بريطانيا تفتح عهد ماي.. وعودة «رمز الخروج» إلى الأضواء وزيرًا للخارجية

وعدت بعد لقاء الملكة بدور قوي لبلادها خارج أوروبا - كاميرون يسدد ركلات للمعارضة قبل مغادرته المشهد السياسي

ديفيد كاميرون في البرلمان في آخر جلسة مساءلة يعرض أمام مجلس العموم صورته مع القط لاري الذي قيل إنه لن يغادر 10 داونينغ ستريت (رويترز)
ديفيد كاميرون في البرلمان في آخر جلسة مساءلة يعرض أمام مجلس العموم صورته مع القط لاري الذي قيل إنه لن يغادر 10 داونينغ ستريت (رويترز)
TT

بريطانيا تفتح عهد ماي.. وعودة «رمز الخروج» إلى الأضواء وزيرًا للخارجية

ديفيد كاميرون في البرلمان في آخر جلسة مساءلة يعرض أمام مجلس العموم صورته مع القط لاري الذي قيل إنه لن يغادر 10 داونينغ ستريت (رويترز)
ديفيد كاميرون في البرلمان في آخر جلسة مساءلة يعرض أمام مجلس العموم صورته مع القط لاري الذي قيل إنه لن يغادر 10 داونينغ ستريت (رويترز)

