سليماني يحذر من «الفتنة الطائفية» في داخل إيران

قال إن التدخل في سوريا من أجل المصالح وليس دفاعا عن ديكتاتور

قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني علي عسكري ورئيس هيئة أئمة الجمعة في طهران علي أكبري أمس (تسنيم)
قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني علي عسكري ورئيس هيئة أئمة الجمعة في طهران علي أكبري أمس (تسنيم)
TT

سليماني يحذر من «الفتنة الطائفية» في داخل إيران

قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني علي عسكري ورئيس هيئة أئمة الجمعة في طهران علي أكبري أمس (تسنيم)
قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني ورئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني علي عسكري ورئيس هيئة أئمة الجمعة في طهران علي أكبري أمس (تسنيم)

أقر قائد «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» قاسم سليماني أمس بوجود معارضة داخلية وأخرى خارجية من «أصدقاء» بلاده حول التدخل في سوريا على أن المرشد الإيراني علي خامنئي اختار المصالح بغض النظر إذا ما كان التدخل دفاعا عن ديكتاتور أو عدمه.
وكشف سليماني خلال خطاب في طهران للمرة الأولى عن وجود معارضة داخلية على مستوى عال في إيران حول تدخل إيران العسكري في سوريا والعراق وقال إن «أصدقاء على مستوى عال في الداخل والخارج قالوا لنا لا تتدخلوا في القضية السورية والعراقية ودافعوا عن الثورة بطريقة محترمة».
وأشار سليماني إلى تصريحات مسؤول إيراني رفيع يعارض فكرة التدخل في سوريا ويقول في هذا الصدد: أحدهم قال: «هل نذهب للدفاع عن ديكتاتور؟ وعندها رد المرشد الإيراني قائلا: هل ننظر في علاقاتنا مع الدول الأخرى إلى من يكون ديكتاتورا ومن يكون غير ذلك، يجب علينا اختيار المصالح» وفق ما نقلت عنه وكالة فارس الناطقة باسم «الحرس الثوري».
وفي إشارة إلى قيام قوات عسكرية إيرانية بمهام قتالية في سوريا والعراق زعم سليماني أن بلاده «ربطت بين طائفتي السنة والشيعة» مشددا على أن بلاده «بلغت قوة غير مسبوقة» بسبب ما اعتبره دور خامنئي «المؤثر».
وتقود قوات «فيلق القدس» الذراع الخارجي لـ«الحرس الثوري» الإيراني ائتلاف من مقاتلين إيرانيين وأفغان وباكستانيين إضافة إلى «حزب الله» اللبناني وميليشيا عراقية منذ ست سنوات في سوريا.
ونفى سليماني أن تكون بلاده ميزت بين مصالحها ومصالح العراق أو بحثت السيطرة على آبار النفط ومدينتي الموصل وكركوك في العراق كما نفى أن تكون قواته حصلت على مقابل مادي لقاء مشاركتها خارج الحدود.
في 29 من مارس (آذار) 2014 قال سليماني خلال خطاب دافع فيه عن دور قواته في المنطقة إن «الهلال الشيعي ليس سياسيا إنما هو اقتصادي، أهم قضية في العالم اقتصادية» مضيفا أن 70 في المائة من نفط العالم في مناطق «تقطنها غالبية شيعية». ومنذ الكشف عن سقوط مقاتلين من الحرس الثوري نفت طهران وجود قوات لها في سوريا إلا أنها لاحقا قالت إن قواتها العسكرية تقوم بدور «استشاري» في العراق وسوريا بطلب رسمي من حكومات البلدين.
وشيعت إيران خلال السنوات الماضية مئات المقاتلين عن عنوان «مدافعي الأضرحة» والتسمية تحمل دلالات دينية تزعم إيران بموجبها أن قواتها تدافع عن مقامات أولياء الشيعة في سوريا والعراق. بحسب آخر إحصائية وردت على لسان رئيس منظمة «الشهيد» الإيرانية محمد علي شهيدي في بداية مارس الماضي عدد خسائر القوات الإيرانية بلغ 2100 قتيل في سوريا والعراق.
وردا على اتهام إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة قال سليماني «نحن بالطائفة منعنا الحرب الطائفية وليس القوة العسكرية. عندما يتمكن نظام من حل القضايا القومية واللغوية هذا مصدر ثبات وكان المرشد سبب التوصل إلى هذا المناخ».
ويرفض الحرس الثوري منذ ست سنوات الكشف عن خسائره في الأرواح فضلا عن النفقات المادية. الشهر الماضي قال سليماني إن مصانع وزارة الدفاع أنتجت السلاح على مدار الساعة لتسليح قوى عراقية متحالفة مع طهران. ورغم تأكيد سليماني على «ربط المذهبين الشيعي والسني» في سوريا والعراق فإنه في الوقت نفسه، حذر من «خطر الفتنة الطائفية» في الداخل الإيراني. وطالب بتفعيل دور المساجد في إيران لـ«تأهيل» مقاتلين للقوات «المدافعة عن الحرم».
وقال سليماني: «نواجه خطر الفتنة الطائفية في الداخل الإيراني» من دون ذكر التفاصيل.
وإشارة سليماني إلى خطر الفتنة الطائفية تأتي بعد أيام من انتقادات تحت قبة البرلمان الإيراني بسبب عدم توجيه دعوة إلى رموز أهل السنة في إيران لحضور مراسم «اليمين الدستورية» للرئيس الإيراني حسن روحاني على الرغم من تأييد روحاني من قبل شخصيات سنية في حملة الانتخابات الرئاسية مايو (أيار) الماضي.
وأثار روحاني ونائبه الأول إسحاق جهانغيري خلال حملات الانتخابات الرئاسية ملف أهل السنة ووعد روحاني برفع التمييز وتقسيم موارد البلد في مناطق أهل السنة منتقدا حلفاءه المحافظين بسبب التعامل الأمني مع ملف السنة في إيران.
وكانت مواقف روحاني أثارت ردود فعل متباينة في إيران. وتقدم خامنئي قائمة منتقدي مواقف روحاني في الانتخابات محذرا إياه من إحداث زلزال كبير في إيران.



تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)
TT

تركيا: القبض على 47 من عناصر «داعش»

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)
عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية أثناء عملية استهدفت «داعش» (إعلام تركي)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب في تركيا القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، في حملة شملت ولايات عدة.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إنه جرى القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش»، في إطار عملية مركزها مديرية الأمن العام بالعاصمة أنقرة، شملت أيضاً ولايات إسطنبول، وسكاريا، وسامسون، وماردين.

وأضاف يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، الخميس، أن العملية انطلقت، بموجب مذكرات اعتقال صدرت من النيابات العامة في الولايات الخمس، وشاركت فيها قوات مكافحة الإرهاب، بالتنسيق مع مديرية الأمن العام في أنقرة.

وتابع أنه نتيجة العمليات، التي جرى فيها القبض على 47 من عناصر التنظيم المشتبه بهم، جرى ضبط مسدسات غير مرخصة وعدد كبير من الوثائق التنظيمية والمواد الرقمية العائدة لـ«داعش».

وشدد يرلي كايا على أن أجهزة الأمن التركية لن تتسامح مع أي إرهابي، وستواصل معركتها دون انقطاع.

وتُنفذ أجهزة الأمن التركية حملات متواصلة على خلايا وعناصر «داعش»، أسفرت عن القبض على آلاف منهم، فضلاً عن ترحيل ما يقرب من 3 آلاف، ومنع دخول أكثر من 5 آلاف البلاد، منذ الهجوم الإرهابي، الذي نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنَّى «أبو محمد الخراساني»، في نادي «رينا» الليلي بإسطنبول، ليلة رأس السنة عام 2017، ما أدَّى إلى مقتل 39 شخصاً، وإصابة 79 آخرين.

إحدى المداهمات الأمنية على عناصر «داعش» في إسطنبول (إعلام تركي)

ويُعدّ تنظيم «داعش»، الذي صنَّفته تركيا تنظيماً إرهابياً منذ عام 2013، المسؤول أو المنسوب إليه مقتل أكثر من 300 شخص في هجمات بتركيا بين عاميْ 2015 و2017.

وعادت هجمات «داعش» للظهور مرة أخرى في بداية العام الحالي، بالهجوم على كنيسة سانتا ماريا في حي سارير بإسطنبول، في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، والذي أسفر عن مقتل شخص واحد.

وأسفرت الجهود، التي تبذلها أجهزة الأمن التركية، عن ضبط كثير من كوادر تنظيم «داعش» القيادية، وكثير من مسؤولي التسليح والتمويل والتجنيد، خلال الأشهر الستة الأخيرة.

وجرى التركيز، خلال الفترة الأخيرة، بشكل كبير على العمليات التي تستهدف الهيكل المالي للتنظيم.