الشعور بالوحدة أكثر ضرراً من السمنة

الشعور بالوحدة أكثر ضرراً من السمنة
TT

الشعور بالوحدة أكثر ضرراً من السمنة

الشعور بالوحدة أكثر ضرراً من السمنة

بعض الحالات الصحية التي تُصنف ضمن حالات الاضطرابات النفسية قد تكون أشد ضرراً على صحة الإنسان بالمقارنة مع حالات صحية جسدية، وهذا جانب قد لا يُلقي له الأهمية اللازمة بعض العاملين في الأوساط الطبية.
وكنتيجة تلقائية لتدني الاهتمام الطبي بتلك الحالات، فإن الأشخاص الذين يُعانون من تلك الحالات قد لا يتنبهون لأضرارها الصحية، وقد لا يُحاولون بذل الجهد اللازم للتخلص منها أو تخفيف تأثيراتها الصحية عليهم. ولذا؛ قد نلحظ أن الأطباء لا يتركون مناسبة للتنبيه إلى السمنة وأضرارها الصحية، وكيفية التغلب عليها ووسائل خفض وزن الجسم، وغير ذلك من المظاهر الإيجابية للاهتمام الطبي بشأن السمنة. لكن في المقابل، لا نلحظ اهتماماً طبياً مماثلاً عن الحديث مع المرضى عن مدى عيشهم حالات الوحدة Loneliness والعزلة الاجتماعية Social Isolation وما التأثيرات الصحية المتوقعة عليهم من ذلك، وبخاصة في الحرص على تناول الطعام الصحي وتناول الأدوية والحرص على ممارسة الرياضة البدنية اليومية والحرص على المتابعة لدى الطبيب وإجراء الفحوص التي يطلبها الأطباء وغيرها من مظاهر الاهتمام بالصحة الشخصية.
والسؤال: هل التأثيرات الصحية السلبية للسمنة أعظم من تلك التي قد يسببها عيش البعض حالة الوحدة والانعزال الاجتماعي عن أفراد الأسرة والأقارب والأصحاب وزملاء العمل؟
دعونا نراجع ما قالته الرابطة الأميركية لعلم النفس American Psychological Association، وذلك من خلال تخصيصها الجلسة العامة رقم 3328 ضمن فعاليات المؤتمر السنوي 125 للرابطة، الذي عُقد في الخامس من أغسطس (آب) الحالي بواشنطن العاصمة، التي كانت الجلسة العلمية بعنوان: «الوحدة: تهديد متزايد للصحة العامة». ونشرت الرابطة على موقعها الإلكتروني خبر هذه الجلسة العلمية تحت عنوان «وحيدٌ جداً لدرجة أني سأموت، الباحثون يقولون إن العزلة الاجتماعية والوحدة يُمكن أن تشكل تهديداً للصحة يفوق تهديد السمنة». وأضافت: «قد تمثل الوحدة والعزلة الاجتماعية خطرا أكبر على الصحة العامة من السمنة، وتأثيرها آخذ في الازدياد وسوف تستمر في النمو، وفقا للبحوث المقدمة في المؤتمر السنوي الـ125 للرابطة الأميركية للعلم النفس».
وعلّقت البروفسورة جوليان هولت لونستاد، أستاذة علم النفس في بريغهام يونغ، بقولها: «إن التواصل مع الآخرين اجتماعياً يعتبر على نطاق واسع حاجة إنسانية أساسية وحاسمة في كل من الشعور بالرفاه الصحي والبقاء على قيد الحياة. وهناك نسبة متزايدة من سكان الولايات المتحدة يواجهون الآن الوحدة والعزلة الاجتماعية بشكل منتظم». وأضافت قائلة: «ويقدر أن نحو 42.6 مليون شخص من البالغين فوق عمر 45 سنة في الولايات المتحدة يعانون من الشعور بالوحدة المزمنة Chronic Loneliness، وفقا لنتائج دراسة الوحدة»، وكانت الباحثة قد نشرت دراسة حديثة لها حول الوحدة ضمن عدد يونيو (حزيران) من مجلة العلاقات الشخصية Personal Relationships. واستطردت قائلة: «وبالإضافة إلى ذلك، تظهر أحدث بيانات التعداد الأميركي أن أكثر من ربع السكان يعيشون وحدهم، وأكثر من نصف السكان غير متزوجين، ومنذ التعداد السابق، انخفضت معدلات الزواج وعدد الأطفال لكل أسرة. وتشير هذه الاتجاهات إلى أن الأميركيين أصبحوا أقل ارتباطاً اجتماعياً ويعانون من مزيد من الشعور بالوحدة».
وضمن الجلسة العلمية عرضت البروفسورة هولت لونستاد نتائج دراستين تحليليتين، في إحداهما راجع الباحثون 148 دراسة طبية حول الوحدة شملت ما مجموعه 300 ألف شخص، وفي نتائجها لاحظ الباحثون ارتباط كبيراً بين التواصل الاجتماعي وحصول انخفاض بنسبة 50 في المائة في خطورة احتمالات الوفاة المُبكّرة Premature Death. كما راجعوا نتائج دراسة أخرى شملت مراجعة نتائج 70 دراسة سابقة ضمت ما مجموعه 3.4 مليون شخص لفحص تأثيرات حالات العزلة الاجتماعية والوحدة والعيش المنزلي وحيداً وتأثيرات تلك الحالات على خطورة احتمالات الوفاة المُبكّرة.
وبالمحصلة، وفق ما قاله الباحثون: تأثير هذه الحالات الثلاث أكبر من عوامل خطورة صحية معروفة جيداً كالسمنة على وجه التحديد. ولذا قالت البروفسورة هولت لونستاد «ثمة أدلة علمية قوية على أن الوحدة والعزلة الاجتماعية تزيد من خطورة حصول الوفاة المُبكّرة بشكل أكبر من عوامل أخرى. ومع ارتفاع نسبة الأشخاص الكبار في السن فإننا نتوقع أن التأثيرات الصحية العامة للعزلة الاجتماعية والوحدة سترتفع، والواقع أن هناك الكثير من الأمم في العالم التي تقول إنها تواجه حالة وباء الوحدة Loneliness Epidemic، والتحدي الصحي الذي نواجهه الآن هو ما سنفعل إزاء هذا الأمر».
وطرحت البروفسورة هولت لونستاد حلولا عدة ممكنة، وتضمن أول تلك الحلول المقترحة أن يقوم الأطباء بإجراء سؤال لمرضاهم حول مدى عيشهم حالة الوحدة والعزلة الاجتماعية، كما طرحت حلولاً أخرى تتعلق بتنشئة الأطفال والمراهقين على تنمية مهارات تواصلهم الاجتماعي، والذي بالطبع لا يُقصد به التواصل الاجتماعي عبر وسائط وتطبيقات الإنترنت، بل التواصل الاجتماعي الفعلي مع أفراد الأسرة والأقارب، وكبار السن منهم على وجه الخصوص، إضافة إلى الأصدقاء. وطرحت أيضاً التواصل مع زملاء العمل وأصدقاء الدراسة، وضرورة تهيئة الإنسان لنفسه لمرحلة ما بعد التقاعد عن العمل الوظيفي.
والواقع أن الشعور بالوحدة هو تفاعل عاطفي معقد لعيش حالة العزلة الاجتماعية، ولدى كبار السن، والمرضى منهم بأمراض مزمنة على وجه الخصوص، تتفاقم المشكلة لأسباب اجتماعية وعقلية وعاطفية ومادية. وفي كثير من الأحيان، يكون الحل قريب جداً، لكنه هو السبب في الوقت نفسه بنشوء حالة الوحدة والانعزال الاجتماعي، ذلك أن أفراد الأسرة من الأبناء والبنات والأحفاد والإخوة والأخوات هم منْ يجدر أن يكونوا الـ«حلّ» للحيلولة دون عيش الشخص المتقدم في العمر أو في مراحل متوسطة من الغمر، حالة الوحدة والانعزال الاجتماعي، لكن في كثير من الأمثلة الواقعية للمرضى نلاحظ أن أفراد الأسرة أولئك هم منْ يزيدون عمق المشكلة.



ما المقدار الكافي لخسارة الوزن في جسم الإنسان؟

تلعب نوعية الغذاء دوراً مهماً في التحكم بالوزن... (موقع أدوب ستوك)
تلعب نوعية الغذاء دوراً مهماً في التحكم بالوزن... (موقع أدوب ستوك)
TT

ما المقدار الكافي لخسارة الوزن في جسم الإنسان؟

تلعب نوعية الغذاء دوراً مهماً في التحكم بالوزن... (موقع أدوب ستوك)
تلعب نوعية الغذاء دوراً مهماً في التحكم بالوزن... (موقع أدوب ستوك)

يُعدّ تتبع كل ما تأكله وتشربه من أجل خَسارة مناسبة للوزن، مهمة شاقة يصعب مواكبتها بمرور الوقت. ولسوء الحظ، يُعدّ التتبع الدقيق مكوناً حيوياً لفقدان الوزن بنجاح، ومع ذلك وجدت دراسة منشورة في دورية «البدانة (Obesity)»، الجمعة، أن «التتبع اليومي المثالي ليس ضرورياً لتحقيق خسارة كبيرة في الوزن».

وقام باحثون من جامعات كونيتيكت وفلوريدا وبنسلفانيا بتتبع 153 مشاركاً في برنامج لإنقاص الوزن لمدة 6 أشهر، حيث أبلغ المشاركون عن تناولهم الطعام باستخدام «برنامج فقدان وزن رقمي». وأراد الباحثون معرفة الحدود القصوى المثلى لتتبُّع النظام الغذائي للتنبؤ بفقدان الوزن بنسبة 3 و5 و10 في المائة على التوالي، بعد 6 أشهر.

وقالت الباحثة المشارِكة بالدراسة، الأستاذة بقسم «علوم حلفاء الصحة»، في «كونيكتيكت»، شيري باجوتو: «دخلنا في شراكة مع (ويت واتشرز) التي كانت تخطط لإطلاق برنامج (النقاط الشخصي) الجديد، وأرادوا الحصول على بيانات من خلال تجاربنا السريرية»، موضحة أن «تتبع النظام الغذائي هو حجر الزاوية في جميع تدخلات إنقاص الوزن، ويميل لأن يكون أكبر مؤشر للنتائج، والبرنامج الجديد يقلل من عبء هذه المهمة، عبر السماح بتناول الأطعمة الصفرية التي لا تحتاج إلى تتبع».

(1) ينشغل كثير من الناس بمتابعة أوزانهم يومياً... (Public Domain)

ويدرس الباحثون والمطورون طرقاً تجعل عملية التتبع أقل إرهاقاً؛ لأنه، كما تتساءل باجوتو: «هل نحتاج لتتبُّع كل شيء، كل يوم، أم ليس بالضرورة؟».

وبعد 6 أشهر من جمع البيانات، كان الأستاذ المساعد في بالقسم، ران شو، مهتماً بمعرفة ما إذا كانت هناك طريقة للتنبؤ بالنتائج، بناءً على مقدار ما فعله المشاركون في تتبع النظام الغذائي. وقام الباحثون بتحليل البيانات؛ لمعرفة ما إذا كانت هناك أنماط مرتبطة بنجاح عملية فقدان الوزن. وباستخدام طريقة تسمى تحليل منحنى خصائص تشغيل جهاز الاستقبال «ROC»، وجدوا عدد الأيام التي يحتاج إليها الأشخاص لتتبع طعامهم للوصول إلى فقدان الوزن المهم سريرياً.