بدأت بريطانيا أمس، عهد تريزا ماي التي تعهدت بالسعي لتوحيد البلاد عبر تشكيل حكومة ممثلة لكل المناطق، وبأن تقوم بريطانيا بدور قوي وجديد خارج الاتحاد الأوروبي.
وخلفت وزيرة الداخلية السابقة في هذا المنصب ديفيد كاميرون، لتصبح ثاني امرأة تتولى هذا المنصب بعد مارغريت ثاتشر، وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع من اختيار البريطانيين الصادم الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وبعد أن دعتها الملكة إليزابيث الثانية في اجتماع بقصر باكنغهام، إلى تشكيل حكومة جديدة، وصلت ماي إلى مقر الحكومة في «10 داونينغ ستريت»، واعدة بأن تقود حكومة تواجه «انعدام العدالة» في البلاد.
وصرحت للصحافيين وإلى جانبها زوجها فيليب: «نحن نواجه بعد الاستفتاء تغييرا هائلا على مستوى البلاد، وأنا أعلم أنه لأننا بريطانيا العظمى، فإننا سنتمكن من مواجهة هذا التحدي». وأضافت: «ونحن نغادر الاتحاد الأوروبي سنحدد لأنفسنا دورا جديدا إيجابيا في العالم، وسنجعل بريطانيا تعمل ليس لمصلحة القلة المحظية، ولكن لمصلحة الجميع». ولاحقًا، أعلن مكتبها تعيين بوريس جونسون، رئيس بلدية لندن السابق ورمز حملة المطالبة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وزيرا للخارجية خلفًا لفيليب هاموند، الذي عين بدوره وزيرا للمالية. ومنحت ماي منصبا جديدا وهو وزير الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى النائب المعارض للاتحاد من حزب المحافظين ديفيد ديفيس. ورشحت وزير الخارجية فيليب هاموند وزيرا جديدا للمالية بعد استقالة جورج أوزبورن. وستحل آمبر رود، وزيرة الطاقة وتغير المناخ في الحكومة، محل ماي كوزيرة للداخلية، حسبما أعلن مكتب رئيس الوزراء.
وسيظل وزير الدفاع مايكل فالون في منصبه في حين أن ليام فوكس المؤيد للخروج من الاتحاد الأوروبي وهو وزير دفاع سابق، سيتولى منصب وزير التجارة الدولية. وينظر إلى أوزبورن على أنه أقرب زميل لكاميرون وكان قد خدم كوزير للمالية لمدة ستة أعوام، ثم أضيف إليه منصب نائب رئيس الوزراء في مايو (أيار) 2015. وردا على التغييرات الوزارية التي أجرتها ماي، قال أوزبورن على «تويتر» إن ماي وهاموند يحظيان بـ«دعمه الكامل في التحدي الكبير الذي ينتظرنا». وأضاف: «لقد كان شرف لي أن أكون وزيرا للمالية في السنوات الست الماضية.. آخرون سيحكمون - أرجو أن أكون قد تركت الاقتصاد في حالة أفضل مما وجدته عليه».
وتعهد قادة دوليون كثيرون بالعمل مع رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة؛ إذ قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها تتطلع للتعاون مع تريزا ماي. وبدوره، بعث رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بـ«أحر التهاني» لتريزا ماي بمناسبة توليها منصب رئاسة وزراء بريطانيا، وقال: «أتمنى أن نحظى بفرصة للقاء في القريب العاجل». وفي واشنطن، أعرب البيت الأبيض عن تطلع الولايات المتحدة لإقامة علاقة عمل قوية مع ماي، وأرسل لها تهنئة بمناسبة توليها منصبها الجديد.من جانبه، قال الكرملين إن الرئيس فلاديمير بوتين أبدى استعداده لإجراء حوار بناء والتعاون مع رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة بشأن القضايا الراهنة المتعلقة بالعلاقات الثنائية والأجندة الدولية.
وقبل تسلم مهامها في وقت سابق أمس, قالت ماي إنها تسعى لتشكيل حكومة ممثلة لكل الوطن وتحارب من أجل «القضاء على الظلم» و«بناء بريطانيا أفضل». جاء ذلك في أول تصريحات لها بعد توليها منصبها. وبعد أن قبلت دعوة الملكة إليزابيث الثانية لتشكيل الحكومة أصبحت ثاني امرأة في تاريخ بريطانيا تتولى رئاسة الوزراء بعد مارغريت ثاتشر. وتم تأكيد تولي ماي منصب رئيس الوزراء البريطاني بعد أن وافقت الملكة على استقالة ديفيد كاميرون في قصر بكنغهام.
ويقيم كثيرون أوجه شبه بين ماي والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وتلقت على الفور مهمة جبارة هي تطبيق قرار خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي الذي تسبب في استقالة ديفيد كاميرون.
المهام التي تنتظر رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة تيريزا ماي هائلة، إذ يتحتم عليها التفاوض لخروج بلادها من الاتحاد الأوروبي ودعم الاقتصاد في مرحلة من عدم الاستقرار، وتوحيد حزب المحافظين والبلد المنقسمين بعد قرار البريكسيت.
وكتبت صحيفة «الغارديان» أنها «تتولى مهامها في مرحلة كانت طرحت معضلة حتى لونستون تشرشل» لإظهار صعوبة المهمة الملقاة على عاتقها بين المشكلات الاقتصادية وضغوط القادة الأوروبيين لتطلق بريطانيا في أسرع وقت إجراءات الخروج من الاتحاد.
أحزاب المعارضة طالبتها بأن تنظم انتخابات عامة، إلا أنها استبعدت ذلك وقالت إن حزبها سوف يستمر في السلطة حتى نهاية الدورة البرلمانية عام 2020.
ستكون أول مهمة لتيريزا ماي تشكيل حكومة تضم وزيرا مكلفا بملف الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويتوقع أن تكون حصة النساء كبيرة في هذه الحكومة التي ستضم أيضا مؤيدين لبريكسيت مثل كريس غرايلينغ مدير حملة ماي، أو وزراء يتمتعون بخبرة كوزير الخارجية فيليب هاموند.
دعمت تيريزا ماي معسكر بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي خلال الحملة لتنظيم الاستفتاء، لكنها باتت الآن تؤكد أنها ستطبق هذه العملية وأنها «ستكلل بالنجاح».
وقبل تسريع عملية وصولها إلى سدة الحكم بعد انسحاب خصومها من السباق، قالت ماي إنها لن تحرك المادة 50 في معاهدة لشبونة التي تطلق عملية الخروج من الاتحاد، قبل نهاية السنة.
لكنها خضعت لضغوط القادة الأوروبيين وأيضا لأنصار البريكسيت في البلاد الراغبين في بدء تطبيقه في أقرب فرصة.
وتعهدت تيريزا ماي بالتفاوض مع الاتحاد الأوروبي لانتزاع «أفضل اتفاق ممكن» بعد خروج بريطانيا منه. الصعوبة الأساسية تكمن في أن الأوروبيين حذروا بريطانيا من أنها إذا أرادت الحفاظ على الوصول إلى السوق الأوروبية الواحدة بفضل حرية نقل السلع، عليها أن تقبل أيضا بحرية تنقل الأفراد.
لكن مبدأ البريكسيت يقوم أساسا على شعار «وقف الهجرة». وسيكون هذا الموضوع نقطة التوتر الرئيسية في المفاوضات.
كما ستضطر تيريزا ماي إلى طمأنة المستثمرين في وقت تراجع الجنيه كثيرا أمام الدولار، وأشار البنك المركزي البريطاني إلى مؤشرات أولية على مخاطر تهدد الاستقرار المالي.
وفي مناسبة تنصيبها، أمس، دعا كبار الساسة المحافظين تيريزا ماي إلى أنه سيتعين عليها معالجة الانقسامات في الحزب، مع تزايد الدعوات لها لكي تتحرك بشكل أسرع لبدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال النائب المخضرم كين كلارك إنه سيتعين على ماي «تحقيق الاتزان داخل الحزب» بعد أن كشفت حملة الخروج من الاتحاد عن «أجنحته المتصارعة».
وحثها على بدء محادثات حول الخروج مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي في الأسابيع القليلة المقبلة. وذكر في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي.راديو 4) أن «لديها مشكلة حقيقية تتمثل في تجميع الأجنحة المتصارعة في الحزب معا... أغلبيتنا في البرلمان ليست كبيرة بما فيه الكفاية لجمعهم معا».
وتابع كلارك أنه يجب على ماي وحكومتها الجديدة أن «تحدد معالم علاقاتنا الاقتصادية والتجارية بأسرع ما يمكن»، وتابع أن المباحثات غير الرسمية «لن تحقق كثيرا». وقال كلارك «إننا لا نستطيع أن نسير مع عدم اليقين، ويجب على الحكومة الجديدة أن تكلف فريقا للتفاوض، وتضع برنامجا لما تريده». ومضى قائلا إنه «بسبب المخاطر على الاقتصاد الحقيقي وليس على أسواق المال فقط، نحتاج إلى توضيح معالم الوضع التجاري والاقتصادي أولا بأسرع ما يمكن».
وتبقى الأسواق في حال ترقب، حتى وإن أشاع تعيين ماي رئيسة للوزراء طمأنينة. وستبقى الشكوك حتى انتهاء المفاوضات حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ما سيعقد مهمتها لتفادي ركود.
إحدى «أولويات» تيريزا ماي ستكون الحفاظ على وحدة المملكة المتحدة بعد أن هددت اسكوتلندا بتنظيم استفتاء جديد حول الاستقلال بما أنها صوتت بغالبية كبرى للبقاء في الاتحاد الأوروبي وترفض الخروج منه، بسبب استفتاء البريكسيت. وزارت رئيسة وزراء اسكوتلندا نيكولا ستورجن بروكسل لجس النبض، ولتؤكد أن الدعوة إلى استفتاء جديد في اسكوتلندا تبقى واردة.
وفي أمس كانت فرصة ديفيد كاميرون الأخيرة، قبل ترك منصبه وإلى الأبد، لتسجيل ركلات سياسية ضد خصمه السياسي، جيرمي كوربن، زعيم حزب العمال، الذي يعاني من أزمة ثقة بقيادته من قبل أعضاء حزبه، ويوصي خليفته أن تحافظ على علاقة خاصة مع أوروبا.
مكانة بريطانية الدولية والدبلوماسية واقتصادها القوي وتاريخها الكولونيالي الطويل كافية لتعكس جدية وحنكة ساستها، ليس على مدى السنين فقط، وإنما على مدى القرون.
