محمد رمضان يراهن على الحبكة التاريخية في «أسد»

أعلن عرضه الصيف المقبل

جانب من المقطع الدعائي لفيلم «أسد» (يوتيوب)
جانب من المقطع الدعائي لفيلم «أسد» (يوتيوب)
TT

محمد رمضان يراهن على الحبكة التاريخية في «أسد»

جانب من المقطع الدعائي لفيلم «أسد» (يوتيوب)
جانب من المقطع الدعائي لفيلم «أسد» (يوتيوب)

يراهن الفيلم المصري «أسد» على الحبكة التاريخية، من خلال قصة تعود إلى حقبة تاريخية بها مظاهر السخرة والعبودية، وهو ما ظهر في «تريلر» الفيلم الذي عرض للمرة الأولى في احتفالية خاصة على هامش مهرجان الجونة السينمائي الدولي، وتصدر اسم الفيلم «الترند» على «غوغل» الثلاثاء.

الفيلم يمثل عودة لمحمد رمضان إلى شاشة السينما بعد مرور 3 أعوام على آخر أعماله السينمائية وهما «هارلي» و«ع الزيرو» في 2023.

ويشارك في بطولة فيلم «أسد» ماجد الكدواني، ورزان جمّال، وعلي قاسم، وركين سعد، وكامل الباشا، بجانب عدد من الممثلين السودانيين، من بينهم محمود السراج، وإسلام مبارك، ومصطفى شحاتة، وإيمان يوسف، ونزار جمعة، والفيلم من تأليف محمد دياب وشيرين دياب وخالد دياب وإخراج محمد دياب، وإنتاج موسى أبو طالب وعماد سيد أحمد، بإنتاج مصري سعودي بمشاركة صندوق «بيغ تايم».

فيلم «أسد» يدور في حقبة تاريخية قديمة (الشركة المنتجة)

وهو ما علّق عليه محمد رمضان، خلال كلمة بمهرجان الجونة نشرتها وسائل إعلام محلية، بأن هذا الفيلم يثبت أن مصر والسعودية ستظلان يداً واحدة في الإنتاج السينمائي؛ في إشارة إلى دعم صندوق «بيغ تايم»، والمستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه السعودية.

وتحدث المخرج محمد دياب عن الجهود التي بذلت ليخرج هذا العمل للنور، كما تحدثت الممثلة رزان جمّال على تعاونها مع محمد دياب.

وكان دياب قد اشتهر بتقديم أعمال ذات طابع ملحمي مثل مسلسل «مون نايت»، وكتب سيناريوهات للعديد من الأفلام مثل «الجزيرة» و«ألف مبروك» و«هابي بيرث داي»، ومسلسلات مثل «طايع» و«السهام المارقة»، كما أخرج أفلاماً مثل «اشتباك» و«تحقيق أمني».

وفي وقت سابق أعلن محمد رمضان عن عرض فيلم «أسد» في يونيو (حزيران) 2026، بعد جولة سيقوم بها الفيلم في عدة مهرجانات مثل «برلين» و«كان» قبل طرحه في دور العرض، وأشار إلى أن الفيلم يعالج قضية العنصرية، ويظهر من مشاهد المقطع الدعائي أن الفيلم يدور في عصور تاريخية قديمة.

ويرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن «محمد رمضان يحب الدعاية لأعماله قبل فترة من طرح العمل نفسه على أرض الواقع، وأحياناً ما تنجح هذه الطريقة في التشويق»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لقد أعلن من قبل أن لديه فيلماً وسيعرض في جولة بالمهرجانات الدولية قبل طرحه في السينمات في يونيو المقبل؛ ما يعني أن أمام الفيلم نحو 8 أشهر، ولا نعرف كيف ستكون ردود الفعل عليه في المهرجانات، فمن المعروف أن محمد رمضان فنان جماهيري لكن لم نره كثيراً في أفلام المهرجانات، ما عدا حالات قليلة مثل (احكي يا شهرزاد)، وكان حضور الفيلم في المهرجانات على اسم مخرجه يسري نصر الله».

ماجد الكدواني في لقطة بالفيلم (يوتيوب)

وقدم محمد رمضان عدداً من الأفلام والأعمال الدرامية التي لقيت نجاحا لافتاً، من بينها «قلب الأسد» و«الألماني» و«واحد صعيدي» و«شد أجزاء»، و«الكنز»، بالإضافة إلى مسلسلات من بينها «ابن حلال» و«الأسطورة» و«نسر الصعيد» و«جعفر العمدة».