وقال شو: «لستَ بحاجة إلى تتبع يومي كامل لتكون ناجحاً»، موضحاً: «وجدنا أن الأشخاص يحتاجون فقط إلى تتبع نحو 30 في المائة من الأيام، لفقدان أكثر من 3 في المائة من الوزن، و40 في المائة من الأيام لفقدان أكثر من 5 في المائة من الوزن، أو ما يقرب من 70 في المائة من الأيام، لخسارة المزيد أكثر من 10 في المائة من الوزن، فالنقطة الأساسية هنا هي أنك لست بحاجة إلى تتبع، كل يوم، لتفقد قدراً كبيراً من الوزن».

في حين أشارت باجوتو إلى أن الهدف من برنامج إنقاص الوزن لمدة 6 أشهر، عادة ما يكون من 5 في المائة إلى 10 في المائة، وهو نطاق شُوهدت فيه فوائد صحية في التجارب السريرية. وأضافت: «يشعر الناس، في كثير من الأحيان، بأنهم بحاجة إلى خسارة 50 رطلاً (22.68 كيلوغرام) للحصول على صحة أفضل، لكن في الواقع بدأنا نرى تغييرات في ضغط الدم، والدهون، وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وخطر الإصابة بالسكري عندما يفقد الناس نحو 5 إلى 10 في المائة من وزنهم». كما أضافت: «يمكن تحقيق ذلك إذا خسر المشاركون نحو نصف رطل إلى رطلين أسبوعياً (قرابة نصف كيلو إلى كيلو واحد أسبوعياً)، وهو ما يُعدّ خطوة صحية لفقدان الوزن».

ونظر الباحثون في مسارات تتبع النظام الغذائي على مدى 6 أشهر من البرنامج، ووجدوا 3 مسارات مختلفة، «أحدها يسمونه المتتبعين المتميزين الذين يتتبعون الطعام في معظم أيام الأسبوع على مدار 6 أشهر، ويفقدون في المتوسط نحو 10 في المائة من وزنهم».

ومع ذلك كان عدد من المشاركين ينتمون إلى مجموعة ثانية بدأت التتبع بانتظام، قبل أن يتراجع تتبعهم تدريجياً بمرور الوقت، بحلول علامة الـ4 أشهر، إلى نحو يوم واحد فقط في الأسبوع، ما زالوا يفقدون حوالي 5 في المائة من وزنهم.

في حين بدأت مجموعة ثالثة تسمى المتتبعين المنخفضين، تتبع 3 أيام فقط في الأسبوع، انخفضت إلى الصفر بحلول 3 أشهر في المتوسط، فقدت هذه المجموعة 2 في المائة فقط من وزنها. ووفق باجوتو: «تبنّينا منهجاً علمياً للبيانات، ووجدنا أن هناك أنماطاً مختلفة للتتبع»، موضحة: «سيساعدنا ذلك في تحديد موعد تقديم مساعدة إضافية ومَن سيحتاج إليها أكثر من غيره. ويمكن أن تساعد الأنماط في البرامج المستقبلية التي يمكن تصميمها للمساعدة في تحسين تتبع المستخدم، بناءً على المجموعة التي ينتمي إليها، وسوف تتعمق الدراسات المستقبلية في هذه الأنماط لفهم سبب ظهورها، ونأمل في تطوير تدخلات لتحسين النتائج».

وأكد شو: «بالنسبة لي، الأمر المثير في هذه البرامج الرقمية هو أن لدينا بصمة رقمية لسلوك المشاركين»، مضيفاً: «يمكننا التعمق في التفاصيل الدقيقة لما يفعله الأشخاص خلال هذه البرامج، ويمكن للبيانات أن تفيد في مناهج الطب الدقيق، حيث يمكننا تحديد أنماط السلوك، وتصميم نهج مستهدف».

وتوفر البرامج الصحية التي يجري تقديمها رقمياً، للباحثين عدداً من البيانات التي لم تكن متاحة لديهم من قبل، ما قد يسفر عن رؤى جديدة، لكن هذا العلم يتطلب نهجاً متعدد التخصصات.

وهنا تعلِّق باجوتو قائلة: «في السابق، شعرت بأننا كنا نطير في الظلام، لكن الأمر مختلف الآن، حيث لدينا الكثير من بيانات المستخدم، فالعلماء السريريون وعلماء البيانات يفكرون في المشكلة من وجهات نظر مختلفة، ولكنهم يفكرون معاً، يمكننا إنتاج رؤى لا يمكن لأي منا القيام بها بمفرده، ويجب أن يكون هذا هو مستقبل هذا العمل».


لأول مرة... اكتشاف أسباب غير جينية أو بيئية للسرطان

سايمون كون وزوجته فانيسا قائدا الفريق البحثي (جامعة «فليندرز»)
سايمون كون وزوجته فانيسا قائدا الفريق البحثي (جامعة «فليندرز»)
TT

لأول مرة... اكتشاف أسباب غير جينية أو بيئية للسرطان

سايمون كون وزوجته فانيسا قائدا الفريق البحثي (جامعة «فليندرز»)
سايمون كون وزوجته فانيسا قائدا الفريق البحثي (جامعة «فليندرز»)

في حين يُعتقد منذ فترة طويلة أن العوامل البيئية والجينية هي المُساهم الرئيسي في الإصابة بالسرطان، فإن اكتشافاً جديداً لفريق بحثي من جامعة «فليندرز» الأسترالية، يقوده زوجان، يشير إلى سبب آخر، وهو الحمض النووي الريبي الدائري.

ووجد الباحثون في الدراسة المنشورة (الخميس) في دورية «كانسر سيل Cancer Cell»، علاقة جديدة مهمة بين مخاطر الإصابة بالسرطان لدى الشخص ووظائف الحمض النووي الريبي الدائري، حيث اكتشفوا أنه «يمكن أن يلتصق بالحمض النووي في خلايانا، ويسبب طفرات الحمض النووي التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان».

وقال سيمون كون، من مختبر السرطان بجامعة «فليندرز»، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الرسمي للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، إن «هذا الاكتشاف الذي نسميه (ER3D)، اختصار لعبارة (الحمض النووي الريبي الدائري المسبّب لتلف الحمض النووي)، هو المثال الأول للجزيء الموجود داخل الكثير منّا والذي لديه القدرة على تحور الحمض النووي الخاص بنا ودفع السرطان من الداخل، وهذا يفتح الباب أمام استخدام هذه الجزيئات كأهداف علاجية جديدة وعلامات للمرض في مرحلة مبكرة للغاية».

وخلال الدراسة، قارن الباحثون بين اختبارات دم للأطفال حديثي الولادة الذين أُصيبوا بسرطان الدم «الحاد»، مع آخرين من دون أي اضطرابات في الدم. ووجدوا أن نوعاً واحداً من الحمض النووي الريبي الدائري كان موجوداً بمستويات أعلى بكثير عند الولادة لدى فئة الأطفال المرضى، وذلك قبل ظهور أعراض سرطان الدم.

وتشير النتائج إلى أن وفرة جزيئات الحمض النووي الريبي الدائرية داخل خلايا أفراد معينين هو المحدد الرئيسي لسبب تطويرهم لهذه الجينات المحددة المسببة للسرطان أو الجينات الورمية وغيرها. وأكد كون «يمكن أن ترتبط جزيئات الحمض النووي الريبي الدائرية بالحمض النووي في الكثير من المواقع المختلفة عبر مجموعة من الخلايا، ومن خلال الارتباط بالحمض النووي في مواقع محددة، تسبب هذه الجزيئات الدائرية عدداً من التغييرات التي تبلغ ذروتها في كسر الحمض النووي الذي يجب على الخلية إصلاحه من أجل البقاء على قيد الحياة». وأضاف: «مع قدرة جزيئات الحمض النووي الريبي الدائرية على تغيير الموقع المادي للحمض النووي المكسور داخل نواة الخلية، يمكن أن تلتصق منطقتان مختلفتان من الحمض النووي معاً في أثناء عملية الإصلاح، مثل تمزيق كتابين مختلفين وربطهما معاً».

في حين قالت زوجته فانيسا كون، الباحثة المشاركة بالدراسة، إن «الكثير من جزيئات الحمض النووي الريبي الدائرية تعمل على ما يبدو في شراكة مسببةً انكسارات في مواقع متعددة في الحمض النووي، وهذه العملية، التي تسمى (الانتقال الكروموسومي)، هي مشكلة رئيسية للخلية لأنها تؤدي إلى اندماج جينات تحول الخلية من خلية طبيعية إلى سرطانية، وتم إثبات ذلك في نوعين مختلفين من الخلايا، ووجدنا أن هذا أدى إلى سرعة ظهور مرض سرطان الدم».


التعايش ما بعد جائحة «كوفيد ــ 19»

التعايش ما بعد جائحة «كوفيد ــ 19»
TT

التعايش ما بعد جائحة «كوفيد ــ 19»

التعايش ما بعد جائحة «كوفيد ــ 19»

رغم مرور 3 أعوام على انتشار جائحة «كوفيد-19» في جميع أنحاء العالم منذ أواخر عام 2019؛ حيث تم الإبلاغ عن 288.631.129 حالة مؤكدة في جميع أنحاء العالم، منها 5.458.545 حالة وفاة وفق منظمة الصحة العالمية، فإن المعاناة من الآثار الهائلة لما بعد الجائحة بين عامة السكان، وخصوصاً الفئات المعرضة للخطر لا تزال مستمرة حتى الآن.

وهناك أسباب عديدة ارتبطت بالجائحة، أبرزها: ارتفاع معدل انتشار المرض والوفيات، والطبيعة غير المعروفة وغير المتوقعة للمرض، ونقص العلاج الطبي الفعال (في بداية الجائحة)، والأخبار المتناقضة، والوصمة، والحجر المنزلي، وتقييد السفر والاتصال بالأصدقاء والأقارب، وفرض حظر واسع النطاق، وخسائر مالية، والخوف من الإصابة بالعدوى.

حملة توعويةوهناك أدلة مبنية على دراسات عديدة (Bareeqa et al.، 2021؛Bueno-Notivol et al.، 2021؛Forte et al.، 2020؛ Huremović 2019.)، على أن المجموعات المعرضة للخطر -مثل كبار السن والأفراد البدينين والمدخنين والنساء الحوامل والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، والمرضى الذين يعانون من أمراض مصاحبة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والرئة والكلى والروماتويد والأمراض الهرمونية ومجموعة متنوعة من السرطانات- هم أكثر عرضة للإصابة بآثار «ما بعد الجائحة».

