عبد اللطيف جابر
علق أليكس ساموند عضو مجلس العموم والزعيم السابق للحزب الوطني الاسكوتلندي على حالة قادة حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قائلا: إن بوريس جونسون ومايكل غوف أخذا على حين غرة بنتيجة الاستفتاء، مضيفا أنهما لم يحضرا نفسيهما لهذه المفاجأة، ولهذا فقد نظرا إلى بعضهما البعض باستغراب بعد إعلان النتيجة، وكأنهما يقولان «يا إلهي.. ما الذي علينا أن نفعله الآن». الذي كان يحاول ساموند قوله في المناظرة التي نظمتها «بي بي سي» حول قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أن كلا المعسكرين (البقاء والخروج) يعيشان «حالة من الضياع، ولم يكن لدى أي منهما خطة باء (طوارئ)».
هناك تعبير إنجليزي يقول: «اليوم التالي لليلة الماضية»، لوصف حالة ما بعد تعرض بلد لزلزال أو أي حدث كارثي. إذ أجمعت الأكثرية الساحقة من مراقبين، إعلاميين وسياسيين، على وصف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بـ«الزلزال». وأريد في التشبيه هنا التعامل مع تداعيات الكارثة بعقلانية وواقعية وهدوء، لأنه لا يوجد خيار آخر سوى البدء في تنفيذ آلية الخروج. وبدأت كل الأطراف المعنية، البريطانية والأوروبية وحتى العالمية الأخرى، في محاولة الخروج من المأزق بسرعة وبأقل التكاليف.
حذر وزراء خارجية ست دول اوربية في قمة برلين امس، لندن، من ان خروجها من الاتحاد الاوروبي لن يكون وديا. وطالب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، لندن بأن تقدم «على الفور» طلب خروجها من الاتحاد، مشيرا الى ان ارتباط بريطاني مع الاتحاد لم يكن علاقة حب قوية»، وأكد ان خروجها ايضا لن يكون «وديا».
في الصباح الباكر، اصطفت وسائل الإعلام البريطانية والدولية أمام مقر رئاسة الوزراء في «داوننينغ سترين»، بوسط لندن، في انتظار ما سيقوله لهم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، زعيم حزب المحافظين الحاكم، بعد هزيمة معسكره وإعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء التاريخي. كاميرون تبرع ليقدم نفسه الضحية السياسية الأولى لنتيجة الاستفتاء.
زلة لسان لرئيس الوزراء البريطاني زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون أوقعته في إحراج مع قصر باكينغهام عندما عبر بشكل مازح عن فرحة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية بعد أن التقاها بعد قرار استفتاء اسكتلندا في عدم الانفصال عن بريطانيا، قائلاً إنها كانت، أي الملكة، مثل «قطة في حالة من النشوة» تطلق أصواتًا ابتهاجًا بأن مملكتها بقيت على ما كانت عليه محتفظة بأطرافها. اسكتلندا صوتت في سبتمبر (أيلول) 2014 في استفتاء تاريخي للانفصال عن المملكة المتحدة، بعد أكثر من 3 قرون من الاتحاد، وكانت النتيجة متقاربة، 55 في المائة مقابل 45 في المائة لصالح عدم الانفصال.
أفرجت الحكومة البريطانية أمس عن وثائقها الرسمية حسب قوانين السرية المعمول بها. وقد اعتادت في نهاية كل عام في شهر ديسمبر (كانون الأول) إزالة قيود السرية المفروضة على ملفاتها الرسمية التي تمتد 30 عاما وتحتوي على نقاشات الحكومة ومحاضر جلساتها والمراسلات بين سفاراتها في الخارج وجهازها الإداري. هذا العام اختارت أن تفرج عن ملفاتها، التي تغطي عام 1986 وتمتد إلى عام 1988، إلى وسط فبراير (شباط) الحالي.
تناولت الوثائق الرسمية التي رفعت عنها الحكومة البريطانية السرية وتعود إلى فترة 1986 – 1988، الحرب العراقية الإيرانية التي كانت تقارب على الانتهاء، وبعض النشاطات الاستخبارية والاغتيالات واختطاف الطائرة الكويتية. وبخصوص العلاقات بين لندن ودمشق، تظهر الوثائق أنه في إحدى جلسات الحكومة قال وزير الخارجية جيفري هاو إنه يتعرض «لضغوط من واشنطن ودول أوروبية من أجل أن يتوصل إلى تسوية» مع نظام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، على الرغم من اعتقاده أن «النظام يدعم النشاطات الإرهابية».
أمس بدأت المداولات في «أم البرلمانات» (مجلس العموم البريطاني) على مشروع القرار المكون من 12 نقطة، المقدم من حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون المحافظة، الذي يعني إذ مرر بأكثرية برلمانية أن الطائرات الحربية البريطانية ستبدأ بقصف المناطق التي يسيطر عليها «داعش» داخل سوريا. نجاح مشروع القرار أصبح مؤكدا. والسبب ليس فقط لأن حزب المحافظين الحاكم يتمتع بأغلبية في عدد المقاعد (330 من 650 مقعدا) ويمكنه تمرير أي مشروع معتمدا على نوابه.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
