عودة الحياة إلى «أسواق بيروت»: الاقتصاد يلتقي الذاكرة

المدينة تستعيد واجهتها التجارية الشاهدة على الخراب والنهضة

مشهد يروي قصة مدينة تعرف كيف تولد من رمادها (الجهة المُنظِّمة)
مشهد يروي قصة مدينة تعرف كيف تولد من رمادها (الجهة المُنظِّمة)
TT

عودة الحياة إلى «أسواق بيروت»: الاقتصاد يلتقي الذاكرة

مشهد يروي قصة مدينة تعرف كيف تولد من رمادها (الجهة المُنظِّمة)
مشهد يروي قصة مدينة تعرف كيف تولد من رمادها (الجهة المُنظِّمة)

ضجَّ ليل الخميس البيروتيّ بالتذكُّر، كما ضجَّ بالضوء والاحتفال. فالعاصمة اللبنانية استعادت بعضاً من قلبها المفقود. في وسط المدينة، التي لطالما مثَّلت أسواقها الأناقة، تجمَّع الناس حول حلم قديم استفاق بعد انقطاع، ليشهدوا حفل إعادة إطلاق المكان الذي كان يوماً رمزاً للازدهار، ثم تحوّل إلى ثقل يتوارى بين ركام الانفجار، وخراب التاريخ.

برعاية رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، وحضور اللبنانية الأولى نعمت عون، عادت الحياة إلى الأزقّة التي كانت يوماً تضجّ بخطى العابرين. وجوه السياسيين والفنانين والدبلوماسيين والإعلاميين بدت كأنها تبحث في الضوء عن بيروتها المفقودة؛ تلك المدينة التي امتهنت عناد الموت، وابتسمت في وجهه كما فعلت ذلك المساء.

لحظة إطلاق الأسواق وسط تصفيق وحفاوة (الجهة المُنظِّمة)

صعد سلام إلى المنصّة وقال: «ليست إعادة الحياة إلى أسواق مجرّد عودة إلى النشاط الاقتصادي. هي استعادة لنبض العاصمة وروحها التي قاومت كلّ الصعاب عبر العقود وانتصرت». بدا كأنه يُعبِّر عمّا في خاطر المدينة. فالأسواق التي عرفت الحرب ثم العافية، شهدت الانفجار الكبير والوباء والركود، واليوم تقف مجدداً لتؤكد إصرارها الأبدي على النهوض.

استعاد رئيس الحكومة ذاكرة المكان حين كانت هذه الأسواق «ساحة للمعارك، ثم رمزاً لنهضة ما بعد الحرب». أراد القول إنّ وسط المدينة هذا لا ينبغي أن يُقاس بالحجر والعمران فحسب، لأنه «مرآة الوطن، كلّما ازدهر، ازدهر لبنان معه». وتابع: «الحديث عن أسواق بيروت لا يكتمل من دون التوقُّف عند بُعدها العمراني والثقافي، فهي لم تُبنَ على أرض جديدة، وإنما على النسيج نفسه الذي احتضن تاريخ المدينة لآلاف السنوات». ثم ختم: «بيروت ليست مدينة مساكن ومحلّات. هي مدينة ناس وذاكرة وإرادة، ومهما اشتدّت العواصف، فستبقى مدينة الحياة، مدينة اللقاء، مدينة المستقبل».

المدينة تطوي صفحة الألم (الجهة المُنظِّمة)

اجتمع إلى جانبه رئيس مجلس إدارة «سوليدير» ناصر الشمّاع، ومديرها العام زياد أبو جمرة، ومدير «أسواق بيروت» أديب النقيب. ضغطوا معاً على زرّ الإطلاق، فانفجرت السماء فوقهم بالألوان والليزر والألعاب النارية. بدا المشهد مثل احتفال رمزيّ بعودة الروح إلى مدينة عصيّة على الهزيمة.

دقائق الألعاب النارية لم تمرَّ خفيفة على الذاكرة. فصوت الانفجار، مهما كان ملوَّناً، يوقظ في الدواخل وحشية الحرب الإسرائيلية في مثل هذه الأيام من الخريف، حين كان الليل يهتزّ على وَقْع الغارات. ولعلَّ أهل المدينة خرجوا إلى الشرفات، تأمّلوا السماء، واستعادوا قسوة تلك الليالي، لكنهم رأوا في ألوان الضوء ما بدَّد ظلالها. فالألعاب النارية أضاءت الأفق لتُعلن طيَّ صفحة الحروب، وبألوانها حملت وعداً بأيام أكثر سلاماً.

توالت الكلمات، وكلّها حملت طبقات من الوجع والأمل. قال الشمّاع إنّ «أسواق بيروت شاهد حيّ على صمود العاصمة، وعلى إرادة أبنائها في النهوض مهما اشتدَّت الصعاب». اختصرت عبارته فلسفة المدينة التي تكتب تاريخها كلّ مرة من جديد، كما لو أنّ الخراب امتحان دائم لوجودها. ثم أضاف: «لبنان يُوجّه اليوم رسائل واضحة إلى العالم، يؤكّد فيها أنّ مسار النهوض قد انطلق فعلاً، ومرحلة إعادة البناء تمضي بثبات وثقة».