وقد انطلقت في يوم الاثنين الماضي حملة توعوية عن «التعامل ما بعد الجائحة مع (كوفيد-19) لدى الفئات عالية الخطورة من المرضى»، تحت مظلة الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، بالتعاون مع شركة «فايزر السعودية»؛ حيث عقد مؤتمر صحافي ترأسه وأدار حواره الدكتور هاني الهاشمي، استشاري الطب الباطني وأمراض الدم والأورام وزراعة الخلايا الجذعية، المدير الطبي لشركة «فايزر السعودية» الذي سلط الأضواء في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على أهداف هذه الحملة، ومنها التعريف بأبعاد التعايش في مرحلة ما بعد الجائحة، من حيث الوقاية من الأمراض، وممارسة الحياة الطبيعية قدر الإمكان، والتمتع بجودة الحياة، والوصول إلى حالة من كمال الصحة وتمام العافية جسدياً ونفسياً وروحياً.

شارك في المؤتمر مجموعة من الاستشاريين المتخصصين في هذا المجال. ونورد ملخصات لأهم ما نوقش في المؤتمر.

ما بعد الجائحة

> تعايش مرضى الأمراض المزمنة: شارك في المؤتمر الدكتور أشرف أمير، استشاري طب الأسرة، نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع، بمحاضرة عنوانها «تعايش مرضى الأمراض المزمنة مع (كوفيد-19) في مرحلة ما بعد الوباء». وأكد أن العالم لن يعود كما كان بعد جائحة «كوفيد-19».

وقال إن جائحة «كورونا» لم تنتهِ بعد، ولكننا نعيش مرحلة من التعايش مع الجائحة. فيجب الاستمرار في تطبيق الاشتراطات الوقائية، وحماية الفئات المعرضة للخطر، مع إيجاد سبل آمنة وإرشادات وقائية تعطيهم الفرصة للتمتع بجودة ورفاهة العيش والحياة دون التعرض للإصابة.

ويجب توعية المجتمع بالتعرف على الفئات المعرضة لخطر الإصابة بفيروس «كوفيد-19» وهم: كبار السن، ومرضى الأمراض المزمنة (الأمراض التنفسية، وأمراض القلب، وداء السكري، والسمنة)، ومرضى الأورام الذين يتلقون العلاج الكيميائي والأدوية المثبطة للمناعة.

كما يجب التعرف على الاضطرابات النفسية لدى كبار السن، الناتجة عن إصابتهم بالمرض أثناء الجائحة، وتقديم العلاج والدعم النفسي والاجتماعي لهم، مع التأكيد على أهمية التحصينات الخاصة بـ«كوفيد-19» وغيرها من التطعيمات الموصى بها من وزارة الصحة لتأمين الوقاية الشاملة للأفراد والمجتمع.

وأضاف الدكتور أمير أن حدة أعراض الإصابة بمرض فيروس «كورونا» (كوفيد-19) تتفاوت تفاوتاً كبيراً من شخص لآخر؛ حيث تسجل الحالات الخفيفة 40 في المائة، والحالات المعتدلة 40 في المائة أيضاً، والحالات الحادة 15 في المائة، والحالات الحرجة 5 في المائة فقط. وأن مرضى الأمراض المزمنة المعرضين لخطر الإصابة بفيروس «كوفيد-19» هم الذين يعانون من الأمراض الصدرية، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض المناعية، وأمراض الكلى والسرطان والسكري والقلب والأوعية الدموية.

وبالتالي، فقد أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة وفيات الإصابة بـ«كوفيد-19» حسب المشكلات الصحية القائمة هي كالتالي:

أمراض القلب الوعائي (10.5 في المائة) - داء السكري (7.3 في المائة) - الأمراض التنفسية المزمنة (6.3 في المائة) - ارتفاع ضغط الدم (6 في المائة) - الأورام السرطانية (5.6 في المائة) - عدم وجود حالة مرضية (0.9 في المائة).

شعار المؤتمر

خطوات الوقاية

> أهمية وقاية كبار السن: أشار الدكتور أمير إلى أن احتمالية الإصابة بأعراضٍ خطيرة تزداد مع تقدم العمر؛ خصوصاً الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 75 عاماً فأكبر، كما تزداد المخاطر لدى هذه الفئة عندما تكون لديهم مشكلات صحية أخرى، وذلك لضعف الجهاز المناعي وقلة الخلايا المناعية وبطء الاستجابة المناعية، ولاحتمال إصابتهم بكثير من الأمراض المزمنة، ولضعف أداء الأجهزة الحيوية عند كبار السن.

تشير التقارير إلى أن نسبة وفيات الإصابة بـ«كوفيد-19» حسب الفئات العمرية، كانت كالتالي: فوق 80 سنة (14.8 في المائة)، 50-79 سنة (12.9 في المائة)، 20-49 سنة (0.8 في المائة)، 0-19 سنة (0.2 في المائة).

كيف نقي كبار السن من خطر الإصابة بفيروس «كوفيد-19»؟

- الابتعاد عن التجمعات ما أمكنهم ذلك.

- تجنب الاتصال الوثيق بشخص يعاني من أعراض فيروس «كورونا» المستجد.

- الاستمرار في غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، واستخدام معقم لليدين بعد العطس أو السعال، وقبل طهو الطعام أو تناوله.

- تجنب لمس العينين والأنف والفم بأيدٍ غير مغسولة.

- الاستمرار في الإجراءات الوقائية: تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطاس بالمنديل، أو داخل المرفق، والحرص على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 40 ثانية، أو المعقم الكحولي، في حال عدم توفر الماء والصابون لمدة 20 ثانية.

- في حالة وجود أمراض مزمنة يجب الحرص على تناول الأدوية الموصوفة بانتظام.

> وقاية مرضى الجهاز التنفسي: يستهدف فيروس «كوفيد- 19» الرئتين. لذا، يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة إذا كان مصاباً بالفعل بأحد أمراض الرئة المزمنة التي تشمل: داء الانسداد الرئوي المزمن- سرطان الرئة- التليف الكيسي- التليف الرئوي- نوبات الربو المتوسطة والحادة- فرط ضغط الدم الرئوي.

> وقاية مرضى القلب: يتسبب كثيرٌ من أمراض القلب في تفاقم أعراض فيروس «كوفيد-19» لدى المريض. ومنها: اعتلال عضلة القلب، وأمراض القلب الخلقية، وفشل القلب، وداء الشريان التاجي.

> وقاية مرضى السكري والسمنة: داء السكري والسمنة يزيدان من خطر الإصابة بالعدوى بصفة عامة، ويتسببان في إضعاف كفاءة الجهاز المناعي للإنسان، ويقللان من قدرته على محاربة الالتهابات.

> خطوات التعايش مع الأمراض المزمنة فيما بعد جائحة «كوفيد-19»:

- التأكيد على تطبيق الإجراءات الوقائية، وغسل وتعقيم اليدين، والتباعد الجسدي، وارتداء الكمامة.

- البقاء على التواصل مع الأبناء والأهل.

- الحرص على جعلهم يتناولون الأدوية في مواعيدها، والالتزام بالخطة العلاجية الخاصة بهم.

- الالتزام بمتابعتهم لمواعيدهم الطبية الضرورية.

- الحرص على كونهم يأخذون قسطاً كافياً من الراحة.

- إدخال السوائل والألياف في نظامهم الغذائي.

تأثيرات «كوفيد»

> تأثيرات «كوفيد-19» على مرضى الأمراض المزمنة: شاركت في المؤتمر الدكتورة رجاء محمد الردادي، استشارية الطب الوقائي، وأستاذة مشاركة في جامعة الملك عبد العزيز، وعضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للوبائيات، ومديرة مكتب الجمعية بجدة. وأوضحت أن الأمراض المزمنة هي حالات مرضية تستمر لسنة واحدة أو أكثر، وتتطلب عناية طبية مستمرة، وهي تنشأ عن مجموعة من العوامل الوراثية والفسيولوجية والبيئية والسلوكية. وأهم الأمراض المزمنة الرئيسية أربعة، هي:

- الأمراض القلبية الوعائية (مثل: النوبات القلبية والسكتة).

- السرطانات.

- الأمراض التنفسية المزمنة (مثل: الداء الرئوي المُسِدّ المزمن والربو).

- داء السكَّري، وارتفاع ضغط الدم.

وأضافت أن «كوفيد-19» يجمع الأمراض المزمنة والأمراض المعدية معاً، فالأمراض المعدية والمزمنة يتفاعل بعضها مع بعض، ما جعل مرضى «كوفيد-19» المصابين بأمراض مزمنة أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة، وزيادة خطر دخول المستشفى والوفاة. وكان معظم الذين توفوا في وباء «كوفيد-19» يعانون من أمراض مزمنة مشخصة من قبل، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.

وعليه، يجب إدراك وفهم المخاطر المستمرة لجائحة «كوفيد-19»، لا سيما فيما يتعلق بالأشخاص الأكثر عرضة للخطر من ذوي الأمراض المزمنة، والتي تزيد خطر الإصابة بـ«كوفيد-19»، ويجب على المريض زيارة أقرب مستشفى، والبدء في العلاج في أول 5 أيام من ظهور الأعراض، وفقاً لتوصيات البعثة المشتركة بين منظمة الصحة العالمية والصين.

> الوضع الحالي لـ«كوفيد-19»: أشارت الدكتورة رجاء الردادي إلى دراسة في المملكة العربية السعودية، أظهرت أن نحو 80 في المائة من مرضى «كوفيد-19» الذين تم تنويمهم في المستشفيات كانوا يعانون من مرض مزمن واحد على الأقل. تبرز الآثار المجمعة للأمراض المزمنة والمعدية الحاجة إلى تطعيم مرضى الأمراض المزمنة، والتقدم نحو الحماية الكاملة.

وأوضحت أن حدة أعراض الإصابة بمرض فيروس «كوفيد-19» أصبحت، حالياً، تتفاوت تفاوتاً كبيراً من شخص لآخر. فقد لا يصاب بعض الأشخاص بأي أعراض على الإطلاق. في حين يعاني آخرون من الإعياء الشديد لدرجة تستلزم دخولهم المستشفى، وقد تصل بهم الحال إلى الاعتماد على أجهزة التنفس الاصطناعي.

وتزيد احتمالية الإصابة بأعراض خطيرة نتيجة الإصابة بفيروس «كوفيد-19» لدى كبار السن. وقد يزداد الخطر أيضاً لدى الأشخاص من جميع الفئات العمرية ممن لديهم مشكلات صحية أخرى، مثل أمراض: القلب، والرئة، وضعف المناعة، والسمنة، وداء السكري. ويشبِه ذلك ما يحدث عند الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، مثل الإنفلونزا.

> دورة «كوفيد-19»:

- بعد التعرض للعدوى بـ5-6 أيام، تظهر الأعراض، ومع استعمال الدواء يتماثل المصاب للشفاء بعد 14 يوماً.

- إذا لم يُستعمل الدواء سوف تشتد الأعراض، وتزيد حدتها بعد 7 أيام، وقد يتماثل للشفاء بعد 2-5 أسابيع، أو تحدث الوفاة بعد 42 يوماً.

> علاج «كوفيد-19» لمرضى الأمراض المزمنة:

- حالياً، يتوفر العلاج لـ«كوفيد-19»، ويؤخذ عن طريق الفم إذا واجه المريض الذي يعاني من الأمراض المزمنة أي أعراض، أو كانت نتيجة الاختبار إيجابية لـ«كوفيد-19»، فيجب على المريض زيارة أقرب مستشفى، وبدء العلاج في أول 5 أيام من ظهور الأعراض.

