مصر تشيع ضحايا تفجير العريش... والنيابة تبدأ التحقيق

TT

مصر تشيع ضحايا تفجير العريش... والنيابة تبدأ التحقيق

شيعت مصر أمس، ضحايا التفجير الإرهابي الذي شهدته مدينة العريش (شمال سيناء)، أول من أمس، والذي أوقع ما لا يقل عن 18 قتيلا من عناصر الشرطة، فيما بدأت النيابة العامة تحقيقاتها بتشكيل فريق لمعاينة موقع التفجير، وتحديد هوية أحد المهاجمين بعد التحفظ على أشلاء من جثته، عبر تحليل الحامض النووي.
وكان فرع تنظيم داعش في سيناء قد تبنى هجوما استهدف قافلة أمنية أثناء مرورها في منطقة بئر العبد قرب العريش. ومن بين القتلى ضابطان ومن بين المصابين ضابط برتبة عميد بترت إحدى ساقيه. وأفادت معلومات بأن الهجوم بدأ بتفجير عبوة ناسفة نتج عنها تدمير ثلاث مركبات مدرعة للشرطة وسيارة تشويش، قبل اندلاع اشتباكات بين قوات الشرطة وعناصر إرهابية كانت تختبئ بالمنطقة الصحراوية المتاخمة للطريق. وقال تنظيم داعش إن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري نفسه بسيارة مفخخة، تبعه هجوم على الدورية الأمنية المستهدفة بالكمين. كما أعلن «داعش» استهداف سيارات إسعاف هرعت إلى موقع الحادث.
وأصدرت النيابة العامة أمس، قرارها بندب الأدلة الجنائية لإجراء معاينة تصويرية لمكان التفجيرات لمعرفة نوع المتفجرات المستخدمة، إلى جانب ندب لجنة فنية لمعاينة التلفيات في مدرعات وسيارات الشرطة والإسعاف وتحديد قيمتها، وسؤال المصابين وشهود العيان الموجودين في موقع الأحداث وأثنائها.
وطلبت النيابة تحريات إدارتي الأمن الوطني والبحث الجنائي حول الواقعة وجمع المعلومات الخاصة عن المتورطين فيها، علاوة على مطالبة الأجهزة المعنية بسرعة تحديد هوية الانتحاري بعد التحفظ على أشلاء من جثته وتحليل الحامض النووي، وسرعة ضبط وإحضار بقية المتورطين في الحادث.
وشهدت محافظات مصرية عدة أمس مراسم تشييع لضحايا الحادث الإرهابي، وسط مشاركة شعبية ورسمية واسعة، وهتافات للأهالي نددت بالإرهاب، وطالبت بسرعة القصاص من مرتكبي العمليات الإرهابية التي تستهدف رجال الشرطة والقوات المسلحة.
في غضون ذلك، أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن إدانتهم الشديدة لحادث العريش الإرهابي، ووصفه المجلس في بيان بـ«الشنيع والجبان»، مشددا على «تعاطف الدول الأعضاء وتعازيها العميقة لأسر الضحايا وللحكومة المصرية». وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن تمنياتهم بالشفاء العاجل للمصابين، مشيرين إلى التهديد الكبير للسلم والأمن الدوليين نتيجة ظاهرة الإرهاب بجميع أشكالها، ومطالبين بضرورة «معاقبة مرتكبي هذه الأفعال الآثمة ومن يقدم لهم الدعم والرعاية في النواحي المالية والتنظيمية».
وفي السياق نفسه، ذكر المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن المنظمة الدولية أرسلت تعازيها للحكومة والشعب المصريين في ضحايا الحادث. كما أعربت فرنسا عن إدانتها للهجوم، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية، إن «بلادها تعرب عن تعازيها لأسر الضحايا، وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين»، مؤكدة أنه «في الوقت الذي تدفع فيه مصر وقوات الأمن، مرة أخرى، ضريبة ثقيلة لمكافحة الإرهاب، فإن فرنسا تجدد تضامنها الكامل مع مصر قيادة وشعباً».
وأعلن الديوان الملكي الهاشمي الأردني أمس، تنكيس علم السارية حدادا على ضحايا الهجوم الإرهابي. وأكّد وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق باسم الحكومة الأردنية، الدكتور محمد المومني، وقوف الأردن إلى جانب مصر «في مواجهتها للإرهاب الأعمى وتصديها للإرهابيين الذين يستهدفون أمنها واستقرارها».


مقالات ذات صلة

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

شؤون إقليمية صمت إردوغان تجاه الحوار مع أوجلان يعرضه لضغوط المعارضة (الرئاسة التركية)

إردوغان تحت ضغط المعارضة لصمته تجاه الحوار مع أوجلان

يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطاً من المعارضة لتوضيح موقفه من الاتصالات مع زعيم حزب «العمال» الكردستاني عبد الله أوجلان في مسعى لحل المشكلة الكردية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.