وعن فيلمه الأحدث «أسد» يقول سعد الدين إن «محمد رمضان يختار بعض الأعمال التي بها توليفة جيدة ترضي شرائح كبيرة من الجمهور، وهو ما يبدو في فيلمه الأحدث من اختيار اسم الفيلم نفسه (أسد) الذي يوحي بقصة فيها حركة ومشاهد جاذبة للجمهور المحب للأكشن».

ويشير الناقد الفني إلى أن «الفترة القادمة ستشهد دعاية كبيرة لهذا الفيلم، لكن الحكم على الفيلم سيظل لحين رؤيته، وإن كان الفيلم يتمتع بإمكانات إنتاجية كبيرة، فعادة ما تكون نسبة نجاحه متوقعة».


مقالات ذات صلة

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق أمير المصري قام ببطولة فيلم «العملاق» (مهرجان البحر الأحمر السينمائي)

المخرج البريطاني روان أثالي: أمير المصري أبهرني في «العملاق»

قال المخرج البريطاني روان أثالي إن اختيار المشهد الافتتاحي لفيلم «العملاق» لم يكن قراراً مفاجئاً، بل كان محدداً منذ المراحل الأولى للكتابة.

أحمد عدلي (جدة )
يوميات الشرق لقطة من فيلم «مملكة القصب» (مؤسَّسة الدوحة للأفلام)

حسن هادي: «مملكة القصب» كوميديا سوداء من ذاكرة الحصار

أكد حسن هادي أنَّ الفيلم حاول عكس صورة المجتمع خلال التسعينات، بسبب الحصار والعقوبات المفروضة.

داليا ماهر (الدوحة)
سينما أونا تشابلن شريرة الفيلم (تونتييث سنتشري ستديوز)

فيلم «أڤاتار: نار ورماد»... نقاط ضعف وحسنات

كل ما يحدث في «أڤاتار: نار ورماد» على مدى ثلاث ساعات و17 دقيقة كان يمكن له أن يحدث على كوكب الأرض فيما لو قرر جيمس كاميرون وكاتبا السيناريو ذلك.

محمد رُضا (بالم سبرينغز (كاليفورنيا) )
يوميات الشرق سمية الألفي كما ظهرت في أحد البرامج التلفزيونية

وفاة الفنانة المصرية سمية الألفي عن عمر 72 عاماً

توفيت الفنانة المصرية سمية الألفي صباح اليوم (السبت)، عن عمر يناهز 72 عاماً بعد صراع مع المرض.

يسرا سلامة (القاهرة)

سامي مغاوري لـ«الشرق الأوسط»: جيلي تعرَّض للظلم

سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)
سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)
TT

سامي مغاوري لـ«الشرق الأوسط»: جيلي تعرَّض للظلم

سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)
سامي مغاوري على خشبة المسرح (الشرق الأوسط)

قال الفنان المصري سامي مغاوري إنه سعيد بتجربته في مسلسل «منتهي الصلاحية» للرسالة المهمة التي عبر عنها، وعدَّ دوره في فيلم «إن غاب القط» مثيراً للجدل رغم مساحة الدور البسيطة، وأضاف أن «الجزء الخامس من مسلسل (اللعبة) يتضمَّن مفاجآت عدّة»، وأعرب في حواره مع «الشرق الأوسط» عن حزنه لعدم كتابة أدوار مهمة للنجوم كبار السن في الأعمال الدرامية الجديدة.

وأكد مغاوري أنه اجتهد في تجسيد شخصية «اللواء عصام قطب» في فيلم «أحمد وأحمد»، وصنع ملامح أداء مميزة لها لتكون مختلفة عن النمط السائد، كما شجعه على قبول الدور وجود كل من أحمد السقا وأحمد فهمي والمخرج أحمد نادر جلال.

مغاوري على «أفيش» مسرحية «مكسرة الدنيا» (الشرق الأوسط)

وعن مشاركته في فيلم «إن غاب القط»، قال إنها التجربة الثانية مع المخرجة سارة نوح بعد فيلم «أعز الولد»، مؤكداً أن الشخصية التي يجسدها مثيرة للجدل رغم مساحتها البسيطة، وهي شخصية مدير المتحف حيث تُنفَّذ عملية سرقة لوحة شهيرة، والأحداث كلها تجعل الشبهات تدور حوله، مما يضع المشاهد في حالة شك طوال الوقت.

