«وهنا القاهرة» عرض مسرحي يُجدد دماءه باستضافة نجوم بارزينhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5192960-%D9%88%D9%87%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%B9%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%8A-%D9%8A%D9%8F%D8%AC%D8%AF%D8%AF-%D8%AF%D9%85%D8%A7%D8%A1%D9%87-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B6%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2%D9%8A%D9%86
«وهنا القاهرة» عرض مسرحي يُجدد دماءه باستضافة نجوم بارزين
جانب من العرض المسرحي (إدارة الفرقة)
جددت فرقة «المسرح الخطير» عرضها المسرحي «وهنا القاهرة» باستضافة 4 نجوم بارزين، هم: أحمد السقا، هند صبري، يسرا اللوزي، إنجي المقدم في ليلة عرض استثنائية أطل فيها النجوم المصريون مع الفنانين الشباب الذين يقدمون العرض على خشبة المسرح منذ نحو 5 سنوات.
لنحو ساعة، يتضمن العرض ستة مشاهد مستقلة بفريق العمل نفسه من الأبطال باستثناء ضيوف الشرف الذين يظهر كل منهم في مشهد واحد، وعبر قصص ومواقف تناقش قضايا مختلفة تدور أحداثها في القاهرة، نشاهد أداء متنوعاً بين الكوميديا والتراجيديا وحتى الأكشن البسيط مع ديكورات جرى توظيفها لتعكس فكرة كل مشهد.
فمن البلطجة في قصة «الشيطان همام» التي ظهر فيها أحمد السقا، لمشكلة التحرش في «بنت لابسة ليموني» التي ظهرت فيها إنجي المقدم، لمناقشة قضية الاحتيال في «حوت مدينة نصر»، وصولاً إلى قلق الأمهات على مستقبل أبنائهن في «نشيد الولد» التي ظهرت فيها يسرا اللوزي، ثم خيبات الشباب في «40 شتا»، وانتهاء بصعود طبقة «أغنياء الحرب» في «اطلع فوق انزل تحت» التي ظهرت فيها هند صبري.
اتسمت معالجة العرض بالبساطة الشديدة في الطرح مع خلفيات مصورة لشوارع القاهرة أحياناً، ولأسماء بارزة في أحيان أخرى، مع التعبير عن المخاوف من الحياة اليومية والتغيرات التي طرأت على العاصمة المصرية، بالإضافة إلى إبراز بعض السلوكيات المنحرفة أو غير الاعتيادية التي برزت أخيراً، مع توظيف واضح للموسيقى والأغنيات عبر تداخل أغاني المهرجانات مع الأغاني الكلاسيكية للتعبير عن صخب القاهرة، واستعراض لمقارنة بين زمنين مختلفين بالعديد من المواقف.
وخلال ليلة العرض الاستثنائية جرى توظيف بعض «إفيهات» النجوم المشاهير في العرض، فظهر السقا وهو يتعرض للقتل والضرب على المسرح من السيدات وسخر من نجاته في أفلام الأكشن التي اشتهر بتقديمها، بينما ينتهي به الحال مضروباً في الشارع، ووظفت المخرجة الإفيه الشهير «عايزة ورد يا إبراهيم» لهند صبري وخالد صالح في ظهورها على المسرح وسط تصفيق الحضور.
الملصق الترويجي للعرض (إدارة الفرقة)
ويقتصر ظهور النجوم المصريين في العرض على ليلة واحدة فقط، رفعت لافتة كامل العدد بالمسرح الذي استوعب أكثر من 850 شخصاً وهي طاقة استيعابية أكبر بنحو 3 أضعاف المسرح الذي اعتادت الفرقة تقديم العرض عليه، حسب كاتبة المسرحية ومخرجتها رشا الجمال التي قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «مشاركة النجوم جاءت تشجيعاً منهم لأبطال العرض».
وأضافت أن «الفكرة نشأت خلال نقاشها في الساحل الشمالي مع هند صبري التي تربطها بها علاقة صداقة»، مشيرة إلى أن «هند هي مَن تولت التواصل مع أحمد السقا في البداية، وعرضت عليه الفكرة ورحَّب بها مما شجعها على دعوة إنجي المقدم ويسرا اللوزي اللتين ترتبط بعلاقة صداقة معهما للمشاركة في ليلة العرض نفسها».
