عبد اللطيف جابر
الطريقة الهزلية التي قدم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون نفسه فيها، عندما كان رئيسًا لبلدية لندن، وأطلق خلالها الكثير من التعبيرات التي اعتبرت غير لائقة أحيانًا، وأحيانًا عنصرية، جعلت الـ«بي بي سي»، المؤسسة الحذرة بقيودها المهنية تناديه باسم بوريس، وليس بالسيد جونسون، خارقة بذلك قواعدها الخاصة. مخاطبة الشخص رسميًا باسم العائلة تعتبر من التقاليد المهمة التي تحترمها هيئة البث. إلا أن جونسون تمكن من إرساء تعامل غير رسمي معها، بسبب طريقته الهزلية.
أنجيلا إيغل، التي تنافس جيرمي كوربن على زعامة حزب العمال المعارض، قالت أمس في لقاء في برنامج اندرو مار السياسي الصباحي أن اسكوتلندا ليست الوحيدة التي صوتت بأكثرية لصالح البقاء. وذكرت في مداخلتها أن لندن وليفربول ومدنا إنجليزية أخرى صوتت لصالح البقاء، وهذا التصويت بالبقاء في الاتحاد الأوروبي لن يخولها حق الدخول في مفاوضات منفصلة مع الاتحاد الأوروبي من أجل البقاء فيه. هذا الطرح أزعج رئيسة وزراء اسكوتلندا نيكولا ستيرجن، التي اتهمتها في نفس البرنامج بالجهل وردت عليها قائلة، هذه مدن وليست شعوبا، ولا ينطبق عليها ما ينطبق على الشعب الاسكوتلندي.
ربما من أكثر تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو إمكانية انفصال اسكوتلندا عنها، والذي وصف سابقا، عندما نظمت الأخيرة استفتاء في سبتمبر (أيلول) 2014، أن نجاحه قد يعني تفكك المملكة المتحدة، إلى دويلات صغيرة. خروج اسكوتلندا، يعني أن المملكة المتحدة ستخسر ترسانتها النووية، التي تتخذ من المياه الاسكوتلندية مقرا لها، وبالتالي ستخسر مكانتها في نادي الدول النووية، ومكانتها الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية، وأخيرا وليس آخرا صوتها كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن، وهذا ما نبه إليه رئيس الوزراء الأسبق جون ميجر. تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا التي نصبت قبل ثلاثة أيام تعرف هذه الأخطار جيدا.
بدأت بريطانيا أمس، عهد تريزا ماي التي تعهدت بالسعي لتوحيد البلاد عبر تشكيل حكومة ممثلة لكل المناطق، وبأن تقوم بريطانيا بدور قوي وجديد خارج الاتحاد الأوروبي. وخلفت وزيرة الداخلية السابقة في هذا المنصب ديفيد كاميرون، لتصبح ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد مارغريت ثاتشر، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع من اختيار البريطانيين الصادم الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبعد أن دعتها الملكة إليزابيث الثانية في اجتماع بقصر باكنغهام، إلى تشكيل حكومة جديدة، وصلت ماي إلى مقر الحكومة في «10 داونينغ ستريت»، واعدة بأن تقود حكومة تواجه «انعدام العدالة» في البلاد.
من المقرر أن يجري اليوم تنصيب تيريزا ماي رسميًا رئيسة وزراء لبريطانيا خلفًا لديفيد كاميرون الذي استقال عقب تصويت البريطانيين لصالح انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي. وبروتوكوليًا، سيقوم كل منهما بلقاء الملكة من أجل التسلم والتسليم. وبهذا ستصبح ماي ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد مارغريت ثاتشر التي حكمت البلاد بين عامي 1979 و1990. ماي، التي شغلت منصب وزيرة الداخلية لفترة تزيد على سبع سنوات، واعتبرت من أنجح من تعامل مع الملفات الأمنية الشائكة منذ الحرب العالمية الثانية، ستقود البلاد في فترة تعد الأصعب في تاريخها الحديث.
ستنصب وزيرة الداخلية تيريزا ماي مساء هذا اليوم رئيسة للحكومة البريطانية لتصبح ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد مارغريت ثاتشر التي حكمت البلاد بين عامي 1979 و1990. رئيس الوزراء المستقبل ديفيد كاميرون قال أمام داونينغ ستريت إن حكومته ستجتمع للمرة الأخيرة برئاسته (أمس) الثلاثاء، كما أنه سيترأس جلسة المساءلة البرلمانية الأسبوعية اليوم الأربعاء لمدة نصف ساعة قبل أن يتوجه لاحقا إلى قصر بكينغهام لتقديم استقالته للملكة إليزابيث، مضيفا: «سيكون لدينا رئيس جديد للوزراء في هذا المبنى الذي أقف أمامه بحلول مساء الأربعاء».
في الأمس، أثارت أندريا ليدسام المرشحة لخلافة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، زوبعة ثانية خلال أقل من 48 ساعة. ليدسام، اتهمت سابقا بأنها بالغت في المعلومات المسردة في سيرتها الذاتية لتبين أنها ذات باع طويل في القضايا المالية والاقتصادية، وقالت إنها عملت في القطاع المالي وكانت تدير صناديق استثمارية بمليارات الدولارات، وهذا ما نفاه بعض زملائها السابقين.
وزير الخارجية الأميركي كولن باول، تكلم في الخامس من فبراير (شباط) 2003 في جلسة طارئة لمجلس الأمن، أي قبل شهر من غزو العراق حول امتلاك العراق أسلحة نووية. كولن باول قدم إثباتاته للمجلس، بما لا يدعو للشك، أن نظام صدام حسين يمتلك الأسلحة النووية، وأن بإمكانه إطلاق صواريخ تحمل أسلحة نووية خلال 45 دقيقة ويدمر قادة عسكرية بريطانية في قبرص. وزير الخارجية الأميركي كان يجلس أمام لوحة غيرنيكا الشهيرة لبيكاسو، التي تعكس مآسي الحرب الأهلية الإسبانية في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي والمعلقة في قاعة المجلس. ليس هذا الشيء الوحيد، في الدراما الدبلوماسية.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
