د. ياسر عبد العزيز

د. ياسر عبد العزيز
مدير مكتب «الشرق الأوسط» في «القاهرة» منذ 2017. عمل مراسلاً لعدد من كبريات الصحف العربية، ومدرباً ومستشاراً في مجالات الاتصال والإعلام لعدد من الهيئات الإقليمية والدولية. حاصل على  درجة الدكتوراه في الإعلام من جامعة القاهرة
إعلام البكاء على أطلال الوسائط

البكاء على أطلال الوسائط

كان المتنبي هو من أبدع هذا البيت الفاخر: «أعز مكان في الدنى سرج سابح... وخير جليس في الزمان كتاب». وبموازاة الاحتفاء الذي لم ينفد أبداً بالحس الإبداعي الفائق الذي ينطوي عليه هذا البيت، وما يمكن أن يراه النقاد فيه من جزالة المنطق وإحكام السبك وقوة التعبير، علينا أن نتذكر أنه قيل قبل عام 965م، وأنه واكب حقبة تاريخية محددة بشروط حياة خاصة. لو كان المتنبي بيننا اليوم، ومعه طاقته ومواهبه كاملة، فهل كان بوسعه نظم هذا البيت نفسه، واستخدام مفرداته ذاتها، أم أنه كان سيطور معنى جديداً بلغة جديدة؟ وإذا حدث هذا، هل كان بوسعه أن يكون أحد أهم الشعراء الذين يغردون على «تويتر»؟

د. ياسر عبد العزيز
إعلام المراهقون يغيرون عالم الأخبار

المراهقون يغيرون عالم الأخبار

إذا كان ثلث سكان كوكبنا في أعمار لم تبلغ العشرين، وأكثر من نصفهم متصلون بـ«الإنترنت»، حيث يمضون نحو سبع ساعات يومياً في التنقل بين الشاشات، فنحن بصدد تحول إعلامي جوهري وخطير، أو هذا على الأقل ما خلصت إليه «الإيكونومست» في تقرير مثير، نشرته في نسختها المطبوعة، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. عنوان التقرير، الذي سعى إلى استشراف حالة الإعلام في العالم، جاء على هذا النحو: «المراهقون يعيدون كتابة قواعد الأخبار»، وكالمعتاد، فقد استطاعت المجلة أن تثبت صحة هذا العنوان في المتن، مستخدمة عدداً من وسائل الإثبات والإقناع الوجيهة. ويمكن تلخيص أهم ما وصل إليه التقرير بخصوص تغير المشهد الإعلامي، بفعل الق

د. ياسر عبد العزيز
إعلام «بان آراب ميديا»

«بان آراب ميديا»

من بين أكثر الأشياء غرابة بالنسبة إلى باحث لغته الأولى هي العربية، أن يجد صعوبة في توفير معلومات ومقاربات بحثية جادة عن موضوع يقع في صلب الاهتمام العربي بتلك اللغة نفسها، في مقابل فيض مشبع من المقاربات باللغات الأخرى. ربما يقدم هذا تفسيراً مقنعاً لكتابة عنوان هذا المقال على نحو بات متداولاً بدرجة ملحوظة؛ إذ يُكتب المصطلح الإنجليزي بالحروف العربية، قبل أن يوضع ما بين مزدوجين؛ وهو أمر يحدث في مجال الفكر والبحث عادة عندما تغيب الترجمة المرضية للمصطلح الأجنبي، أو تبقى عاجزة عن الوفاء بالدلالة المكتملة. لقد قرأت كثيراً في الجوانب المتعلقة بالمسافة ما بين اللغة والدلالة، ووجدت كلاماً مقنعاً لدى نعوم

د. ياسر عبد العزيز
إعلام «الرسوم المسيئة»... و«إغواء المسيح»

«الرسوم المسيئة»... و«إغواء المسيح»