ولولا هذه الشواهد والتاريخ العريق لاعتقد الشخص المراقب أن ما يحدث في داخل البرلمان من تصرفات تعكس حالة من الجدية والدراما الحية الترفيهية. لكنها تخدم أيضا أهداف صاحبها السياسية. المساءلة الأسبوعية لرئيس الوزراء من قبل المعارضة عمل مسرحي ممتع.
القدرة على إنزال الضربات السياسية بخصمك، خصال أن يتمتع بها من يريد إنجاح أو المدافعة عن مواقفه السياسية.
كاميرون الذي وقف أمس للمرة الأخيرة أمام البرلمان في جلسته الأسبوعية، يتمتع بهذه القدر من الحس الفكاهي وسرعة البديهة. حتى في أول وقوف له بعد نتيجة الاستفتاء التي أطاحت بمستقبله السياسي، لم يتردد في تقديم نفسه كالمعتاد بخفة دم. في ذلك اليوم دخلت إلى البرلمان عضوة جديدة من حزب العمال، وكالمعتاد رحب بها، مضيفا: «لو كنت مكانك لتركت جوالي مفتوحا. لأنه سيصلك بعد دقائق مكالمة مهمة تدعوك لتنضمي لحكومة الظل». تعليقه أضحك أعضاء البرلمان بكل أطيافهم السياسية.
وكان واضحا أن التعليق يعكس المعضلة التي تواجه خصمه السياسي جيرمي كوربن، الذي تساقط من حوله معظم وزراء الظل احتجاجا على قيادته.
أمس قال كاميرون إنه بعد ستة أعوام من توليه رئاسة وزراء بريطانيا: «لقد كنت المستقبل في وقت من الأوقات»، مرددا تعليقه الذي قاله لزعيم حزب العمال السابق توني بلير عام 2005 عن استقالة الأخير.
وأضاف كاميرون للنواب من جميع الأحزاب: «يمكنكم تحقيق الكثير من الأشياء في السياسة. يمكنكم إنجاز الكثير». وقال: «لا يوجد أمر مستحيل إذا ركزت في فعله. في النهاية الأمر مثلما قلت من قبل، لقد كنت المستقبل في وقت من الأوقات»، وبهذا فقد سخر من نفسه من خلال التذكير لما قاله لبلير قبل 11 عاما.
ومرة ثانية سخر من «صمود» زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن، حيث قام بتشبيهه بشخصية كوميدية في فيلم «مونتي بايثون». وقال كاميرون بعد أن سأله كوربن حول الاقتصاد خلال آخر إجابات لكاميرون كرئيس وزراء في البرلمان قبل تقديم استقالته رسميا اليوم: «إنه (أى كوربن) يذكرني بشخصية بلاك نايت (الفارس الأسود) في فيلم «مونتى بايثون والكأس المقدسة».
وأضاف كاميرون: «إنه (كوربن) يتلقى الركلات كثيرا ولكنه يصمد قائلا: (استمر، الجرح جسدي فقط)»، مشبها صمود الشخصية الكوميدية بإصرار كوربن على البقاء زعيما للحزب المعارض. كاميرون حاول يربط بين ما قاله لبلير وبين مصيره شخصيا، أي إنه لم يكمل المشوار، وعليه أن يتنحى، وبين كوربن الذي يصر على البقاء في منصبه رغم الضربات التي تلقاها.
من جانب آخر وبشكل أكثر جدية حث كاميرون رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي على أن تبقي بريطانيا على صلة وثيقة بالاتحاد الأوروبي.
جاء ذلك في آخر جلسة أسبوعية يحضرها كاميرون للرد على أسئلة النواب في مجلس العموم. وقال كاميرون: «نصيحتي لخليفتي التي هي مفاوض بارع هي محاولة الإبقاء على أوثق صلة ممكنة بالاتحاد الأوروبي لمصلحة التجارة والتعاون والأمن»، مضيفا أن «هذا سيكون جيدا للمملكة المتحدة ولاسكوتلندا».
وجاء ذلك في معرض رد كاميرون على سؤال بشأن اسكوتلندا، حيث صوت معظم الناخبين للبقاء في الاتحاد الأوروبي.
كاميرون أطلق عملية خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، مع أنه كان يسعى إلى عكس ذلك تماما. وكان قد أعلن عام 2013 استعدادا للانتخابات التشريعية لعام 2015، عزمه على تنظيم استفتاء حول بقاء بريطانيا أو خروجها من الاتحاد الأوروبي، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر وما يثيره من انقسام داخل حزبه.
وكاميرون (49 عاما) سليل الأسرة الثرية والأب لثلاثة أطفال، تلقى كاميرون تعليمه في كلية ايتون الراقية. وكان مساره مثل أفراد النخب البريطانية بلا مشاكل وصعد نجمه سريعا حتى تولى منصب رئيس حزبه قبل 11 عاما. وكان يريد حينها تحديث الحزب القديم وإضفاء مسحة معاصرة على الفكرة المحافظة. كما كان يأمل أن ينهي الانقسام بشأن أوروبا التي كانت سبب تصفيات حسابات دامية أدت خصوصا إلى الإطاحة بـ«السيدة الحديدية» مارغريت ثاتشر.
ونجح كاميرون في تحقيق فوز حزبه في تلك الانتخابات بل إنه تمكن من نيل الأغلبية المطلقة تاركا جانبا حليفه حزب الديمقراطيين الأحرار.
كما نجح في اختبار استفتاء آخر هو استفتاء استقلال اسكوتلندا في 2014 التي اختار ناخبوها البقاء ضمن بريطانيا. وتوقفت دائرة النجاح تماما مع الاستفتاء الأخير بشأن الاتحاد الأوروبي. ويمكن أن يفخر كاميرون بأنه ترك اقتصادا نشطا مع نسبة نمو إيجابية ونسبة بطالة ضعيفة نسبيا.



