على مدى ساعةٍ ونصف الساعة تقريباً، تُقدّم فرقة باليه أوبرا القاهرة عرض «كليوباترا» لمدة 4 أيام على المسرح الكبير في دار الأوبرا المصرية، مستعيدة القصة التاريخية المأساوية للملكة كليوباترا وعلاقتها بيوليوس قيصر ثم مارك أنطونيو، انتهاءً بمعركة «أكتيوم» التي كتبت نهاية الحقبة البطلمية في مصر.
الباليه، المؤلّف من فصلين، ويُعرض حتى يوم الجمعة 31 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أخرجته أرمينيا كامل، مديرة فرقة باليه أوبرا القاهرة، ووضع موسيقاه المايسترو محمد سعد باشا، الذي قاد أوركسترا القاهرة السيمفوني خلال العرض، وصمم رقصاته خوزيه بيريز، والإضاءة لياسر شعلان، والديكور والمناظر لمحمد الغرباوي، وتصميم الملابس لمانويلا سييري.

يدور العرض حول القصة التاريخية لكليوباترا، ملكة مصر، وزواجها بمارك أنطونيو الذي اقتسم حكم الإمبراطورية الرومانية مع أوكتافيوس بعد مقتل يوليوس قيصر، ثم إعلان أوكتافيوس الحرب على كليوباترا ومارك أنطونيو وهزيمتهما في معركة «أكتيوم» البحرية، ونهايتهما المأساوية بعد انتصار خصمهما.
تقول مخرجة العرض أرمينيا كامل إنّ «باليه (كليوباترا) بدأ فكرة لاستعادة القصة التاريخية، وتعاونت فيه مع خوسيه بيريز، وهو مصمم رقصات من كوبا وراقص باليه شهير كان يعمل في إيطاليا»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط»: «حين جاء بيريز إلى القاهرة قبل نحو 6 سنوات لتصميم رقصات باليه (كارمن) أعجبني تصميمه للرقصات، فسألته إن كان يمكنه تصميم رقصات باليه (كليوباترا)، وهو مختلف تماماً عن (كارمن). كما أنني تخوّفت في البداية لكونه لا يمتلك الثقافة اللازمة حول القصة التي تعود إلى الحضارة المصرية القديمة، لكننا تحدثنا طويلاً عن القصة التاريخية ووجدته يعرفها وتحمّس لها كثيراً، وتمكن من وضع تصور رائع لرقصات الباليه».
يتكوّن الباليه من فصلين، بواقع 25 مشهداً. يبدأ الفصل الأول بعلاقة كليوباترا بيوليوس قيصر وسفرها إلى روما، وحتى مقتل يوليوس قيصر وعودة كليوباترا إلى مصر، في حين يدور الفصل الثاني حول علاقتها بمارك أنطونيو والصراع بينه وبين أوكتافيوس على تركة يوليوس قيصر.

لتنتهي القصة بهزيمة مارك أنطونيو في موقعة أكتيوم، وانتحار كليوباترا ثم انتحاره في حادثٍ مأساوي أنهى الحكم البطلمي (اليوناني) في مصر، لتبدأ حقبة جديدة بضمّ مصر لتصبح ولاية للإمبراطورية الرومانية عام 31 قبل الميلاد.
وتشير أرمينيا كامل إلى أنّ «باليه (كليوباترا) يضم عدداً كبيراً من الراقصين، وقد وضع الموسيقار محمد سعد باشا الموسيقى خصيصاً لهذا العرض، وكان يضع الموسيقى مشهداً بعد مشهد مع مصمم الرقصات، حيث تم العمل معاً لشهورٍ حتى خرج العرض بصورته النهائية، كما قدّم المهندس محمد الغرباوي ديكور الباليه منسجماً تماماً مع القصة التاريخية، وقدمَت مصممة الملابس الإيطالية مانويلا سييري تصميماتٍ أصلية للملابس في غاية الجمال».
وأشار المايسترو محمد سعد باشا، قائد الأوركسترا، إلى أنّ العرض استغرق 8 أشهر في التأليف الموسيقي، موضحاً في تصريحاتٍ متلفزة أنّ «التأليف الموسيقي تم بالتعاون مع خوسيه بيريز، مصمم رقصات الباليه، وأرمينيا كامل، مديرة فرقة باليه القاهرة ومخرجة العرض»، عادّاً «كليوباترا» «أول تكليف من دار الأوبرا لكتابة موسيقى أصلية لباليه تدور أحداثه حول قصة تاريخية في مصر القديمة».

وتأسست فرقة باليه أوبرا القاهرة عام 1966، وكانت تابعة للمعهد العالي للباليه، وطافت العديد من دول العالم منذ عام 1972، منها روسيا وبلغاريا ويوغوسلافيا وألمانيا وفرنسا وتونس. وانضمت الفرقة إلى دار الأوبرا المصرية عام 1991، وقدمت مجموعة من أشهر العروض الكلاسيكية العالمية، منها: «روميو وجولييت»، و«بحيرة البجع»، و«كسَّارة البندق»، و«جيزيل»، و«دون كيشوت»، و«طقوس الربيع»، و«هاملت»، و«لوركيانا»، و«كارمينا بورانا»، و«بوليرو»، و«سندريلا».
وتابعت أرمينيا كلامها قائلة إنّ «اختيار القصة المستوحاة من الحضارة المصرية القديمة يعود لثراء هذه الحضارة بالمشاهد والصور والمشاعر المحفّزة فنياً، خصوصاً القصص التاريخية الحقيقية. وحتى القصص الفانتازية أو الأسطورية تناولناها أيضاً في باليه (إيزيس وأوزيريس)، وقد عملت فيه مع الراحل الدكتور عبد المنعم كامل، و(راداميس) وغيرها من الأعمال».

ولفتت إلى أنّها تعمل على تقديم باليه مختلف كل عام، ويحضرون لباليه جديد خلال فبراير (شباط) المقبل بعنوان «أمير النيل». وهناك أيضاً خطة لإعادة تقديم «بحيرة البجع» وغيرها من الأعمال. مؤكدة اهتمامها بالقصص المصرية، وحتى الشعبية، لتقديمها في عروض باليه. وفي هذا الإطار قدمت الفرقة من قبل باليه «لوركيانا - حسن ونعيمة».







