في الوقت الذي تشرع فيه الهيئة العامة للطيران المدني بتطبيق خطتها الاستراتيجية الشاملة المعتمدة أخيرا من مجلس الوزراء، والرامية إلى تطوير البنية التحتية للمطارات والملاحة الجوية والمشاريع المساندة؛ طالب مجلس الشورى السعودي الهيئة في جلسته المنعقدة أمس، بالإسراع في تنفيذ خطتها الاستراتيجية عبر إنشاء أكبر عدد من المطارات في جميع مناطق البلاد.
وشملت مطالبة مجلس الشورى بتطبيق مفهوم الإدارة الشاملة في تشغيل المطارات، بحيث يكون العمل في المطار الواحد وحدة مستقلة، إضافة إلى متابعة وتفعيل التراخيص الجديدة التي أصدرتها لشركات الطيران للبدء بتشغيل الرحلات الداخلية عبر المطارات الإقليمية والمحلية، والإسراع في تنفيذ خطتها الاستراتيجية لطرح مطارات جديدة أمام القطاع الخاص ليتولى البناء والإدارة والتشغيل، بهدف تطوير الخدمة وتلبية النمو المستقبلي في السفر الجوي، مشددا في الوقت نفسه على إلزام شركات الطيران العالمية بتوظيف السعوديين في المطارات وفي مكاتبها الرئيسة والفرعية في جميع المناطق.
من جهتها، أكدت الهيئة العامة للطيران المدني لـ«الشرق الأوسط» عبر متحدثها الرسمي خالد الخيبري؛ أن الهيئة سباقة في تطبيق مفهوم الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، وأن عقودها تستند في تنفيذها على شركات القطاع الخاص دون أن تتحمل الهيئة أي تكاليف، حيث سيجري الإنشاء وفقا لشروط ومواصفات الهيئة، وذلك بالتعاون مع استشاريين عالميين في هذا المجال، مشيرا إلى أن العمل جار حاليا وبمشاركة استشاري عالمي على طرح مشروع إنشاء وتشغيل مطار الطائف الدولي الجديد أمام القطاع الخاص والمتوقع الانتهاء منه منتصف عام 2015.
وقال المتحدث بلسان الهيئة العامة للطيران المدني: «شرعت الهيئة في تطبيق مشاريعها بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية (آي إف سي)، وهي الذراع الاستشارية للبنك الدولي، وهذا هو الحاصل في مشروع تطوير وتشغيل مجمع صالات الحج والعمرة في مطار الملك عبد العزيز بجدة، حيث يستوعب هذا المجمع بعد تطويره 12 مليون حاج ومعتمر في السنة دون أن تتحمل الهيئة أي أعباء مالية، وأيضا مشروع محطة التحلية التي تغذي مطار الملك عبد العزيز بالمياه المحلاة، إضافة إلى مشروع تطوير وتشغيل مطار محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة بطريقة البناء والتحويل والإدارة والتشغيل، ليصبح أول مطار في السعودية يجري تنفيذه كاملا بهذا الأسلوب من خلال تشغيله من قبل المستثمر، وسيجري الانتهاء منه مع بداية عام 2015 لتلبية الزيادة المتوقعة في أعداد المسافرين، وعند الانتهاء من المرحلة الأولى في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز بالمدينة المنورة ستقفز طاقته الاستيعابية من أربعة ملايين مسافر حاليا إلى ثمانية ملايين مسافر في 2015».
وحول استفسار لـ«الشرق الأوسط» بخصوص تحويل نظام الهيئة العامة للطيران المدني إلى عمل مؤسساتي، أوضح الخيبري أن مجلس الوزراء عندما أقر الاستراتيجية فإن الهيئة اتخذت مسار العمل بمفهوم مؤسساتي وتجاري أيضا، مما يعطيها الكثير من المرونة في بناء وتشغيل المطارات، مشيرا إلى أن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأمير فهد بن عبد الله، حرص على تنفيذ استراتيجية الهيئة نحو التحول الإيجابي من جهة تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص على الصعيدين المحلي والدولي، إضافة إلى تكريس التنافسية وتحويل الخطوط السعودية إلى وحدات عمل استراتيجية مساعدة لهذا التوجه.
وبخصوص شركات الطيران الجديدة والمتوقع أن تدخل قطاع السفر في السعودية، بيّن الخيبري أن الهيئة العامة للطيران المدني سعت أخيرا إلى تأهيل شركتين؛ إحداهما خليجية والأخرى سعودية، لدخول سوق الطيران خلال العام المقبل، وستعمل الشركتان جنبا إلى جنب مع الخطوط السعودية وشركة «ناس للطيران».
وبالعودة إلى تطوير كل المطارات في السعودية وتحديثها، أكد متحدث الهيئة العامة للطيران المدني أن مطار الملك عبد العزيز بجدة سيجري الانتهاء منه هذا العام بمجمل طاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر، إضافة إلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض الذي يجري العمل حاليا على توسعته وسيكون الانتهاء منه خلال عام 2017 بطاقة استيعابية تصل إلى 35.5 مليون مسافر، إضافة إلى الأعمال القائمة في كل من مطار أبها، والقصيم، وعرعر، وكثير من المناطق خلال الفترة المقبلة.
«الشورى» يطالب هيئة الطيران المدني بالتوسع في إنشاء المطارات الداخلية
الخيبري لـ «الشرق الأوسط»: أسندنا عقود التنفيذ للمستثمرين.. وشركات جديدة ستدخل سوق الطيران السعودية

مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
«الشورى» يطالب هيئة الطيران المدني بالتوسع في إنشاء المطارات الداخلية

مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة («الشرق الأوسط»)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة