تكريم الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي في الجامعة الأميركية في واشنطن

أول مسلمة تحصل على جائزة «ونك»

ملالا يوسف زاي (رويترز)
ملالا يوسف زاي (رويترز)
TT

تكريم الناشطة الباكستانية ملالا يوسف زاي في الجامعة الأميركية في واشنطن

ملالا يوسف زاي (رويترز)
ملالا يوسف زاي (رويترز)

ليس شرطاً أساسياً أن تكون إنساناً راشداً، ثرياً أو صاحب سلطة حتى تتمكن من تغيير العالم، يكفي أن تكون إنساناً. هكذا يمكن وصف الشابة الباكستانية ملالا يوسف زاي الحائزة على جائزة نوبل للسلام، لقاء عملها الإنساني ونشاطها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.
وقفت الشابة ملالا (20 عاماً) أمام الآلاف من طلاب وطالبات الجامعة الأميركية في واشنطن، مساء أول من أمس (الاثنين)، لتتسلم جائزة «ونك» Wonk التي تمنحها الجامعة للملهمين والخبراء في مجال عملهم ولمن يتمتعون بالشغف في تغيير العالم.
اختيرت ملالا هذا العام لتتحدث عن تجربتها ومسيرتها ورؤيتها للعالم في المستقبل، ولم يقطع حديثها الجريء والصريح سوى التصفيق الحار وأسئلة الحاضرين.
ملالا حظيت باهتمام دولي واسع النطاق بعد أن اشتهرت بوقوفها في وجه «طالبان» في باكستان حين دعت إلى تعليم الفتيات وعدم منعهن من الوصول إلى المدارس ودافعت عن حقوقهن وهي ابنة 11 عاماً فقط عبر وسائل الإعلام والتلفزة، فخاطبت الجماهير والعالم تحثّهن على مساعدة الفتيات في الحصول على فرصة التعليم وفضحت أفعال «طالبان»، وهو ما أغضب الحركة فتعرضت لإطلاق نار عام 2012 أصيبت على أثره في الرأس ونُقلت إلى مستشفى في بريطانيا، ثم استقرت هي وأسرتها في برمنغهام في المملكة المتحدة.
قالت ملالا في بداية حديثها أمام طلبة الجامعة الأميركية إنها عادت للتو من نيويورك، حيث التقت عدداً من زعماء العالم على هامش اجتماعات الأمم المتحدة وذلك ضمن حملتها المتواصلة منذ أربعة أعوام لإحداث التغيير ومنح أكثر من 130 مليون فتاة فرصة التعليم، لا سيما في المخيمات والمناطق النائية في الدول الفقيرة، وأضافت أن هذا هو الهدف من «صندوق ملالا» الذي أنشئ لضمان حصول كل الفتيات في جميع أنحاء العالم على عشرة أعوام من التعليم. وقد أثنت ملالا على والدها الذي عمل مديراً لمدرسة في باكستان، وقد أعطاها الفرصة لتستكمل تعليمها وتتحدث بطلاقة، وطالبت آباء ورجال المجتمعات بمنح بناتهن وأخواتهن وزوجاتهن هامش حرية يستقين من خلاله التعليم لأن النساء يشكلن نصف المجتمع وتعليمهن والاستثمار بهن سيعود بمنفعة على المجتمع بأكمله.
وأضافت ملالا أنها غير راضية عن مستوى التعليم ولذا فقد سعت إلى تذكير الزعماء في نيويورك بأهمية تنفيذ وعودهم التي قطعوها قبل أعوام وهي تحسين نوعية التعليم في العالم، وقالت إنها طالبتهم بالقيام بالمزيد في هذا المجال. ومن بين الزعماء الذين التقتهم في الأمم المتحدة، قادة فرنسا والنرويج وأفغانستان وهولندا وأستراليا والأرجنتين وباكستان.
ولفتت ملالا إلى أهمية التخلي عن حصر التعليم بمفهومه التقليدي، أي دراسة الجبر والهندسة والتاريخ والجغرافيا وغير ذلك، بل يجب على المجتمعات أيضاً استخدام التعليم في رفع مستوى الوعي لدى الطلاب لأن هناك الكثير من الأمور التي يمكن استقاؤها من الدراسة، وطالبت بأن تشمل المناهج طرق تعليم عصرية تعتمد على التفكير الناقد وتشجع على احترام المرأة وضمان حقوق الإنسان.
ودعت ملالا المسلمين في الولايات المتحدة إلى الاتحاد والتفكير في الرسالة التي يريد الإسلام نقلها إلى العالم، وقالت: «إن الإسلام يعبر عن الرحمة والمغفرة والسلام»، وأضافت: «إن أمثال طالبان لا يتحدثون باسم الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة، ولا يمثلون المسلمين، ونحن لا ندعمهم ولا نقبل بأفعالهم ويجب على المسلمين أن يوضحوا ذلك»، وأكدت أن الأفكار المسبقة، التي غالباً ما تكون سلبية وسائدة في كثير من المجتمعات، يجب نبذها ورفضها وبدلاً من الاستسلام لها ينبغي فتح نافذة الحوار والتواصل مع الجيران.
وتحدثت ملالا أن التغيير الذي طرأ على حياتها في باكستان كان بسبب متطرفين يتحدثون باسم الإسلام وينقلون رسالة خاطئة عن الدين مفادها أن المبادئ تتمثل في القتل والترهيب واستخدام العنف ومنع التعليم وحرية التعبير. لكن ملالا قاومت هذه المفاهيم الخاطئة، وقالت إن أكثر ما لفت انتباهها في الإسلام هو أن أول كلمة نزلت كانت «اقرأ» وكانت دعوة صريحة للتعليم، كما أن زوجة النبي كانت تعمل في التجارة، كل هذه الأمور دفعت ملالا إلى الإمعان في المبادئ التي تنشرها «طالبان»، فقررت رفض تلك المبادئ.
ولم تُخفِ ملالا بعض التحديات التي تواجهها في مسيرتها من بينها نوعية التعليم والفقر والعادات والتقاليد، ولذا فهي تبذل الجهود لإقناع العالم بالاهتمام أكثر في قطاع التعليم.
ملالا تُلهم ملايين الفتيات حول العالم، وتساعد الكثيرات على استكمال الدراسة، وخلال حديثها أمام حشد كبير من الطلاب في واشنطن أوصت ملالا الفتيات بالإيمان بأنفسهن ومقاومة المفاهيم الخاطئة التي تتبناها مجتمعات عديدة، مثل اللامساواة وحرمان الفتيات من الكثير من حقوقهن الأساسية مما يفقدهن ثقتهن بأنفسهن.
تُعتبر ملالا أول فتاة مسلمة تحصل على جائزة «ونك» Wonk التي تقدمها الجامعة الأميركية في واشنطن للملهمين والشغوفين بتغيير العالم منذ عام 2010، وهي أيضا أصغر شخص وأول أجنبية غير أميركية تحصل على هذا التقدير. وقد منحت الجامعة الجائزة في السابق لشخصيات معروفة من بينهم الصحافي أندرسن كوبر والسيّدة الأولى السابقة لورا بوش.
وتستعد ملالا بعد الولايات المتحدة إلى العودة إلى بريطانيا لاستئناف دراستها بعد قبولها في جامعة أوكسفورد، وستدرس السياسة والفلسفة والاقتصاد على غرار رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بي نظير بوتو.
ملالا تعرّضت لمحاولة اغتيال وهي في الخامسة عشرة من عمرها، ولكنّها الآن تجوب العالم سعياً لإحداث التغيير، وقد اختارتها مجلة تايم عام 2013 واحدةً من بين 100 شخصية مؤثرة في العالم بعد أن نشرت كتابها «أنا ملالا». هذه الصبيّة كانت تحلم وهي طفلة بأن تصبح طبيبة تنقذ البشر وتداويهم، لكنّ حياتها اتخذت مساراً آخر، قد يكون أكثر صعوبة ومليئاً بالتحديات، ولكنّه بلا شك مساهمة قيّمة للبشرية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».