هند خضرا لـ«الشرق الأوسط»: في لبنان هناك من يتحكّم بتغييب الممثل عن الساحة

تطلّ على الشاشة في مسلسل «سلمى»

تصف تجربتها في «سلمى» بالممتعة (هند خضرا)
تصف تجربتها في «سلمى» بالممتعة (هند خضرا)
TT

هند خضرا لـ«الشرق الأوسط»: في لبنان هناك من يتحكّم بتغييب الممثل عن الساحة

تصف تجربتها في «سلمى» بالممتعة (هند خضرا)
تصف تجربتها في «سلمى» بالممتعة (هند خضرا)

يفتقد المشاهد اللبناني بين الحين والآخر إطلالة أحد الممثلين عن الساحة، فيخيّل إليه أنه اعتزل المهنة، أو أنه مستبعد من جهة إنتاجية. الممثلة هند خضرا، التي شكّل مسلسل «الهيبة» في جزئه الأخير آخر ظهور لها على الشاشة، ها هي اليوم تعود بدور جديد في مسلسل «سلمى». ورغم صغر مساحته يمكن تصنيفه في خانة «ضيفة شرف»، ولكن هند وافقت على القيام به لأسباب عديدة. تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أولاً لأن الجهة المنتجة للعمل (إم بي سي) هي رائدة اليوم في هذا المجال. كما أنني أحب الأدوار التي تتحداني وتدور بين الخير والشر. وبالتالي فإن فريق العمل بأكمله كان رائعاً، فاستمتعت بأجواء التصوير، لا سيما أنها التجربة الأولى لي في الدراما المعرّبة».

وتشير خضرا إلى أنها لم تلقِ نظرة على النسخة التركية للعمل، وقدّمت الدور بأسلوبها، وعلى طريقتها، وتبدي إعجابها بالنوعية التي تمّ من خلالها تنفيذ المسلسل: «إنهم يقدّرون الممثل، ويهتمون براحته، بذلك يضمنون جودة عطائه، وهو ما لا نصادفه عندنا في لبنان».

بالنسبة لهند خضرا، فإن أجواء العائلة الواحدة سادت بين الممثلين المشاركين في «سلمى»، وجميعهم كانوا يعملون من باب تقديم الأفضل، وعلى المستوى المطلوب. ولأن غالبيتهم لبنانيون، فهي سبق وتعاونت مع عدد كبير منهم. وتقول: «سبق ومثّلت مع طوني عيسى في (خرزة زرقا)، ومع مجدي مشموشي في برنامج (عاطل عن الحرية)، أما ستيفاني عطالله فهي رفيقة عمر، وبدأنا معاً في مشوار تصوير الإعلانات التجارية». وتتحدث عن الممثلة السورية بطلة العمل مرام علي: «إنها المرة الأولى التي ألتقي بها في عمل درامي. لقد أعجبت كثيراً بأدائها المحترف، وهدوئها في الكواليس. وهي ممثلة مبدعة رغم جهد كبير تطلّبه منها الدور، أتعبتها الشخصية، خصوصاً أنها تطلّ في غالبية حلقات العمل».

بالنسبة لنقولا دانيال، فهي أيضاً سبق أن مثّلت معه في «دانتيل»، بينما تعد المرة الأولى التي تلتقي بها تقلا شمعون. وتروي هند لـ«الشرق الأوسط» أسباب غيابها عن الساحة لسنوات: «آخر عمل درامي قمت به كان (الهيبة 5). ومن ثم تزوجت، ورزقت بأول أولادي، فانشغلت بعائلتي الصغيرة لفترة».