وأكدت رشا أن «النجوم تحمسوا للعرض وحرصوا على حضور البروفات التحضيرية للظهور بالشكل المناسب»، مشيرة إلى أن «أحمد السقا التزم بالبروفات في اليوم نفسه الذي تعرض فيه لحادث بسيارته».
وقال أحمد السقا لـ«الشرق الأوسط»، إنه لم يتردد في الموافقة على الفكرة عندما تحدثت معه هند صبري لحبه الشديد للمسرح واقتناعه بأن الفنانين الشباب الموهوبين في حاجة إلى دعم من أجل إيصال موهبتهم للجمهور، لافتاً إلى أنه استمتع بالعمل معهم في البروفات، ويثق في قدرتهم على النجاح والاستمرارية.
وأكدت يسرا اللوزي أن علاقتها بالعرض بدأت قبل أكثر من 3 سنوات متفرجة وأعجبت بفكرته وموهبتهم، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «وافقت على الفكرة عندما تحدثت معي الكاتبة والمخرجة رشا الجمال لإعجابي بالعرض وبأبطاله فضلاً عن الطاقة التي يحصل عليها الفنان عند وقوفه على خشبة المسرح».
وأضافت أنه «على الرغم من محدودية البروفات التي أجريناها قبل العرض لكننا حرصنا على سرعة التأقلم مع أعضاء الفرقة الذين اعتادوا تقديم أدوارهم منذ سنوات»، معربة عن سعادتها بردود الفعل.
ضمن احتفالات سلطنة عُمان باليوم الوطني الذي يوافق 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، يحتفل متحف «المكان والناس»، بالتعاون مع الجمعيّة العمانية للمسرح، بالمناسبة.
قدَّم العمل ما يتبقَّى في الناس حين تُسلب كلّ الأشياء، وشكَّل دعوة إلى أن نتروَّى أمام الذكريات، ونرى في التوثيق فعلاً فنّياً يُعيد الحسبان للأصوات الناجية...
يسرا لـ«الشرق الأوسط»: حققت أحلامي بالاجتهاد ومحبة الجمهور
يسرا أعربت في كلمتها عن امتنانها وتقديرها لهذا التتويج (الشرق الأوسط)
قالت الفنانة المصرية يسرا إن منحها وسام «جوقة الشرف» الفرنسي برتبة «فارس» يعد من أجمل المفاجآت في حياتها، ومَثّل «تتويجاً لخمسين عاماً من مسيرتها الفنية»، إضافة إلى فترة عملها سفيرة في الأمم المتحدة. وأكدت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنها فوجئت بهذا التكريم العظيم، ولم تسعها الفرحة حين أخبرها السفير الفرنسي بأنها مُنحت أعلى وسام، الذي لا يُمنح سوى بموافقة الرئيس الفرنسي.
أقام السفير الفرنسي لدى القاهرة، إيريك شوفالييه، احتفالاً مساء الاثنين الماضي بمقر السفارة لمنح الفنانة المصرية يسرا وسام «جوقة الشرف» برتبة «فارس»، لتصبح أول ممثلة عربية تحصل على هذا الوسام، الذي سبق أن نالَه كل من المخرج الراحل يوسف شاهين، والمطربة الكبيرة فيروز، والمطربة ماجدة الرومي. ويعد هذا الوسام من أرفع الأوسمة الفرنسية.
وتصف يسرا ليلة تكريمها بأنها كانت جميلة بحضور أصدقائها، قائلة: «رأيت الفرحة في عيونهم، لأن هذا تكريم لا يحظى به أي شخص سوى بعد دراسة تاريخه. وبالنسبة لي، بدأت علاقتي بالجمهور الفرنسي من خلال أفلام المخرج الكبير يوسف شاهين، الذي شاركت معه في 10 أفلام، بعضها بمساهمة إنتاجية من فرنسا. كما أنني أحضر (مهرجان كان السينمائي) بانتظام منذ عام 1981، وقد أكون تغيبت عنه دورتين أو ثلاث، وعملت لمدة 7 سنوات وجهاً إعلانياً لعلامة (كريستيان ديور)، وكل هذا أوجد لي جمهوراً وحضوراً في فرنسا».
