بائع ساندويتشات مصري في أميركا يغرق الفضائيات بتحليلات سياسية

أثار الجدل بعد أن كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» حقيقته

الجمسي يعلق على الأحداث الأميركية بصفته «محللاً سياسياً» - حاتم الجمسي في مطعمه في نيويورك يعد الساندويتشات للزبائن
الجمسي يعلق على الأحداث الأميركية بصفته «محللاً سياسياً» - حاتم الجمسي في مطعمه في نيويورك يعد الساندويتشات للزبائن
TT

بائع ساندويتشات مصري في أميركا يغرق الفضائيات بتحليلات سياسية

الجمسي يعلق على الأحداث الأميركية بصفته «محللاً سياسياً» - حاتم الجمسي في مطعمه في نيويورك يعد الساندويتشات للزبائن
الجمسي يعلق على الأحداث الأميركية بصفته «محللاً سياسياً» - حاتم الجمسي في مطعمه في نيويورك يعد الساندويتشات للزبائن

أثار المصري حاتم الجمسي (48 عاماً)، الذي يقيم في الولايات المتحدة منذ عام 1999، الجدل في مصر أمس، بعد قيام صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية بالكشف عن وظيفته الأصلية «صانع ساندويتشات» في أميركا، رغم ظهوره على شاشات القنوات المصرية الإخبارية الخاصة والرسمية، على أنه محلل سياسي للقضايا الأميركية والشرق الأوسط، وانتقد عدد كبير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي، الخطأ الفادح الذي وقعت فيه عدة قنوات مصرية، ووصفوا الأمر بـ«الفضيحة».
يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: «عندما شاهدت الجمسي على شاشة التلفزيون تسلل الشك إلى قلبي، حول حقيقته، وبدا ذلك واضحاً من شكل ملابسه، وطريقة حديثه غير المرتبة وغير المقنعة»، وأشار إلى أن «ضيوف القنوات من المحللين والخبراء يجب أن يكونوا ذا حيثية وظيفية ومعروفين للصحافيين والمعدين، مثل أساتذة الجامعات وخبراء المراكز البحثية والسياسية الشهيرة».
وأضاف: «هذا الأمر يؤثر بلا شك في مصداقية القنوات التي استضافته، لأنها استضافت طباخاً على هيئة محلل سياسي عالمي»، متهماً معدي البرامج بالتهاون والاستسهال.
ووفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن الطباخ المصري، الذي اشتهر بتقديم تحليلات سياسية عن قضايا السياسة الأميركية، والشرق الأوسط، يخرج فور انتهائه من إجراء المقابلات التلفزيونية من غرفة غسيل الصحون، التي يستخدمها استوديو، ليعود إلى زبائنه في متجره الصغير، ليسألهم إن كانوا يريدون مزيداً من الكاتشاب على ساندويتشات البيض التي يطلبونها أم لا.
والجمسي الذي لم ينكر الأمر، يعتبر أنه رجل متعلم، من مواليد محافظة المنوفية، كان يعمل معلماً للغة الإنجليزية في مسقط رأسه قبل سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية عام 1999، لدراسة اللغة الإنجليزية في جامعة سان جورج، وقرر البقاء والإقامة في أميركا، ليعمل صانعاً للساندويتشات في أحد مطاعمها.
وقال الجمسي، في رده على منتقديه على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «أعلم أن هناك من سيبحث عن حجر ليقذفني به أو خنجر لیطعنني، أقول لمثل هؤلاء: وفروا حجارتكم وسهامكم لأن حاتم الجمسي لا يأبه ولا يكترث».