باللغة العربية... أول رسالة من «البطل» أحمد الأحمد بعد هجوم سيدني (فيديو)

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
TT

باللغة العربية... أول رسالة من «البطل» أحمد الأحمد بعد هجوم سيدني (فيديو)

لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)
لقطة مركبة مأخوذة من فيديو تظهِر أحمد خلال تصديه للمسلح ثم لحظة إسعافه بعد إصابته بطلقة نارية (متداولة)

زار رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الثلاثاء، مستشفى سانت جورج في جنوب سيدني لزيارة أحمد الأحمد، بالتزامن مع تداول مقطع أول رسالة للبطل الذي تصدّى لهجوم إطلاق النار في سيدني.

وكان الرجل البالغ من العمر 43 عاماً قد ظهر في مقطع مصوّر وهو يهاجم أحد المهاجمين من الخلف وينجح في نزع سلاحه، خلال الهجوم الذي وقع الأحد.

وانتشر المقطع الاستثنائي على نطاق واسع حول العالم، وشوهد عشرات الملايين من المرات عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وأُصيب الأحمد بأربع إلى خمس طلقات نارية في كتفه أثناء تدخله البطولي، قبل أن يُنقل إلى المستشفى، حيث خضع لعمليات جراحية عدة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي، في تصريحات للصحافيين عقب الزيارة، إن لقاء الأحمد كان «شرفاً كبيراً». وأضاف: «إنه بطل أسترالي حقيقي يتسم بتواضع كبير، وقد شرح لي ما دار في ذهنه عندما شاهد الفظائع تتكشف أمامه».

وتابع: «اتخذ قرار التحرك، وشجاعته تشكّل مصدر إلهام لجميع الأستراليين».

كما أشار رئيس الوزراء إلى أنه التقى والدي صاحب المتجر، اللذين يزوران أستراليا قادمين من سوريا، قائلاً: «إنهما والدان فخوران».

وفي وقت سابق من صباح الثلاثاء، بدأ تداول مقطع فيديو لأحمد الأحمد وهو يتحدث من سرير المستشفى باللغة العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال في الفيديو إنه «يقدّر جهود الجميع».

وأضاف: «جزاكم الله خيراً، ومنحكم الله العافية»، بينما كان طاقم الرعاية الصحية يدفع سرير المستشفى عبر أحد الممرات.

وتابع: «إن شاء الله نعود إليكم بالفرح. وبفضل الله، مررت بمرحلة صعبة جداً، لا يعلمها إلا الله».

وقُتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد «حانوكا». ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الاثنين، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

من جانبها، قالت الشرطة الأسترالية، الاثنين، إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على عَلمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.


فيديو جديد... زوجان نزعَا سلاح أحد منفذي «هجوم سيدني» قبل مقتلهما

خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
TT

فيديو جديد... زوجان نزعَا سلاح أحد منفذي «هجوم سيدني» قبل مقتلهما

خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)
خبراء الأدلة الجنائية يقومون بمعاينة جثة أحد الضحايا في موقع إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني (إ.ب.أ)

أظهرت لقطات مصوّرة نُشرت حديثاً من سيدني زوجين وهما يشتبكان بالأيدي مع أحد منفذي الهجوم الدموي الذي استهدف احتفالات عيد «حانوكا»، حيث تمكّنا لفترة وجيزة من انتزاع سلاحه قبل أن يُطلق عليهما النار ويُقتلا.

ويأتي الفيديو الجديد بعد واقعة أحمد الأحمد الذي وصف بالبطل لنجاحه في التصدي لأحد منفذي الهجوم.

وقال مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنهم أصدروا تحذيرات إلى عدد من أجهزة الاستخبارات حول العالم، محذّرين من احتمال وقوع هجمات إرهابية تستهدف أهدافاً يهودية، وداعين السلطات الدولية إلى اتخاذ إجراءات وقائية مشددة.

وأظهرت اللقطات الجديدة، التي بثّتها هيئة الإذاعة الأسترالية الرسمية (ABC)، الزوجين وهما يواجهان أحد الإرهابيين من دون أي أسلحة. ويَظهر في الفيديو اشتباكهما معه ومحاولتهما نزع سلاحه، وهو ما نجحا فيه لفترة وجيزة.

وحسب صحيفة «ديلي ميل»، تمكّن الإرهابي لاحقاً من استعادة السيطرة على سلاحه ومواصلة هجومه الدموي. وكان الزوجان من بين الضحايا الذين قُتلوا في الهجوم الإرهابي.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في عملية إطلاق نار جماعي استهدفت احتفالاً يهودياً بعيد «حانوكا». ووصفت السلطات الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، لكنها لم تقدم حتى الآن سوى القليل من التفاصيل حول الدوافع الأعمق للاعتداء.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، أمس، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

من جانبها، قالت الشرطة الأسترالية، أمس، إن السيارة التي استخدمها المسلحان اللذان يشتبه في تنفيذهما الهجوم على شاطئ بوندي، وهما رجل وابنه، كانت تحتوي على علمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وأوضح مفوض شرطة نيو ساوث ويلز مال لانيون لصحافيين أن السيارة التي عُثر عليها قرب شاطئ سيدني مسجلة باسم الابن وتحتوي على «علمين محليي الصنع لتنظيم (داعش)» بالإضافة إلى عبوات ناسفة.

