المشروبات الغازية المحلّاة صناعياً... هل تتسبب في حدوث السكتة الدماغية؟

المياه والأنواع الطبيعية منخفضة السعرات الحرارية الأفضل

المشروبات الغازية المحلّاة صناعياً... هل تتسبب في حدوث السكتة الدماغية؟
TT

المشروبات الغازية المحلّاة صناعياً... هل تتسبب في حدوث السكتة الدماغية؟

المشروبات الغازية المحلّاة صناعياً... هل تتسبب في حدوث السكتة الدماغية؟

تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة محتملة بين المشروبات الغازية والإصابة بسكتة دماغية، لكن لا ينبغي علينا التوجه لتناول المشروبات الغازية المعتادة التي تحتوي على السكر، بل التوجه لتناول المياه المنكهة.
أما بالنسبة إلى محبي المشروبات الغازية الخاصة بالحمية (الدايت) أو منخفضة السعرات الحرارية، فقد تثير التقارير الإخبارية الحديثة التي تشير إلى وجود صلة بين تلك المشروبات، التي تحظى بشعبية، وبين زيادة احتمالات الإصابة بجلطة أو سكتة دماغية، المخاوف. مع ذلك تكشف النظرة عن كثب على الدراسة، التي تستند إليها العناوين الرئيسية، عن عدم وجود ما يدعو إلى الخوف أو القلق. ومع ذلك ربما تكون المشروبات التي تكون طبيعيا منخفضة السعرات الحرارية، خياراً صحياً مقارنة بالمشروبات المحلاة بطريقة صناعية.
* دراسات ملاحظة
لا يمكن للدراسات القائمة على الملاحظة observational studies مثل تلك الدراسة (انظر إطار المشروبات الغازية منخفضة السعرات والمخ: أحدث النتائج) أن تؤكد تلك العلاقة السببية، حيث أصيب 97 شخصا فقط بالسكتة الدماغية خلال فترة المتابعة التي تبلغ عشرة أعوام، بمعنى أنه يمكن الربط بين إصابة 2 أو 3 أشخاص فقط وبين تناول المشروبات الغازية الخاصة بالحمية على حد قول الدكتورة كاثرين ريكسرود، الأستاذة المساعدة في الطب في مستشفى «بريغهام والنسائية» التابعة لجامعة هارفارد، التي شاركت في وضع دراسة سابقة أكثر شمولا تبحث في العلاقة بين تناول المشروبات الغازية واحتمالات الإصابة بجلطات أو سكتات دماغية.
وحول علاقة أنواع المشروبات الغازية بمخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وجدت دراسة كانت أجريت عام 2012 وتابعت حالة أكثر من 127 ألف شخص منذ ما يزيد على عقدين، أن احتمالات إصابة الأشخاص، الذين يتناولون أكثر من مشروب غازي واحد يومياً، أكبر قليلا من الآخرين سواء كانت تلك المشروبات الغازية تحتوي على السكر، أو على مادة تحلية صناعية.
مع ذلك فقد وجدت الدراسة الجديدة أن تناول المشروبات الغازية المحلاة بالسكر أو غيرها من المشروبات المحلاة لا يؤدي إلى زيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية كما توضح الدكتورة ريكسرود. ومع ذلك من المؤكد أن هذه النتيجة لا تشير إلى أنها اختيار أفضل من المشروبات الغازية منخفضة السعرات الحرارية؛ فقد أوضحت دراسات كثيرة بالفعل أن تناول مشروبات تحتوي على السكر بانتظام يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، والإصابة بداء السكري، وأمراض القلب، والسكتات الدماغية، كما أوضحت الدكتورة ريكسرود.
* تفسيرات محتملة
وفي الواقع فإن هناك تفسيرا محتملا واحدا قد تفسر سبب عدم وجود علاقة بين المشروبات التي تحتوي على السكر وبين السكتة الدماغية في الدراسة الجديدة وهو وجود خطأ يسمى survival bias (الانحراف أو الخطأ المرتبط بالنجاة). وقد يعني ذلك في هذه الحالة أن أعمار الأشخاص، الذين يتناولون كمية كبيرة من المشروبات المحلاة، قد تكون أقصر بسبب احتمال الإصابة بأمراض أخرى مثل أمراض القلب.
على العكس من ذلك، قد تكون هناك علاقة بين مشروبات الحمية وبين الإصابة بسكتة دماغية لسبب آخر مختلف تماماً يسمى المسبب العكسي. إذ، وفي محاولة للالتزام باختيارات صحية، قد يختار الأشخاص زائدو الوزن، أو الذين يعانون من السكري، تناول مشروبات الحمية بدلا من التي تحتوي على كمية أكبر من السكر. وقد تكون زيادة احتمالات الإصابة بالجلطات نتيجة معاناتهم من مشاكل صحية لا بسبب المشروبات التي يختارون تناولها. تقول الدكتورة ريكسرود: «قد نقيس فحسب التأثير الناتج عن البدانة وداء السكري».
* عيوب التحلية الصناعية
هناك معضلة أخرى وهي عدم عثور الباحثين على تفسير مقبول لزيادة احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بسبب استخدام مواد التحلية الصناعية. مع ذلك قد يكون هناك أسباب أخرى لاستبعاد هذا الأمر.
إذا لجأت إلى مواد التحلية الصناعية للسيطرة على وزنك، ينبغي أن تعلم أنه لا يوجد سند كاف يدعم هذه الاستراتيجية. إذ تشير بعض الأدلة إلى أن مواد التحلية الصناعية تجعل الناس يشتهون أصناف الطعام، التي تحتوي على سكر، وعلى قدر كبير من السعرات الحرارية، مما يمنع تأثير مواد التحلية الصناعية على إجمالي ما يتناوله المرء من سعرات حرارية.
كذلك يعتقد بعض الخبراء أن الأشخاص، الذين يكثرون من استخدام مواد التحلية، التي تكون نكهتها أقوى من السكر بمئات المرات، قد يعزفون عن تناول الأطعمة السكرية بطبيعتها مثل الفاكهة، ولا يستسيغون الأطعمة التي لا تحتوي على قدر كبير من السكر، مثل الخضراوات. إذا كان الأمر كذلك، فإن أولئك الأشخاص لا يتناولون المواد المغذية التي تحتوي عليها الأطعمة الطازجة الطبيعية والتي تحمي القلب.
مع ذلك لا تتسم الدكتورة ريكسرود بجمود الفكر حين يتعلق الأمر بالمشروبات الغازية الخاصة بالحمية، حيث تقول: «أشجع مرضاي على الامتناع عن تناول المشروبات الغازية، وغيرها من المشروبات المحلاة بانتظام، وذلك تجنباً لتناول سعرات حرارية دون فائدة. مع ذلك إذا كان هناك من يقول إنه لا يستطيع الاستغناء عن الكوكاكولا في الصباح حتى يشعر بالنشاط، فسوف أحثه على تناول القهوة أو المشروبات الغازية منخفضة السكر».مع ذلك يظل الماء الخيار الأفضل، حيث تضيف قائلة: «هناك الكثير من الطرق التي تجعله (أي الماء) محببا من الناحية البصرية ومن ناحية المذاق، مثل تناول قدح من المياه التي تحتوي على قطع فاكهة».