السفير الفرنسي إيريك شوفالييه يقلد يسرا الوسام (الشرق الأوسط)
ظهرت يسرا في الاحتفال بإطلالة كلاسيكية، وبحضور زوجها خالد سليم، الذي لا يظهر كثيراً أمام عدسات المصورين، لكن حضوره في هذه المناسبة كان لافتاً، وتقول عنه: «زوجي لا يحضر معي سوى في المواقف المهمة، وكان سعيداً وفخوراً بي».
وأهدت يسرا تكريمها إلى محبيها، قائلة: «أهديه إلى مصر وأمي وزوجي، وإلى جمهوري في جميع أنحاء العالم؛ لأن الحب الكبير والمساندة العظيمة جعلاني أستمد القوة والمحبة منهم. فأنا أحب كل الناس وأثق أنهم يبادلونني الحب نفسه، ولا أحمل ضغينة لأحد». وأضافت: «هذا الحب جعلني لا أشعر بأن 50 عاماً انقضت من مشواري الفني، ولم أشعر أبداً بمرور السنوات».
وتعبر عن اعتزازها بما أنجزته في مسيرتها، قائلة: «أشعر بأنني أنجزت أعمالاً كبيرة ومهمة وتاريخاً لأجيال قادمة، وأحمد الله أنه لم يكن نجاحاً عادياً ولا مؤقتاً، بل كان مستمراً وقوياً في مختلف المراحل. وبقدر الاجتهاد والحب والمساندة، تحقق ما كان حلماً. وقد اجتهدت وأحببت عملي وأخلصت له وتجاوزت الصعاب والمخاوف والقلق قبل النجاحات».
يسرا ظهرت بإطلالة كلاسيكية خلال حفل تكريمها (الشرق الأوسط)
وذرفت عينا يسرا الدموع مرتين خلال الاحتفال؛ الأولى أثناء إلقاء السفير الفرنسي كلمته، لا سيما حين قال لها: «أنتِ لست امرأة عادية، ليس فقط بصفتك فنانة بل إنسانة أيضاً، فقد تركت أثراً على الصعيدين الإنساني والفنّي». والمرة الثانية أثناء تقليده الوسام لها، وعن ذلك تقول: «فخورة بأن السفير الفرنسي قلدني هذا الوسام، وتَوَّج حياتي لأحوز رتبة (فارس)، ودموعي كانت دموع فرح واعتزاز».
وكان قد حضر الاحتفال عدد من السفراء العرب والأجانب والفنانين والمخرجين، من بينهم، إلهام شاهين، وإيناس الدغيدي، ويسري نصر الله، والمنتج جمال العدل.
يسرا مع الفنانة إلهام شاهين في الحفل (الشرق الأوسط)
وعَدّ الناقد ياسر محب أن التقدير الذي حازته الفنانة يسرا من فرنسا مبعث فخر للفن المصري والعربي، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن يسرا حققت تاريخاً فنياً حافلاً، باختيارات مهمة، ومثّلت مصر في عدد كبير من المهرجانات الكبرى، سواء عبر أفلامها مع المخرج الراحل يوسف شاهين أو بصفتها عضوة لجنة التحكيم، وقد منحتها فرنسا هذا الوسام الكبير تقديراً لمسيرتها الناجحة، وهو بمثابة شهادة تميز على عطائها الفني والإنساني.
ولفت محب إلى أن «سفارة باريس لدى القاهرة قد أشارت في بيان لها حول حيثيات منح الوسام ليسرا وذكرت أنها (تتميز بمشوار مؤثر جعل منها نجمة لدى الجمهور ووضعها في مصاف كبار النجوم)».
ويسرا هي إحدى أبرز نجمات السينما المصرية ولديها تاريخ حافل بالأفلام والجوائز، فقد قدمت منذ بداياتها منتصف سبعينات القرن الماضي نحو 80 فيلماً أمام كبار النجوم وفي طليعتهم النجم عادل إمام الذي شاركته بطولة 17 فيلماً من بينها «المنسي»، و«الإرهاب والكباب»، و«طيور الظلام»؛ كما قدمت مع المخرج الكبير يوسف شاهين أفلاماً مهمة في مشوارها على غرار «حدوتة مصرية»، و«إسكندرية كمان وكمان»، و«إسكندرية نيويورك»؛ وقدمت يسرا عدداً كبيراً من الأدوار التلفزيونية التي اتسمت بالتنوع ومن بينها «فوق مستوى الشبهات»، و«سرايا عابدين»، و«الحساب يجمع».
رحلة في ذاكرة الحجيج… من دروب الرمال إلى «قطار الحرمين»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5208138-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC%D9%8A%D8%AC%E2%80%A6-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D8%B1%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%85%D9%8A%D9%86
رحلة في ذاكرة الحجيج… من دروب الرمال إلى «قطار الحرمين»
الملك سلمان بن عبد العزيز يتابع سير أعمال الحج في مشعر منى (دارة الملك عبد العزيز)
في صالة تفيض برائحة التاريخ وصور الملوك والرحالة، تفتح «دارة الملك عبد العزيز» بوابة على قرن من الزمان، لتُعيد رسم ملامح رحلة الحج كما لم تُروَ من قبل.
المعرض الذي يحمل عنوان: «100 عام من العناية بالحرمين الشريفين» ليس مجرد توثيق، بل سردٌ بصري يحكي قصة العطاء والخدمة منذ عام 1925 وحتى يومنا هذا، مروراً بمائة عام من رعاية ضيوف الرحمن والعناية بهم.
صورة خلال مرور الحجاج بقصر المعابدة عام 1931 تُظهر تنوع وسائل السفر حينها (دارة الملك عبد العزيز)
تتوزع أركان المعرض في مسار زمني حيّ، يروي كيف تحوّل الحج في ظل الدولة السعودية من رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر، إلى تجربة روحانية آمنة تُدار بأحدث التقنيات... إنها حكاية وطن جعل من خدمة الحرمين مشروعاً حضارياً، ومن راحة الحاج رسالةً مستمرة عبر الأجيال.
من دروب القوافل إلى أجنحة الطائرات
في المحور الأول من «مؤتمر ومعرض الحج والعمرة»، في نسخته الخامسة بجدة، يستقبل الزائر مشهد سينمائي بالأبيض والأسود يعود إلى عام 1928، يظهر فيه الحجاج على ظهور الرواحل تتهادى فوق رمال صبورة، والشقادف تُظلِّلهم في طريق طويلة نحو الحجاز.
تسود القاعة أجواءُ رهبة ممزوجة بالإعجاب؛ فكل صورة هنا ليست مجرد لقطة، بل شهادة على زمن كانت فيه رحلة الحج امتحاناً للصبر والإيمان.
إحدى الوثائق النادرة المعروضة تعود إلى عام 1926، تكشف عن متابعة الملك المؤسس، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، الدقيقة لشؤون الحجاج، وحرصه على أمنهم وسلامتهم خلال أداء المناسك.
إلى جوارها، صور التقطها الرحالة عبد الله فيلبي عام 1930 تُظهر قوافل الحجاج عند مِنى، تليها لقطات دخول السيارات إلى مكة المكرمة أول مرة، ومن ثَمَّ صور الحافلات المخصصة لنقل الحجاج في خمسينات القرن الماضي، وصولاً إلى «قطار الحرمين الشريفين» في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي اختصر المسافات وجسَّد حداثة خدمة الحج.
هنا يتحوَّل الزمن من مشهد القوافل البطيئة إلى صرير الحديد المُسرع، في قصة نقل بدأت على ظهور الإبل وانتهت على سكك التكنولوجيا.
قصر منى... مقر إقامة الملك عبد العزيز (دارة الملك عبد العزيز)
في حضرة الملوك... إشرافٌ وتفانٍ
يُفضي «الممر التالي» إلى شاشة تُعرض عليها مشاهد من موكب الملك عبد العزيز وهو يشرف بنفسه على موسم الحج عام 1928... يحيي الوفود ويشرف على التنظيم. كما توجد صورة لقصر الملك في مِنى عام 1931، وبجانبها وثيقة نادرة تشير إلى وصوله إلى مشعر مزدلفة عام 1945 بعد أن أتم الحجاج مناسكهم في طمأنينة وسلام.
وثيقة تشير إلى وصول الملك عبد العزيز إلى مزدلفة (دارة الملك عبد العزيز)
تتوالى السلسلة الزمنية لتوثِّق إشراف الملوك على مواسم الحج؛ من الملك المؤسس إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، الذي يُشرف، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، على استقبال كبار الشخصيات في قصر منى.
الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في قصر منى (دارة الملك عبد العزيز)
تُظهر الصور كيف تحوّل الإشراف من مشهد رمزي إلى منظومة مؤسسية تُدار بتخطيط دقيق؛ إذ صارت لكل موسم خطة متكاملة تتجاوز التنظيم إلى التخطيط الحضري والذكاء المكاني والإدارة الرقمية.
إنه تسلسل ملكي لا ينقطع، جعل من خدمة الحجاج مسؤولية سيادية تتوارثها القيادة جيلاً بعد جيل.
وثيقة مرسلة في عهد الملك عبد العزيز من أحد الحجاج إلى أسرته (دارة الملك عبد العزيز)
الأمن الشامل... من البرقية إلى الذكاء الاصطناعي
في زاوية خافتة، تتدلّى وثيقة صغيرة بخط اليد... هي برقية أرسلها أحد الحجاج عام 1927 إلى أسرته، يخبرهم فيها أنه «أدَّى النسك في يسر وأمان»... جملة قصيرة، لكنها تختصر فلسفة المملكة في بناء منظومة أمن شاملة للحج منذ أيامها الأولى.
تتجاور الصور على الجدار: رجال الأمن ينظّمون رمي الجمرات في الثلاثينات، وجنود الحرس الوطني يحيطون بالمشاعر في الثمانينات، ومن ثم مشهد حديث لشاشات القيادة والتحكم في المشاعر المقدسة، حيث تُدار حركة ملايين الحجاج عبر كاميرات وخرائط حرارية وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي ترصد كل خطوة في لحظتها.
تبدو المقارنة مذهلة: من البرقية التي حملها ساعي بريد على جمل، إلى شبكة مراقبة رقمية تربط المشاعر بالأقمار الاصطناعية. إنه تطوّر أمني من الثقة إلى الذكاء، ومن الحراسة إلى التنبؤ؛ يجسّد رؤية المملكة في جعل الحج تجربة آمنة دون ازدحام أو مخاطرة.
قبو زمزم يظهر بصحن المطاف عام 1970 (دارة الملك عبد العزيز)
زمزم... من سبيل الحرم إلى منظومة الاستدامة
في زاوية مضاءة بلون أزرق مائل إلى صورة النور، تتدلّى خريطة قديمة لـ«عين زبيدة»، وتحتها وثيقة ممهورة بأمر ملكي من الملك عبد العزيز بإنشاء سبيل داخل المسجد الحرام لسقيا الحجاج والمعتمرين.
أسبلة زمزم التي أمر الملك عبد العزيز بإنشائها عام 1927 (دارة الملك عبد العزيز)
تتوالى المشاهد لتروي كيف تحوّلت «سقيا زمزم» من عمل وقفي بسيط إلى مشروع وطني ضخم. تُظهر وثيقة عام 1952 تأمين مكعَّبات الثلج للمشاعر، وصورة أخرى عام 1930 تظهر أحد الأسبلة في منى.
مشروع تأهيل بئر زمزم بتوجيه الملك سلمان وإطلاقه عام 2017 (دارة الملك عبد العزيز)
ثم يعرض الجناح فيلماً عن «مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لسقيا زمزم»، أعقبه «مشروع تأهيل بئر زمزم» الذي وجّه به الملك سلمان عام 2017.