اقرأ أيضاً


منفِّذا «هجوم سيدني» تلقيا تدريبات عسكرية في الفلبين الشهر الماضي

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
TT

منفِّذا «هجوم سيدني» تلقيا تدريبات عسكرية في الفلبين الشهر الماضي

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر المسلحين اللذين نفذا الهجوم (أ.ف.ب)

أكدت مصادر أمنية لهيئة الإذاعة الأسترالية «إيه بي سي» أن المسلحين ساجد أكرم وابنه نافيد، اللذين نفذا الهجوم على حشد كان يحتفل بـ«عيد حانوكا اليهودي» على شاطئ بوندي في سيدني، سافرا إلى الفلبين لتلقي تدريبات عسكرية مكثفة الشهر الماضي.

صلة منفذي هجوم بوندي بـ«داعش»

كانت هيئة الإذاعة الأسترالية قد كشفت بالأمس أن وكالة الاستخبارات الأسترالية (ASIO) حققت مع نافيد أكرم عام 2019 بشأن صلاته بأعضاء خلية إرهابية تابعة لتنظيم «داعش» في سيدني.

ولقي 15 شخصا حتفهم جراء الهجوم الذي وقع يوم الأحد وكان أسوأ إطلاق نار جماعي تشهده أستراليا منذ ما يقرب من 30 عاما. ويجري التحقيق فيه باعتباره عملا إرهابيا كان يستهدف اليهود.

وقال مصدر أمني رفيع إن نافيد، الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً آنذاك، أظهر «علاقات مثيرة للقلق» بـ«داعش» تم التحقيق فيها من قبل وكالة الاستخبارات الأسترالية، إلا أنها لم ترَ حاجةً لمزيد من التحقيقات في ذلك الوقت.

ويُجري المحققون حالياً تحقيقاً في صلات ساجد أكرم وابنه بشبكة إرهابية دولية، بعد اكتشاف سفرهما إلى مانيلا في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً لمسؤولين مطلعين على التحقيق.

وقال مكتب الهجرة في الفلبين الثلاثاء إن منفذي الهجوم في سيدني سافرا إلى الفلبين في أول نوفمبر (تشرين الثاني) على متن الرحلة (بي.آر212) للخطوط الجوية الفلبينية من سيدني إلى مانيلا ومنها إلى مدينة دافاو، حيث تنشط فيها جماعات إرهابية، من بينها فصائل مرتبطة بتنظيم «داعش».

وذكر المتحدث باسم المكتب أن ساجد أكرم (50 عاما)، وهو مواطن هندي مقيم في أستراليا، سافر بجواز سفر هندي، بينما استخدم ابنه نافييد أكرم (24 عاما)، وهو مواطن أسترالي، جواز سفر أستراليا. ووصلا معا على متن تلك الرحلة.وغادر الرجل وابنه في 28 نوفمبر تشرين الثاني على نفس الرحلة من دافاو عبر مانيلا إلى سيدني قبل الهجوم بأسابيع

وأفاد مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب في أستراليا، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن ساجد ونافيد سافرا إلى جنوب الفلبين وخضعا لتدريب عسكري.

وتُعدّ الفلبين بؤرةً للمتشددين منذ أوائل التسعينيات، حين أُعيد إنشاء معسكرات تدريب إرهابية كانت قائمةً على الحدود الباكستانية الأفغانية في جنوب جزيرة مينداناو.

وفي عام 2017، سيطر مسلحون متأثرون بفكر تنظيم «داعش» على أجزاء من مدينة ماراوي في جنوب الفلبين وتمكنوا من الاحتفاظ بها لخمسة أشهر رغم عمليات برية وجوية ظل الجيش يشنها. وأدى حصار ماراوي، الذي شكل أكبر معركة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية، إلى نزوح نحو 350 ألف شخص ومقتل أكثر من 1100 معظمهم من المسلحين.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الثلاثاء، إن الهجوم يبدو أنه «مدفوع بآيديولوجية تنظيم (داعش)».

وقالت الشرطة الأسترالية إن السيارة التي استخدمها المسلحان كانت تحتوي على علمين لتنظيم «داعش» بالإضافة إلى قنابل.

وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصاً في الهجوم الذي نُفذ مساء الأحد.