استعادة 4 مواقع عسكرية من الميليشيات بمحافظة البيضاء

غارات للتحالف العربي ساهمت في انتصارات متوالية للشرعية بميدي

TT

استعادة 4 مواقع عسكرية من الميليشيات بمحافظة البيضاء

شنت مقاتلات التحالف العربي، أول من أمس الأحد، غارات جوية على مواقع وتجمعات وتعزيزات ميليشيا الحوثي وصالح في مديرية ميدي وعبس التي تشهد معارك ضارية منذ أول من أمس، وسط انتصارات متتالية لقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي.
وقالت مصادر ميدانية وأخرى عسكرية، إن غارات التحالف العربي استهدفت تعزيزات للميليشيات، وأسفرت عن تدمير عتاد عسكري، وسقوط العشرات من عناصر ميليشيا الحوثي وصالح بين قتلى وجرحى.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية إن الانتصارات في مسار العمليات العسكرية للجيش الوطني ضد الميليشيات الانقلابية ومنطقة ميدي بمحافظة حجة، تهدف إلى استكمال السيطرة على المدينة، ثم التقدم نحو منطقتي حرض وحيران، وإن هذه الانتصارات سوف تحدث نقلة نوعية لتغيير استراتيجية المعركة.
وأوضح العميد الركن عبده عبد الله مجلي في تصريح نقله المركز الإعلامي للقوات المسلحة أن العمليات العسكرية للجيش الوطني «مستمرة حسب الخطط المعدة من رئاسة هيئة الأركان، وبإشراف مباشر من قبل الأخ رئيس الجمهورية ونائبه».
مضيفاً أن «الخيار العسكري ما زال هو الطريق الآمن والأسرع والأقرب لتجنيب الشعب اليمني مزيداً من القتل والتدمير، وتدمير المنشآت الاقتصادية والحيوية التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية». مشيرا إلى أن «الحسم العسكري من أجل السلام، وأن يسود اليمن السلام والأمن والاستقرار».
وقال العميد مجلي إن هناك عوامل تؤثر على سرعة الحسم، وهي الحفاظ على المدنيين، وأيضا صعوبة التضاريس، والطرق والأراضي المزروعة بالألغام التي زرعها الانقلابيون، وكذا الالتزام بالمبادرات والحوارات التي ترفضها الميليشيا الانقلابية».
وكانت قوات الجيش الوطني تمكنت أمس من تحرير الأحياء الشرقية لمدينة ميدي شمال محافظة حجة بشكل كامل، وتطهير الأبنية والعمارات الواقعة شرق المدينة التي كانت تتحصن بها قناصة وعناصر الميليشيات في عملية عسكرية نوعية مسنودة من قوات التحالف العربي.
وأفاد مصدر عسكري بالمنطقة العسكرية الخامسة بأن الفرق الهندسية التابعة للجيش الوطني تقوم بنزع الألغام والمتفجرات التي زرعتها الميليشيات الانقلابية وسط الأحياء والطرق العامة وفي منازل المواطنين، مضيفاً أن الجيش يعمل على استكمال نزع الألغام في المدينة واستكمال تأمينها، تمهيدا لعودة السكان إليها الذين كانوا قد نزحوا إلى خارج المدينة.
وتأتي تلك التطورات والانتصارات في الوقت الذي تمكنت فيه قوات الجيش الوطني أول من أمس بمحافظة حجة من استعادة أجزاء واسعة من مدينة ميدي بعد معارك مع ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة.
وتمكنت قوات الجيش الوطني بمدينة ميدي من استعادة حي الخزان والثريا المحاذية للمدينة ومستشفى المدينة، بالإضافة إلى عدد من التباب الواقعة إلى الجنوب الشرقي لميدي، وسط حملة تمشيط للقوات الراعية للأحياء المحررة من أي جيوب أو عناصر نائمة للميليشيات بتمشيط الأحياء التي حررتها، حيث تتواصل الانتصارات في أكثر من منطقة.
وعلى صعيد تطورات الجبهات في محافظة البيضاء، تتواصل المواجهات بين ميليشيا الحوثيين وصالح من جهة، وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة ثانية، لليوم الثاني على التوالي، عقب فشل الميليشيات في اختراق جبهات الشرعية بمنطقة ذي ناعم.
وقال العميد حسين عبد ربه العمري، رئيس المجلس الإعلامي لمحافظة البيضاء، إن جبهات ذي ناعم آل عمر شهدت أمس الاثنين مواجهات عنيفة، ونجحت فيها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من تكبيد ميليشيات الحوثي وصالح خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقال العميد العمري إن ميليشيات الحوثي وصالح حشدت قوة ضاربة حاولت من خلالها اختراق جبهة ذي ناعم آل عمر باتجاه جبهة الناصفة المجاورة لمنطقة آل حميقان، إلا أن التحام جبهة ذي ناعم آل عمر وجبهة الناصفة آل حميقان أفشل مخطط الانقلابيين وكسر محاولاتهم تلك الفاشلة.
إلى ذلك نجحت الجبهات الغربية لمقاومة آل حميقان بقيادة قمهدي الحميقاني من استعادة 4 مواقع للمقاومة داخل حدود مديرية ذي ناعم، بعد أن سقطت وتمت السيطرة عليها من قبل الميليشيات الحوثية أول من أمس.
القيادي بالجبهات الغربية العقيد صالح قمهدي الحميقاني، أكد في تصريحات له أن الميليشيات تقدمت باتجاه الجبهات الغربية لجبهات الناصفة آل حميقان، ومن مناطق «كعوش وكتف البعير والمختبي وجميل»، والتي سقطت لساعات في أيدي ميليشيا صالح والحوثيين، حيث شنت على إثرها مقاومة آل حميقان للجبهات الغربية هجوماً عنيفاً من استعادة تلك المواقع بعد ساعات قليلة من سقوطها.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.