يؤكد سامي أن الجزء الخامس من مسلسل «اللعبة»، الذي يُجسد فيه شخصية «بسيوني الملط»، يتضمَّن اختلافات كثيرة عن الأجزاء السابقة، وأضاف: «بذلنا في هذا الجزء جهداً يوازي الجهد الذي بذلناه في كل الأجزاء السابقة».

ضيف شرف

ودافع عن قبوله الظهور «ضيف شرف» في عدد كبير من الأعمال قائلاً: «لست السبب في ذلك... ولكنها أصبحت طريقة الإنتاج الدرامي التي تقدم البطل أو البطلة بوصفهما الشخصيات الرئيسية، لتصبح بقية الشخصيات مثل (المكملات الغذائية)، أو مكسبات الطعم واللون والرائحة».

ومن أبرز الأعمال التي ظهر فيها بصفته ضيف شرف: «العتاولة 2»، و«خالد نور وولده نور خالد»، و«بالطو»، و«نيللي وشريهان»، و«الواد سيد الشحات».

الفنان المصري سامي مغاوري يرى أن جيله ظُلم فنياً (الشرق الأوسط)

وأكمل قائلاً: «لا توجد أعمال درامية تُكتب خصيصاً للفنانين كبار السن، ويظل الاهتمام دائماً بالنجوم الشباب»، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أن «مساحة الدور لا تهمه بقدر مدى تأثيره على الحدث الدرامي».

ويروي سامي حكاية عشقه للمسرح، حيث قدم أكثر من 104 مسرحيات عبر مسارح الدولة المتعددة، إلى أن أحيل للمعاش عام 2011، فبدأ العمل في مسارح القطاع الخاص. ومن أبرز مسرحياته في السنوات الأخيرة: «كازانوفل» مع أحمد السعدني وهنا الزاهد، و«السندباد» مع كريم عبد العزيز، و«اللمبي في الجاهلية» مع محمد سعد، و«أنستونا» و«مكسرة الدنيا» مع دنيا سمير غانم.

وقال إنه يعتز بمسرحيات كثيرة منها «زكي في الوزارة» و«أهلاً يا بكوات» مع حسين فهمي، و«جواز على ورق طلاق» مع وفاء عامر.

الخروج عن النص

ويرى مغاوري أن المخرج المسرحي سمير العصفوري من أكثر المخرجين الذين استفاد منهم مسرحياً؛ فقد اكتشف الحس الكوميدي داخله بعد تقديمه أعمالاً جادة كثيرة في بداياته، لتصبح الكوميديا مرحلة مهمة في مسيرته الفنية، لافتاً إلى اتجاهه لهذا اللون مع ظهور جيل محمد هنيدي وأحمد حلمي ومحمد سعد.

وحكى عن أزمته مع النجمة سعاد حسني، التي رفضت وجوده في فيلم «حب في الزنزانة»، وكان حينها في بداياته الفنية، لكن مخرج الفيلم محمد فاضل أصر على وجوده، وبعد أن قدم أول مشهد له اعتذرت له، وفق تعبيره.

مغاوري يدين بالفضل لنور الشريف (الشرق الأوسط)

وعدّ مغاوري الفنان الراحل نور الشريف أهم شخصية فنية في حياته، وقال: «عملت معه في فيلمَي (البحث عن سيد مرزوق) و(دماء على الأسفلت)، ومسلسل (عائلة الحاج متولي)، وكان يوجهني طوال الوقت أمام الكاميرا وخلف الكواليس؛ لذلك أعدّه من أهم الشخصيات الفنية التي التقيت بها».

وأشار إلى أن جيله تعرَّض للظلم بسبب قلة ظهوره في الإعلام وقلة الفرص، مقارنة بالجيل الحالي، مؤكداً أن بعض الممثلين الذين لا يستحقون أصبحوا في مكانة كان من المفترض أن يكون هو بها.

وأكد أنه «في ظل وجود جيل العمالقة أسامة أنور عكاشة، ومحسن زايد، ومحمد جلال عبد القوي... كان العمل يُكتب ويُسلم إلى المخرج الذي يبدأ في اختيار الممثلين، ويجلس الجميع على منضدة واحدة وتُرشَّح الأدوار، أما الآن فهو يتسلَّم الدور عبر تطبيق (واتس آب)، وليس عبر تسلّم الاسكريبت كله».


ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)
استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)
TT

ملتقى القاهرة للخط العربي... رحلة بصرية بين هيبة التراث وروح الحداثة

استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)
استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين (الشرق الأوسط)

احتفاءً بالخط العربي بوصفه فناً أصيلاً يحمل بين ثناياه دعوة للسلام والانسجام الإنساني، أطلقت مصر الدورة العاشرة من «ملتقى القاهرة الدولي لفنون الخط العربي» في قصر الفنون بساحة دار الأوبرا.

يُبرز الملتقى أهمية الخط بصفته العنصر الأهم والأكثر تقديراً في الفن الإسلامي، وأداة تعبيرية وجمالية تعكس المضمون الروحي للحضارة العربية والإسلامية، وذلك من خلال مشاركة 23 دولة، منها: الصين، والهند، وإندونيسيا، وماليزيا، والمغرب، والسعودية، وتونس، واليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان، والإمارات، وسلطنة عمان، وبولندا، وإيطاليا.

من الأعمال المعروضة في معرض الملتقى (الشرق الأوسط)

يتضمن الملتقى، الذي يُنظم العام الحالي تحت شعار «بالحروف: سلام»، نحو 450 لوحة فنية لأبرز الفنانين، يشارك فيها 121 فناناً من مصر و27 خطاطاً من دول أخرى، لتسليط الضوء على الإبداع والتميُّز في فن الخط العربي الكلاسيكي، من ضبط التكوينات وربط الحروف في إطارها، فضلاً عن الأسلوب الحديث والزخرفي.

ويتيح الملتقى للجمهور فرصة التعرف على نماذج متنوعة من أشكال الخط العربي، وكيفية توظيفها في التَّصميم المعاصر والفنون الجميلة.

عمل للفنان أحمد شركس في الملتقى (الشرق الأوسط)

ويقول خضير البورسعيدي، قوميسير عام الملتقى ونقيب الخطاطين في مصر، لـ«الشرق الأوسط»: «إن برنامج الملتقى يضم مجموعة من الندوات العلمية الدولية التي تناقش قضايا الخط العربي بين الأصالة والتجديد، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين».

وتستضيف هذه الدورة عدداً من ضيوف الشرف العرب، وهم: أحمد عامر (السعودية)، وياسر الجرابعة (الأردن)، وسامي بن زين بن سعيد (عُمان)، وعبد الإله لعبيس (المغرب)، ومحمود علي برجاوي (لبنان).

رحلة بصرية تجمع بين هيبة التراث وروح الحداثة (الشرق الأوسط)

وعن شعار النسخة العاشرة من الملتقى «بالحروف: سلام»، يقول محمد بغدادي، مؤسس الملتقى: «الخط العربي هو رسالة سلام في الأصل؛ فكل الرسائل التي خرجت من مكة المكرمة وكتبها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانت رسائل سلام».

ويرى بغدادي أن «ملتقى القاهرة الدولي للخط العربي له علامات فارقة، إذ إن الخط في مصر قديم ومتجدد، لارتباطه بحضارات عدّة متعاقبة بدءاً من الحضارة المصرية القديمة وحتى العصر الحديث في عهد محمد علي، ما أكسبه سمات خاصة ألقت بظلالها على هذا الحدث».

يشهد مختلف الأساليب الفنية (الشرق الأوسط)

ويشير بغدادي إلى أن من أهم ما يميز هذه الفعالية الثقافية أنها «تضم ندوة دولية يشارك فيها أكثر من 30 باحثاً من كبار المتخصصين في هذا المجال من داخل مصر وخارجها، كما يتضمن الملتقى ندوة مُحكمة بأبحاث علمية تستمر على مدى 3 أيام، تشمل أكثر من 60 بحثاً، إضافة إلى ورش عمل متميزة للخطاطين الراسخين لتعزيز الهوية البصرية للخط العربي».

ويتميز الحدث عن غيره من الملتقيات بمصاحبة حفل إعلان الجوائز والتكريمات بحفل فني للموسيقى العربية تستضيفه في دار الأوبرا المصرية.

لوحة للفنان محمد جمعة في الملتقى (الشرق الأوسط)

وعن تكريمه، يقول بغدادي: «أشعر بالسعادة لأن التكريم يأتي في وقت اشتد فيه عود ملتقى القاهرة، وأصبح علامة بارزة على خريطة المشهد الثقافي المصري والدولي».

ويشير الفنان سمير شرف الدين إلى أن أهم ما يميز هذه الدورة بشكل لافت هو النقلة النوعية في أساليب العرض والتنفيذ، حيث لم يعد الخط العربي حبيس الريشة والحبر التقليديين فقط، بل اقتحمت التكنولوجيا أروقة المعرض بقوة، سواء في مراحل التصميم أو الكتابة الرقمية.

