أشاد اللورد إد فايزي، وزير الثقافة البريطاني السابق، بالاستثمار المتزايد للمملكة العربية السعودية في الثقافة والإبداع، واصفاً الثقافة بأنها «روح الأمة»، وداعياً إلى شراكة متكافئة بين المملكة المتحدة والسعودية.
جاءت تصريحاته خلال عرض خاص لفيلم وثائقي بعنوان «إعادة كتابة عرب نيوز»، يوثِّق التحول الرقمي للصحيفة السعودية بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيسها.
وأكد فايزي أن فهم الثقافة وبناء الشراكات الثقافية يمثلان مفتاحاً لتعزيز العلاقات المستدامة بين البلدين، مشيراً إلى أن قطاع الصناعات الإبداعية في السعودية، الذي تبلغ قيمته حالياً 20 مليار دولار، يُتوقع أن ينمو ليُشكِّل 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، ويصل إلى 48 مليار دولار بحلول عام 2030.
صناع التغيير
وأضاف أن العلاقات بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية «عميقة ومتجذرة، وتزداد قوة»، مشيراً إلى مشاركته في مشروعات مع مؤسسات ثقافية مثل «BOP»، و«Edge of Arabia»، و«منتدى الإبداع السعودي البريطاني»؛ بهدف «جمع صناع التغيير من البلدين على قدم المساواة».
وشدَّد على أن السعودية باتت قادرةً على تعليم المؤسسات الثقافية البريطانية الابتكار والتجديد، قائلاً: «ربما تأخر الوقت كثيراً، لكن السعودية الآن تجلس على الطاولة، وتعلِّم الآخرين كيف يواصلون التقدم في الابتكار الثقافي».
كما أشار إلى مشاركته في «منتدى الاستثمار الثقافي» الأول بالرياض، الذي افتتحه وزيرا الاستثمار والتخطيط السعوديان، مؤكداً أن الاستثمار في الثقافة يعزِّز النمو الاقتصادي بطرق متعددة.
وقال: «الشرق الأوسط، والسعودية تحديداً، ربما يكونان من أكثر المناطق ديناميكية اقتصادياً وثقافياً في العالم. هناك طموح وثقة يصعب العثور عليهما في أي مكان آخر».
فعالية ويستمنستر
الفعالية، التي أُقيمت في حرم جامعة ويستمنستر بشارع ريجنت - موطن أقدم سينما في بريطانيا - جمعت أكاديميين وطلاباً ودبلوماسيين ومهنيين من العالمَين العربي والبريطاني، وشارك فيها رئيس تحرير «عرب نيوز» فيصل عباس، ونائب رئيس الجامعة ديبييش أناند.
وصف أناند الجامعة بأنها «عالمية بطاقة لندن»، مؤكداً أن الحدث يحتفي بقيم التعليم الأساسية: الحوار المفتوح، والتنوع، والاحترام المتبادل. وأضاف أن على الجامعات تعليم الطلاب «فن التعامل مع التعقيد»، مشدداً على أهمية حرية التفكير، والاختلاف دون تجريد الآخر من إنسانيته.
المسؤولية العظمى
في كلمته، استعرض فيصل عباس - خريج الجامعة في تخصص الاتصالات التسويقية عام 2009 - تطور الصحيفة بالتوازي مع التحول الذي تشهده السعودية، مؤكداً أن «رؤية 2030» هي خطة «منفتحة بطبيعتها» تتطلب شركاء موثوقين.
وقال: «المملكة المتحدة تمتلك الخبرة والمعرفة اللتين تساعدانا على تحقيق أهدافنا في مجالات الثقافة، والطاقة النووية، والدفاع، والذكاء الاصطناعي. يجب التعاون مع الدول التي تمتلك أفضل الممارسات».
كما تحدَّث عباس عن دور السعودية في الوساطة وحل النزاعات الإقليمية والدولية، قائلاً: «كما قال الكاتب الشهير ستان لي: مع القوة العظمى تأتي المسؤولية العظمى»، مشيراً إلى جهود المملكة في السودان، وفلسطين، وأوكرانيا وروسيا، انطلاقاً من إيمانها بأن الاستقرار الإقليمي والعالمي يصبُّ في مصلحة الاقتصاد والمجتمع.
واختتم عباس حديثه بالكشف عن مبادرة جديدة للذكاء الاصطناعي ستطلقها «عرب نيوز» رسمياً في مؤتمر «FIPP» العالمي للإعلام في مدريد، لتمكين الصحيفة من النشر بـ50 لغة، والوصول إلى نحو 80 في العالم من سكان العالم.