وأضاف الجمسي قائلاً: «كأن علي أن أخجل من أني مهاجر، وأصبحت صاحب مشروع تجاري ناجح، في مدينة كبيرة مثل نيويورك، وكأن على القنوات الإخبارية، أن تخجل من التعامل معي وأنا أحمل شهادة جامعية وكورسات بعد التخرج من جامعة عريقة مثل سان جورج، ولي کتاب منشور بالإنجليزية، وكأن علي أن أخجل وكنت من القلائل الذين توقعوا فوز ترمب، وقدمت تحليلاً وأسباباً منطقية لذلك، حاتم الجمسي لن يأبه أو يكترث، لما تقولون، موتوا بغيظكم».
ويقول عبد الرحمن شلبي، مدير تحرير سابق في قناة «سي بي سي إكسترا» الإخبارية، التي استضافت الجمسي على مدار الشهور الماضية: «استضافة المحللين والخبراء خارج مصر يجب أن تخضع لمعايير واضحة أهمها عدم استضافة أي شخصية مجهولة، أو من خارج السلك الدبلوماسي المصري، بل من مراكز أبحاث سياسية معروفة وشهيرة».
ولفت شلبي إلى أن «عجز معدي البرامج عن الوصول إلى الشخصيات المسؤولة والمهمة، وتهاونهم هو الذي يدفعهم إلى الاستعانة بشخصيات غير معروفة، تم تقديمها على أنها خبيرة في الشؤون الدولية»، وأشار إلى أن «الظهور الأول الناجح لمثل هذه الشخصيات المجهولة على الشاشة، يتسبب في تكرار الاستعانة بهم، وهؤلاء الأشخاص لا يعتذرون مثل بقية المصادر والخبراء الذين يكونون مشغولين بالأبحاث والمناقشات داخل مؤسساتهم».
انتشار الخبراء والمحللين المجهولين في أكثر من قناة مصرية، يفسره شلبي بقوله: «معدو القنوات الإخبارية يُطلب منهم أحياناً استضافة خبراء مصريين وعرب مقيمين بدول أجنبية ولسرعة الوصول إلى هؤلاء، يقومون بالحصول على أرقام الخبراء من زملائهم بالقنوات الأخرى، وبذلك تنتشر أرقام المحللين الوهميين، الذين يجيدون أحياناً التحليل والإجابة عن أسئلة المذيعين بكل طلاقة، لكن تحليلاتهم لا تكون مبنية على أي أسس علمية، أو بحثية، وإجاباتهم تكون مبنية أحياناً على (الفهلوة) واستخدام مصطلحات سياسية شهيرة».
والمواقف الطريفة والغريبة التي تتعلق بمشكلات اختيار المصادر، لم تقتصر على القنوات المصرية فقط، حيث شهدت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عدداً من المواقف المحرجة أيضاً على مدار السنين الماضية، إذ احتفلت قناة «بي بي سي» العام الماضي، بمرور 10 سنوات على أفضل مقابلة خاطئة أجرتها بعدما تحول سائق سيارة أجرة يدعى غاي غوما من شخصية لا يعرفها أحد، إلى أحد أشهر الشخصيات في بريطانيا، بعدما استضافته «بي بي سي» عن طريق الخطأ، وقالت «بي بي سي» على موقعها الإلكتروني، إن تفاصيل القصة تعود إلى سنة 2006، حين وصل غوما إلى مقر الشبكة لحضور مقابلة عمل، قبل أن تلعب الصدفة دوراً في تحويله من طالب عمل إلى ضيف النشرة الاقتصادية، بعدما ظنت المذيعة أن غوما هو خبير التكنولوجيا، الذي جاء للتحدث حول تنزيل الموسيقى.
وبحسب القناة البريطانية، فإن علامات الفزع والارتباك كانت بادية على وجه غوما بعدما طرحت عليه المذيعة مجموعة من الأسئلة، حيث أدرك الموقف المحرج الذي وقع فيه، لكنه حاول احتواءه، ونجح في إكمال المقابلة التي استغرقت دقيقة وأجاب عن كل الأسئلة.