- إرشادات وزارة الصحة توصي باستخدام علاج «كوفيد-19» عن طريق الفم مرتين يومياً، لمدة 5 أيام للبالغين، خارج المستشفى، والأطفال المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 12 عاماً، ووزن الواحد ≥ 40 كيلوغراماً، والمصابين بفيروس «كوفيد-19» الخفيف إلى المعتدل المعرضين لخطر كبير من تطور المرض.

- حرصت وزارة الصحة على تعزيز ودعم جميع مرافق الرعاية الصحية، وفرض إجراءات مكافحة العدوى، ومراقبة قدرة وإمكانات العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأسرَّة العزل والإمدادات الطبية.

- كما عملت على تطوير بروتوكول التشخيص والعلاج لمرضى «كوفيد-19»، ووفرت الدعم اللازم للمرافق الصحية، من خلال تأمين كافة المتطلبات لتوفير رعاية صحية عالية الجودة، بصرف النظر عن أهلية العلاج. وتواصل وزارة الصحة عمليات التطعيم بجرعات من لقاح «كوفيد-19»، وتؤكد أهمية التطعيم للمرضى الأكثر عرضة للإصابة.

* استشاري طب المجتمع


استبعاد وسائل التواصل الإلكتروني أساس النوم الجيد

استبعاد وسائل التواصل الإلكتروني أساس النوم الجيد
TT

استبعاد وسائل التواصل الإلكتروني أساس النوم الجيد

استبعاد وسائل التواصل الإلكتروني أساس النوم الجيد

في أحدث دراسة أجريت على أبحاث النوم لمعرفة أفضل الطرق لتوفير نوم هادئ للأطفال في فترة المراهقة، خلص الباحثون إلى أهمية الامتناع عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي Social Media قبل النوم بمدة كافية.

ويفضل أن يوضع الهاتف المحمول خارج غرفة النوم بشكل كامل حتى يتمكن المراهق من نيل قسط وافر من النوم الذي يعد من أهم المقومات التي تحافظ على الصحة العضوية والنفسية للمراهق، خصوصاً في بداية فترة المراهقة ومع نهاية فترة الطفولة المتأخرة، حيث يلعب النوم دوراً كبيراً في الراحة الجسدية، كما يتيح فرصة لنمو الخلايا العصبية والنمو الإدراكي.

وحسب الجمعية الأميركية لعلم النفس American Psychological Association فإن هناك علاقة كبيرة بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل وسوء نوعية النوم.

استبعاد الهواتف

الدراسة التي نشرت في نهاية شهر مايو (أيار) من العام الحالي في الإصدار الإلكتروني من مجلة «صحة النوم» Sleep Health، لعلماء من جامعات الولايات المتحدة مثل جامعة كاليفورنيا the University of California, San Francisco وأيضاً علماء من جامعة تورنتو بكندا أوضحت أن مجرد التخلص من الهواتف الذكية قبل النوم يعد العامل الأساسي في الدخول إلى النوم أكثر من أي عامل آخر، مثل الالتزام بميعاد معين على سبيل المثال، بل يمكن عدُّها الطريقة الوحيدة للنوم الهادئ؛ لأن المراهق في الأغلب يتابع إشعارات notifications متتالية للكثير من التطبيقات التي لا تكف عن إرسال أخبار على مدار الساعة عن الأشخاص والأماكن المختلفة والأحداث.

وجد الباحثون أن إبقاء الأجهزة الذكية بشكل عام خارج غرفة النوم، وإيقاف تشغيل إشعاراتها، وتجنب مطالعة الأخبار في السرير يرتبط بشكل أساسي بتحسن نوعية النوم بين المراهقين، من حيث النوم المتواصل، وأيضاً النوم بعمق. كما انخفضت احتمالات حدوث الأحلام المزعجة بشكل كبير في أثناء النوم. وأكد الباحثون أن بقاء الهاتف الذكي خارج الغرفة أفضل من وضعه في الداخل حتى لو جرى غلق صوت الرنين؛ وذلك لأن المراهق في الأغلب يكون حساساً لمجرد إضاءة الشاشة التي تفيد بوجود إشعارات جديدة ما يضطره لمطالعة هذا الإشعار؛ ولذلك نصحت الدراسة المراهقين بضرورة عدم التحقق من الهاتف في حالة الاستيقاظ من النوم، حتى لو كانت مجرد لمحة عابرة وبشكل خاص مواقع التواصل الاجتماعي.

قام الباحثون بتحليل البيانات التي جرى جمعها بين عامي 2018 و2020 من أكثر من 10 آلاف طفل (تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً) كانوا قد شاركوا في دراسة سابقة حول النمو المعرفي والإدراكي لمخ المراهقين. وجرى عمل استبيان لكل من الأطفال والآباء يتضمن الكثير من الأسئلة حول النوم وعاداته مثل الوقت المفضل والمدة التي يقضيها المراهق على السرير قبل الخلود إلى النوم وعدد ساعات النوم في المتوسط، وإذا كان المراهق ينام في غرفة بمفرده أم مع أحد الإخوة، وإذا كانت هناك سلوكيات معينة يمارسها قبل ميعاد النوم مثل القراءة أو مشاهدة الشاشات المختلفة بما فيها التلفاز والألواح الإلكترونية.

متاعب النوم

أظهرت النتائج وجود نسبة بلغت تقريباً 16% من الأطفال قد عانوا من المتاعب في النوم؛ مثل صعوبة الخلود إلى النوم في وقت قصير، والبقاء مستيقظين فترات طويلة في السرير، أو عانوا من النوم المتقطع في حالة الخلود إلى النوم واستيقاظهم مرات عدة في أثناء النوم، وعدم التمكن من النوم بعمق، وذلك في الأسبوعين السابقين للدراسة، وأيضاً كانت هناك نسبة بلغت 17% تقريباً أوضحوا أنهم استيقظوا نتيجة رنين المكالمات الهاتفية أو إشعارات الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني في أثناء النوم مرة واحدة على الأقل في الكثير من الأيام وذلك في الأسبوع السابق للدراسة. كما كانت هناك نسبة بلغت 20% ذكروا أنهم قاموا باستخدام الهاتف أو أي جهاز إلكتروني آخر في حالة استيقاظهم لأي سبب.

قام الباحثون بتقديم بعض النصائح لمساعدة المراهقين بناءً على نتائج الدراسة، وأهمها عدم وضع أي شاشات في غرفة النوم حتى التلفاز حيث ارتبط وجود جهاز تلفاز أو أي جهاز متصل بالإنترنت في غرفة النوم بزيادة خطر الإصابة بمشكلات النوم بنسبة 27%، ويجب إيقاف تشغيل الإشعارات المختلفة وقت النوم أو جعلها صامتة خارج الغرفة في حالة حرص المراهق على مطالعتها في الصباح، حيث ارتبط ترك الإشعارات تعمل في أثناء النوم أو الاحتفاظ بها غير صامتة بخطر عدم الاستمرار في النوم بعمق بنسبة 23% مقارنة بإيقاف تشغيلها وأيضاً الاستيقاظ مرات عدة.

يجب عدم مطالعة الدردشات الجماعية عبر الإنترنت بشكل خاص حتى لو كانت مجرد متابعة من دون مشاركة؛ لأن المتابعة تجعل الذهن متيقظاً، ومن ثم لا يستطيع الخلود إلى النوم بسهولة. أيضاً يجب عدم ممارسة أي ألعاب فيديو في السرير وقت النوم سواء مع منافس آخر أو لعبة فردية؛ حيث ارتبطت جميع هذه السلوكيات بصعوبة النوم والاستمرار فيه في حالة حدوثه.

وتبعاً للدراسة، كان مجرد رفع الهاتف وتصفُح شاشته في حالة الاستيقاظ من النوم مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بمشكلات النوم المختلفة بنسبة 34% وهي أكبر من بقية النسب الأخرى؛ لأنها تمهد لإجراء آخر سواء مكالمة أو رد على رسالة نصية.

وفي النهاية أكدت الدراسة أن نمو المراهقين هو وقت صعب بالفعل للمراهقين وللآباء أيضاً؛ نظراً للضغوط الاجتماعية والتغيرات الجسدية والنفسية والعاطفية التي تحدث، ومن المهم عدم وضع ضغوط إضافية في أثناء فترة النوم التي تعد أهم فترات الراحة بالنسبة لهم، والتخلص من وسائل التواصل قبل النوم ضرورة صحية.

* استشاري طب الأطفال


تناول بعض الأعشاب يمنع قرص البعوض

اكليل الجبل
اكليل الجبل
TT

تناول بعض الأعشاب يمنع قرص البعوض

اكليل الجبل
اكليل الجبل

ما يطرحه باحثون من جامعة جونز هوبكنز في الولايات المتحدة ربما يقودنا إلى القول إن الوقاية من قرص البعوض يجدر أن تبدأ مما يتم طهوه في المطبخ ثم نتناوله، إذ أفادت نتائجهم أن تناول أنواع من الأعشاب والتوابل يمكن أن يكون المفتاح لمنع قرص البعوض.

وتوصلت دراستهم إلى ذلك بعد أن أقام أولئك الخبراء من الجامعة تجربة معقدة في زامبيا، على ساحة اختبار بحجم حلبة التزلج على الجليد، وذلك لمعرفة الأشخاص الأكثر جاذبية للبعوض. وكان عنوان دراستهم المنشورة ضمن عدد 19 مايو (أيار) الماضي من مجلة علم الأحياء الحالي Current Biology: «الرائحة البشرية توجه الجذب الحراري للبعوض واختيار الضحية في ظل الظروف الطبيعية».

* قرصات البعوض

التعامل مع قرص البعوض أولوية صحية عالمية. واهتمام الأوساط الطبية بفهم الآلية والعوامل التي تجذب البعوض نحو قرص ضحيتها، له مبررات قوية. ذلك أن البعوض يُعتبر أعلى الحيوانات فتكاً في العالم. وتفيد الإحصاءات الطبية الحديثة بأن قرصات البعوض هي السبب المباشر في وفاة أكثر من مليون شخص في كل عام على مستوى العالم، إضافة إلى تسببها بأكثر من 500 مليون حالة من الأمراض التي ينقلها البعوض.كما تحدث سنوياً أضعاف هذا الرقم من قرصات البعوض المزعجة، التي تقتصر على المناطق الجلدية، ويعاني فيها ملايين الناس بشكل يومي من الحكة والألم والإزعاج الجلدي. والخطوة الأهم في تسبب البعوض بتلك التداعيات الصحية الواسعة والعميقة في تهديد سلامة الحياة لملايين الأشخاص سنوياً، هي انجذاب البعوض نحو بعض البشر وقرصهم.وعليه، فإن اهتمام الباحثين الطبيين بمعرفة «العامل» الذي «يجذب» البعوض نحو «قرص» شخص ما، هو خطوة مهمة في احتمال تكوين وسيلة وقاية من الإصابات العالمية الواسعة بالأمراض تلك، وتداعياتها المرضية. وكذلك وسيلة مصيدة، لجذب مزيد من البعوض والقضاء عليه. ولذا لا تتوقف ماكينات البحث العلمي والطبي عن إجراء وإصدار العديد من الدراسات والبحوث الطبية والعلمية حول البعوض والأمراض التي يتسبب في نقلها وكيفية التعامل معها ومع البعوض الذي ينقلها.