ولكن ألا يزعجها هذا الغياب؟ وتخاف من أن يسهم في نسيانها من قبل المشاهد؟ تردّ: «بصراحة يزعجني نعم، والعكس صحيح. آسفة لابتعادي عن مهنة أحبّها كثيراً، ولكن الحياة تتطلب منّا مرات كثيرة التضحية. وعائلتي الصغيرة تستأهل مني هذا التفرغ. وفي الوقت نفسه أحمّل غيابي هذا لشركات الإنتاج. ففي لبنان هناك دائماً من يتحكّم بظهورك وغيابك عن الساحة. فليس الممثل هو الذي يملك القرار بذلك. ونلاحظ أن ثمة ممثلين اليوم يطلون باستمرار في إنتاجات درامية. بينما تغيب أسماء كثيرة بسبب ما نسمّيه (الشللية) التي تمارس على الساحة. نشعر بالتركيز على ممثلين معينين دون غيرهم. والأسوأ هو أننا نعرف كيف نصفّق لغير الممثل اللبناني. وهناك من يشجّعه، ويتعاون معه، ويولّد حالة من المنافسة بينه وبين اللبناني. بالطبع لا أرفض دخول ممثلين عرب أو سوريين على الخط. ولكن أليس من الأجدى أن تكون الأولوية للممثل اللبناني؟».

ترى هند أن الفن ليس لغة واحدة تتحكّم به. وبإمكان أي شخص متابعة مسلسل درامي بغض النظر عن اللغة التي يتحدثون بها خلاله. فلا يمكن تحديده بهوية ولون. «إنه مجال عالمي مفتوح على الجميع. والممثل اللبناني يتمتع بقدرات هائلة، ولذلك يجب تقديم كل التقدير والدعم له».

وتعلّق على مسلسل «بالدم» اللبناني بامتياز، والذي نافس في موسم رمضان الفائت: «أصفق لشركة (إيغل فيلمز) التي بادرت إلى ذلك. أقدمت على خطوة جريئة لاقت معها النجاح الكبير. فأثبتت أن المسلسل المحلي له جمهوره العربي. وأن الممثلين اللبنانيين يستطيعون حمل أهم موضوعات الدراما على أكتافهم».

لا تتوقع هند أن يطول غيابها عن الشاشة بعد إنجاب طفلتها الثانية في الأيام المقبلة: «أعتقد أن الأمر سيستغرق مني نحو 6 أشهر للاهتمام بطفلتي الثانية. وإذا تلقيت العرض المناسب فلن أتأخر عن القبول به. ولكن أتمنّى أن أقدّم دوراً يليق بعودتي هذه. وأنا متفائلة بذلك». وتقول إنها تتابع الدراما العربية في مواسم رمضان أكثر من أي وقت آخر. وفي العام الفائت شاهدت مسلسلات مصرية بشكل كبير. ومن بينها «لام شمسية» و«كتالوغ»، والأردني «بنات الروابي». وتعلّق: «أشعر بأنهم يسبقوننا في اختيار موضوعات رائعة، تخرج عن المألوف. أعتقد أننا في لبنان نكرر أنفسنا كثيراً. والبطلة لا تقهر مهما تعرّضت إلى مشكلات. فعلينا أن نقدم مسلسلات تشبه واقعنا».


مقالات ذات صلة

وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

يوميات الشرق يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)

وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

أصبح منتشراً على نطاق واسع أن القيام بالعمل الذي نحبه ليس أمراً جيداً فحسب، بل هو الصواب أيضاً. لكن، الأبحاث أوضحت أن المجتمع قد انحرف بمفهوم المُتعة في العمل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق استعادة سريعة لعمل بانكسي الأشهر (رويترز)

سرقة عمل لبانكسي لتسديد ديون قديمة

قضت محكمة بريطانية بسجن رجل لمدّة 13 شهراً بعد إدانته بسرقة مطبوعة فنّية نادرة للفنان الشهير بانكسي من إحدى صالات العرض في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق شاهد على عبور البشر لمياه بعيدة (وحدة الآثار في كامبريدج)

زوارق تُعيد كتابة فصول مفقودة من عصر ما قبل التاريخ

بعد أكثر من 3 آلاف عام أمضتها مطمورةً في الطمي، خرجت 3 زوارق نادرة من العهدَيْن البرونزي والحديدي إلى الضوء.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تهرب الطيور من نبرة الإنسان قبل خطوته (د.ب.أ)

كيف تهرب طيور النورس؟ الصراخ يتفوَّق على التلويح

الصراخ هو الطريقة الأكثر فاعلية لإبعاد طيور النورس المُزعجة عن الطعام، مقارنةً بالتلويح بالأيدي، أو استخدام الأصوات الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «الدبّ المتساقط» أرعب أستراليا القديمة (المتحف الأسترالي)

«الدبّ المتساقط»... كوالا مفترس جاب أستراليا قبل 40 ألف عام

عاشت نسخة من «الدبّ المتساقط» الأسترالي الأسطوري، وهو حيوان جرابيّ آكلٌ للحوم يشبه الكوالا، بالفعل هناك قبل ما لا يقلّ عن 40 ألف عام، وفق ما كشف عنه علماء في…

«الشرق الأوسط» (لندن)

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)
صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)
TT

«دولة التلاوة» يخطف الأنظار ويعيد برامج المسابقات للواجهة في مصر

صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)
صورة جماعية من برنامج «دولة التلاوة» (فيسبوك)

خطفت الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة»، والتي ضمت تلاوات قرآنية لعدد من المتنافسين على جوائز مليونية، وعرضت على منصات مصرية، الجمعة، الأنظار، ونالت إشادات لافتة، وحصدت مشاركات وتعليقات «سوشيالية»، خصوصاً على موقع «إكس»، حيث تصدر اسم البرنامج «الترند»، في مصر، السبت.

ودونت حسابات على «إكس» منشورات تشيد بالبرنامج، وتصفه بأنه «جميل»، وأن «اختيار مصطفى حسني موفق»، كما أشادت بديكور الاستوديو، واسم البرنامج.

وبجانب تصدر الحلقة الأولى «الترند»، على «إكس»، شارك عدد كبير من المتابعين مقتطفات من البرنامج على موقع «فيسبوك»، وأشادوا بالأصوات المشاركة في التصفيات؛ إذ أكدوا أن البرنامج أعاد برامج المسابقات، والتي قدمتها قنوات وإذاعات مصرية من قبل، للواجهة مجدداً.

وتفاعل متابعون مع أداء المتسابقين، ولجنة التحكيم، وضيوف الشرف في الحلقة التي شارك بها نخبة من القامات الدينية والعلمية، مثل الشيخ حسن عبد النبي وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، والدكتور طه عبد الوهاب خبير الأصوات والمقامات، والداعية مصطفى حسني، والشيخ طه النعماني.

من جانبه، أكد خبير الأصوات والمقامات، وعضو لجنة التحكيم الدكتور طه عبد الوهاب، أنه انتظر هذا النوع من البرامج في مصر كثيراً، خصوصاً بعد مشاركته في مسابقات دولية دينية عدة، وتمنى أن يقام مثلها في مصر.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الجائزة المالية المليونية ستذهب في الحلقة النهائية، والتي ستذاع ليلة رؤية شهر رمضان المقبل عبر بث مباشر، لاثنين من المتسابقين، أحدهما في (الترتيل)، والآخر في (التحقيق)، من بين 32 متسابقاً، تم اختيارهم بعد تصفيات شهدت تقدم أكثر من 14 ألف متسابق».

لقطة من برنامج «دولة التلاوة» (صفحة البرنامج على إكس)

وكشف عبد الوهاب عن أن مقولة «تم سحب البساط من مصر في التلاوة»، كانت تزعجه، «برغم تصدر أبنائها في المسابقات الدولية، وقد آن الأوان أن ينالوها في وطنهم»، لافتاً إلى أن البرنامج مليء بالمفاجآت التي ستنال رضا الناس خلال حلقاته الممتدة لشهر رمضان.

وكتب حساب باسم رانيا عزت، «البرنامج ولد كبيراً، وفكرته راقية، وهيبته واضحة».

وبجانب أعضاء لجنة التحكيم الرئيسيين، يشارك في لجنة تقييم المتسابقين عدد بارز من ضيوف الشرف في مقدمتهم، الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصري، والأستاذ الدكتور نظير محمد عياد مفتي الديار المصرية، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والقارئ الشيخ أحمد نعينع، والقارئ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، والشيخ جابر البغدادي، بالإضافة إلى القارئ البريطاني محمد أيوب عاصف، والقارئ المغربي عمر القزابري إمام مسجد الحسن الثاني.

وينتظر جمهور البرنامج عرض الحلقة الثانية، السبت، بمنافسة وظهور مواهب جديدة تستكمل رحلة «دولة التلاوة» نحو اكتشاف أجمل الأصوات.

وحسب بيان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، فإن «اختبارات البرنامج والمقامة بالتعاون مع وزارة الأوقاف، استقبلت أكثر من 14 ألف متسابق من مختلف المحافظات، مما يعكس حجم الشغف الكبير بالمشاركة في التجربة التي تعنى بإحياء مدرسة التلاوة المصرية وتقديم أصوات جديدة للعالم الإسلامي».

وزير الأوقاف حضر الحلقة الأولى من البرنامج (صفحة البرنامج على إكس)

ويقدم البرنامج جوائز مليونية، يحصل فيها الفائزان بالمركز الأول في فرعي «الترتيل»، و«التجويد»، على مليون جنيه لكل منهما، إلى جانب تسجيل المصحف الشريف كاملاً، وبثه على إحدى القنوات المصرية، وإمامة المصلين خلال صلاة التراويح بمسجد «الإمام الحسين»، خلال شهر رمضان المقبل، حسب بيان إعلامي رسمي.

وبدورها، روجت صفحة وزارة الأوقاف على «فيسبوك» للبرنامج، ودعت الناس لمتابعته، مؤكدة «أنه أحد أهم مشاريعها لاكتشاف المواهب ورعايتها، وإبراز أصالة المدرسة المصرية وتفردها في تلاوة القرآن الكريم».

متسابقون من أعمار مختلفة يشاركون في البرنامج (صفحة البرنامج على إكس)

وفي السياق، كتب وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، «مسابقة (دولة التلاوة) فجر جديد للمواهب المصرية، وحناجر ذهبية، من أرض الكنانة تحت شعار اسم الله (الودود)».

وأشاد الداعية الحبيب علي الجفري على حساباته «السوشيالية» بالبرنامج، مؤكداً «أن الحلقة الأولى من ‫(دولة التلاوة)، هي مسابقة نورانية لتلاوة القرآن الكريم، يتنافس فيها قراء من بلد علّم العالم تلاوة القرآن، وتجويده وترتيله وتذوقه».


اكتشاف نبات يُنتج 17 معدناً أرضياً نادراً

منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)
منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)
TT

اكتشاف نبات يُنتج 17 معدناً أرضياً نادراً

منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)
منجم معادن بطاريات مدعوم من الصين في بلدة بيكون بولاية شان شرق ميانمار (أ.ف.ب)

اكتشف علماء نباتاً ينمو في جنوب الصين يُكوِّن بشكل طبيعي بلورات صغيرة تحتوي على عناصر أرضية نادرة، ما يفتح الباب أمام طريقة جديدة واعدة لما يعرف بـ«التعدين الأخضر» لهذه المعادن.

ووفقاً لدراستهم المنشورة في «مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية»، درس الباحثون نبات سرخس بليشنوم أورينتال، الذي جُمع من مناطق غنية بالعناصر الأرضية النادرة في جنوب الصين.

ويُعرف عن هذا النبات أنه قادر على النمو في التربة والمياه ذات التركيزات العالية من المعادن، وأنه يمتصها ويراكمها عبر جذوره. لكن ما لم يُعرَف هو الشكل الكيميائي الذي تتخذه العناصر الأرضية النادرة داخل النبات.

وكتب الباحثون في بيان نُشر الخميس: «تظهر نتائجنا مساراً جديداً غير مُكتشف سابقاً، يعتمد على النباتات، لتكوين معادن أساسية».

وأضافوا: «لا يُلقي هذا الاكتشاف الضوء على إثراء العناصر الأرضية النادرة وعزلها في أثناء التجوية الكيميائية والبيولوجية (عملية تحلل الصخور وتغيير تركيبها المعدني من خلال تفاعلات كيميائية تحدث بسبب عوامل مثل الماء والأكسجين وثاني أكسيد الكربون والأحماض) فحسب، بل يفتح أيضاً آفاقاً جديدة للاستعادة المباشرة لمواد العناصر الأرضية النادرة الوظيفية».

نبات سرخس بليشنوم أورينتال (مجلة العلوم والتكنولوجيا البيئية)

والعناصر الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصراً معدنياً، وجميعها معادن ذات خصائص متشابهة، وهي أساسية في كل شيء في الصناعات العصرية الحديثة، بدءاً من توربينات الرياح، وبطاريات السيارات الكهربائية، إلى الهواتف الذكية، والماسحات الضوئية الطبية. وكما يوحي اسمها، فهي نادرة، وعادةً ما توجد بتركيزات منخفضة في قشرة الأرض.

ووفق الباحثين يُعد استخراجها مكلفاً، وعادةً ما يتضمَّن عمليات تعدين تقليدية واسعة النطاق تعتمد على مواد كيميائية قاسية، وتُسبب تلوثاً كبيراً وضرراً كبيراً للأراضي.

لهذا السبب، يستكشف الباحثون بدائل نباتية أنظف وأكثر استدامة لجمع العناصر الأرضية النادرة، وهو ما يُعرف أيضاً بـ«التعدين النباتي».

باستخدام تقنية التصوير عالية الدقة والتحليل الكيميائي، اكتشف الفريق البحثي أن السرخس يُكوّن بلورات نانوية من معدن المونازيت الغني بالعناصر الأرضية النادرة داخل أنسجته، خصوصاً في جدران الخلايا والفراغات بينها. ويُعد المونازيت أحد المصادر الرئيسية للعناصر الأرضية النادرة في رواسب الخام الجيولوجية حول العالم.

كما لاحظ باحثو الدراسة الشكل البلوري، مشيرين إلى أنه ينمو في نمط مُعقد للغاية من الفروع الصغيرة ذاتية التنظيم، مُشبّهين إياه بـ«حديقة كيميائية» مجهرية. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها العلماء نباتاً حياً يُكوّن بلورة عنصر أرضي نادر.

وقال باحثو الدراسة إنه على الرغم من أنهم قد لا يلجأون إلى البستنة لاستخراج العناصر الأرضية النادرة في المستقبل القريب، فإن هذا البحث يُمثل دليلاً إضافياً على إمكانية التعدين النباتي.


وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)
يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)
TT

وداعاً لنصيحة «اعمل ما تحب»... الجانب المُظلم لـ«التعلّق الوظيفي»

يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)
يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها (رويترز)

لا يزال مخترع «الآيفون»، ستيف جوبز، أحد أكثر قادة الأعمال احتراماً، حتى بعد سنوات من وفاته. ومن أشهر أقواله، التي أُلقيت في حفل تخرج بجامعة ستانفورد الأميركية، قوله: «الطريقة الوحيدة للقيام بعمل عظيم هي أن تحب ما تفعله. إن لم تجده بعد، فاستمر في البحث. لا ترضَ بالقليل».

ووفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية، فقد امتد تأثير هذه الرسالة إلى ما هو أبعد من مجرد الخريجين الجالسين أمامه.