تحت الزجاج، يظهر مجسّم حديث يبرز خزانات التبريد والضخ الذكية التي تغذي المسجد الحرام بأكثر من 350 صنبوراً، بطاقة استيعابية تتجاوز نصف مليون حاج يومياً.
إنها رحلة الماء في خدمة الحجيج؛ من دَلو يُغرف منه يدوياً، إلى منظومة ذكية تُدار بمعايير استدامة دقيقة، لتبقى «زمزم» نبعاً يتجدد كما تتجدد رسالة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.
حجاج قبالة المحجر الصحي بجدة عام 1928 (دارة الملك عبد العزيز)
الصحة والرعاية... من المحجر إلى العيادة الذكية
في ممر آخر، تتوالى الوثائق لتروي كيف بدأ اهتمام المملكة بصحة الحجاج قبل قرن من الزمان. تُعرض وثيقة صادرة عن الملك عبد العزيز عام 1925 تأمر بإجراء الفحص الطبي الفوري للحجاج الآتين عبر الموانئ، وصورة أخرى تُظهر المحجر الصحي في جدة عام 1928.
توجيه الملك عبد العزيز بإجراء الفحص الطبي الفوري للحجاج الوافدين عبر المنافذ (دارة الملك عبد العزيز)
كانت تلك البدايات نواة لتأسيس «مصلحة الصحة العامة» ثم «جمعية الإسعاف الخيري» التي تحوّلت لاحقاً إلى منظومة طبية متكاملة داخل المشاعر.
يتقدّم الزائر فيرى صورة «مستشفى الملك عبد العزيز» بعد افتتاحه عام 1372هـ، وأخرى لمستشفى ميداني حديث في موسم حج 2020م خلال «جائحة كورونا»، حين تحوّلت إدارة الصحة إلى نموذج عالمي في التوازن بين الشعيرة والحماية.
«مستشفى الملك عبد العزيز» بعد افتتاحه عام 1952 (دارة الملك عبد العزيز)
وعلى الشاشة المقابلة، يظهر تطبيق «صحتي» الذي أُطلق عام 1442هـ، ليجسّد التحول الرقمي في الرعاية الطبية المقدمة لضيوف الرحمن، حيث أصبح التشخيص والاستشارة والخدمة في متناول اليد.
حجاج قبالة المحجر الصحي بجدة عام 1928 (دارة الملك عبد العزيز)
هكذا تمتد منظومة الصحة في الحج من «دار الجرافين» إلى «الطب الذكي»، ومن «التطعيمات الورقية» إلى «التطبيقات الرقمية»، في تجسيد واضح لمسيرة قرن من الرعاية والعطاء.
يقف الزائر طويلاً أمام باب الكعبة المشرفة، الذي أمر بصناعته الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1363هـ، مكسوّاً بالذهب والفضة، ومن إنجاز أيادٍ سعودية صاغت تفاصيله بإتقان وإيمان.
باب الكعبة المشرفة صُنع بأمر الملك عبد العزيز على يد شيخ الصاغة محمود يوسف بدر (دارة الملك عبد العزيز)
ومن هذا الباب المهيب تمتد الحكاية إلى مشروعات التوسعة السعودية للحرم الشريف عبر 3 عهود: الأولى في عهد الملك سعود، موثقة بصور تُظهر اكتمال أعمالها، والثانية شكّلت نقلة عمرانية في تطوير ساحات الحرم، وصولاً إلى التوسعة السعودية الثالثة عام 1436هـ، التي شملت مبنى التوسعة الرئيسي، والساحات والأنفاق ومحطة الخدمات المركزية.
مشهد جوي يظهر تقدم أعمال التوسعة الثانية للمسجد الحرام (دارة الملك عبد العزيز)
مشاهد متتابعة تختصر قرناً من إعمار جمع بين الإيمان والهندسة، ليبقى الحرم الشريف شاهداً على مسيرة بناء لا تنتهي.
