issue16691

«اليوم، أصبح الزعيم الأكثر شجاعة وحــــكــــمــــة وشـــعـــبـــيـــة بـــــن زعـــــمـــــاء جــبــهــة المقاومة». هكذا تحدثت صحيفة «كيهان» اليومية، لكن عمن يا ترى؟ تخمي خاطئ. يشتهر كُـتّـاب افتتاحيات الصحيفة بمبالغتهم في مدح المرشد علي خامنئي. ومـــــع ذلــــــك، هـــــذه المــــــرة لــــم يـــكـــن خـامـنـئـي المـــقــصـــود. صــــدّق أو لا تـــصـــدق. لــقــد كــان هـــــذا الــــوصــــف مـــوجّـــهـــا إلـــــى حـــســـن نـصـر الله، زعيم جماعة «حزب الله» اللبنانية. وبــــذلــــك، نـــــال إشـــــــادة تـــفـــوق كــــل أحـــامـــه. وهـــنـــا، قـــد تـــتـــســـاءل: لمــــــاذا؟ فــحــتــى وقــت قــريــب كــانــت وســـائـــل الإعـــــام فـــي طــهــران تعامل نصر الله باعتباره حاكما إيرانيا في بيروت. وفي كل مرة كان يزور طهران، كـان يطلب مقابلة المـرشـد الأعـلـى لتقديم تقرير عن حكمه. إذن، مــــــا الــــــــــذي يــــــحــــــدث؟ الإجـــــابـــــة المختصرة أن خامنئي في مأزق، فقد كان اغتيال زعيم جماعة «حماس»، إسماعيل هــنــيــة، فـــي طــــهــــران، بــمــثــابــة إذلال كبير لنظام يـزعـم أنــه الـقـوة العظمى الجديدة الـتـي تجعل أمـيـركـا «تـرتـجـف مثل أوراق الخريف». والآن، ما العمل؟ إن تكرار الكوميديا 400 الأخــــيــــرة الـــتـــي تـــتـــحـــدث عــــن إطــــــاق مقذوف طائر ضد إسرائيل، مع التأكد من عدم وصول أي منها إلى الهدف، سيُعتبر إفــراطــا فـي اسـتـخـدام خـدعـة واحـــدة حتى من قبل خبير في الخدع. في الوقت ذاته، فإن عدم القيام بأي شيء يُعدّ خياراً غير مــتــاح لــنــظــام مــخــمــور بـــالـــحـــراك الـــزائـــف. ومــنــذ وقــــت لــيــس بـالـبـعـيـد، زعــــم المــرشــد أن رسـالـتـه تـغـزو الـعـالـم بــأســره، بـمـا في ذلــــك بـلـجـيـكـا الـــتـــي أرســـــل لـــه «شــبــابــهــا» رســـالـــة حـــب يــعــلــنــون فـيـهـا اســتــعــدادهــم للستشهاد. الـحـقـيـقـة أن شـــن هــجــوم حـقـيـقـي قد يوفر للنظام الإيراني مشاعر رضا للوهلة الأولــــــى، لـكـن الـــســـؤال: «ومــــــاذا بـــعـــد؟»، لا يمكن تجاهله. فـي الـواقـع، يعلم خامنئي أفضل من أي شخص آخـر أن إيــران ليست في حالة تـــســـمـــح لـــهـــا بــــخــــوض حــــــرب كــاســيــكــيــة حقيقية. بداية، ليس هناك أدنى تأييد شعبي لجرّ إيران إلى حرب سبق أن وصفها وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، بأنها «لا ناقة لنا فيها ولا جمل». بجانب ذلــك، من المتوقّع أن أي حرب مـع إسـرائـيـل ستأتي فـي صـــورة هجمات جوية بطائرات حربية وطائرات من دون طــيــار وصـــواريـــخ. وبــمــا أن إيــــران تمتلك الآن قــــوة جــويــة