لندن: اعتقال مشتبه به ثانٍ في حادثة طعن خارج قصر باكنغهام

مصدر أمني: 5 دقائق تكفي الإرهابيين لاختراق البرلمان البريطاني

أسبانية توقّع أمام البرلمان البريطاني في لندن أمس على كتاب تعزية في ضحايا الهجومين اللذين ضربا برشلونة الأسبوع الماضي (رويترز)
أسبانية توقّع أمام البرلمان البريطاني في لندن أمس على كتاب تعزية في ضحايا الهجومين اللذين ضربا برشلونة الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

لندن: اعتقال مشتبه به ثانٍ في حادثة طعن خارج قصر باكنغهام

أسبانية توقّع أمام البرلمان البريطاني في لندن أمس على كتاب تعزية في ضحايا الهجومين اللذين ضربا برشلونة الأسبوع الماضي (رويترز)
أسبانية توقّع أمام البرلمان البريطاني في لندن أمس على كتاب تعزية في ضحايا الهجومين اللذين ضربا برشلونة الأسبوع الماضي (رويترز)

أعلنت شرطة اسكوتلنديارد البريطانية اعتقال مشتبه فيه ثان على صلة بهجوم رجل مسلح بسيف على ثلاثة من أفراد الشرطة خارج قصر باكنغهام في لندن يوم الجمعة. وأضافت، أن رجلا يبلغ من العمر 30 عاما اعتقل في غرب لندن للاشتباه بضلوعه في التكليف أو التجهيز أو التحريض على الإرهاب. وكان رجل قاد سيارته صوب سيارة «فان» تابعة للشرطة قرب مقر إقامة الملكة إليزابيث في لندن في وقت متأخر يوم الجمعة، وألقى ثلاثة من أفراد الشرطة القبض عليه، لكنه أصابهم بجروح بسيطة. وذكرت الشرطة، أن شابا يبلغ من العمر 26 عاما اعتقل في موقع الحادثة ولا يزال رهن الاحتجاز بعد إصدار مذكرة لاحتجازه حتى أول سبتمبر (أيلول)، والأخير متحدر من لوتون على بعد 50 كلم شمال لندن، حيث جرت عمليات دهم، هتف «الله أكبر»، مرات عدة واضطر الشرطيون غير المسلحين إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لشل حركته، وفق ما أفادت الشرطة البريطانية أول من أمس.
وكانت شرطة اسكوتلنديارد أوقفت مساء الجمعة رجلا مسلحا بسكين بعدما أصاب اثنين من عناصرها بجروح طفيفة خارج قصر باكنغهام. وقصر باكنغهام هو مقر إقامة الملكة إليزابيث الثانية في لندن. وبحسب بيان الشرطة، تم تمديد مذكرة توقيف المشتبه فيه الأول البالغ من العمر 26 عاما. وشهدت بريطانيا ثلاثة اعتداءات تبناها تنظيم داعش منذ مارس (آذار). وفي لندن، استخدم مهاجمون مرتين آليات لدهس مارة قبل مهاجمتهم بسكاكين، في مارس (خمسة قتلى) وفي يونيو (حزيران) (ثمانية قتلى). وفي الثامن من مايو (أيار)، فجّر رجل نفسه بقنبلة يدوية الصنع عند انتهاء حفلة موسيقية في مانشستر؛ ما أسفر عن سقوط 22 قتيلا. في حين واصلت السلطات البريطانية والبلجيكية، أول من أمس، تحقيقاتها غداة الهجومين الإرهابيين بالسلاح الأبيض عشية مظاهرة كبيرة للسلام جرت في برشلونة بعد أسبوع من الاعتداءات التي شهدتها المدينة وكامبريلس، وخلفت 15 قتيلا وأكثر من 120 جريحا يوم 17 أغسطس (آب) الحالي.
إلى ذلك، أظهرت تجارب عملية أجرتها الشرطة البريطانية، أن الإرهابيين يمكن أن يخترقوا مبنى البرلمان خلال أقل من خمس دقائق ويقتلوا 100 من أعضائه، وفقا لصحيفة «تلغراف» نقلا عن مصادر أمنية. ووفقا لصحيفة «الصنداي تلغراف»، أجرت الشرطة الاختبار السري لأنظمة الأمن التي تحرس مبنى البرلمان البريطاني خلال العطلة الصيفية؛ حتى لا يعلم غالبية البرلمانيين بنتائج هذه التجارب التي يمكن أن تزيد مخاوفهم. وقد تمكن ضباط من الشرطة البريطانية، الذين لعبوا دور المهاجمين المتشددين، من الدخول بسهولة وسرعة إلى مبنى البرلمان عبر مجرى نهر التايمز القريب منه، والوصول إلى قاعة مجلس العموم بيسر، حيث تجري المناقشات الرئيسية بين النواب.
ووفقا لمصادر الصحيفة، فقد احتاج المهاجمون المتسللون بين بداية «هجومهم» ووصولهم إلى مدخل قاعة مجلس العموم لأقل من خمس دقائق. و«أظهرت التجربة أن بإمكان المهاجمين قتل أكثر من 100 عضو من أعضاء البرلمان قبل التدخل الفاعل للقوى الأمنية»، حسب الصحيفة.
وتفيد التقارير بأن «اختبار القوة» هذا جزء من التحقيق في الهجوم الذي وقع في مارس الماضي على جسر وستمنستر والهجمات على الشرطة خارج مبنى البرلمان.
ووفقا للمصادر البريطانية: «أفضت نتائج الاختبار الأمني إلى صياغة عدد من التوصيات الأساسية الهادفة لتعزيز حماية البرلمان. وعلى وجه الخصوص، الحاجة إلى تركيب حواجز واقية على النهر، لا تسمح للقوارب والسفن بالاقتراب من المبنى، وتكليف مجموعة خاصة من الحراس المسلحين الذين يخضعون حاليا للتدريب اللازم بمهمة حماية مداخل البرلمان من جهة النهر».
ووفقا لممثل البرلمان البريطاني، فإن رجال الأمن والشرطة يبذلون كل جهد ممكن لضمان المستوى اللازم من الحماية للبرلمانيين. وقال: «على الرغم من أنني لا يمكن أن أسهب في الحديث عن ميزات الأمان لدينا وكشفها، فإننا نعمل بشكل وثيق مع الشرطة ووكالات الاستخبارات وغيرها لاتخاذ تدابير أمنية فاعلة ومتسقة مع المخاطر التي تواجه البرلمان» حسبما نقلت المصادر: عن ممثل البرلمان البريطاني.


مقالات ذات صلة

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

المشرق العربي جانب من لقاء وزير الدفاع التركي الأحد مع ممثلي وسائل الإعلام (وزارة الدفاع التركية)

تركيا مستعدة لدعم السلطة السورية الجديدة... وأولويتها تصفية «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا استعدادها لتقديم الدعم العسكري للإدارة الجديدة في سوريا إذا طلبت ذلك وشددت على أن سحب قواتها من هناك يمكن أن يتم تقييمه على ضوء التطورات الجديدة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الدمار الذي خلفه الهجوم المزدوج في ريحانلي عام 2013 (أرشيفية)

تركيا: القبض على مطلوب متورط في هجوم إرهابي وقع عام 2013

أُلقي القبض على أحد المسؤولين عن التفجير الإرهابي المزدوج، بسيارتين ملغومتين، الذي وقع في بلدة ريحانلي (الريحانية)، التابعة لولاية هطاي جنوب تركيا، عام 2013

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا الملا عثمان جوهري في جولة بين التلال بولاية نورستان قال: «لم تكن هنا طالبان هنا عندما بدأت الحرب» (نيويورك تايمز)

الملا عثمان جوهري يستذكر العمليات ضد الأميركيين

قاد الملا عثمان جوهري واحدة من أعنف الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، وهي معركة «ونت» التي باتت رمزاً للحرب ذاتها.

عزام أحمد (إسلام آباد - كابل)
أوروبا استنفار أمني ألماني في برلين (أرشيفية - متداولة)

ألمانيا: دراسة تكشف استمرار ارتباط كراهية اليهود باليمين المتطرف بشكل وثيق

انتهت نتائج دراسة في ألمانيا إلى أن كراهية اليهود لا تزال مرتبطة بشكل وثيق باليمين المتطرف.

«الشرق الأوسط» (بوتسدام )

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.