* تفضيلات البعوض

وبالعودة للدراسة الأميركية الحديثة المكونة من عدة تجارب، أقام الباحثون ساحة اختبار واسعة في زامبيا لمعرفة الأشخاص الأكثر جاذبية للبعوض. وأفادوا بأن معظم الدراسات السابقة حول تفضيل البعوض لقرص بعض الأشخاص دون غيرهم، كان يتم إجراؤها في ظروف مختبرية محصورة، وبالتالي لا تمثل كيفية عمل تلك الحشرات في البرية. واحتوت ساحة الاختبار في الدراسة على حلقة من منصات هبوط متباعدة بشكل متساوٍ، تم تسخينها لدرجة حرارة جلد الإنسان، وطعمها مزيج من ثاني أكسيد الكربون ورائحة أجسام بشرية مختلفة. وهذه الرائحة البشرية كان يتم سحبها من أشخاص نائمين في خيام محددة، وإيصالها إلى تلك المنصات. وفي كل ليلة، أطلق الباحثون 200 بعوضة جائعة في الساحة، وراقبوا نشاطها باستخدام كاميرات الحركة بالأشعة تحت الحمراء، وانجذابها إلى تلك المنصات، لتقييم ما إذا كان البعوض أكثر انجذاباً لأنواع معينة من رائحة البشر النائمين.

وللإجابة عن سؤال: لماذا يعتبر دور الرائحة البشرية مهماً جداً في فهم انتقال الملاريا؟، أفاد الباحثون بما ملخصه أن أكثر أنواع البعوض خطورة على الصحة العامة هي تلك التي طورت دافعاً فطرياً Innate Drive قوياً للبحث عن البشر في بيئاتهم الحسية. وبعوضة الأنفولية الغامبية Anopheles gambiae التي تعتبر من «أكفاء» نواقل الملاريا، تتغذى بشكل تفضيلي وبشكل متكرر على البشر، باستخدام حاسة الشم لالتقاط آثار انبعاثات الرائحة الجسدية. ومن المهم فهم المواد الكيميائية الموجودة في الرائحة البشرية التي تؤدي إلى انجذابها التفضيلي لبعض البشر، لأنه إذا تمكنا من تحديد هذه المواد الكيميائية، فيمكننا المساعدة في الإبلاغ عن مخاطر العضة الشخصية Personal Bite Risk. والأمر الآخر الذي ذكره الباحثون، هو أنه إذا تمكنا من فهم ماهية هذه المواد الكيميائية وكيف تمتزج معاً لتوفير عطر جذاب لبعوض الملاريا، فيمكننا استخدام هذه المعلومات لتطوير مزيج من الجزيئات التي تجذب الأنوفيلة الغامبية، ونواقل الملاريا ذات الصلة، لإنشاء رائحة بشرية تحاكي ذلك، كي يمكن استخدامها كطُعم أو إغراء، في جهود الاصطياد الجماعي Mass Trapping للسيطرة على الملاريا.

* رائحة البشر

وفي إحدى التجارب، طلب الفريق من مجموعة أشخاص النوم في خيام فردية، تحتوي على أنبوب يضخ الرائحة الليلية للشاغل، إلى منصة هبوط للبعوض خاضعة للمراقبة. ووجدوا أن البعوض ينجذب باستمرار إلى روائح الأشخاص الذين تنبعث منهم مزيد من الأحماض الكربوكسيلية Carboxylic Acids (التي ربما تنتجها ميكروبات الجلد). وبالمقابل، يبتعد البعوض عن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من الأوكاليبتول Eucalyptol. والأوكاليبتول مكون عطري Aromatic Component يوجد في العديد من النباتات، مثل حبق الراعي Mugwort، وشجيرات الريحان، وأوراق الريحان الحلو Sweet Basil، وإكليل الجبل Rosemary، والمريمية Sage، والهيل Cardamom. كما أنه عنصر شائع في معجون الأسنان وغسول الفم. ويعتقد الباحثون أنه بالإضافة إلى إنتاج رائحة عطرية قوية، فإن الأوكاليبتول قد يعمل أيضاً كعامل إزالة الروائح Deodorising Agent، ما يجعله يعمل على تحييد أو إخفاء المواد الكيميائية الأخرى التي تجذب البعوض، مثل الأحماض الكربوكسيلية.

وأفاد الدكتور كونور ماكمينيمان، الأستاذ المساعد في معهد جونز هوبكنز لأبحاث الملاريا ورئيس فريق البحث في إجراء الدراسة، بقول ما ملخصه: «تشير دراستنا إلى فكرة أن المستويات العالية من الأوكاليبتول في رائحة الجسم قد تجعل الشخص أقل جاذبية للبعوض. ونعتقد أنه يتم الحصول على هذا المركب من الأطعمة النباتية في النظام الغذائي، أيضاً في معجون الأسنان وغسول الفم. وبعد أن حللنا رائحة أجسام جميع المشاركين في الدراسة، وجدنا أن الأشخاص الذين كانوا أقل جاذبية للبعوض هم الأعلى بهذه الرائحة». وأضاف: «وكان الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في هذه الدراسة هو أن البعوض باستمرار، ليلة بعد ليلة، سيختار وينجذب إلى الرائحة البشرية نفسها ولا يفضل بعض البشر دون غيرهم. ونأمل في المستقبل أن نوسع دراستنا لجمع معلومات غذائية أكثر تفصيلاً عن المشاركين، وإجراء دراسة تفصيلية أكثر للدور الذي يلعبه النظام الغذائي ومستعمرات البكتيريا (ميكروبيوم الجلد Skin Microbiome) على سطح جلد الإنسان، في التأثير على كيفية شم البعوض. بما في ذلك الأنواع الأخرى من بعوض القرص المزعج، الذي نواجهه جميعاً في الحدائق حول العالم».

* البعوض يقرص بآليات وتراكيب معقدة

آليات حصول عملية قرص البعوض، بما يجعلها غير مؤلمة للشخص ولا يشعر بها، هي أحد الجوانب التي يبذل الباحثون الصحيون جهوداً لفهمها، إضافة إلى فهم تتابع مراحل حصول قرصة البعوض.

وعملية القرص غير المؤلم للبعوض، تستمر لعدة دقائق، عبر استخدام البعوض لمزيج من التخدير والتشغيل الاهتزازي (وفق خصائص ميكانيكية متدرجة في التردد) لحزمة الإبر الدقيقة في جسمها، وذلك في أثناء مراحل عملية الغرز في الجلد لسحب الدم الذي تتغذى عليه.

وثمة أربع آليات لحصول ذلك دون التسبب في ألم:

- الأولى: استخدام مادة مخدرة.

- الثانية: التصميم المسنن للإبرة.

- الثالثة: تتابع عملية الاهتزاز في أثناء الثقب.

- الرابعة: وجود أجزاء لينة وأخرى صلبة لتلك الإبرة التي تخترق الجلد.

واجتماع هذه العناصر الأربعة، واستخدام البعوض لها بمهارة غريزية فائقة، يجعلان عملية القرص غير مؤلمة ولا يتنبه لها المرء.

كما أن تفاعل لعاب البعوض مع جهاز المناعة البشري، له دور في الأمر. ولعاب البعوض بالأساس يحتوي على بروتينات ذات تأثيرات سلبية على مناعة جسم الإنسان، ما يفسر تفاعلات الحساسية في أماكن قرص البعوض ويزيد من احتمالات التضرر بالأمراض الميكروبية التي ينقلها.

وللتوضيح، حتى في حال عدم تسبب قرص البعوض بنقل أي من الميكروبات، فإن لعاب البعوض الذي يتم تركه في منطقة القرص بالجلد، يثير تفاعلات فيما بين البروتينات فيه وجهاز مناعة الجسم. وهو ما قد يسبب تفاعلات مناعية تستمر لعدة أيام في مكان القرصة.

وتقول مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية CDC: «عندما تقرص البعوضة، فإنها تخترق الجلد باستخدام جزء فم خاص (خرطوم) لامتصاص الدم. وعندما تتغذى البعوضة، فإنها تحقن اللعاب في جلدك. يتفاعل جسمك مع اللعاب مما يؤدي إلى نتوء وحكة. ويعاني بعض الأشخاص من رد فعل خفيف فقط تجاه القرصة أو القرصات. ويتفاعل الأشخاص الآخرون بقوة أكبر، ويمكن أن تحدث منطقة كبيرة من التورم والوجع والاحمرار».

8 حقائق عن البعوض وقرصاته

* ثمة أكثر من 3500 نوع من البعوض في مناطق العالم، وعددها الإجمالي يفوق كوادريليون (رقم بأس 5 صفرا)، وعمرها بالمتوسط 6 أشهر. ولكن ليس كل البعوض يلجأ إلى قرص جلد الإنسان كوسيلة للحصول على الدم، أو لأسباب أخرى لا تزال مجهولة. بل إن 100 نوع منها تسحب دم الإنسان خلال القرص.،وأنواع أخري لا تقرص البشر بالمطلق، بل الحيوانات فقط.

* يتغذى كل من ذكور وإناث البعوض بشكل أساسي على النباتات، وتحديداً رحيق الفاكهة والنبات.

* سحب الدم أثناء عملية القرص لبعض أنواع البعوض، ليس للحصول عليه كغذاء، لأن الدم ليس هو غذاء للبعوض بالأصل. بل تلجأ إناث (وليس ذكور) بعض أنواع البعوض إلى قرص الجلد للحصول على الدم، لأنها تحتاج إلى بروتينات معينة فيه، لتنشيط عمليات إنتاج مئات البويضات خلال بضعة أيام. ولذا قد تسحب كمية دم تفوق ثلاثة أضعاف وزنها.

* للبعوضة قدرة على قطع مسافة ثلاثة كيلومترات في الساعة الواحدة. وثمة عدد كبير من الأبحاث والدراسات العلمية التي حاولت معرفة المركبات أو الروائح أو المميزات التي توجد في جلد أو حتى دم البعض، والتي تجعل البعوض ينجذب نحوهم لقرصهم وشفط الدم منهم.

* ثاني أكسيد الكربون، الذي ينتجه البشر والحيوانات الأخرى، هو الإشارة الرئيسية للبعوض بأن وجبة دم محتملة قريبة. ولدى البعوض حساسية شديدة لاكتشاف ثاني أكسيد الكربون في الهواء. وبمجرد أن تشعر الأنثى بوجود ثاني أكسيد الكربون في المنطقة المجاورة، فإنها تطير ذهابًا وإيابًا عبر عمود غاز ثاني أكسيد الكربون، حتى تحدد مكان ضحيتها.

* ينتقي البعوض ضحاياه عبر تقييم الرائحة وكمية ثاني أكسيد الكربون والمواد الكيميائية الممتزجة بسائل العرَق على الجلد. والرجال، والأشخاص الذين فصيلة دمهم من نوع "او" "O" والبدينون، أكثر عُرضة لقرص البعوض. وكذلك ينجذب البعوض إلى الحرارة، ولذا فإن ارتداء ملابس غامقة اللون حافظة لحرارة الجسم عن التبخر، يزيد من عرضة انجذاب البعوض. كما يقول الباحثون في مايو كلينك.