مقالات ذات صلة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

العالم العربي تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

تونس والسنغال تتراجعان في تقرير «مراسلون بلا حدود» السنوي لحرية الصحافة

أظهر التقرير السنوي لحرية الصحافة لمنظمة «مراسلون بلا حدود»، اليوم الأربعاء، أن تونس والسنغال كانتا من بين الدول التي تراجعت في الترتيب، في حين بقيت النرويج في الصدارة، وحلّت كوريا الشمالية في المركز الأخير. وتقدّمت فرنسا من المركز 26 إلى المركز 24.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

غوتيريش يندد باستهداف الصحافيين والهجوم على حرية الصحافة

ندّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (الثلاثاء)، باستهداف الصحافيين، مشيراً إلى أنّ «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم». وقال في رسالة عبر الفيديو بُثّت عشية الذكرى الثلاثين لـ«اليوم العالمي لحرية الصحافة»، إن «كلّ حرياتنا تعتمد على حرية الصحافة... حرية الصحافة هي شريان الحياة لحقوق الإنسان»، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن «حرية الصحافة تتعرّض للهجوم في جميع أنحاء العالم»، مشيراً إلى أنّه «يتمّ استهداف الصحافيين والعاملين في الإعلام بشكل مباشر عبر الإنترنت وخارجه، خلال قيامهم بعملهم الحيوي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

صحافي ليبرالي في الصين يواجه تهمة «التجسس»

ذكرت جمعية تعنى بالدفاع عن وسائل الإعلام أن تهمة التجسس وجهت رسمياً لصحافي صيني ليبرالي معتقل منذ عام 2022، في أحدث مثال على تراجع حرية الصحافة في الصين في السنوات الأخيرة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». كان دونغ يويو، البالغ 61 عاماً والمعروف بصراحته، يكتب افتتاحيات في صحيفة «كلارتي» المحافظة (غوانغمينغ ريباو) التي يملكها الحزب الشيوعي الحاكم. وقد أوقف في فبراير (شباط) 2022 أثناء تناوله الغداء في بكين مع دبلوماسي ياباني، وفق بيان نشرته عائلته الاثنين، اطلعت عليه لجنة حماية الصحافيين ومقرها في الولايات المتحدة. وقالت وزارة الخارجية اليابانية العام الماضي إنه أفرج عن الدبلوماسي بعد استجو

«الشرق الأوسط» (بكين)
العالم العربي المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

المغرب: أربعة من وزراء الإعلام السابقين يرفضون لجنة مؤقتة لمجلس الصحافة

بدا لافتاً خروج أربعة وزراء اتصال (إعلام) مغاربة سابقين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة عن صمتهم، معبرين عن رفضهم مشروع قانون صادقت عليه الحكومة المغربية الأسبوع الماضي، لإنشاء لجنة مؤقتة لمدة سنتين لتسيير «المجلس الوطني للصحافة» وممارسة اختصاصاته بعد انتهاء ولاية المجلس وتعذر إجراء انتخابات لاختيار أعضاء جدد فيه. الوزراء الأربعة الذين سبق لهم أن تولوا حقيبة الاتصال هم: محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» المعارض، ومصطفى الخلفي، عضو الأمانة العامة لحزب «العدالة والتنمية» المعارض أيضاً، والحسن عبيابة، المنتمي لحزب «الاتحاد الدستوري» (معارضة برلمانية)، ومحمد الأعرج، عضو

«الشرق الأوسط» (الرباط)
المشرق العربي «الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

«الجامعة العربية» تنتقد «التضييق» على الإعلام الفلسطيني

انتقدت جامعة الدول العربية ما وصفته بـ«التضييق» على الإعلام الفلسطيني. وقالت في إفادة رسمية اليوم (الأربعاء)، احتفالاً بـ«يوم الإعلام العربي»، إن هذه الممارسات من شأنها أن «تشوّه وتحجب الحقائق». تأتي هذه التصريحات في ظل شكوى متكررة من «تقييد» المنشورات الخاصة بالأحداث في فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما في فترات الاشتباكات مع القوات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».