الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في كتابة الروايات تؤدي إلى أعمال متشابهة

تكون النتيجة تراجع درجة الابتكار والتفرد

الممثلة أوليفيا كيروز الصوت الجديد لمنسّق الأغاني للذكاء الاصطناعي على «سبوتيفي» تحضر العرض التقديمي في مكسيكو سيتي (أ.ف.ب)
الممثلة أوليفيا كيروز الصوت الجديد لمنسّق الأغاني للذكاء الاصطناعي على «سبوتيفي» تحضر العرض التقديمي في مكسيكو سيتي (أ.ف.ب)
TT

الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في كتابة الروايات تؤدي إلى أعمال متشابهة

الممثلة أوليفيا كيروز الصوت الجديد لمنسّق الأغاني للذكاء الاصطناعي على «سبوتيفي» تحضر العرض التقديمي في مكسيكو سيتي (أ.ف.ب)
الممثلة أوليفيا كيروز الصوت الجديد لمنسّق الأغاني للذكاء الاصطناعي على «سبوتيفي» تحضر العرض التقديمي في مكسيكو سيتي (أ.ف.ب)

كشفت دراسة أكاديمية أن كُتاب الروايات الخيالية، الذين يستخدمون تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة أعمالهم الروائية، ينتهي بهم المطاف إلى إنتاج أعمال متشابهة بصورة أكبر مما يمكن أن يحدث في حال الروايات التي يكتبها كُتاب بأنفسهم. واكتشف الباحثون من جامعتي لندن كوليدج وإكستر أنه عند إضافة نتيجة عمل تطبيق الذكاء الاصطناعي إلى الرواية الخيالية، تكون النتيجة تراجع درجة الابتكار والتفرد في الرواية بشكل عام، حيث ينتهي المطاف بتشابه هذه الروايات المكتوبة بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مقارنة بالروايات التي يكتبها البشر بمفردهم.

في الوقت نفسه فإن استخدام الذكاء الاصطناعي يمكنه، بطريقة ما، «أن يحسن إبداع الكتاب بشكل منفرد»، حتى لو كان إنتاجه سيتشابه مع إنتاج زملائه الذين يستخدمون أيضاً هذه التكنولوجيا.

تأتي هذه الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية «ساينس أدفانسس»، في الوقت الذي تكافح فيه مؤسسات الفنون الإبداعية والإعلامية للتعامل مع التوسع في استخدام ما يسمى الذكاء الاصطناعي التوليدي. وفي حين ذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز»، وشركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه.آي»، أنه جرى التوصل إلى اتفاق لاستخدام المقالات القديمة للصحيفة في تدريب منصة الذكاء الاصطناعي «شات جي.بي.تي»، أقامت عدة صحف أميركية دعاوى قضائية ضد «مايكروسوفت» و«أوبن إيه.آي»، بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية لهذه الصحف باستخدام محتواها في تدريب منصات الذكاء الاصطناعي.

وفي العام الماضي، نظَّم كُتاب السيناريو الأميركيون إضراباً عن العمل في هوليوود؛ لأسباب عدة، منها القلق من استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السيناريوهات.

وقال أنيل دوشي وأوليفر هاوسر، الباحثان المشارِكان في الدراسة، إنه «إذا وسعت صناعة النشر في نشر القصص المكتوبة بالذكاء الاصطناعي، فستكون النتيجة قصصاً أقل تفرداً وأكثر تشابهاً». وشملت الدراسة الأكاديمية نحو 900 شخص ثُلثهم من من الكُتاب، والباقي من النقاد.

وتؤكد هذه الدراسة نتائج الرأي الذي أعلنه المغنى الاسترالي نيك كيف، في وقت سابق، بشأن مقطوعات موسيقيةجرى تأليفها باستخدام الذكاء الاصطناعي بأسلوبه القصصي الغامض نفسه. وقال كيف، في عام 2023، إن الذكاء الاصطناعي يستطيع التقليد، لكن لا يمكنه أبداً أن يمتلك التجربة الإنسانية الحقيقية التي تعطي الإبداع الحقيقي سِمته الفريدة، مضيفاً أن الأغاني تنشأ من المعاناة، لكن منصات الذكاء الاصطناعي لا تعاني.