جـــديـــرة بــالاهــتــمــام، فــإن هـــذا يـعـنـي أن إســرائــيــل ستتمتع بميزة انتقاء الأهــداف وضربها. وجدير بالذكر أن إيران أكبر من إسرائيل بثمانٍ وثماني مـــرة، وعـــدم قدرتها على حماية سمائها سيكون بمثابة فشل ذريع. فـــي المـــقـــابـــل، ســيــكــون أمـــــام إســرائــيــل مساحة جوية صغيرة لتأمينها؛ ما تفعله 12 عبر نظام القبة الحديدية، ومساندة دولة حليفة في المنطقة وخارجها. وحتى لو تمكنت إيران من قتل كثير من الإسرائيليي والفلسطينيي في غارة أولــــيــــة، فـــإنـــهـــا تـــخـــاطـــر بـــذلـــك بـتـعـريـض نظامها بأكمله للخطر. وقد يجابه النظام الإيــــرانــــي، حـــال افــتــضــاح أمــــره بـاعـتـبـاره كـثـيـر الــحــديــث قـلـيـل الإنــــجــــاز، انـتـفـاضـة شعبية داخلية، سعيا للبحث عن أسلوب حياة مختلف. بعد ذلـــك، بـــدأت آلــة الـدعـايـة الخاصة بالنظام تتحدث عن شيء يُسمى «المجلس الأعلى للمقاومة الإسلمية»، الـذي حضر أول جلسة له على الإطلق زعماء وممثلون عن معظم الميليشيات التي تموّلها طهران، بـــمـــن فــــي ذلــــــك «حـــــــزب الــــلــــه» و«حــــمــــاس» و«الحشد الشعبي» والحوثيون و«الجهاد الإســــــامــــــي»، الــــذيــــن جــــــــاءوا إلـــــى طـــهـــران لحضور تنصيب بزشكيان. ووفـــــقـــــا لمـــــصـــــادر مـــــن طـــــهـــــران، طـلـب خــامــنــئــي مـــن مــســتــشــاره الــــخــــاص، علي أكـــــبـــــر ولايــــــتــــــي، تــــطــــويــــر هـــــــذا الـــتـــجـــمّـــع ليصبح تجمعا دوريـــا يتولى مسؤولية «تنسيق» عمليات المـقـاومـة ضـد «الـعـدو الصهيوني». فـــــي الـــــوقـــــت ذاتــــــــــه، يـــســـعـــى الـــنـــظـــام الإيـــرانـــي إلـــى إيــجــاد شــركــاء فــي الــخــارج كذلك. وفي هذا الإطار، استضافت طهران الجنرال سيرغي شويغو، رئيس مجلس الأمــــن الـــروســـي، الــــذي نـقـل رســـالـــة تـدعـو إلــى ضبط النفس مـن الـرئـيـس فلديمير بوتي. كما تزعم وسائل الإعلم في طهران أن الصي ونصف دزينة من الدول الإسلمية توسلت إلى «المرشد» للعب دور الوسيط. وأفــــــــــادت تــــقــــاريــــر بــــــأن طــــهــــران بـعـثـت بـرسـالـة إلـــى الـرئـيـس الأمـيـركـي جــو بـايـدن تؤكد له أن أي هجوم إيراني على إسرائيل سيكون مصمّما لإلحاق أقل قدر من الضرر. فــــي المـــقـــابـــل، تـــرغـــب طــــهــــران فــــي ضــمــانــات أميركية بــأن إسـرائـيـل لـن تــرد. وظهر نص الرسالة الإيـرانـيـة للمرة الأولـــى على موقع السفارة الإيرانية في برن. وتولت سويسرا مهمة نقل الرسائل بي طهران وواشنطن. ويــــبــــدو ذلـــــك نـــبـــأً ســيــئــا لمــخــتــلــف فــصــائــل «المقاومة» التي دُعـيَـت إلـى اتخاذ قراراتها بـشـكـل فــــردي أو جـمـاعـي، ولـــم تـعـد تعتمد عـلـى الـتـدخـل الـتـلـقـائـي مــن جــانــب طــهــران، حال تعرضها للهجوم. وفـــــي هـــــذا الــــســــيــــاق، فـــــإن تـــرقـــيـــة نـصـر الــلــه إلـــى مـرتـبـة الــزعــيــم الأكـــثـــر شـجـاعـة في «المــقــاومــة»، قــد تضعه فــي مـوقـف حـــرج، من دون أن يـبـادر المـرشـد إلــى مساندته. كما أن الـتـظـاهـر بـــأن جــمــاعــات «المـــقـــاومـــة» الأخـــرى لديها عقل خــاص بـهـا، قـد يشجع إسرائيل عــلــى اتـــبـــاع اسـتـراتـيـجـيـة اصــطــيــاد قــيــادات «المــقــاومــة» واحـــداً تلو الآخـــر حتى الـوصـول إلى الزعيم. عـــــــاوة عـــلـــى مــــا ســــبــــق، فـــــإن تـكـتـيـك الــــتــــهــــرّب الـــجـــديـــد الـــــــذي يــتــبــعــه الـــنـــظـــام الإيــــــرانــــــي قــــد يـــمـــنـــح إســــرائــــيــــل الـــفـــرصـــة لـــلـــمـــضـــي قـــــدمـــــا فــــــي تــــدمــــيــــر «حـــــمـــــاس» و«الـــجـــهـــاد الإســـامـــي» فـــي غــــزة، مـــع شل حركة الحوثيي. وقــد يتبع ذلــك التحول في الهجوم على جماعات «المقاومة» في الـــعـــراق، وهـــذا مــن شـأنـه أن يـضـع «حــزب الله» في الدور التالي. بالطبع، كل هذا لا يعدو كونه مجرد تــكــهــنــات. ومــــع ذلـــــك، تــبــقــى الـحــقـيـقـة أن أي شــخــص يـعـتـقـد أن الـــنـــظـــام الإيـــرانـــي قــــد يـــخـــاطـــر بــنــفــســه مــــن أجـــــل «حـــمـــاس» و«الــــــجــــــهــــــاد الإســــــــامــــــــي» والــــحــــوثــــيــــن و«الــحــشــد الـشـعـبـي» و«حـــــزب الـــلـــه»، هو بحاجة ماسّة إلى فحص قدراته العقلية. إيران... لعبة التحمل والصمود؟ OPINION الرأي 13 Issue 16691 - العدد Friday - 2024/8/9 الجمعة أمير طاهري ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١ ٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidroos Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghas an Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidro s Abdulaziz Zaid Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Ghassan Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ ƒ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-i -Chief Aidroos Abdulaziz Zai Bin Kami Saud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ ا ن أ ا م و Gha san Charbel ‚ ا ƒ „ ر † ‡ ن ˆ‰ „ و ر ˆ ‚ ا ا روس ‹ †Œ ز ƒ د ا ’ Editor-in-Chief Assistants Editor-in-Chief Aidr os Abdula iz Zaid Bin Kami S ud Al Rayes ١٩٨٧ ª« ¬ˆ أ ١٩78 ª« ¬ˆ أ الرئيس التنفيذي جماناراشد الراشد CEO Jomana Rashid Alrashid نائبا رئيس التحرير زيد بن كمي ssistant Editor-in-Chief Deputy Editor-in-Chief Zaid Bin Kami مساعدا ئي التحرير محمد هاني Mohamed Hani نشهدُ متغيراتٍ كبيرةً نتيجةَ صـــراعِ القطبي الإقليميي، الإيراني والإسرائيلي، المندلع منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. نحن في مرحلة متقدمة من الصراع، وكلهما يدافع عن موقعه ويحاول استغللَ الأزمةِ لإضعاف الآخر. فــي هـــذه المــواجــهــات بــــرزت إســرائــيــلُ أكــثــرَ قــوةً وشـــراســـةً عـلـى كـــلّ الـجـبـهـاتِ غــيــرَ عـابـئـةٍ بالمخاطر المحتملة. وما مقتلُ إسماعيل هنية رئيسِ مفاوضي «حــــمــــاس»، وفــيــه خــــرق لـــأعـــراف حــتــى بـــن الأعــــداء المتحاربي، سوى نموذجٍ لذلك، وارتكبته على أرض إيـرانـيـة وفـــي الــيــوم الأول للرئيس الـجـديـد. وكـذلـك تدميرها القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتل قائدِ «الـحـرسِ الـثـوري» في الـخـارج... وفيه أيضا تجاوزٌ للقواني الدولية، مع أنّ إسرائيل تصرّ على أنّ المبنى ليس تحت الحصانةِ الدبلوماسية. مع الاستمرار في الـحـربِ العسكرية اليومية فـي قطاع غــزةَ بعملياتِ قتلٍ ودمار غيرِ مسبوقة. لمــــاذا إســرائــيــلُ تـــقـــدّمُ نـفـسَـهـا أكــثــرَ قــــوةً وجــــرأةً ووحــــشــــيــــة؟ يــــقــــول نــتــنــيــاهــو فــــي لـــقـــائـــه مــــع مـجـلـة «تـــايـــم»: «الـسـبـب الأكــبــر والأهــــم هــو اســتــعــادة مبدأ الـــــردع الإســـرائـــيـــلـــي». شــنّــت هــجــمــاتٍ مــبــاشــرةً على قـــلـــبِ إيــــــــرانَ مــتــخــلّــيــةً بـــذلـــك عــــن عــــقــــودٍ مــــن مــفــهــومِ سياسةِ الـحـرب الإقليمية الـسـائـدة، وكـانـت تقتصر على مناوشةِ وكــاءِ طهران الإقليميي. وفـي الوقت نفسه كـانـت غــاراتُــهــا عـلـى الــوكـــاء أكــثــرَ عـنـفـا؛ فقد شلّت ميناءَ الحديدة اليمني، شبهَ الوحيد للحوثي، وأشـــعـــلـــتِ الــــنــــيــــرانَ فــــي عــــشــــراتِ صـــهـــاريـــجِ الــنــفــط، ودمّرت رافعاتِ الشحن فيه. وضد «حزب الله» قامت بتصفيةِ أبرزِ قادتِه في عملياتٍ تبيُّ تفوّقَها التقنيّ والاستخباراتي، وكـذلـك قضتْ على صـفّ كـامـلٍ من قـــادة «حـــمـــاس» فــي بــيــروت وطــهـــران وغــــزةَ نفسِها. والنقطةُ الأخيرة هي قـدرةُ نتنياهو على الاستمرارِ فـي زعـامـتِـه رغـــمَ الـخـسـائـرِ الـكـبـيـرة؛ إذ تــجــاوزَ عـددُ ،1967 قتلى قواتِه في غزةَ خسائرَ إسرائيلَ في حرب ، مجتمعةً، 1973 وحـرب سنواتِ الاستنزاف، وحـرب ولا يزال يحظَى بتأييدٍ شعبي جارفٍ في إسرائيل. السياسةُ الجديدةُ لإسرائيل، هي القوةُ المفرطةُ والانتقامُ اللمحدود، والشجاعةُ المتهورةُ قد تشعل حربا إقليمية واسعة. التفسيرُ المنطقي لهذه المتغيرات والسلوك هو هـجـومُ الـسـابـع مـن أكـتـوبـر، الـــذي اعتبرته إسـرائـيـلُ تهديداً وجـوديـا، وتـهـدف مـن معاركِها الحاليةِ إلى تـرمـيـم نــفــوذِهــا وصـــورتـــهـــا. والـحـقـيـقـة أنّ الــخــوفَ الـوجـودي ليس حقا ابــنَ تلك اللحظة، بـل تـراكـم من وراء سنواتٍ من الـزّحـفِ الإيـرانـي الناجحِ الـذي بات يـطـوّقُـهـا؛ مــن الــشــرقِ الـــعـــراق، ومـــن الــشــمــالِ سـوريـا ولـــبـــنـــان، ومــــن الــــداخــــلِ «حـــمـــاس» فـــي غـــــزةَ وبـعـض الضفة الغربية، والحوثي في أقصى الجنوب. هجومُ أكتوبرَ الكبيرُ يمكن اعتبارُه نتيجةً طبيعيةً من ثقة «حماس» بالقوة الإيرانية المتنامية. ستتوقّف الحربُ الحالية مؤقتا، لبضع سنوات، لكن مع استمرارِ الطّوقِ الإيراني في ضغطه، ستكون خــيــاراتُ إسـرائـيـلَ أصـعـب؛ إمّـــا الــحــربُ المـبـاشـرةُ مع السّيد في طهران أو تقديمُ تنازلاتٍ إقليمية كبيرة له، مدركي أنّ النوويّ سلحٌ لا يمكن استخدامُه إلا في حربٍ تدميرية شاملة، أو لو وصلتِ القواتُ الإيرانية إلى أبواب القدس، وكلّها احتمالات غير واقعية. مــســاعــي واشـــنـــطـــن تـــلـــحّ عــلــى بــيــبــي نـتـنـيـاهـو للقبول بإنهاءِ حـرب غـزة، وهـو يستمرّ في المماطلةِ حـــتـــى يــكــمــل عـــامـــا مــــن الـــــحـــــرب، فــــي ذكــــــرى هــجــوم «حماس» التي تبقى عليها شهران. وفي حالِ شنّت إيـرانُ و«حزب الله» ردّهما الانتقاميّ على إسرائيل، المـــتـــوقـــع فـــي أي لــحــظــة، فــقــد تــعــجّــل الأزمـــــــةُ بـالـحـلّ السياسي وليس العكس. لأنّ إسرائيلَ وإيرانَ تدركان خطورة التصعيد الـذي بـدأ مثلَ لعبةِ تنس بطيئة، وأصبح يكبر مع تبادلِ الهجمات. كانت الحربُ محصورةً إقليميا، والآن دخلتها روسيا؛ إذ زوّدت هذا الأسبوع إيران بأسلحة دفاعية «ستحمي» إيرانَ ضد قوةِ إسرائيلَ الجوية المتفوقة، مــع نصيحة مــن بـوتـن بتنفيذ «رد منضبط» على إسرائيل، «وتجنب سقوط ضحايا مدنيي»، فعليا هو إعلن الدخول، كما سبقَ أن شاركت موسكو في حرب سوريا. ولروسيا أهدافٌ مختلفة؛ فهي ليست مع إيرانَ ولا ضـد إسـرائـيـل، تـريـد توسيعَ دوائـــرِ الأزمـــات في شــــرق آســـيـــا والــــشــــرق الأوســــــط وأفـــريـــقـــيـــا، للضغط على واشـنـطـن لـوقـف الـحـرب فـي أوكــرانــيــا. مـع هذه الـتـطـورات الـجـديـدة؛ القبة الحديدية الأميركية في إسرائيل والصواريخُ الروسية في إيران، يعود توازنُ الـــقـــوى والـــحـــاجـــةُ إلــــى حـــل سـلـمـي لــتــجــنّــبِ مـخـاطـرِ التصعيد والأخطاء القاتلة في العمليات العسكرية التي قد تقود إلى حربٍ إقليمية شاملة. حرب القطبين الإيراني والإسرائيلي عبد الرحمن الراشد

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky