توفيت في الجزائر العاصمة، اليوم (الثلاثاء)، الممثلة القديرة عن عمر ناهز 73 عاماً، إثر معاناة مع المرض، وفق ما أعلن التلفزيون الحكومي.
وُلدت الفنانة الراحلة عام 1952 في الجزائر، في حيّ بلكور الشعبي (حاليّاً بلوزداد). وأصبحت بيونة - واسمها الحقيقي باية بوزار - خلال بضعة عقود فقط من أكثر الشخصيات شعبيةً لدى الجزائريين.
هي ممثلة ومغنية وراقصة، جسّدت منذ سبعينات القرن الماضي حضوراً شعبياً فريداً، تميّز بروحها الساخرة وملامح وجهها المعبرة.
كان آخر ظهور لها في السينما عام 2018، في الفيلم الفرنسي «شرطي بلفيل»، حيث أدّت دور «زهرة» والدة النجم عمر سي.
تألّقت بيونة في محطات متعددة من مسيرتها؛ راقصة باليه، مغنّية في فرق نسائية، ممثلة تلفزيونية، أيقونة كوميدية، مؤدية لأدوار درامية. وقد اختارت البقاء في الجزائر خلال سنوات الاضطراب، رافضةً المنفى كي لا تتخلى عن جيرانها وجمهورها.
انطلقت مسيرتها في الساحة الدولية مع فيلم «حريم مدام عثمان» لنادر مكنيش (1999)، الذي صُوِّر في المغرب وفرنسا، وأتاح لها لقاء الممثلة الإسبانية كارمن ماورا، واكتساب ثقة أكبر في أدائها التمثيلي. وبالتوازي، سجّلت في باريس ألبومها الأول «Raid Zone»، كاشفة للجمهور صوتاً أجشّ وعميقاً ستقدّمه لاحقاً على خشبة المسرح.
كتبت عنها، اليوم، صحيفة «لوموند الفرنسية»: «ممثّلة قادرة على إضحاك بلدٍ بأسره من خلال إعلان تلفزيوني قصير، وفي الوقت نفسه على التأثير بصدقها وشفافيتها... ستظلّ بيونة واحدةً من أكثر الفنانات تحرراً، وشعبيةً، وفرادة في الساحة الجزائرية المعاصرة».
وأعرب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن «حزنه لرحيل إحدى الشخصيات البارزة في الساحة الثقافية»، مشيداً بإسهامات بيونة في السينما الجزائرية.