مقالات ذات صلة

رهاب الحقن... كيف تتخطى ألم وخز الإبرة؟

صحتك صورة تعبيرية من بيكسباي

رهاب الحقن... كيف تتخطى ألم وخز الإبرة؟

من الشائع أن يشعر الأطفال والبالغون بعدم الارتياح عند تلقي حقنة. إذا كان طفلك يتوتر عند رؤية الإبر، فأنت لست وحدك، فمعظم الأطفال يخافون من الإبر.

كوثر وكيل (لندن)
يوميات الشرق الغذاء الصحّي للحوامل مفيد لصحة الأجنّة (مستشفيات جونز هوبكنز)

غذاء للحوامل يُجنِّب الأطفال الإصابة بالتوحّد

اكتشف فريق بحثي رابطاً مُحتَملاً بين النظام الغذائي للأمهات في أثناء الحمل وتقليل فرص إصابة المواليد بالتوحّد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك تقنية لاكتشاف المشكلات الصحّية بقطرة دم (رويترز)

فحص صحّي شامل بقطرة دم فقط

طوَّر باحثون في ألمانيا تقنية للفحص والكشف عن أمراض عدّة، منها السكري وضغط الدم، من خلال قياس واحد فقط، وخلال دقائق.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)

الموظفون يعيشون «أزمة ثقة» برؤسائهم... ما السبب برأي علم النفس؟

إذا كنت تواجه أزمة ثقة بمديرك في الوقت الحالي، فأنت لست وحدك، حسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق رائحة الأم تُهدّئ الرضّع (جامعة بروك)

رائحة الأمهات تُعزّز قدرة الرضّع على تمييز الوجوه

كشفت دراسة فرنسية عن استعانة الرضّع برائحة أمهاتهم لتعزيز قدرتهم على إدراك الوجوه وتمييزها من حولهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

كيف زاوج برونيللو كوتشينيللي بين الأعمال اليدوية والتكنولوجيا

أشرف على المشروع فريق  من الباحثين من مختلف المجالات وكبار الخبراء في الذكاء الاصطناعي، واستغرق العمل عليه 3 سنوات (برونيللو كوتشينيللي)
أشرف على المشروع فريق من الباحثين من مختلف المجالات وكبار الخبراء في الذكاء الاصطناعي، واستغرق العمل عليه 3 سنوات (برونيللو كوتشينيللي)
TT

كيف زاوج برونيللو كوتشينيللي بين الأعمال اليدوية والتكنولوجيا

أشرف على المشروع فريق  من الباحثين من مختلف المجالات وكبار الخبراء في الذكاء الاصطناعي، واستغرق العمل عليه 3 سنوات (برونيللو كوتشينيللي)
أشرف على المشروع فريق من الباحثين من مختلف المجالات وكبار الخبراء في الذكاء الاصطناعي، واستغرق العمل عليه 3 سنوات (برونيللو كوتشينيللي)

من المفترَض ألا يفاجئنا المصمم برونيللو كوتشينيللي، وهو يقدم لنا درساً عن الزواج المثالي بين الإبداع البشري وقدرات الذكاء الاصطناعي، وهو الذي يبيع لنا بدلات بـ4000 دولار ومعاطف أغلى بكثير. نشتريها ونحن في قمة السعادة لأننا نعرف أنها من أجود أنواع الكشمير والصوف، ومنفَّذة في معامل إيطالية على يد حرفيين من الطراز الأول.

برونيللو كوتشينيللي وعمران أميد خلال مؤتمر «فويسز» لعام 2023 (BOFVOICES)

في شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، وخلال مؤتمر «بي أو إف فويسز (BOF VOICES)»، الذي يُقام سنوياً في منطقة أكسفودشاير بحضور نخبة من المبدعين المؤثرين وأصحاب القرار العالميين، حلَّ برونيللو ضيفاً على المؤتمر. أجرى معه مؤسس هذه الفعالية، عمران أميد، حواراً تطرق فيه إلى الأسباب التي تُميز علامته عن غيرها وأسباب نجاحها، في وقت تعاني فيه بيوت أزياء أخرى من بعض الخمول. يذكرنا بأن الدار لا تبخل على زبائنها بأي شيء يمكن أن يضفي عليهم الأناقة والرقي، بغض النظر عن التكاليف. يتشعب الحديث بينهما ويتطرق إلى مدى تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الموضة، وتبعاته على اليد العاملة. يأتي رد برونيللو مفاجئاً. لم يكن ضد ذلك. بالعكس كان متفائلاً ومطمئناً، يؤكد أن الذكاء الاصطناعي من شأنه أن يخدم الموضة والبشرية في حال تم التعامل معه بشكل صحيح. المفاجئ في ردِّه أيضاً لم يكن لأن الأغلبية يخامرها بعض القلق والتوجُّس من اقتحام الذكاء الاصطناعي مجالات الإبداع تحديداً، ولا لأنه من الرعيل الإيطالي القديم، بل لأن علامته مبنية على مفهوم «صُنِع في إيطاليا» وتعتمد على الحرفية اليدوية. مفاهيم تضعه في مصاف الكبار، وتجعله من بين بيوت أزياء قليلة تُعدّ على أصابع اليد الواحدة تحقق الأرباح رغم تذبذبات الأسواق والاضطرابات الاقتصادية التي لمست مجالات الترف بشكل خاص.

ما يؤكده الموقع الجديد أن الإبداع البشري يمكن أن يستفيد من الإمكانات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي (برونيللو كوتشينيللي)

لم يكن رأيه هذا مجرد كلام. في 16 من هذا الشهر وفي ميلانو، برهن للجميع كيف يمكن الاستفادة من التكنولوجيا وجعلها في خدمة البشرية.

في مؤتمر صحافي أُقيم بمسرح بيكولو، كشف هو والمهندس المعماري ماسيمو دي فيكو فالاني، وفرانشيسكو بوتيجليرو، رئيس قسم التكنولوجيا الإنسانية في دار أزياء «سولوميو»، عن إطلاق موقع الدار الإلكتروني الجديد. يعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي. وجسّد فيه المصمم ما أشار إليه خلال مؤتمر «BOF Voices» منذ أشهر؛ من أن الإبداع البشري يمكن أن يستفيد من الإمكانات الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، وذلك بتسخيره بشكل ذكي يُسهِّل بعض المهام التي كان تستغرق وقتاً طويلاً من دون إلغاء اللمسة البشرية. كان إطلاق الموقع الإلكتروني وتطويره على نحو مبتكر البداية. يشرح أنه حرص أن يتناسب مع إيقاع العصر ومتطلباته «فهو لا يستخدم الصفحات والقوائم التقليدية، بل يعتمد على محتوى سلس».

يوفر الموقع للمتصفح والزائر طرح أسئلة عن أي شيء يتعلق بالعلامة الإيطالية ليتلقى أجوبة فورية عنها (برونيللو كوتشينيللي)

أشرف على المشروع فريق من الباحثين من مختلف المجالات، من الرياضيات والهندسة إلى الفن والفلسفة فضلاً عن مجموعة كمن كبار الخبراء في الذكاء الاصطناعي. تجدر الإشارة إلى أن التفكير في هذا المشروع بدأ منذ مايو (أيار) 2019. واستغرق العمل عليه 3 سنوات. أما الهدف منه حسب قول كوتشينيللي فهو «الدخول إلى ثقافة الدار والغوص في محتوياتها بحرية ودون أي قيود، لكن دائماً بإعطاء الأولوية للتجربة الإنسانية». ويتابع: «حرصنا مثلاً على أن توفر منصة ( Solomei AI) نتائج بحث مرئية واضحة وفورية» تأخذ الزائر من صفحة إلى أخرى عبر رسمات لكل واحدة منها معنى خاص وعميق. في حال لم يحصل الزائر على مطلبه «بإمكانه أن يطرح أي أسئلة تراوده فيتلقى إجابات عنها من (سولومي AI)».

يشجع الموقع الشباب على البحث عن الأفضل وطرح أسئلة لا سيما أن العالم يتطور باستمرار وفق برونيللو كوتشينيللي (برونيللو كوتشينيللي)

لكن الموقع الجديد ليس منصة للتسوق الإلكتروني، بل هو للاستمتاع والاستفادة وفرصة للانغماس في عالم الدار وثقافتها. يشير كوتشينيللي إلى أن الفضول مهم للوصول إلى المعرفة، مستشهداً بالفيلسوف اليوناني زينوفانيس الذي قال ذات مرة: «من الواضح أن الآلهة لم تكشف للبشر كل الأشياء منذ البداية، فهذه احتاجت إلى وقت وأبحاث وتقصٍّ... مَن يسأل فقط يحصل على الإجابة».