قبل أن يُسدل الستار على عام 2019، حدث تطوران لافتان في ملف العلاقة بين حرية الرأي والتعبير واحترام العقائد والأديان؛ وهما تطوران فجرا جدلاً كبيراً، يمكن استخلاص عدد من الدروس منه. فقد أعلنت شبكة «نتفليكس» عن إطلاق فيلم، لمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد، عنوانه «الإغواء الأول للمسيح»، في محاولة لمحاكاة الشريط الشهير «الإغواء الأخير للمسيح»، للمخرج العالمي مارتن سكورسيزي، الذي أُنتج في عام 1988. ينسب فيلم «نتفليكس» للسيد المسيح، وللسيدة العذراء صفات شائنة، تذرعاً بحرية الرأي والتعبير، وهو الأمر الذي أثار غضباً واسعاً؛ إذ وقّع نحو مليوني شخص عريضة تطالب المنصة الشهيرة بسحب الفيلم والاعتذار عنه، كم

د. ياسر عبد العزيز
إعلام أربعة تحديات تواجه إعلام 2020

أربعة تحديات تواجه إعلام 2020

لا يمكن القول إن دخولنا إلى عام 2020 يمثل انتقالاً موضوعياً في قطاع الإعلام العالمي، أو يشكل عتبة تفصل بين وضعين ماديين متباينين؛ إذ تفاعلت المؤثرات المتصلة بالقطاع ضمن معطيات متشابهة على مدى نحو خمس سنوات خلت.

د. ياسر عبد العزيز
إعلام لا تنسَ السياق

لا تنسَ السياق

حدث ذلك قبل نحو ثلاثة عقود؛ حين كنت على وشك التخرج في كلية الإعلام، جامعة القاهرة، وهو الأمر الذي استلزم الخضوع لتدريب عملي في إحدى وسائل الإعلام المعروفة، للوفاء بمتطلبات التخرج. بعد أسبوعين من التدريب، طلب إلي المسؤول عن القسم، في تلك الصحيفة الرائجة، أن أعدّ موضوعاً عن ارتفاع معدلات الفائدة في البنوك المصرية، بالنظر إلى أن الخبر كان قد ورد للتو على وكالة الأنباء الوطنية. كنت أهوى قراءة التقارير الضافية التي ترد عبر وكالات الأنباء الغربية الكبرى، ولطالما وجدت أنها أكثر وفاء بالاستحقاقات الخبرية مقارنة بغيرها من الوسائل الإقليمية والمحلية في تلك الأثناء، واستناداً إلى ما وجدته متدفقاً ومتاحاً

د. ياسر عبد العزيز
إعلام «تويتر»... جلاد الإعلاميين

«تويتر»... جلاد الإعلاميين

قبل تسع سنوات، وقعت حادثة إعلامية لافتة، يبدو أنها أسست لوقائع كثيرة ستأتي بعدها؛ إذ طردت «سي إن إن» الصحافية اللبنانية أوكتافيا نصر، التي امتلكت سجل خدمة مميزاً في المحطة، عبر عشرين عاماً من تغطية قضايا الشرق الأوسط ونزاعاته المريرة. كل ما فعلته نصر آنذاك كان أنها غردت على حسابها في «تويتر» نعياً وإشادة بـ«مناقب» عالم الدين الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله، الذي وافته المنية في عام 2010.

د. ياسر عبد العزيز
إعلام «فيسبوك» هش... وعالمه زائف

«فيسبوك» هش... وعالمه زائف

كان الأديب الإسباني بالتاسار غراثيان، الذي عاش في القرن السابع عشر، هو من قال: «كذبة واحدة تدمر سمعة شخص بالكامل»، فما الذي كان سيقوله هذا الروائي الحاذق حين يصطدم بكيان صدرت عنه أكثر من خمسة مليارات كذبة؟ الرقم صحيح بكل تأكيد، أو هذا على الأقل ما أعلنته شركة «فيسبوك» بنفسها قبل أيام قليلة، حين قالت إنها «حذفت 5.4 مليار حساب مزيف»، خلال العام الجاري 2019. وما يمكن أن نفهمه إزاء هذا الإعلان، أن «فيسبوك»، الذي يمتلك قاعدة مستخدمين شهرية في حدود 2.5 مليار مستخدم، كان يستضيف منبرين مضللين مقابل كل منبر لم يثبت ضلاله، ويتيح لهما بث الأكاذيب وتسميم الأجواء، قبل أن يتمكن من حذفهما. في الشهر الماضي، ك

د. ياسر عبد العزيز