رحيل رفعت السعيد أحد أبرز السياسيين في مصر

نعته الرئاسة... وودعته قيادات حزب التجمع لمثواه الأخير

د. رفعت السعيد
د. رفعت السعيد
TT

رحيل رفعت السعيد أحد أبرز السياسيين في مصر

د. رفعت السعيد
د. رفعت السعيد

غيب الموت أمس السياسي المصري الدكتور رفعت السعيد رئيس المجلس الاستشاري لحزب التجمع الذي يعدّ أحد أبرز القادة السياسيين في مصر، عن عمر ناهز 85 سنة.
نعت مؤسسة الرئاسة الراحل قائلة: «لقد فقدت مصر رمزاً من رموز العمل السياسي الوطني الذي أثرى الساحة السياسية المصرية بفكره ومواقفه. كما مثل الدكتور السعيد حركة اليسار السياسي المصري باقتدار، وكانت له إسهامات ممتدة على مدار تاريخه السياسي الذي تكلل برئاسة حزب التجمع». وأضافت الرئاسة في بيان لها أنّ «المحطات التاريخية المهمة التي عاصرها وشارك في صياغتها الدكتور رفعت السعيد، ومساهماته السياسية القيمة ستظل محفورة في تاريخ الوطن بحروف مضيئة، وستبقي سيرة الفقيد خالدة في ذاكرة العمل السياسي المصري بكل تقدير واحترام من الجميع بمختلف انتماءاتهم السياسية».
وشيع سياسيون وقيادات حزب التجمع جثمان الراحل أمس من مسجد الحمد بالمقطم (جنوب القاهرة)، ليوارى الثرى في مقابر الأسرة بالغفير بجوار مسجد الشرطة بمنطقة الدراسة.
ولد السعيد في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1932، ويعد من قيادات اليسار في مصر، حيث ترأس حزب التجمع خلفا لخالد محيي الدين. تدرّج السعيد في عدد كبير من المناصب، وكان من أشد المعارضين للإسلاميين، وجماعة الإخوان، وله كثير من المؤلفات النقدية لحركات الإسلام السياسي، مثل «حسن البنا: متى؟... كيف؟... لماذا؟»، و«ضد التأسلم».
السعيد اسم بارز في الحركة الشيوعية في سبعينات القرن الماضي، اعتقل في نهاية الأربعينات، وكان عمره وقتها لا يتجاوز الـ16 سنة، صار أصغر معتقل سياسي وقتها، واستمر نشاطه السياسي في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، وعارض للرئيس الراحل أنور السادات، بسبب مواقفه الاقتصادية، واعتقل لثاني مرة عام 1978 بعد كتابته مقالا موجها إلى جيهان السادات زوجة الرئيس السادات بعنوان «يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن»، وكان عضوا معينا من الرئيس الأسبق حسني مبارك في مجلس الشورى قبل إلغائه في الدستور الحالي عام 2014.
لدى السعيد مؤلفات عدة منها «تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر»، و«الصحافة اليسارية في مصر»، و«تأملا في الناصرية»، و«مجرد ذكريات»، و«عمائم ليبرالية في ساحة العقل والحرية»، و«التيارات السياسية في مصر... رؤية نقدية».
وقال الكاتب الصحافي حلمي النمنم وزير الثقافة المصري إن الراحل كان من أبرز المفكرين والسياسيين الذين اتخذوا موقفا رافضا لجماعات الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية، وله كثير من المؤلفات في هذا الشأن، مؤكداً أنّ مقالاته الصحافية وأبحاثه ومؤلفاته كانت من أهم مصادر قراءة الوضع السياسي في مصر.
ونعى حزب التجمع الراحل أمس، وقال في بيان له: كان وطنيا مخلصا خاض منذ صباه كل معارك شعبنا المصري ضد الاستبداد والتخلف والفساد والظلم الاجتماعي... سنبقى مخلصين لأفكارك ضد الإرهاب الأسود وأعداء الحرية والحياة وسنواصل موحدي الفكر والهدف ضد الظلاميين مدافعين عن الكرامة الإنسانية ونزرع العدالة محطمين الاستغلال والكراهية ونكون دعاة الاستنارة والمساواة.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.