العبادي: نقل عناصر «داعش» إلى حدود العراق أمر غير مقبول

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
TT

العبادي: نقل عناصر «داعش» إلى حدود العراق أمر غير مقبول

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي
رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي

رفض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، نقل عناصر «داعش» إلى الحدود مع العراق، وقال خلال المؤتمر الصحافي الأسبوعي، إن «نقل أعداد كبيرة من عناصر (داعش) إلى الحدود مع العراق أمر غير مقبول». وأشار إلى أن العراق «لا يسعى إلى احتواء (داعش)، إنما القضاء عليه».
ولم يصدر عن الفصائل المسلحة المنضوية تحت مظلة «الحشد الشعبي» تعليقا على الموضوع رغم الحديث عن التنسيق المفترض مع الروس والسوريين و«حزب الله» اللبناني. وكذلك التزمت الفصائل العراقية المسلحة المقاتلة في الأراضي السورية الصمت.
وأثار نقل عناصر من تنظيم داعش من مدينة جرود القلمون السوري الغربي إلى منطقة دير الزور السورية المحاذية للحدود مع العراق، بإشراف نظام بشار الأسد و«حزب الله» اللبناني، غضب واستياء كثير من العراقيين، وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مواقف منددة بالاتفاق وساخرة منه. واستذكر كثير من الناشطين والمدونين عبارات كان رددها زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر عشية تحرير مدينة الموصل، حين طالب السلطات العراقية بعدم السماح لعناصر «داعش» بعبور الحدود إلى سوريا، فيما يقوم هو اليوم بوضع تلك العناصر على الحدود مع العراق.
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة، إياد العنبر، أن نقل عناصر «داعش» إلى الحدود قرب العراق يؤشر إلى «عدم وجود تنسيق بين حكومة بغداد والفصائل المشتركة معها في القتال ضد (داعش)، وبين الجهات الأخرى مثل سوريا و(حزب الله) اللبناني». ويقول العنبر لـ«الشرق الأوسط»: «هناك قصور عراقي في النظر لمسألة الأمن القومي، العراقيون يفكرون برؤية مشتركة مع بقية الأطراف بشأن الحرب مع (داعش)، لكن الأحداث الأخيرة أثبتت أن ذلك موجود في عقول العراقيين فقط». وبرأيه فإن «نظام بشار الأسد و(حزب الله) يسعيان إلى حماية حدودهما وغير مهتمين بحماية العراق».
ويرى أستاذ الأمن الوطني في جامعة النهرين، حسين علاوي، أن نقل عناصر «داعش» قرب الحدود العراقية «يمثل تهديدا للأمن القومي العراقي، والأطراف التي قامت بذلك لم تنسق مع الحكومة العراقية وقيادة العمليات المشتركة، والأمر يشكل تحديا جديدا للعراق وزيادة في الضغط عليه».
بدوره، تساءل الخبير في شؤون الجماعات المسلحة، هشام الهاشمي، تعليقا على ما حدث «هل أصبح العسكري الإيراني والروسي واللبناني أحسن من العسكري العراقي؟». وبرأيه، فإن «البوكمال تعد امتدادا لمدينة القائم ضمن الإدارة العسكرية الداعشية (ولاية الفرات) وكل من يجرح أو يقل من حرس الحدود العراقية على يد (داعش) فهو بسبب العمق السوري الذي سيقوى بهذا الاتفاق». ويذهب الهاشمي إلى أن حصار الفصائل الإرهابية في الجبهة السورية في منطقتين «خيار تعمل عليه أميركا وحلفاؤها، وبالتالي فإن نسبة هذا التخطيط والعبقرية لفريق إيران مكابرة وبعد عن الواقع».
أما الكاتب والصحافي محمد غازي الأخرس فقد كتب في مدونته الشخصية في «فيسبوك»: «رأيي المتواضع، أبلغ رد على اتفاق حسن نصر الله مع (داعش) هو المضي في تقوية العلاقة مع السعودية، لكن هذا القرار يحتاج إلى أحرار ليقوموا به».
من جانبه، اتهم النائب علي البديري، أمس، الحكومتين العراقية والسورية بالتآمر على الشعب العراقي والحشد الشعبي إثر سكوتهم على الصفقة التي حصلت بين «حزب الله» اللبناني و«داعش». وخاطب البديري في تصريحات «حزب الله» قائلا: «دماء شبابنا وشعبنا وحشدنا ليست أرخص من دماء اللبنانيين».
كما انتقد أعضاء في لجنة الأمن النيابية الخطوة، مطالبين رئيس الوزراء بالمباشرة الفورية بعملية تحرير القائم لإبعاد الخطر عن الأراضي العراقية وعدم السماح لعناصر «داعش» المنقولين بالدخول إلى الأراضي العراقية.


مقالات ذات صلة

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

الولايات المتحدة​ أحمد الشرع مجتمعاً مع رئيس حكومة تسيير الأعمال محمد الجلالي في أقصى اليسار ومحمد البشير المرشح لرئاسة «الانتقالية» في أقصى اليمين (تلغرام)

«رسائل سريّة» بين إدارة بايدن و«تحرير الشام»... بعلم فريق ترمب

وجهت الإدارة الأميركية رسائل سريّة الى المعارضة السورية، وسط تلميحات من واشنطن بأنها يمكن أن تعترف بحكومة سورية جديدة تنبذ الإرهاب وتحمي حقوق الأقليات والنساء.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا تدخل منبج (إعلام تركي)

عملية للمخابرات التركية في القامشلي... وتدخل أميركي لوقف نار في منبج

يبحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تركيا الجمعة التطورات في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مواطنون من عفرين نزحوا مرة أخرى من قرى تل رفعت ومخيمات الشهباء إلى مراكز إيواء في بلدة الطبقة التابعة لمحافظة الرقة (الشرق الأوسط)

ممثلة «مسد» في واشنطن: «هيئة تحرير الشام» «مختلفة» ولا تخضع لإملاءات تركيا

تقول سنام محمد، ممثلة مكتب مجلس سوريا الديمقراطي في واشنطن، بصفتنا أكراداً كنا أساسيين في سقوط نظام الأسد، لكن مرحلة ما بعد الأسد تطرح أسئلة.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي مقاتلون من المعارضة في حمص يتجمعون بعد أن أبلغت قيادة الجيش السوري الضباط يوم الأحد أن حكم بشار الأسد انتهى (رويترز)

«داعش» يعدم 54 عنصراً من القوات السورية أثناء فرارهم

أعدم تنظيم «داعش» 54 عنصراً من القوات الحكومية في أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا، تزامناً مع سقوط الرئيس بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي عنصر من المعارضة السورية المسلحة في حمص يحتفل بدخول العاصمة دمشق (إ.ب.أ)

الأردن ومخاوف من خلط أوراق المنطقة والخشية من فوضى سوريا

يبدي أمنيون أردنيون مخاوفهم من عودة الفوضى لمناطق سورية بعد الخروج المفاجئ للأسد إلى موسكو، وان احتمالات الفوضى ربما تكون واردة جراء التنازع المحتمل على السلطة.

محمد خير الرواشدة (عمّان)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.