* المشروبات الغازية والمخ: أحدث النتائج
بحثت دراسة نشرت في 20 أبريل (نيسان) 2017 مي مجلة «ستروك Stroke» المعنية بدراسات السكتة الدماغية، في تأثير تناول المشروبات المحلاة غير الكحولية على المخ. وفيما يلي موجز لتلك الدراسة:
- من؟ 2888 شخصا في الخامسة والأربعين من العمر أو أكبر، و1484 شخصا في الستين من العمر أو أكبر، من المشاركين في دراسة «فارمينغهام» للقلب، طويلة الأمد.
- كيف؟ ملأ المشاركون استمارة استبيان عن الحمية الغذائية لثلاث مرات كحد أقصى على مدى سبعة أعوام، وتم متابعتهم خلال السنوات العشر التالية.
- لماذا؟ لمعرفة ما إذا كانت المشروبات المحلاة صناعياً، أو المشروبات المحلاة بالسكر، لها علاقة باحتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية أو خرف الشيخوخة.
- ماذا حدث؟ خلال فترة المتابعة، أصيب نحو 3 في المائة من المشاركين بسكتة دماغية، و5 في المائة بخرف الشيخوخة.
- النتائج الرئيسية: الأشخاص، الذين كانوا يتناولون مشروبا غازيا واحدا محلى تحلية صناعية على الأقل يومياً، مقارنة بالأشخاص، الذين يتناولون أقل من مشروب من هذا النوع أسبوعياً، أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار الضعف.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)