الكسوة المشرّفة... خيوطٌ من ذهب وسيرة وطن
في القاعة الأخيرة، يهبط الضوء على حرير أسود تتلألأ عليه خيوط الفضة والذهب. هنا تُعرض ستارة باب الكعبة المشرفة التي أمر الملك عبد العزيز بصناعتها عام 1356هـ على أيدي الصناع السعوديين، إيذاناً ببدء عهدٍ جديد في صناعة الكسوة داخل المملكة.
فنيون سعوديون مختصون في صناعة الكسوة المشرفة خلال تطريزها يدوياً (دارة الملك عبد العزيز)
وإلى جوارها الكسوة الداخلية التي صُنعت في عهد الملك خالد، ثم أحزمة الكعبة المطرزة بأسماء الملوك؛ من الملك سعود إلى الملك فيصل، وصولاً إلى الكسوة التي نُسجت عام 1441هـ في مصنع «أم الجود» بمكة المكرمة.
كل خيط من حريرها يروي فصلاً من تاريخ دولة جعلت قداسة البيت العتيق جزءاً من هويتها الوطنية، وكل نقش ذهبي هو عهد متجدد بين القيادة والقبلة المشرفة.
أحزمة الكسوة المشرفة في عهود الملك سعود والملك فيصل والملك سلمان بن عبد العزيز (دارة الملك عبد العزيز)
مائة عام من الخدمة... مئوية جديدة من الريادة
وفي المشهد الختامي، يعود الصمت ليسود القاعة، في حين تتوالى على الشاشة صور تختصر قرناً من العطاء؛ من قوافل الإبل إلى قطار الحرمين، ومن سبيل زمزم إلى شبكات المياه الذكية، ومن رعاية الملك المؤسس إلى رؤية وطن يواصل الرسالة.
هنا، يدرك الزائر أن معرض «100 عام من العناية بالحرمين الشريفين» ليس مجرد أرشيفٍ للذاكرة، بل وثيقة حيّة تروي رحلة الحج كما صاغتها المملكة عبر مائة عام من البناء والخدمة، وتفتح باب المستقبل على وعد لا يزال مستمراً: «يبقى الحرم الشريف وقاصدوه في قلب الاهتمام، ما دام في هذه الأرض وطن اسمه المملكة العربية السعودية».
احتفاء فني وجماهيري بزواج مي عز الدين بعد «سنوات العزوبية»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5208132-%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D9%81%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%A8%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%AC-%D9%85%D9%8A-%D8%B9%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%B3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B2%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A9
احتفاء فني وجماهيري بزواج مي عز الدين بعد «سنوات العزوبية»
مي عز الدين وعريسها أحمد تيمور (حسابها على موقع إنستغرام)
على وقع موسيقى أغنية «قلبي ومفتاحه»، للموسيقار الراحل فريد الأطرش، أعلنت الفنانة المصرية مي عز الدين زواجها من الصيدلي الدكتور أحمد تيمور، اختصاصي التغذية، بشكل مفاجئ بعد سنوات من «العزوبية»، ونشرت مي مجموعة صور من حفل عقد القران، وكتبت على حساباتها «السوشيالية»: «أتمنى من الله التوفيق... دعواتكم الصادقة والطيبة لنا»، كما نشر أحمد تيمور صورة جمعته بعروسه وكتب «11 - 11 يوم من عمري».
واحتفى الوسط الفني، والجمهور بخبر الزواج، وانهالت المشاركات والتعليقات ومنشورات التهاني على مي عز الدين، وتصدر اسمها «الترند»، على موقع «غوغل»، بينما تصدر اسم زوجها على موقع «إكس»، بمصر، الأربعاء.
وكتب تامر حسني بخاصية «ستوري» على «إنستغرام»، محتفلاً بخبر زواج مي: «أختي وصديقة مشوار النجاح»، وكذلك كتب محمد إمام، وحمادة هلال، وياسمين صبري، وهنا الزاهد، وياسمين عبد العزيز، ودرة، وداليا البحيري، وهند صبري، ونانسي عجرم، ودنيا سمير غانم، بالإضافة لتهنئة خاصة من أحمد السعدني صديقها المقرب منذ سنوات، والذي حضر الحفل، ونشر صورة جمعته بالعروسين على حسابه بـ«إنستغرام».
مي عز الدين وعريسها أحمد تيمور وأحمد السعدني (حساب السعدني على موقع إنستغرام)
وبالتزامن مع الاحتفاء بالزواج وتلقي التهاني، تفاعل عدد كبير مع صورة مي عز الدين، وهي تضم صورة والدتها التي رحلت قبل عام، وظهر عليها التأثر الشديد بجانب عريسها؛ إذ طالبتها التعليقات بالفرح والسعادة والدعاء لها.
وفي السياق، استعادت منشورات بـ«السوشيال ميديا» ثنائية «فرح وتوحه»، من مسلسل «أين قلبي»، والذي عرض قبل 23 عاماً، وتصدرت بطولته الفنانة يسرا، وشهد على أولى مشاركات مي عز الدين الدرامية وتقديمها لشخصية «فرح»، بينما جسدت منة شلبي شخصية «توحه»، وربط البعض بين كواليس العمل والبدايات الفنية، وزواجهما في الواقع خلال أقل من شهر.
وتعليقاً على الاحتفاء الفني والجماهيري بزواج مي بعد سنوات من «العزوبية»، قال الناقد الفني المصري، محمد عبد الخالق، إن «مي عز الدين من الفنانات المحبوبات، فهي تعيش حياة هادئة بعيداً عن صخب حياة النجوم، وهذه الحياة أبعدتها عن المشكلات والصراعات والسقطات التي يتعرض لها البعض بسبب عدم انتباههم إلى أن الظهور الكثيف يؤدي أحياناً لبعض الأضرار أكثر من فوائده».
مي عز الدين وعريسها أحمد تيمور (صورة متداولة على فيسبوك)
وأشاد عبد الخالق في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بالتعليقات التي احتفت بأحدث عروس بالوسط الفني، منذ إعلان خبر زواجها، «خصوصاً أنها اجتمعت على حب مي والإشارة لفرحتهم بها وكأنها واحدة من الأسرة أو الأقارب، لما تتمتع به من جماهيرية وحب وحضور خاص»، على حد تعبيره.
وعدّ عبد الخالق، «الفنانة مي عز الدين أشهر عازبات الوسط الفني، والجمهور عندما يرتبط بفنان يشغل باله ليس بفنه فقط، ولكن بحياته الشخصية أيضاً، يفرح لفرحه ويحزن لحزنه، ولا ننسى أنها مرت بحالة حزن عقب فقد والدتها، وشاركها الجمهور هذه التجربة المؤلمة وتعاطف معها بقوة، لذلك فرح لها أيضاً عندما علم بخبر زواجها».
وعادة تتصدر أخبار مي عز الدين «الترند»، خصوصاً عند ظهورها الفني أو الإعلامي، أو تتبع أخبارها الشخصية، واشتهرت مي بتجسيد شخصيات متنوعة في أعمالها، مثل الصعيدي، والشعبي، وسيدة المجتمع، والراقصة، والفتاة الجامعية، كما برعت أيضاً في تقديم الكوميديا، وفق نقاد.
وفنياً، شاركت مي عز الدين في موسم دراما رمضان 2025 عبر مسلسل «قلبي ومفتاحه»، والذي حاز إشادات جماهيرية ونقدية بارزة، كما ستشارك في موسم دراما رمضان 2026 عبر مسلسل «قبل وبعد».
وقدمت مي عز الدين على مدار مسيرتها الفنية التي بدأتها مطلع الألفية الجديدة بطولات سينمائية، من بينها «شيكامارا»، و«أيظن»، و«حبيبي نائماً»، كما شاركت في بطولة أفلام: «بوحه»، و«خيانة مشروعة»، و«اللمبي 8 جيجا»، و«كلم ماما»، وفيلم «عمر وسلمى» بأجزائه المتعددة، مع تامر حسني، كما تصدرت بطولة مجموعة من المسلسلات الدرامية مثل «قضية صفية»، و«الشك»، و«دلع بنات»، و«وعد»، بجانب مشاركتها في فعاليات «موسم الرياض»، من خلال مسرحيتي «زواج اصطناعي» 2023، و«قلبي وأشباحه» 2024.