* بالرغم من ضعف قدرات البعوض، كحشرة صغيرة في الحجم مقارنة بالحيوانات المفترسة الأكبر حجماً، إلاّ أنها الأعلى فتكًا بالإنسان والأعلى تسببًا بالضرر عليه، إما بإزعاج القرصات الجلدية أو بالأمراض أو بالوفيات. وتشمل الأمراض التي ينقلها البعوض كل من فيروس زيكا، وحمى الضنك، والملاريا، وفيروس غرب النيل، والشيكونغونيا، والحمى الصفراء، وأكثر من ذلك. وبعوض الزاعجة المصرية Aedes aegypti، ناقل فيروس مرض زيكا وفيروس حمى الضنك وفيروس داء شيكونغونيا وفيروس الحمى الصفراء إلى البشر. وبعوضة الأنفولية الغامبية Anopheles gambiae ناقلة الملاريا.

* بشكل تقريبي، تذكر الاحصائيات أن عدد من يموتون سنويًا بسبب الفيلة هم نحو مائة شخص، وبسبب التماسيح ألف شخص، وبسبب الحلزون الناقل للبلهارسيا نحو عشرة آلاف شخص، وبسبب الكلاب خمسة وعشرين ألف شخص، وبسبب الأفاعي خمسين ألف شخص، وبسبب الملاريا (دون غيرها من الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض) يموت حوالي 700 ألف شخص في كل عام. وللتقريب، يقتل البعوض سنويًا أكثر من خمسين ألف ضعف عدد الوفيات الناجمة عن أنواع أسماك القرش المتوحشة.


استشارات

استشارات
TT

استشارات

استشارات

تساقط الشعر بعد فقدان الوزن

> نقص وزني أكثر من 20 كيلوغراماً، ولكني أعاني من تساقط الشعر بعد فقدان الوزن، لماذا. وبمَ تنصح؟

- هذا ملخص أسئلتك التي لم يتضح لي منها ماذا كانت وسيلة خفض الوزن: هل هي من أنواع الحقن لعلاج السمنة، أو الحمية الغذائية، أم عملية تقليص المعدة؟ وكذلك لم يتضح لي هل تم إجراء تحاليل للدم لديك حول مؤشرات نقص المعادن أو الفيتامينات؟ وهل ثمة حالات صحية مزمنة لديك تتم معالجتها؟

ومع ذلك، لاحظ معي أن رحلة إنقاص الوزن ليست سهلة. وتعترف الأوساط الطبية بأن أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً لفقدان الوزن «السريع»، هو تساقط الشعر.

ولكن غالبية الذين تتكون لديهم الرغبة لخفض الوزن، يريدون أن يتم ذلك بسرعة، ويريدون إنهاء هذه المهمة في أقصر وقت ممكن. وهذا خيار ممكن، إذْ ثمة وسائل لذلك، كالعملية الجراحية، أو تلقي الحُقن تحت الجلد لخفض الوزن. إلا أن هذا الفقدان السريع للوزن السريع يأتي لا محالة مع آثار جانبية؛ لأن الجسم لا محالة سيعاني من الإجهاد، ومن عدم تلقي تغذية جيدة ومتوازنة وغنية بالمعادن والفيتامينات. وبالتالي يمكن أن يسبب هذا تغيرات في مستويات الهرمونات ونقص العناصر الغذائية كالمعادن والفيتامينات، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر. لذا فإن الجسم سيعطي الأولوية لتمكين الأعضاء الحيوية من أداء وظائفها، على حساب نمو الشعر، مما يؤدي إلى ترقق الشعر أو تساقطه.

ويُعرف هذا النوع من تساقط الشعر عموماً باسم «تساقط الشعر الكَرْبي»، وهو سبب شائع لتساقط الشعر. ويحدث هذا عادة خلال نحو 3-4 أشهر بعد فقدان الوزن السريع، ويستمر لمدة تصل إلى 6 أشهر. وهو أسوة بما يحصل مع الحمل والولادة، أو معايشة مستويات عالية من التوتر النفسي، أو الخضوع لعملية جراحية كبرى، أو الإصابة بالتهابات ميكروبية وارتفاع حرارة الجسم خلالها، وغيره.

وعلى سبيل المثال، بعد جراحة المعدة لإنقاص الوزن يمكن أن يحصل نقص في العناصر الغذائية، ما يُؤدي إلى تساقط الشعر. وتشير بعض الدراسات الطبية إلى أن مشكلة تساقط الشعر تحصل لدى أكثر من 50 في المائة منهم، وغالبيتها (80 في المائة) حصلت خلال الثلاثة أشهر الأولى.

ولكن الجانب الجيد في الأمر أن تساقط الشعر نتيجة فقدان الوزن، غالباً ما يكون مؤقتاً. وأن من الممكن جداً إعادة نمو الشعر بعد فقدان الوزن. وذلك بمجرد أن يبدأ الجسم في التكيف مع الوزن الجديد وتخطي فترة الإجهاد، وإعادة تزويد الجسم بإمدادات المعادن والفيتامينات بشكل طبيعي، وتثبت تحاليل الدم ذلك. ولكن هذا قد يستغرق عدة أشهر، لكي تبدأ ملاحظة عودة نمو الشعر إلى طبيعته.

وأفضل طريقة لمنع تساقط الشعر أثناء فقدان الوزن، هي إنقاص الوزن ببطء وبطريقة صحية. وهذا يعني تناول نظام غذائي متوازن مع كثير من البروتينات والفيتامينات والمعادن، وتجنب الحميات القاسية.

ولكن إذا لم يحصل ذلك، فإن النصيحة الأفضل لوقف تساقط الشعر بعد فقدان الوزن السريع، وإعادة تنشيط عمليات نمو الشعر، هي مراجعة الطبيب. ويمكن أن يساعد الطبيب في تحديد أي نقص في أحد أو مجموعة المغذيات (معادن أو فيتامينات)، أو مدى وجود أي خلل هرموني، قد ساهم في تساقط الشعر، وذلك عبر الفحص الإكلينيكي، وإجراء التحاليل اللازمة. وبالتالي يصف المعالجات التعويضية لأي نقص إن وُجد.

والخطوة الثانية، العناية بالشعر بطريقة صحيحة، وذلك بغسل الشعر باستخدام شامبوهات لطيفة، وفرك الشعر بأطراف الأصابع وليس بالأظافر، وتدليك فروة الرأس، وتجفيفه بطريقة لطيفة، وكذلك تمشيطه، وغيرها من خطوات العناية الصحية بالشعر.

دواء لخفض الكولسترول

> وصف لي الطبيب دواء يفولوكوماب لخفض الكولسترول، وأنا أتناول أحد أدوية ستاتين لخفض الكولسترول. هل تنصح بذلك؟

- هذا ملخص أسئلتك. ولم يتضح لي منها مقدار العمر وسبب إضافة هذا الدواء إلى تناولك لأحد أدوية ستاتين (ليبيتور). وتحديداً، هل كان السبب هو عدم تحقيق خفض واضح في معدلات الكولسترول لديك بتناول دواء الستاتين؟ أم أن لديك أمراض شرايين القلب وأصابتك تداعياتها، كالنوبة القلبية؟

ومع ذلك، فإن دواء يفولوكوماب من الأدوية الحديثة والفعّالة لخفض الكولسترول. وهو علاج يتم تلقيه بالحقن، ويعمل على زيادة تقبل خلايا الكبد لدخول مزيد من كولسترول الدم الخفيف إلى داخل خلايا الكبد، وبالتالي خفض نسبته في الدم.

وهو مُكلف مادياً مقارنة بأدوية أخرى لخفض الكولسترول، ولكن قد يكون ثمة ضرورة لتلقيه؛ لأن هذا العقار بذاته يحقق خفضاً ممتازاً، وبنسبة تصل إلى مقدار 60 في المائة أو أكثر في مستوى الكولسترول الخفيف الضار بالدم. والجيد في الأمر أن هذا الانخفاض يظهر خلال 4 أسابيع من بدء المعالجة به. وترتفع نسبة الانخفاض عند تلقيه مع أدوية ستاتين أو عقار إزيتيميب. وباستخدامه، لم تلاحظ أي فروق إجمالية في السلامة أو الفعالية في المرضى المسنين. كما أنه ليست هناك حاجة لتعديل الجرعة في حالة الإصابة بأمراض الكبد أو الكلى التي تتراوح من خفيفة إلى متوسطة.

وفي «الجانب العلاجي» دعمت جمعية القلب الأوروبية استخدامه قائلة: «تعمل أدوية مثبطات بيه سي إس كيه 9، بشكل فعال (أي تقليل احتمالات حصول الأحداث السلبية المستقبلية لأمراض شرايين القلب) لدى المرضى المعرضين لخطر عالٍ من الإصابة بأمراض شرايين القلب (كالمصابين بالارتفاع الوراثي للكولسترول الخفيف والمصابين بمرض السكري». وأيضاً تدعم ذلك نصائح رابطة القلب الأميركية.

والأطباء يضيفونه في علاج ارتفاع الكولسترول إذا كان الشخص يتناول أدوية الستاتين، ولم يتحقق بذلك الخفض العلاجي المطلوب لمعدلات الكولسترول الخفيف. أو عندما لا تكون أدوية الستاتين وحدها كافية لمرضى النوبات القلبية الذين لا يزالون معرضين لخطر تكرارها. أي أنه يمكن استخدامه لتقليل خطر عودة الإصابة بنوبة قلبية، أو الذبحة الصدرية غير المستقرة التي تتطلب دخول المستشفى، في البالغين المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية المؤكدة.

والمهم المتابعة مع الطبيب عند بدء تناوله، وكيفية أخذ حقنته، ومقدار الجرعة، ومدى الحاجة إلى رفعها، ومكان تلقي الحقنة، ومدى التسبب بالحساسية أو أي آثار جانبية أخرى، وظروف حفظ الدواء في برودة الثلاجة، ومدة صلاحية استخدامه عند وضعه في درجة حرارة الغرفة، وغيرها من الجوانب في كيفية تلقي هذا العقار بطريقة صحيحة كي يُعطي نتائج علاجية مفيدة. إضافة إلى إجراء الفحوصات اللازمة التي يطلبها الطبيب، ومتابعة معدلات الكولسترول الخفيف في الدم.


نهج جديد وواعد لزراعة القلب

شملت الدراسة التي أجريت في عدد من المستشفيات الأميركية 180 متلقياً للزرع (بابليك دومين)
شملت الدراسة التي أجريت في عدد من المستشفيات الأميركية 180 متلقياً للزرع (بابليك دومين)
TT

نهج جديد وواعد لزراعة القلب

شملت الدراسة التي أجريت في عدد من المستشفيات الأميركية 180 متلقياً للزرع (بابليك دومين)
شملت الدراسة التي أجريت في عدد من المستشفيات الأميركية 180 متلقياً للزرع (بابليك دومين)

أظهرت نتائج بحثين جديدين نُشرا (الخميس) أن نهجاً مختلفاً لجراحات زراعة القلب قد يمنح مزيداً من المرضى فرصة إجراء جراحة منقذة للحياة. معظم القلوب المزروعة هي من متبرعين ماتوا دماغياً، لكن الأبحاث الجديدة تظهر أن نهجاً مختلفاً يطلق عليه التبرع بعد «موت الدورة الدموية»، يمكن أن يكون بالقدر ذاته من النجاح، ويزيد عدد الأعضاء المتاحة للزراعة. وتستخدم الطريقة الجديدة منذ فترة زمنية طويلة لاستعادة الكلى وأعضاء أخرى. أظهرت البيانات فاعلية وسلامة زراعة القلوب التي تم الحصول عليها من المتبرعين بعد موت الدورة الدموية، مقارنة بالقلوب التي تم الحصول عليها من المتبرعين بعد الموت الدماغي، وفق النتائج.