فمنذ ذلك الخطاب قبل أكثر من عقدين، أصبح من المقبول على نطاق واسع أن القيام بالعمل الذي نحبه ليس أمراً جيداً فحسب، بل هو الصواب أيضاً.

لكن، آخر الأبحاث أوضح أن المجتمع الحديث قد انحرف بمفهوم المُتعة في العمل. وبينما قد تكون هناك فوائد للسعي وراء وظيفة تحبها، فإن الهوس المتزايد بها بوصفها أفضل طريق للنجاح أمرٌ مضلل. وبالنسبة للبعض، يؤدي اتباع شغفهم إلى تحقيق الذات. وبالنسبة لآخرين، يؤدي إلى تحديات غير متوقعة وخيبة أمل.

وهناك تفسيران قد يساعدان على تفسير خيبة الأمل، وهما:

الجانب المظلم لحب العمل

بالنسبة لمَن يُحبّون عملهم، ليس الأمر كله سعادةً وابتسامات. هناك جانب مظلم حقيقي للسعي وراء وظيفة تُحبّها. على سبيل المثال، أجرى باحثان مقابلات مع حرّاس حدائق الحيوانات، وهي فئةٌ غالباً ما تصف عملها بأنه رسالة. وبينما وجد هؤلاء الحرّاس معنى عميقاً فيما يقومون به، كانوا أيضاً يُرهقون أنفسهم بالعمل. ضحّى الكثيرون بوقتهم الشخصي، وتقبّلوا أجوراً زهيدة، وتحمّلوا ظروفاً غير مريحة أو مُرهقة؛ بسبب إخلاصهم للحيوانات ورسالتهم.

لا تقتصر هذه المشكلة على حرّاس حدائق الحيوانات. فقد خلصت مراجعة لأبحاث ذات صلة في كثير من الوظائف والقطاعات إلى أن أصحاب العمل قد يكونون أقل ميلاً لتقديم حوافز أو مكافآت أخرى لمَن يبدو أنهم يُحبّون عملهم. في الوقت نفسه، غالباً ما يُقدّم هؤلاء المُحبّون للعمل تضحياتٍ شخصية كبيرة من أجل تكريس أنفسهم بالكامل لوظائفهم.

ومن عيوب حب العمل أيضاً تكوين افتراضات سلبية حول الأشخاص الذين تحفزهم دوافع غير الشغف. فالتركيز على مبدأ «افعل ما تحب» دفع الكثيرين، بمَن فيهم مديرو التوظيف، إلى اعتبار الدوافع البديلة، مثل العمل من أجل الحاجة إلى الراتب، أقل شرعية.

ما نحبه يتغير

غالباً ما نفترض أن ما نحبه اليوم هو ما سنستمر في حبه في المستقبل. ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن تصورنا للسعادة يتغير مع تغير حياتنا. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات البحثية أن الشباب يشعرون بدفعة سعادة كبيرة من التجارب الاستثنائية. ومع تقدمنا ​​في العمر، يمكن للتجارب العادية أن تُولّد دفعة السعادة نفسها التي تُولّدها التجارب الاستثنائية، كما يمكن أن تفقد الوظيفة التي أحببتها في وقت ما جاذبيتها.

أيضاً أظهرت إحدى الدراسات أنه قد يكون من الصعب الحفاظ على الشغف بالعمل، لأن استخدام شغفنا يوماً بعد يوم، والاتكال عليه في مواجهة ظروف العمل الصعبة أو غير المقبولة قد يُشعرنا في لحظة ما بالإرهاق العاطفي.

وإذا كانت السعادة قد تأتي من العمل الذي نُحبّه، فإنها أيضاً قد تأتي من عمل أقل بهجة لكنه يُتيح فرصاً للنمو والتطور، ويوفر الاستقرار والموارد المالية التي نحتاج إليها لأنفسنا ولعائلاتنا، ويشعرنا بالرضا، ويُمكِّننا من القيام بأمور مهمة.