عملان للفنان محمد إبراهيم (1909ـ 1970) (الشرق الأوسط)

وعلى الرغم من أن المعرض احتفظ بوقار الخط العربي الكلاسيكي، فقد تمكن عدد من الفنانين من تقديم الجديد، حيث استعرضت بعض اللوحات أساليب مبتكرة في التكوين وتوظيف الحرف داخل الفراغ، مما جعل المعرض رحلة بصرية تجمع بين هيبة التراث وروح الحداثة، حسب تصريحات شرف الدين لـ«الشرق الأوسط».

وأضاف: «شهدت هذه الدورة زيادة ملحوظة في عدد الفنانين العارضين من مختلف الأقاليم المصرية، كما لفتت الأنظار المشاركة الواسعة من جيل الفنانات الشابات، ما يدعو إلى الاطمئنان على مستقبل الخط العربي وصونه على أيدي جيل جديد شغوف بهويته».


650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)
طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)
TT

650 ألف زائر يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية إقليمية

طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)
طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

مع رحيل آخر أيام معرض جدة للكتاب، يطرح المشهد الثقافي جملةً من الأسئلة حول المعرض وترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في المملكة، وهل تجاوز حدود التنظيم إلى صناعة أثرٍ معرفي واقتصادي مستدام، ويبدو أن جميع هذه الأسئلة وجدت إجاباتها لدى الباحثين والمهتمين طيلة أيام المعرض التي تجاوزت 10 أيام.

هذه الإجابات تبرز في حراك هيئة الأدب والنشر والترجمة في السعودية، التي تعمل وفق الاستراتيجية الوطنية المنبثقة من «رؤية المملكة 2030»، والتي تولي الثقافة اهتماماً خاصاً، وتهدف إلى رفع إسهام القطاعات الثقافية في الناتج القومي الوطني إلى 3 في المائة من الناتج الإجمالي، وهو ما ينعكس بوضوح على طبيعة البرامج والمبادرات التي تقدمها الهيئة ضمن هذا الإطار.

 

شهد آخر أيام المعرض تدفقاً كبيراً من الزوار ليسجل حالة ثقافية فريدة في جدة (الشرق الأوسط)

ويتجلى هذا العمل للهيئة في ديمومة المعارض الثقافية وانعكاس ذلك على مختلف المسارات، في سعيها الدائم إلى تطوير الأنظمة المساندة وعدد من السياسات التي تُمكن الناشرين والمستفيدين من تطوير أعمالهم والوصول إلى أكبر شريحة وفق الخيارات المتاحة، خاصة فيما يتعلق بالدعم وتمكين المطابع العاملة في السعودية من التوسع داخل المدينة وخارجها.

البحث عن مضامين الكتب كان من أبرز عمليات الشراء في المعرض (الشرق الأوسط)

وبالعودة لمعرض جدة للكتاب، كونه إحدى الاستراتيجيات التي تعول عليها الهيئة في دفع عجلة الثقافة والأدب، تبرز أرقام النسخة الحالية للمعرض التي أعلنتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، اليوم (الأحد)، بوصفها المؤشر الأول على حجم التحول الذي يشهده قطاع النشر والمعارض الثقافية في السعودية؛ ما يجعل المعرض «أثراً معرفياً واقتصادياً» مستداماً.

فعلى مستوى الحضور والتوسع في معرض جدة لهذا العام، أعلنت الهيئة أن المعرض نجح في استقطاب أكثر من 650 ألف زائر خلال 10 أيام، وهو رقم مميز لفترة محدودة، ويبدو وفقاً لمختصين، أن هذه الكثافة تعود لعوامل عدة في مقدمتها التواجد الكبير لدور النشر، الذي تجاوز 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية من 24 دولة، توزعت على أكثر من 400 جناح.

هذا العدد من الدور أفرز ما يقرب من 195 ألف عنوان، في دلالة واضحة على اتساع السوق القرائية، وارتفاع الطلب على المحتوى المعرفي المتنوع، إلى جانب ما شهده المعرض من توقيع عدد من الاتفاقيات الثقافية والمهنية بين جهات نشر محلية ودولية، عكست تحول المعرض إلى مساحة لعقد الشراكات وتوسيع فرص الاستثمار في صناعة الكتاب.

