الحسين المعطاوي
يتضمن تاريخ الفلسفة السياسية، تراثا مؤسسا أثر في مسار تفكيرنا في السياسية كممارسة أو السياسة كمفهوم. ومن بين الأعمال المؤسسة في مجال السياسة والسلطة السياسية، نجد عملا عميقا سوف يغير الفكر السياسي برمته، وهو كتاب «الأمير» لمكيافيللي، الذي قدم فيه خلاصات تفكيره في السياسة، لمن يرغب في إحكام قبضته على الدولة وتوحيدها، خاصة أن مكيافيللي كان جد متأثر بالهشاشة التي تعانيها السلطة في إيطاليا، ما يجعلها عرضة للهزات والتدخلات من طرف العائلات والدوقات النبيلة. ورغبة منه في رؤية إيطاليا موحدة، بنى مكيافيللي تفكيره للسياسة والسلطة السياسية بشكل محكم، بلغة الواقع وليس بلغة التنظير.
أضحى سؤال الدولة سؤالا مهمّا جدا في زمننا المعاصر، ففي ظل الأوجه والأشكال المتباينة للدولة، علمانية، دينية، قومية، اشتراكية، ليبرالية، وفي ظل تعدد الأهداف وتنوع الآيديولوجيات، أصبح من الصعب أن نجيب عن السؤال: أي دولة نريد؟
عندما نقول إن المجتمعات الغربية مجتمعات علمانية، يكون المقصود بذلك تراجع الكنيسة عن التأثير في الحياة الاجتماعية والسياسية، كما كانت تفعل في العصور الوسطى.
ما زالت مسألة الإرهاب تفرض إحراجا كبيرا على الباحثين من مختلف التخصصات، في الوقت الذي أصبح فيه الإرهاب قضية عالمية تأثرت بها كل بقاع المعمورة، مما يفرض علينا ضرورة التحلي بالمسؤولية والحس الفلسفي الكبير ونحن نقارب هذه القضية، حتى لا ننساق وراء التحليلات التبسيطية للمسألة، والتي قد تخفي داخلها حمولات آيديولوجية أو براغماتية، خاصة في عالم إسلامي ينعش بالإرهاب ويكتوي بناره ويخسر بسببه الكثير. اخترت أن نعود إلى فيلسوفين كبيرين استوقفتهما مسألة الإرهاب، وهما الفيلسوفان الفرنسيان جاك دريدا 1930 - 2004 وجون بودريار 2007 - 1929.
صدر حديثا ضمن سلسلة «عالم المعرفة» كتاب بعنوان «الأخلاقيات والحرب»، لمؤلفه الأستاذ والخبير الاستراتيجي «ديفيد فيشر»، ومن ترجمة الأستاذ عماد عوام. وهو كتاب يستمد راهنيته من كونه يعيد التفكير فلسفيا في العلاقة الممكنة بين الأخلاق والحرب، ويعمل على الانخراط في التفكير في ما يسمى بالحرب العادلة، كما تم التأسيس لها من طرف فلسفات متعددة على مر التاريخ، خاصة ما أشار إليه القديس أوغسطين (354 - 430)، وتوما الأكويني (1225 - 1274)، في حديثهما عن الحرب.
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