بين الحاضرين، وقف رئيس مجلس إدارة مجموعة «آيشتي» طوني سلامة، ليقول: «إذا ظلَّ قلب لبنان، وعاصمته بيروت، نابضاً بالصمود، فنحن لا نزال بألف خير». أكدت كلمته استحالة إطفاء عناد هذه المدينة التي تشتهي الحياة كما يشتهي البحر موجه.

عودة «أسواق بيروت» إلى الضوء بعد سنوات من الغياب (الجهة المُنظِّمة)

في السياق نفسه، تحدَّث رئيس مجلس إدارة مجموعة «أزاديا» وسيم ضاهر، قائلاً: «احتفالنا رمز لنهضة المدينة، وبداية فصل جديد في مسيرتها. أسواق بيروت كانت وستبقى القلب الخافق للعاصمة، والمكان الذي يُجسّد روحها، وحيويتها، وعشقها الدائم للحياة». بدا كأنّ كلّ جملة منه محاولة لالتقاط لحظة نادرة تتمثَّل في ولادة الرجاء من تحت الأنقاض.

أما رئيس بلدية بيروت إبراهيم زيدان، فحمَّل كلمته نبرة الوفاء والعتب معاً. قال: «نلتقي في لحظة مليئة بالرمز والعزيمة، نُعيد فيها افتتاح أسواق بيروت التي شهدت على تاريخ العاصمة وتحدّياتها؛ من الدمار الاقتصادي إلى فاجعة المرفأ». ثم رفع صوته: «حاول البعض طمس معالم النجاح والفرح في مدينتنا، لكنّ إرادة أهل بيروت كانت وستبقى أقوى». وختم بدعوة حملت روح المدينة: «استثمروا في بيروت، وكونوا شركاء في إعادة الحياة إلى قلبها النابض. بيروت تستحق، وأهلها يستحقون».

بين كلمة وأخرى، كان الناس يلتفتون حولهم إلى الأزقّة التي عادت تتلألأ، والواجهات التي استعادت زينتها بعد أعوام من الغبار. ليست الموسيقى والأضواء وحدهما ما أعادا إلى المكان روحه، وإنما ذاكرة الناس أنفسهم أيضاً؛ أولئك الذين غابوا ثم عادوا ليجدوا فيه محاكاة دافئة لِما بقي في قلوبهم.

ورغم الطابع التجاري للحفل، فقد تجاوزه إلى ما يُشبه البيان الرمزي لمدينة تنهض من كبوتها. فعودة «أسواق بيروت» إلى العمل لا تُحصَر بالترويج لمشروع اقتصادي. هي مساحة تُعيد وصل التجارة بالذاكرة والحياة بالمدينة. كأنّ بيروت، على طريقتها المعهودة، تقول مرة أخرى إنها ابنة النار والماء، تنجو من الرماد لتتّقد من جديد.


مقالات ذات صلة

إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

يوميات الشرق كان الجدار يقول إنّ العبور ممكن حتى في أصعب الأزمنة (صور هادي سي)

إزالة غامضة لـ«جدار الأمل» من وسط بيروت... ذاكرة المدينة مُهدَّدة بالمحو!

في المنحوتة صرخة تقول إنّ الجدار لا يحمينا، وإن شَقَّه هو قدرُنا نحو العبور...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق صقلية في مراياها المتكسّرة (متروبوليس)

الأخوان تافياني في «متروبوليس»... سينما تُنصف مكانة الإنسان في العالم

الفنّ يستطيع أن يُحوّل القرية النائية والمزرعة الفقيرة والسجن المُغلق إلى مساحات مفتوحة على أسئلة عن الحرّية والسلطة والذنب والذاكرة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق حفل تُشارك فيه النساء رحلة تُحرّرهنّ من أحكام المجتمع (كوين أوف فتنيس)

حفل «ملكة الصحة» يكسر الأحكام المُسبقة بحق النساء

حفل تُشارك خلاله نساء قصصهنّ مع التنمُّر والوجع الطويل الذي خبّأنه خلف ملابس فضفاضة وأبواب مغلقة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق أسواق بيروت تتزيَّن في مناسبة عيد الميلاد (الشرق الأوسط)

لبنان ينشغل باستقبال الأعياد بموازاة زيارة البابا التاريخية

تحت عبارة «بيروت إلى الأبد» المكتوبة بأحرف حمراء كبيرة، وقف اللبنانيون يلتقطون الصور للذكرى في أسواق بيروت...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق خطى لا تنظر إلا إلى الأمام (بيروت ماراثون)

جونية ركضت قصصها... 10 آلاف مُشارك صنعوا نهاراً استعاد فيه اللبنانيون أنفسهم

كان الركض نوعاً من الإجابة المُشتركة عن سؤال كيف نستعيد أنفسنا في بلد من دون أمان؟ هذا الاستفهام الصعب الذي لا يكفُّ اللبنانيون على التهرُّب من صياغته.

فاطمة عبد الله (بيروت)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.