سائحة بلجيكية وعدد من المصابين ضمن ضحايا الدهس في برشلونة

الجالية المسلمة في بروكسل لـ«الشرق الأوسط»: نخشى تداعيات الحادث

TT

سائحة بلجيكية وعدد من المصابين ضمن ضحايا الدهس في برشلونة

قالت الخارجية البلجيكية في بروكسل، إن سيدة بلجيكية كانت من بين ضحايا الهجوم في برشلونة، كما أن هناك عدداً من المصابين من السياح البلجيكيين في المستشفيات الإسبانية، بحسب ما جاء في تغريدة لوزير الخارجية ديديه رايندرس. ونصحت الخارجية السائحين البلجيكيين الراغبين في السفر إلى إسبانيا أو الموجودين بالفعل هناك بضرورة توخي الحذر، وقالت الخارجية إنها نصحت رعاياها بتوخي الحذر في إسبانيا وحذرتهم من أن الأماكن المزدحمة ستكون هدفاً لعمليات إرهابية، كما طالبتهم بالاستمرار بشكل تام مع القنصليات والسفارة البلجيكية هناك.
وعلى صعيد الجاليات الإسلامية في بلجيكا، فقد عبر بعض منهم وخصوصاً من الجاليات المغاربية عن حزنهم الشديد بسبب حوادث الدهس الأخيرة التي وقعت في إسبانيا، وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال عبد الرحيم وهو شاب مغربي في نهاية العشرينات من سكان أنتويرب البلجيكية، وعاد أخيراً من إسبانيا، إن الشرطة الإسبانية تتعامل بشكل جيد للغاية مع المغاربة الذين يعيشون في إسبانيا، سواء لديهم أوراق الإقامة أو دون أوراق الإقامة، وقال محمد وهو مغربي يحمل أوراق إقامة في إسبانيا وموجود حالياً في بلجيكا، إنه يخشى من تداعيات هذا الحادث، وخصوصاً أن السلطات الإسبانية تتعامل بشكل ودي مع المهاجرين الأجانب. وعلى صعيد الشارع الأوروبي، أصبح الخوف من الإرهاب يشكل هاجساً مخيفاً في ظل تكرار وقوع الهجمات الإرهابية في أوروبا خلال الفترة الأخيرة من مانشستر إلى لندن إلى باريس وقبلها استوكهولم وبرلين ونيس وبروكسل وغيرها. ففي بلجيكا وفي ظل تكرار الحملات الدعائية والبلاغات التي تصدر عن وزارة الداخلية والقيادات الأمنية والسياسية التي تطالب بتوخي الحذر أثناء السير في الشوارع التجارية خوفاً من عملية دهس بشاحنة أو سيارة عادية وكذلك ضرورة الإبلاغ عن تصرفات أي شخص يشتبه في قيامه بتصرفات غريبة، وأيضاً الإبلاغ عن أي حقيبة مشبوهة، أصبح المواطن يسير وهو يشعر بالخوف من السيارات، وأيضاً يراقب تصرفات الآخرين من المارة تحسباً لوجود شخص إرهابي.
ومن وجهة نظر بعض من المراقبين، هناك مثال يقول: «البرق لا يحدث مرتين في المكان نفسه»، ولكن هذا المثال لم يعد ينسحب على الإرهاب الذي أصاب لندن مرتين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وفي المرتين دهس الجناة جموعاً بشرية على أحد الجسور ثم انهالوا ضرباً بالسكاكين على ضحايا عشوائيين. ويتسبب تراكم هذه الهجمات في مناخ من الاستنفار الدائم جعل وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير يقول في معرض رد فعله على هجوم برشلونة: «يبدو أننا سنضطر للعيش وقتاً طويلاً مع الإرهاب».
ووفقاً للمراقبين، فإنه بعد كل هجوم إرهابي يتصاعد مؤشر الإثارة العام، ولكن تراجع حدة الإثارة يحدث بشكل أسرع، وبشكل عام، فإن وتيرة الهجمات الإرهابية التي يقوم بها متشددون تفوق قدرة أشد المتابعين للأخبار تحملاً لها، تلك الوتيرة، التي ربما جعلت أحدنا، لا يستطيع الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية. وفي وقت سابق وعقب عملية لندن صدرت تصريحات لمسؤولين أوروبيين، منها ما صدر عن أحد المسؤولين الإيطاليين في روما، الذي قال إن الخوف من الإرهاب لا يمكنه أن يسود علينا. وأضاف عمدة مدينة باري (جنوب)، ورئيس الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية أنتونيو ديكارو: «فأنا واثق من أن المظاهرات والعروض في الساحات ينبغي أن تظل احتفالاً للجميع»، وتابع: «فالخطر لا يكمن في حرمان مجتمعاتنا من اللحظات الجماعية المهمة وحسب، بل الاستسلام لمن يريد زرع الهلع وإرغامنا على البقاء في منازلنا أيضاً».



2024 أول عام تتجاوز فيه الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة

من آثار الاحترار الأرضي في منتزه ماتو غروسو في البرازيل (أ.ف.ب)
من آثار الاحترار الأرضي في منتزه ماتو غروسو في البرازيل (أ.ف.ب)
TT

2024 أول عام تتجاوز فيه الحرارة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة

من آثار الاحترار الأرضي في منتزه ماتو غروسو في البرازيل (أ.ف.ب)
من آثار الاحترار الأرضي في منتزه ماتو غروسو في البرازيل (أ.ف.ب)

قال علماء اليوم الجمعة إن عام 2024 كان أول عام كامل تتجاوز فيه درجات الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

وأكدت خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي هذا الأمر، وأشارت إلى أن تغير المناخ يدفع درجة حرارة الكوكب إلى مستويات لم يشهدها البشر من قبل في العصور الحديثة. وقال كارلو بونتيمبو مدير الخدمة لرويترز «المسار لا يصدق»، ووصف كيف كان كل شهر في عام 2024 هو الأكثر دفئا أو ثاني أكثر شهر دفئا منذ بدء التسجيلات.

وقالت كوبرنيكوس إن متوسط درجة حرارة الكوكب في عام 2024 كان أعلى بمقدار 1.6 درجة مئوية عما كان عليه في الفترة من 1850 إلى 1900 وهي «فترة ما قبل الصناعة» قبل أن يبدأ البشر في حرق الوقود الأحفوري الذي ينبعث منه ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع. وكان العام الماضي هو الأكثر سخونة في العالم منذ بدء التسجيلات، وكانت كل سنة من السنوات العشر الماضية من بين الأعوام العشرة الأكثر دفئا على الإطلاق.

ورجح مكتب الأرصاد الجوية البريطاني أن تكون درجات الحرارة قد تجاوزت عتبة 1.5 درجة مئوية في عام 2024، لكن تقديراته أشارت إلى أن الارتفاع كان أقل قليلا عند 1.53 درجة مئوية للعام. وسينشر علماء أميركيون بيانات للمناخ في عام 2024 اليوم الجمعة.

وتعهدت الحكومات بموجب اتفاق باريس لعام 2015 بمحاولة منع متوسط درجات الحرارة من تجاوز 1.5 درجة مئوية لتجنب حدوث كوارث مناخية تكون أكثر حدة وأعلى تكلفة. ولا يخرق أول ارتفاع سنوي فوق مستوى 1.5 درجة مئوية هذا الهدف، إذ أنه يقيس متوسط درجات الحرارة على الأجل الأطول.

وقال بونتيمبو إن ارتفاع انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يعني أن العالم يتجه لتجاوز هدف باريس قريبا لكن الأوان لم يفت بعد لتقوم البلدان بخفض الانبعاثات بسرعة لتجنب ارتفاع الاحتباس الحراري إلى مستويات كارثية.

وقال بونتيمبو «الأمر لم ينته. فلدينا القدرة على تغيير المسار بداية من الآن».