق ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».