الأبناء يصغون إلى الهاتف النقال أكثر من الوالدين

المعلم والسياسي والقس سيفقدون هيبتهم

أطفال يستخدمون الأجهزة المحمولة
أطفال يستخدمون الأجهزة المحمولة
TT

الأبناء يصغون إلى الهاتف النقال أكثر من الوالدين

أطفال يستخدمون الأجهزة المحمولة
أطفال يستخدمون الأجهزة المحمولة

عبرت غالبية الألمان، في استطلاع جديد للرأي، عن قناعتها بأن الأجهزة الإلكترونية ستفرض نفوذها على الأبناء أكثر من الوالدين في المستقبل. والمهم أيضاً هو أن الأبناء أنفسهم يعترفون بسطوة الهاتف النقال وتفوقه على الوالدين مستقبلاً.
أجرى الاستطلاع معهد «إيبسوس» لاستطلاع الرأي بتكليف من «معهد أوباشوفسكي لأبحاث المستقبل». وجاء في نتائج الاستطلاع أن 58 في المائة من الألمان يعتقدون أن الأبناء مستقبلاً سيصغون إلى وسائل المعلوماتية الإلكترونية أكثر مما يصغون إلى الوالدين. وراحت نسبة 55 في المائة إلى أن المدرسة والمعلم والسياسي والقس سيفقدون هيبتهم في عيون الأبناء بالمقارنة مع تأثير الهاتف النقال.
وفي الاستطلاع نفسه، قالت نسبة 60 في المائة من الشباب من عمر 14 - 24 سنة إنها تتوقع أن يتفوق تأثير الهاتف النقال على الأبناء على تأثير الوالدين. وقالت نسبة 41 في المائة منهم فقط إن تأثير المعلم والمدرسة ستتراجع بفعل تفوق الهاتف النقال.
مع ذلك، دعا الباحث هورست أوباشفوسكي إلى عدم التطير من نتائج الاستطلاع، مشيراً إلى أن الأبوين والعائلة والأصدقاء سيبقون المحيط الأساسي المؤثر على الطفل. وقال إن الوالدين والإخوة والأخوات والأصدقاء يتوفرون دائماً للطفل، وهذه ميزة إلى صالح الطفل. وأضاف أن فقدان هيبة دوائر الشباب والمدارس أمام الجيل الجديد ليس جديداً.
جدير بالذكر أن نسبة 33 في المائة من الألمان فقط، في الرد على سؤال يتعلق حول تأثير المعلوماتية على الأبناء سنة 1997، رجحت تفوق الأجهزة الإلكترونية على العائلة في التأثير على الطفل.
الصحافة الألمانية وصفت نتائج الاستطلاع بالمفزعة، وذكّرت بدراسة مفزعة أخرى لمشروع «بيكك - الإعلام»، وشملت عدة آلاف من تلاميذ المدارس الألمانية، من الجنسين، نشرت قبل سنة. وظهر من الدراسة أن 60 في المائة من الأطفال فشلوا في الصمود أمام إغراء العبث بأجهزتهم لمدة تزيد على نصف ساعة فقط. ودعا الأطباء إلى المزيد من الدراسات العلمية حول هذه الظاهرة، وانتقدوا ضعف الدعم الحكومي لمثل هذه الدراسات.


مقالات ذات صلة

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
خاص يمثل تحول الترميز الطبي في السعودية خطوة حاسمة نحو تحسين كفاءة النظام الصحي ودقته (شاترستوك)

خاص ما دور «الترميز الطبي» في تحقيق «رؤية 2030» لنظام صحي مستدام؟

من معالجة اللغة الطبيعية إلى التطبيب عن بُعد، يشكل «الترميز الطبي» عامل تغيير مهماً نحو قطاع طبي متطور ومستدام في السعودية.

نسيم رمضان (لندن)
خاص من خلال الاستثمارات الاستراتيجية والشراكات وتطوير البنية التحتية ترسم السعودية مساراً نحو أن تصبح قائداً عالمياً في التكنولوجيا (شاترستوك)

خاص كيف يحقق «الاستقلال في الذكاء الاصطناعي» رؤية السعودية للمستقبل؟

يُعد «استقلال الذكاء الاصطناعي» ركيزة أساسية في استراتيجية المملكة مستفيدة من قوتها الاقتصادية والمبادرات المستقبلية لتوطين إنتاج رقائق الذكاء الاصطناعي.

نسيم رمضان (لندن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».