بعثة مصرية تتوصل إلى كشف أثري جديد غرب الأقصر

وسط مقابر منطقة ذراع أبو النجا

مقابر في منطقة ذراع أبو النجا  ({الشرق الأوسط})
مقابر في منطقة ذراع أبو النجا ({الشرق الأوسط})
TT

بعثة مصرية تتوصل إلى كشف أثري جديد غرب الأقصر

مقابر في منطقة ذراع أبو النجا  ({الشرق الأوسط})
مقابر في منطقة ذراع أبو النجا ({الشرق الأوسط})

توصلت بعثة مصرية إلى كشف أثري جديد وسط مقابر منطقة ذراع أبو النجا في غرب مدينة الأقصر (721 كلم جنوب القاهرة). وتمكنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة، برئاسة الدكتور مصطفى وزيري المدير العام لآثار الأقصر من الوصول إلى الكشف الأثري عبر أحد الممرات الملاصقة لمقبرة «أوسرحات» قاضي طيبة، والتي اكتشفتها البعثة في شهر أبريل (نيسان) الماضي، وعثر بها على خبيئة ضمت مئات التماثيل وعشرات التوابيت والمومياوات الفرعونية.
ووصف محافظ الأقصر محمد بدر الكشف الجديد، الذي لم يعلن عن تفاصيله بعد، بأنه مهم، ويؤكد أن الأقصر مليئة بكثير من الكنوز والاكتشافات الفرعونية التي لم يتم التوصل إليها حتى اليوم. وأضاف أن الكشف الجديد يأتي ليشد أنظار العالم إلى الأقصر مجدداً، ويسهم في تحقيق دعاية غير مباشرة للسياحة الثقافية بالأقصر وصعيد مصر.
وبحسب مصادر في منطقة آثار الأقصر ومصر العليا، فإن منطقة ذراع أبو النجار كانت منطقة واعدة في مجال الاكتشافات الأثرية، وجذبت خلال السنوات الماضية، كثيراً من البعثات الأثرية الأجنبية، التي عملت في مجال التنقيب عن الآثار المصرية، وسط جبل القرنة التاريخي، في غرب الأقصر، وهو الجبل الذي يحتوي على قرابة 850 مقبرة فرعونية، لا تزال في باطن الأرض، حيث تعمل بمنطقة ذراع أبو النجا وجبل القرنة، بعثات تضم علماء مصريات من بولندا وإسبانيا وألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، وغيرها من البعثات التي تنتمي لجنسيات مختلفة.
وطبقاً للمصادر، فإن منطقة ذراع أبو النجا، ستشهد بعد عيد الأضحى، الإعلان عن العثور على مقبرة فرعونية جديدة ملاصقة للمقبرة التي تحمل رقم 157، والتي توصلت البعثة الأثرية المصرية العاملة بالمنطقة، عبر عملها بمقبرة أوسرحات، لكشفهم الأثري الجديد.
وترجع مقبرة «أوسرحات»، الذي كان يعمل قاضياً للمدينة، لعصر الأسرة الـ18، بمصر الفرعونية، وعثر بها على مقتنيات أثرية مهمة.
وكانت منطقة ذراع أبو النجا، جبانة لحكام طيبة من الأسرة السابعة عشرة وعائلاتهم، وأسفرت الحفريات الأثرية الحالية بالمنطقة عن العثور على عدد من القطع الأثرية المنقوشة والتوابيت الريشية والأسلحة المزخرفة والجواهر. كما تم العثور في المنطقة على مقبرة الملكة إياح حتب والدة الملك أحمس الأول، وتوجد بمنطقة ذراع أبو النجا مقابر منقوشة مقطوعة في الحجر لكبار المسؤولين في عصر الدولة الحديثة.
ويحوي جبل القرنة، الذي يمتد من منطقة وادي الملوك، شمالاً، وحتى منطقة وادي الملكات جنوباً، بين جنباته، أشهر معابد ومقابر ملوك وملكات الفراعنة، مثل مقبرة الفرعون الذهبي، توت عنخ آمون، ومقبرة جميلة الجميلات، الملكة نفرتاري، ومعبد الملكة حتشبسوت، وعشرات من مقابر الملوك والنبلاء في مصر القديمة.
وكان الجبل مقراً لسكن 1800 أسرة مصرية، جرى نقلهم قبيل عقد من الزمان، إلى مساكن جديدة، أقيمت لهم، وجرى هدم مساكنهم التي كانت مقامة فوق مئات المقابر الفرعونية، التي لا تزال مدفونة في جبل القرنة حتى اليوم.


مقالات ذات صلة

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

يوميات الشرق المقبرة تضم رموزاً لطبيب القصر الملكي في الدولة القديمة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف مصطبة طبيب ملكي يبرز تاريخ الدولة القديمة

أعلنت مصر، الاثنين، اكتشافاً أثرياً جديداً في منطقة سقارة (غرب القاهرة)، يتمثّل في مصطبة لطبيب ملكي بالدولة المصرية القديمة.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق مدخل مقبرة بسقارة

مصر: اكتشاف مصاطب ومقابر أثرية تبوح بأسرار جديدة عن سقارة

ما زالت منطقة سقارة الأثرية تبوح بأسرارها، حيث اكتشفت البعثة الأثرية المصرية اليابانية مصاطب ومقابر ودفنات تكشف مزيداً عن تاريخ هذه المنطقة الأثرية المهمة. …

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية بالقاهرة، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق في هذه الصورة التي قدمتها جامعة برمنغهام اليوم 2 يناير 2025 يجري العمل على اكتشاف 5 مسارات كانت تشكل جزءاً من «طريق الديناصورات» بمحجر مزرعة ديوارز بأوكسفوردشير بإنجلترا (أ.ب)

علماء يعثرون على آثار أقدام ديناصورات في إنجلترا

اكتشف باحثون مئات من آثار أقدام الديناصورات التي يعود تاريخها إلى منتصف العصر الجوراسي في محجر بأوكسفوردشير بجنوب إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأثر ثلاثي الأصبع (جامعة برمنغهام)

من هنا مرَّت الديناصورات...

اكتشف عامل محاجر بريطاني أكبر موقع لآثار الديناصورات في البلاد، وذلك في محجر بمقاطعة أكسفوردشاير، جنوب شرقي إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.