شملت الدراسة التي أجريت في عدد من المستشفيات الأميركية 180 متلقياً للزرع (بابليك دومين)

وقال باحثو «ديوك هيلث» في بيان صحافي صدر الخميس، إن استخدام تلك «القلوب المنبوذة» منذ فترة طويلة، على حد وصفهم، يمكن أن يتيح لآلاف المرضى فرصة محتملة لعملية زرع منقذة للحياة؛ مما يزيد عدد قلوب المتبرعين بنسبة 30 في المائة.

وقال جراح زراعة القلب الدكتور جاكوب شرودر، من كلية الطب بجامعة ديوك، والذي قاد البحث: «إذا استطعنا أن نجعل المرضى يستخدمون تلك القلوب، أعتقد أنه من المحتمل أن يرتفع معدل زراعة القلب أكثر من ذلك». وأَضاف: «يجب أن يكون هذا معياراً للرعاية». تحدث الطريقة المعتادة للتبرع بالأعضاء عندما يحدد الأطباء، من خلال الاختبار الدقيق، أن شخصاً ما ليس لديه وظيفة دماغية بعد إصابة كارثية حدثت له؛ مما يعني موت دماغه. يُترك الجسد على جهاز التنفس الصناعي الذي يحافظ على نبض القلب والأكسجين قبل أن ينقل القلب إلى الثلج. في المقابل، يحدث التبرع بعد موت الدورة الدموية عندما يعاني شخص ما إصابة دماغية لا يمكن النجاة منها، ولكن نظراً لأن جميع وظائف المخ لم تتوقف بعد؛ تقرر الأسرة سحب أجهزة دعم الحياة ويتوقف القلب. وهذا يعني أن الأعضاء ستظل من دون أكسجين لفترة من الوقت قبل أن تتم استعادتها، وهنا يبدي الجراحون قلقهم؛ خوفاً من تلف القلب. ما الذي تغير؟... الآن يمكن للأطباء إزالة تلك القلوب ووضعها في آلة «تنعشها»، بحيث تضخ الدم والمغذيات إليها أثناء نقلها، وتوضيح ما إذا كانت تعمل بشكل جيد قبل عملية الزرع المخطط لها.

وشملت الدراسة المنشورة التي أجريت في عدد من المستشفيات الأميركية، 180 متلقياً للزرع، نصفهم حصلوا على قلوب من متبرعين بعد موت الدورة الدموية (DCD) والنصف الآخر أُعطوا قلوباً من متبرعين متوفين دماغياً كانت محفوظة في الثلج. وكما أفاد الباحثون في مجلة «نيو إنغلاند» الطبية، فإن البقاء على قيد الحياة بعد ستة أشهر كان متماثلاً تقريباً، 94 في المائة لمتلقي تبرعات «موت الدورة الدموية» و90 في المائة لأولئك الذين حصلوا على القلوب المعتادة.

من الجدير بالذكر، أن الدراسة مولتها شركة «ترانس ميديكس» TransMedics، التي تصنع نظاماً لتخزين القلب.

وتُظهر النتائج «إمكانية زيادة الإنصاف والمساواة في زراعة القلب؛ مما يسمح لمزيد من الأشخاص المصابين بفشل القلب بالحصول على هذا العلاج المنقذ للحياة»، وفق طبيبة زراعة القلب الدكتورة، نانسي سويتزر، من جامعة واشنطن في سانت لويس، والتي لم تشارك في الدراسة.

في العام الماضي، أُجريت 4111 عملية زراعة قلب في الولايات المتحدة وحدها، وهو رقم قياسي لكنه ليس كافياً لتلبية الحاجة إلى هذه الجراحات، إذ يعاني مئات الآلاف من الأشخاص من قصور القلب المتقدم (ضعف شديد في ضخ القلب)، لكن لم يُعرض على الكثير منهم عملية زرع، ولا يزال آخرون يموتون في انتظار هذا العرض.

وقد بدأ الباحثون في أستراليا والمملكة المتحدة لأول مرة في تجربة عمليات زرع القلب من متبرعين بعد موت الدورة الدموية قبل نحو سبع سنوات. في العام الماضي، كان هناك 345 عملية زرع قلب في الولايات المتحدة، و227 حتى الآن هذا العام، وفقاً للشبكة المتحدة لمشاركة الأعضاء.

في الدراسة التي تقودها «ديوك هيلث»، ما يقرب من 90 في المائة، من قلوب أُخذت من متبرعين بعد موت الدورة الدموية تعافت، وانتهى بها الأمر إلى زرعها؛ مما يشير إلى أنه من المفيد أن يبدأ مزيد من المستشفيات استخدام الطريقة الأحدث تلك. وهو ما يعلق عليه شرودر، بأن معظم الذين حصلوا على قلوب من متبرعين بعد «موت الدورة الدموية»، كان لديهم بالفعل مضخات قلب مزروعة، وهو ما يجعل عملية الزرع أكثر صعوبة، حتى لو لم يكونوا في مرتبة متقدمة في قائمة الانتظار.


«متلازمة القولون المتهيج» تحت المنظار

TT

«متلازمة القولون المتهيج» تحت المنظار

يعاني ما يصل إلى 45 مليون أميركي من حالة يذكرها الأشخاص المصابون بها على مضض «متلازمة القولون المتهيج (العصبي)»، التي رغم انتشارها، فإنها لا تزال غامضة إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بمن يُصاب بها (ثلثا المرضى من النساء) ولماذا؟

لكن العلماء يتلمسون سبيلهم إزاء ذلك السلوك الاعتيادي بصورة ثابتة؛ إذ تستهدف أساليب العلاج الأحدث مسارات يبدو أنها ذات علاقة بالتشنجات، والانتفاخ، والغازات، والإسهال، أو الإمساك الذي يُعطل الحياة اليومية للمرضى.

القولون المتهيج

تُصنف «متلازمة القولون المتهيج (irritable bowel syndrome, IBS)»، التي تتسم بأعراض ألم البطن المزمن وحركات الأمعاء المتغيرة، إلى 3 أنواع تسود الأعراض@ وفقاً لها: «الإسهال (IBS-D)»، أو «الإمساك (IBS-C)»، أو «مزيج من هذه الأعراض». وهي واحدة من أكثر حالات الجهاز الهضمي شيوعاً، وتصيب ما يصل إلى 15 في المائة من الأميركيين، وفقاً لـ«المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي».

«متلازمة القولون المتهيج» هي ما يسميه الأطباء «اضطراب الأمعاء الوظيفي»؛ لأنها تؤثر على طريقة عمل الجهاز الهضمي، لكنها لا تنجم عن أي مشكلة هيكلية أو بنيوية واضحة. ولكن خبراء «هارفارد» يقولون إن هذا التصنيف مثير للإشكالات.

يقول الدكتور أنتوني ليمبو، اختصاصي الجهاز الهضمي في مركز «بيت إسرائيل الطبي» التابع لجامعة هارفارد: «القول إنه ليس هناك أي خطأ هو خطأ؛ لأنه من الواضح أن هناك شيئاً مختلفاً ما. الأمر الوحيد هو أن اختباراتنا الإكلينيكية القياسية لا يمكنها أن تعكس ذلك».

تأثيرات قسرية

لا تزال أسباب «متلازمة القولون المتهيج» غير واضحة بشكل محبط، ولكن يُعتقد أن الأعراض تنبع من مجموعة واسعة من العوامل؛ من بينها...

* التغيرات في الميكروبات المعوية بالأحشاء. تتأثر تلك المجموعة من الميكروبات المعوية بما نأكله ونشربه، وكذلك بالمرض. يقول الدكتور ليمبو: «يظهر لدى نحو 10 في المائة من الأشخاص الذين يصابون بعدوى الجهاز الهضمي، سواء أكانت فيروسية أم بكتيرية أم طفيلية - حتى فيروس (كوفيد) - معدل أعلى من (متلازمة القولون المتهيج)».

* تقلصات عضلات الأمعاء الملتوية. تدفع هذه التقلصات الطعام عبر الجهاز الهضمي بصورة طبيعية، وبوتيرة أسرع أو أبطأ من المعتاد لدى مرضى «متلازمة القولون المتهيج».

* الإشارات العصبية المعيبة. تعتمد عملية الهضم الطبيعية على التواصل الواضح بين الدماغ والأمعاء والجهاز العصبي. غير أن هذه الإشارات تتعطل عند حدوث «متلازمة القولون المتهيج».

* مشكلات قاع الحوض. يصدق هذا بشكل خاص على النساء اللاتي لا ترتخي عضلات الحوض لديهن بشكل طبيعي، ما قد يؤدي إلى الإمساك المزمن.

* ضغوط الحياة المبكرة. يمكن أن يشتمل ذلك على الأحداث المؤلمة في أثناء الطفولة.

* الأمراض الوراثية. الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بـ«متلازمة القولون المتهيج» هم أكثر عرضة للإصابة بها أيضاً.

في أفضل الأحوال، تُعدّ «متلازمة القولون المتهيج» حدثاً مزعجاً للغاية، ما يجبر الناس على تحديد مواعيد طعامهم وفقاً لاحتياجات دورة المياه لديهم. وفي أسوأ الأحوال، يمكن أن تكون أمراً معوقاً؛ ما يسبب ضيقاً شديداً ويفرض قيوداً على مقدرة الناس على العمل والسفر.

يقول الدكتور ليمبو: «تظهر جميع البيانات أن المعاناة كبيرة للغاية. إنه اضطراب نعرف أنه يمكن أن يُضعف الناس بحق».

علاجات مختارة

للمرة الأولى، توجه المبادئ التوجيهية لعلاج «متلازمة القولون المتهيج»، التي حُدّثت في يونيو (حزيران) 2022 من قبل «الجمعية الأميركية لأمراض الجهاز الهضمي»، الأطباء حول كيفية تخصيص علاج المرضى بمجموعة واسعة من الأدوية.

يمكن أن تساعد الأدوية المتاحة من دون وصفة طبية - بما في ذلك مكملات الألياف والملينات (بكميات محدودة) ومضادات الإسهال - في السيطرة على الأعراض. لكن السنوات الأخيرة جلبت تدفقاً من خيارات الأدوية الخاصة بـ«متلازمة القولون المتهيج» التي لا تعالج الأعراض فقط، وإنما تستهدف بدلاً من ذلك مسارات كيميائية حيوية أو خلوية محددة لإبطاء حركة الطعام عبر الأمعاء، أو دفع السوائل إلى الأمعاء لتليين الفضلات وتسريع مرورها. بالنسبة إلى «متلازمة الأمعاء المتهيجة (الإسهال)»، تشمل هذه الأدوية ألوسيترون alosetron (لوترونيكس Lotronex)، وإيلوكسادولين eluxadoline (فيبرزي Viberzi). بالنسبة إلى «متلازمة الأمعاء المتهيجة (الإمساك)»، تتضمن هذه الأدوية لوبيبروستون lubiprostone (أميتيزا Amitiza)، وليناكلوتيد linaclotide (لينزس Linzess)، وبليكاناتيد plecanatide (تريولانس Trulance)، وتينابانور tenapanor (إبسريلا Ibsrela).

يبدو أن المضاد الحيوي ريفاكسيمين rifaximin (زيفاكسان Xifaxan) مفيد للميكروبات المعوية، حيث يعمل على تثبيط الكائنات «الضارة» التي تساهم في أعراض «متلازمة القولون المتهيج»، كما يقول الدكتور لورانس فريدمان، مساعد رئيس قسم الطب في «مستشفى ماساتشوستس العام» التابع لجامعة هارفارد ورئيس قسم الطب في «مستشفى نيوتن ويليسلي»، الذي أضاف: «إنه أحد التطورات الأحدث الأكثر إثارة».

كما يستفيد الأطباء أيضاً من الأدوية القديمة في أغراض جديدة. يقول الدكتور ليمبو إن كثيراً من مضادات الاكتئاب يمكنها تغيير نشاط الإشارات العصبية في الأمعاء أو الإقلال من الألم في «متلازمة القولون المتهيج».

نظام غذائي سليم

في حين أن مجموعة متنوعة من الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، فإن التدابير الفعالة لـ«متلازمة القولون المتهيج» تعتمد على النظام الغذائي وتغييرات أسلوب الحياة. يمكن أن يساعد تجنب الأطعمة المحفزة للمتلازمة، وتناول مزيد من الألياف، وشرب كثير من السوائل، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كافٍ من النوم، في السيطرة على الأعراض الخفيفة لدى كثير من الأشخاص. قد تتفاقم الأعراض أيضاً اعتماداً على الأطعمة التي تتناولها؛ القمح، ومنتجات الألبان، والفواكه الحمضية، والفاصوليا، والكرنب (الملفوف)، والمشروبات الغازية. في الوقت نفسه، يمكن أن تخفف مكملات زيت النعناع، التي تؤخذ على شكل أقراص مغلفة، من الانتفاخ والألم.

يقول الدكتور ليمبو: «يكتشف كثير من الأشخاص أيضاً أن اللاكتوز يمكن أن يكون محفزاً، وإذا شربوا كوباً من الحليب أو استهلكوا منتجات الألبان الأخرى، فإن أعراضهم تزداد سوءاً». لكن في بعض الأحيان يكون الأمر أكثر دقة من ذلك. حتى شرب كوب من المشروبات منزوعة السكر يمكن أن يسبب الغازات والانتفاخ.

بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون من الغازات والانتفاخ الشديد، قد يساعد اتباعهم نظاماً غذائياً «منخفض الفودماب (FODMAP diet)» (الكربوهيدرات قصيرة السلسلة التي تمتصها الأمعاء الدقيقة بصورة سيئة (fermentable oligo-, di-, and monosaccharides and polyols). تُعدّ «الفودماب» من الأطعمة التي تزيد من إنتاج الغازات. وهي تشمل؛ الفاصوليا، والبصل، والكرفس، والجزر، والزبيب، والموز، والمشمش، والخوخ، والكرنب (الملفوف)، وملفوف بروكسل، وجنين القمح، والمعجنات المُملحة، والكعكات. يقترح الدكتور ليمبو التخلص من «الفودماب» بصورة مؤقتة ثم إضافة كل نوع منها ببطء مرة أخرى إلى نظامك الغذائي للوقوف على «أسوأ الجناة».

بصفة عامة؛ يقول الدكتور فريدمان: «لقد اتسع نطاق العلاجات. ولدينا مزيد من الأدوات للعمل بها، وهناك احتمال أكبر للنجاح، لكن قد يكون هناك عنصر التجربة والخطأ».

* «رسالة هارفارد - مراقبة صحة المرأة» - خدمات «تريبيون ميديا»


أجسام مضادة لقصور القلب... أمل جديد قد ينقذ حياة الآلاف

كان الخبراء يعتقدون أنه لا توجد طريقة للتعافي بشكل نهائي قصور القلب الناجم عن تراكم بروتينات أميلويد السامة (رويترز)
كان الخبراء يعتقدون أنه لا توجد طريقة للتعافي بشكل نهائي قصور القلب الناجم عن تراكم بروتينات أميلويد السامة (رويترز)
TT

أجسام مضادة لقصور القلب... أمل جديد قد ينقذ حياة الآلاف

كان الخبراء يعتقدون أنه لا توجد طريقة للتعافي بشكل نهائي قصور القلب الناجم عن تراكم بروتينات أميلويد السامة (رويترز)
كان الخبراء يعتقدون أنه لا توجد طريقة للتعافي بشكل نهائي قصور القلب الناجم عن تراكم بروتينات أميلويد السامة (رويترز)

فوجئ عدد من العلماء البريطانيين بتطوير 3 مرضى بقصور القلب لأجسام مضادة ساعدتهم على التعافي من المرض ومنعت عودته، في اكتشاف يرون أنه قد يساعد في التوصل لعلاج جديد ثوري لهذه المشكلة وينقذ حياة الآلاف.

وفي الماضي، كان الخبراء يعتقدون أنه لا توجد طريقة للتعافي بشكل نهائي من قصور القلب الناجم عن تراكم بروتينات أميلويد السامة، حيث يموت نصف المرضى في غضون أربع سنوات من التشخيص.

ومع ذلك، اندهش فريق العلماء، التابع لمستشفى رويال فري وكلية لندن الجامعية بعد أن أبلغ رجل يبلغ من العمر 68 عاماً أن أعراضه تتحسن. ودفعت قصته الفريق إلى البحث في سجلات 1663 مريضاً تم تشخيصهم بالحالة ووجدوا حالتين أخريين مشابهتين لحالة الرجل، تبلغ أعمارهما 76 و82.

ولاحظ الفريق أن العامل المشترك بين الرجال الثلاثة هو تطويرهم لأجسام مضادة ساعدتهم على التحسن تلقائياً حتى أصبحوا الآن لا يعانون من المرض تماماً.

وأشار الباحثون إلى أن هذه الأجسام المضادة استهدفت الأميلويد على وجه التحديد.

ولم يتم العثور على هذه الأجسام المضادة في المرضى الآخرين الذين تطورت حالتهم بشكل طبيعي.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ماريانا فونتانا، من كلية لندن الجامعية: «لقد رأينا لأول مرة أن القلب يمكن أن يتحسن تلقائياً مع هذا المرض». وأضافت «لم يكن ذلك معروفا حتى الآن. هذا الاكتشاف يرفع سقف ما يمكن أن يكون ممكناً مع العلاجات الجديدة».

وأشار فريق العلماء إلى أنهم يقومون حالياً بالتحقيق في هذا الأمر بشكل أكبر، مشيرين إلى أن بحثهم لا يزال في مرحلة أولية.


أخصائية تنفي وجود أطعمة سحرية تحرق الدهون!

أخصائية تنفي وجود أطعمة سحرية تحرق الدهون!
TT

أخصائية تنفي وجود أطعمة سحرية تحرق الدهون!

أخصائية تنفي وجود أطعمة سحرية تحرق الدهون!

كشفت أخصائية التغذية الهندية بريا بانسال أن المبدأ الأساسي بفقدان الدهون هو خلق عجز في السعرات الحرارية، عندما تبدأ في استهلاك سعرات حرارية أقل من التي تحافظ عليها. فلنفترض أن وزنك 60 كلغم وأن السعرات لديك تبلغ حوالى 1800. فإذا كنت ستستهلك 1500، فستواجه عجزًا قدره 300. مؤكدة أنه «لا يوجد طعام واحد يمكنه حرق الدهون بشكل مباشر. إذ إن التوازن الكلي للسعرات الحرارية هو الذي يحدد فقدان الدهون. فمن المهم أن نفهم أن فقدان الدهون المستدام يتطلب مزيجًا من التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم وتغيير نمط الحياة»، وذلك وفق ما نشر موقع «onlymyhealth» الطبي المتخصص.

ونوهت بانسال بأن مفهوم طعام معين يحرق الدهون هو أسطورة منتشرة. ففي حين أن بعض الأطعمة قد تكون لها تأثيرات طفيفة في تعزيز التمثيل الغذائي، إلا أنها لا يمكن أن تسبب فقدانًا كبيرًا للدهون بمفردها. وغالبًا ما تكتسب الأطعمة التي تحرق الدهون شعبية بسبب مكونات معينة أو الادعاءات بأنها تعزز عملية التمثيل الغذائي. مبينة «يعتبر فقدان الدهون عملية معقدة تتضمن التوازن الكلي للسعرات الحرارية بدلاً من الخصائص السحرية لأطعمة معينة».

من أجل ذلك تنصح بانسال بما يلي:

1. الأولوية للأطعمة الكاملة

بدلاً من التركيز على ما يسمى بالأطعمة التي تحرق الدهون، عليك إعطاء الأولوية للأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية في نظامك الغذائي. حيث توفر هذه الأطعمة ثروة من الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة التي تدعم الصحة العامة.

2. التحكم بالحصة الغذائية

ويعد أمرًا ضروريًا لتحقيق عجز في السعرات الحرارية. فعند تناول كميات كبيرة من الطعام، يمكن أن تساهم الوجبات المغذية في زيادة الوزن. لذا لاحظ أحجام الحصص واهتم بإشارات الجوع والامتلاء في جسمك.

3. إعطاء أولوية للنوم وإدارة الإجهاد

تقول بانسال إن النوم المريح وإدارة الإجهاد غالبًا ما يتم التغاضي عنها ولكنهما عاملان أساسيان في تحقيق فقدان الدهون. كما ان قلة النوم والإجهاد المزمن يمكن أن يعطل التوازن الهرموني ما يؤدي إلى زيادة الوزن. ركز على الحصول على نوم جيد وتطبيق تقنيات الحد من التوتر مثل التأمل أو اليوغا أو الانخراط في الهوايات التي تستمتع بها.

4. عادات صحية مستدامة

لا يتعلق فقدان الدهون المستدام بإصلاحات سريعة أو إجراءات جذرية؛ إذ يتعلق الأمر بتبني عادات صحية يمكن الحفاظ عليها على المدى الطويل.

وأشارت بانسال إلى أن الأنظمة الغذائية القاسية أو القيود الشديدة قد تؤدي إلى فقدان الوزن على المدى القصير، لكنها نادرًا ما تكون مستدامة وغالبًا ما تؤدي إلى استعادة الوزن. وبدلاً من ذلك، ركز على التغييرات التدريجية والمتسقة التي تصبح جزءًا من نمط حياتك.

5. الاهتمام بتحسين الطاقة والقوة البدنية

لا شك أن التخلص من الدهون الزائدة هدف شائع. لكن من المهم أيضًا إعطاء الأولوية للرفاهية العامة. وبدلاً من التركيز على الميزان، تنصح بانسال بالتفكر بما تشعر به ومستويات الطاقة لديك وتحسين قوتك ولياقتك.