وعلى مستوى المحتوى والبرامج الثقافية، تجاوز عدد الفعاليات 176 فعالية، شملت ندوات فكرية، وورش عمل، وجلسات حوارية، راعت مختلف الفئات العمرية والاهتمامات، وأسهمت في تحويل المعرض من مساحة بيع وشراء إلى منصة نقاش وإنتاج معرفي، مدعومة بتطوير الأنظمة المساندة، وإقرار عدد من السياسات التي تمكّن الناشرين والمستفيدين من تطوير أعمالهم، بما يعزز استدامة القطاع ويرفع من كفاءته التشغيلية.

195 ألف عنوان كان أحد العوامل التي استقطبت الزوار (الشرق الأوسط)

وهنا أكد الرئيس التنفيذي لهيئة الأدب والنشر والترجمة، الدكتور عبد اللطيف الواصل، أن المعرض جسّد ملامح الرؤية الثقافية المتجددة للمملكة، وشكل محطة مهمة في مسار تطوير صناعة النشر وتعزيز الوعي المعرفي لدى المجتمع، لافتاً إلى أن التوسع هذا العام جاء مصحوباً بتحسينات نوعية في تجربة الزائر والبنية التنظيمية، إضافة إلى إطلاق مبادرات نوعية لتمكين دور النشر من توسيع نطاق وصول كتبها إلى القارئ، من بينها مبادرة إتاحة بيع الكتب في عدد من منافذ البيع غير التقليدية، مثل «السوبر ماركت» والصيدليات وعدد من المحلات، بما يسهم في كسر الحواجز بين الكتاب والجمهور اليومي.

وضمن جولة «الشرق الأوسط» في معرض جدة للكتاب، رُصِد داخل أروقة المعرض تفاعل لافت في مختلف مساراته، بدءاً من الإقبال الكثيف على شراء الكتب، ومروراً بالحضور المتنامي للفعاليات الثقافية المصاحبة، ووصولاً إلى حركة التوقيع والنقاشات الفكرية التي عكست حيوية المشهد الثقافي وتنوع اهتماماته.

فتح معرض جدة في نسخته الحالية شهية القراء بشكل لافت (الشرق الأوسط)

كما أظهرت الجولة الميدانية داخل المعرض تنامي حضور العائلات والشباب، وتزايد الطلب على الإصدارات الجديدة، لا سيما في مجالات الأدب، والفكر، وكتب الأطفال، في مؤشر على اتساع القاعدة القرائية، وتحول المعرض إلى وجهة ثقافية جامعة ضمن المشهد الإقليمي.

ومن بين أبرز النجاحات، تعزيز حضور المحتوى السعودي عبر مبادرات متعددة، من بينها منطقة الكتب المخفضة، ومنصة توقيع الكتب التي شهدت تدشين إصدارات جديدة لعدد من الكتاب السعوديين، إلى جانب مشاركة جهات حكومية وهيئات ثقافية استعرضت مشاريعها ومبادراتها، وأسهمت في إبراز الحراك المؤسسي الداعم للثقافة محلياً.

طفل يبحث عما يشبهه من كتب تحاكي ذاته (الشرق الأوسط)

وسجلت نسخة هذا العام إضافة نوعية بإدراج عروض للأفلام السعودية ضمن البرنامج الثقافي، من بينها أعمال عُرضت للمرة الأولى أمام الجمهور، في خطوة ربطت بين الكتاب والسينما، ودعمت السرد البصري المحلي، ووسعت من مفهوم الفعل الثقافي داخل المعرض، بوصفه منصة جامعة لمختلف أشكال التعبير الإبداعي.

كما أسهم التوظيف المكثف للتقنيات الرقمية من التذاكر الإلكترونية إلى الخرائط التفاعلية في رفع كفاءة التنظيم، وتحسين جودة تجربة الزائر، وسهولة الوصول إلى الفعاليات والخدمات، بما يعكس نضج التجربة التنظيمية وتراكم الخبرات، لنجد الإجابة في كل خطوة داخل أروقة المعرض.

ويأتي هذا النجاح امتداداً لمسار تراكمي تقوده هيئة الأدب والنشر والترجمة ضمن استراتيجيتها 2020-2025، الهادفة إلى تمكين صناعة النشر، ورفع مستوى الوعي الثقافي، والإسهام في تحسين جودة الحياة، ودعم الاقتصاد الوطني عبر الثقافة، بما يرسخ مكانة معرض جدة للكتاب كمنصة ثقافية ذات أثر يتجاوز الزمن والمكان.