كادت دار «رالف أند روسو» أن تخطف الأضواء من «بيربري» هذا الموسم. فـ«بيربري» بإمكانياتها الضخمة كانت هي التي تضفي على الأسبوع البريق، من حيث ضخامة أماكن العرض وفخامة ديكوراتها، قبل أن تتبنى اتجاهاً فنياً. وبالتحاق دار «رالف أند روسو»، المتخصصة أساساً في الـ«هوت كوتير»، إلى البرنامج الرسمي، بدأت الكفة تتوازن بعض الشيء؛ والنتيجة في صالح الأسبوع طبعاً.
كان هذا أول عرض أزياء جاهزة تقدمه الدار، فقبل ذلك تخصصت في الـ«هوت كوتير» فقط. بيد أن هذا ليس هو السبب الوحيد الذي جعل مشاركتها مثيرة، فهي قصة نجاح استثنائية بكل المقاييس: تأسست على يد كل من مايكل روسو وتامارا رالف في 2007، ثم تلقت بعد سنوات معدودات دعوة مفتوحة من باريس للمشاركة في موسمها للـ«هوت كوتير»، في بادرة غير مسبوقة. فعدم توفرها على مقر لها في باريس لم يقف حجر عثرة في طريقها، رغم أن أحد أهم شروط «لاشومبر سانديكال»، المسؤولة عن حماية الـ«هوت كوتير» من الدخلاء، أن يكون لكل مشارك في البرنامج الرسمي مقر في باريس.
ومن أول عرض قدمته في عاصمة النور، حققت النجاح. فقد أعادتنا إلى «أيام زمان»، بكل ما تحمله من رومانسية وأنوثة. ويعود صعودها الصاروخي في عالم الموضة إلى قدرتها على استقطاب زبونات لا يترددن ثانية واحدة في دفع أكثر من 40 ألف جنيه إسترليني لقاء الحصول على قطعة بسيطة من تصميم تامارا رالف، رغم بساطتها، تتميز بالرقي وأناقة مضمونة.
كان العرض في آخر النهار. ورغم تأخر الوقت، لم تخيب الدار الآمال، بل أعطت الأسبوع جرعة قوية من الإبهار والبريق غير معهودة في أسبوع لندن، باستثناء ما تقدمه «بيربري». فالأسبوع معروف عموماً بالابتكار والجنون، وليس بالنخبوية أو الأناقة الراقية. لكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن نصف القاعة كان محجوزاً لصديقات الدار وزبوناتها المخلصات، أي من ذوات الإمكانيات.
وشملت التشكيلة أكثر من 45 قطعة متنوعة، تناسب النهار والمساء على حد سواء. من بينها كان الفستان الذي ظهرت به أنجلينا جولي في مهرجان تورنتو السينمائي الأخير، بكتف واحد وبلون أسود. والفستان نفسه ظهرت به مجموعة من صديقات الدار بلون مستردي، وهو اللون الذي قدمته الدار في عرضها. الأسود، على ما يبدو، كان خاصاً بأنجلينا.
وشملت مجموعة النهار كثيراً من القطع المتنوعة، علماً بأن العادي لا يدخل عادة في قاموس الدار، وهذا ما أكدته فساتين بألوان معدنية ومعاطف «سبور» من الكشمير أو من الدينم، بأحجام كبيرة مع تفاصيل براقة. وباستثناء قطع يمكن ارتداؤها بطرق مختلفة، فإن العنوان كان هو الأناقة الراقية مع رشة عملية خفيفة، تجسدت في مجموعة من القطع التي يمكن ارتداؤها بطرق مختلفة، مثل معطف واقٍ من المطر يمكن التخلص من جيوبه الكبيرة للحصول على إطلالة متجددة.
فساتين المساء والسهرة، بدورها، لم تخل من التطريزات والتفاصيل التي تحاكي الـ«هوت كوتير»، من البليسيهات الناعمة إلى أحجار الكريستال السخية، وغيرها من التطريزات.
كان واضحاً في كل إطلالة أن المصممة وشريكها مايكل روسو لا يقنعان بالحلول الوسطى، وما يحققانه من نجاح في أوساط النخبة، كما أن توسع أية ماركة في أرجاء العالم يكون من خلال العطور والإكسسوارات والأزياء الجاهزة، لهذا كان لا بد أن يفكرا في إطلاق خط أزياء جاهزة مع مجموعة من الإكسسوارات.
فرغم أن الخطوط في أول تشكيلة جاهزة لهما تميزت بالانسيابية والبساطة، فإن كل التساؤلات التي قد تكون خطرت بالبال حول الأهداف من خط أزياء جاهزة وجدت لها أجوبة مع نهاية العرض. وبالنظر إلى جمال وأناقة التشكيلة، فإن القرار لم يُتخذ من باب الديمقراطية بقدر ما هو استراتيجية توسعية تتزامن مع قرب افتتاح محلات في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا، وغيرها. ففي نهاية المطاف، ستكتفي أغلبية المعجبات الصغيرات والطامحات للانضمام إلى نادي الموضة بحقيبة يد، أو حذاء على أحسن تقدير، بينما ستبقى القطع التي أتحفتنا بها المصممة تامارا يوم الجمعة الماضي حكراً على شريحة نخبوية.
8:18 دقيقة
«رالف أند روسو» تقدم أول عرض لها في لندن
https://aawsat.com/home/article/1029351/%C2%AB%D8%B1%D8%A7%D9%84%D9%81-%D8%A3%D9%86%D8%AF-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%88%C2%BB-%D8%AA%D9%82%D8%AF%D9%85-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%86%D8%AF%D9%86
«رالف أند روسو» تقدم أول عرض لها في لندن
من الـ«هوت كوتير» إلى الأزياء الجاهزة
- لندن: جميلة حلفيشي
- لندن: جميلة حلفيشي
«رالف أند روسو» تقدم أول عرض لها في لندن
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة