شهد لبنان، الثلاثاء الماضي، أول عرض للدلافين، افتتحه وزير الإعلام ملحم الرياشي على الرغم من كل الاعتراضات التي أثيرت حوله، ورفض وزير السياحة أواديس كيدانيان لعروض تستخدم الحيوانات لبهجة الإنسان، واحتجاج جمعيات مدنية ودعوات مقاطعة.
ويأتي الافتتاح في اليوم نفسه الذي وقع فيه رئيس الجمهورية ميشال عون قانوناً طالت المطالبة به من قبل جمعيات حماية حقوق الحيوان، التي باتت تنشط في لبنان. وكان مجلس النواب قد أقرّ القانون في الأسبوع الماضي، بحضور المساعدة الشخصية لرئيس الجمهورية كلودين عون روكز، والمدير العام لرئاسة الجمهورية د. أنطوان شقير، ووفد من جمعية «أنيمالز ليبانون»، برئاسة لانا خليل، وأعضاء من الجمعية والمستشارة القانونية رنا صاغية.
ولفت الرئيس عون، خلال التوقيع، إلى أنّه يشجع «كل الجمعيات التي تعنى بالمخلوقات الحية، وبالمحافظة على العالم النباتي الذي يوفر الغذاء للإنسان والحيوان معاً، فمن دون العالم النباتي لا وجود للحياة». وشدّد الرئيس على متابعته «الإجراءات التي تحمي الطيور المهاجرة»، لافتاً إلى أنّه يتابع «تطبيق القانون الخاص بالصيد، بعد سلسلة الإجراءات التي وضعت للمرة الأولى لتنظيم الصيد في لبنان، والتي ترافقت مع حملة إعلامية للمحافظة على الطيور المهاجرة».
وأتى هذا القانون بعد حملة موسعة قادتها جمعيات مختصة، سلّطت الضوء على المعاملة السيئة التي يتعرض لها الحيوان في لبنان، خصوصاً الأليفة منها التي تهدر حقوقها. لذلك واجه عرض الدلافين، أثناء التحضير له، معارضة شديدة، إلا أن وزير الإعلام الرياشي بقي على موقفه من حضور افتتاح العرض، الذي يقيمه «سيرك دو ليبان» في مركز السيرك، في منطقة النهر. وحرص الوزير على القيام بجولة في مكان العرض، حيث تفقد الأوضاع الصحية والبيئية للدلافين، وما إذا كانت متلائمة مع المعايير العالمية المتبعة.
وقال الوزير الرياشي: «أدعوكم أن تشاهدوا هذه العروض، وألا تخافوا، لأن هذه الدلافين لا تخيف، إنّما الدلافين البشرية هي التي تخيف، ويجب أن تطمئنوا إلى أن هذه الدلافين موجودة في بيئة مناسبة»، شاكراً كل من ساهم في إنجاح هذا المشروع.
وأثنى الرياشي على «العرض المميز للدلافين التي تتمتع بذكاء خارق، وموجودة في بيئة حاضنة ومناخ جيد، ضمن مواصفات عالمية لحمايتها، والحفاظ عليها، والسماح لها بأن تقوم برياضات مع مدربين عالميين، لتقديم أجمل عرض في تاريخ لبنان».
ومن ثم، ألقى رئيس شركة «سيرك دو ليبان»، إسحق أبو ساري، كلمة رحب فيها بالحضور، وبالوزير الرياشي، وقال: «إنّ الشركة هي شركة لبنانية بامتياز، وهي تقوم بهذا النشاط بالتعاون مع شركة دولفينا شرم الشيخ»، مضيفاً: «الدلافين أصبحت موجودة في لبنان، وهي حقيقة وليست خيالاً، وأثمرت جهود 3 سنوات مستمرة، والعمل المتواصل، بأن نجلب هذا المشروع إلى لبنان، وإن شاء الله ينال إعجابكم».
جدير بالذكر أنّ المدافعين عن حقوق الحيوان اعتصموا، تكراراً، وسعوا بجهد متواصل، لافتين النظر إلى المخالفات الظالمة التي ترتكب في حق الحيوانات، إلى أن نالوا ما أرادوا، وهي مجرد خطوة قانونية صغيرة، إذ يبقى الأهم هو التطبيق، وإلزام المعنيين باحترام القوانين.
والقانون الجديد مفصل، يتضمن 30 مادة، تشمل طريقة الرعاية العامة بالحيوانات، مع انتشار الاتجار بها من أليفة وغير أليفة، وكذلك سلامة الغذاء الحيواني، وتنظيم حدائق الحيوان والتجارب العلمية، وغيرها من البنود.
الدلافين بخير في لبنان
انتصار لـ«الجمعيات المدنية»... والمحكّ عند التطبيق
الدلافين بخير في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة