باحثون كوريون يترجمون لغة البطريق أثناء الصيد

مجموعة من طيور البطريق (أ.ف.ب)
مجموعة من طيور البطريق (أ.ف.ب)
TT

باحثون كوريون يترجمون لغة البطريق أثناء الصيد

مجموعة من طيور البطريق (أ.ف.ب)
مجموعة من طيور البطريق (أ.ف.ب)

رجح باحثون من كوريا الجنوبية أن طيور البطريق تنسق مع بعضها البعض أثناء الصيد باستخدام أصوات خاصة.
وقال الباحثون تحت إشراف الباحثة نوري شوا من المعهد الكوري للأبحاث القطبية بمدينة إنتشون جنوب كوريا في دراستهم التي تنشر اليوم (الخميس) في مجلة «ساينتِفيك ريبورتس» إنهم زودوا من أجل دراستهم طيور بطريق من نوع جنتو بكاميرات ومكبرات صوت خاصة لمراقبتها.
وأظهرت المقاطع التي صورها فريق الباحثين لهذه الطيور صورا مذهلة لطيور البطريق أثناء سباحتها وأثناء غطسها. والتقطت هذه الصور من زاوية رؤية الطيور نفسها.
تمتلك طيور البطريق مجموعة من الأصوات التي تستخدمها للتواصل مع بعضها أثناء وجودها على اليابسة حيث تستخدم نداءات بعينها عندما تبحث عن شريك للتزاوج وأخرى عند تربية أبنائها، وأصواتا للدفاع عن منطقتها.
ولكن أصوات البطريق في عرض البحر لم تخضع للبحث كثيرا حتى الآن. يعيش بطْريق جنتو في القارة القطبية الجنوبية وفي جزر بهذه المنطقة وتصطاد الأسماك والقشريات في مجموعات.
اصطادت الباحثة شوا وزملاؤها من أجل الدراسة 26 طائرا بالغا أثناء موسم تربية الصغار.
وكانت هذه الطيور قد غادرت أعشاشها لتوها متجهة للبحر. وثبت الباحثون كاميرا ومكبر صوت على ظهور هذه الحيوانات باستخدام مادة صمغية لا تتأثر بالماء.
كما زود الباحثون هذه الطيور بأجهزة لقياس عمق المياه. استخدم الباحثون في تحليلهم بيانات عشرة طيور أثناء بحثها عن الطعام وهي طيور أصدرت صيحات أثناء وجودها على سطح الماء.
وحلل الباحثون نحو 600 صيحة للطيور ودرسوا السلوك الذي كان يتبع هذه الصيحات.
عرف الباحثون كيف تغير شكل سباحة الطيور في أعقاب كل صيحة وشاهدوا ما إذا كانت إحدى هذه الصيحات تجعل الطيور تقترب من بعضها أكثر على سبيل المثال وما إذا كانت صيحة ما تتسبب في تغيير سلوك الصيد.
لم يُصدر أي من الطيور التي شملتها الدراسة أصواتا عندما كان أحد أقرانها بالقرب منها.
استنتج الباحثون من ذلك أن هذه النداءات ربما كانت لتشكيل مجموعة وليس للتواصل بين أفراد المجموعة.
قال الباحثون: «بعد أن أصدرت طيور نداءات في عرض البحر كانت الطيور تسير غالبا في الاتجاه نفسه وظلت بالقرب من سطح الماء».
وفي كثير من الأحيان كانت الطيور تشكل مجموعة عقب صدور نداء بعينه. ويرجح الباحثون أن الطيور كانت قادرة بهذه الطريقة على تنظيم نفسها.
غير أن الباحثين يرون أيضا أنه لا بد أن هناك آليات أخرى لا يعرفونها تؤثر على هذه السلوك وذلك لأن المجموعات كانت تتشكل غالبا من دون نداءات مسبقة.
كما أن الباحثين لا يفهمون كيفية وصول أصوات البطريق إلى بعضها البعض في المياه الهائجة بالمحيط.



شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».