جاستن ترودو... طلاقٌ فاستقالة فحبٌّ جديد والقلب يدقُّ على إيقاع كيتي بيري

رئيس الحكومة الكندية السابق جاستن ترودو والمغنية الأميركية كيتي بيري (رويترز– إنستغرام)
رئيس الحكومة الكندية السابق جاستن ترودو والمغنية الأميركية كيتي بيري (رويترز– إنستغرام)
TT

جاستن ترودو... طلاقٌ فاستقالة فحبٌّ جديد والقلب يدقُّ على إيقاع كيتي بيري

رئيس الحكومة الكندية السابق جاستن ترودو والمغنية الأميركية كيتي بيري (رويترز– إنستغرام)
رئيس الحكومة الكندية السابق جاستن ترودو والمغنية الأميركية كيتي بيري (رويترز– إنستغرام)

منذ تقدَّمَ جاستن ترودو باستقالته من رئاسة حكومة كندا مطلع 2025، يبدو الرجل وكأنه راغبٌ في تحوُّلاتٍ جذريَّة في حياته.

أحدثُ طلائع المسار الجديد، علاقة عاطفية استفاضت الصحافة العالمية في الحديث عنها، من دون أن ينفيها رئيس الوزراء الكندي السابق. المغنية الأميركية كيتي بيري هي التي خفق لها قلب ترودو، كما تمايل على إيقاع أغانيها خلال حفل لها حضره في يوليو (تموز) الماضي، بمدينة مونتريال في كندا.

كيتي وجاستن يُنزِّهان الكلب في مونتريال

قبل سنتَين، أعلن ترودو انفصاله عن صوفي غريغوار، بعد زواجٍ استمرَّ 18 عاماً. من جانبها، أنهت بيري هذا الصيف زواجها من الممثل أورلاندو بلوم الذي ارتبطت به في 2016. ومن ثمَّ، يخشى أصدقاؤها من أن تكون تلك العلاقة المستجدة مجرَّد ردَّة فعلٍ على طلاقٍ لم تتعافَ منه بعد، وفق ما تناقلت بعض الصحف البريطانية.

إلا أنَّ الأمور بين ترودو وبيري ما زالت في بداياتها، وهي تسلك الدرب المستقيم، منذ انتشار أول صورة جمعتهما في عشاء رومانسي في كندا، نهاية يوليو الماضي، أي بعد أسابيع على إعلان انفصال بيري عن بلوم. فقبل أيام، نقلت مجلة «US Weekly» عن مصادر مطَّلعة أن «كيتي وجاستن مهتمان بعضهما ببعض، وما زالا على تواصل، إلا أنهما يحرصان على خصوصية العلاقة». وأوضح مصدر آخر أن بيري متروِّية، وربما تلتقي ترودو خلال أسابيع بعد اختتام جولتها الغنائية في البرازيل. يأتي ذلك عقب معلومات جرى تداولها الشهر الماضي بأنَّ ترودو منزعج من انتشار صورهما معاً.

الصورة التي نشرها موقع «TMZ» لترودو وبيري في أحد مطاعم مونتريال (يوتيوب)

فارق السن بين ترودو وبيري 13 عاماً، إلا أنَّ تناغماً كبيراً يجمع بينهما. وتحدَّثت المصادر المواكبة للعلاقة بأنَّ الانجذاب بين الاثنين كان فورياً، وقد شوهدا مراتٍ عدة معاً في مونتريال؛ حيث تناولا الغداء والعشاء في مطاعمها، وأخذا كلب ترودو في نزهة.

رحلات ترودو الصيفية مع الأولاد

رغم رغبته في الحفاظ على سرية العلاقة الناشئة وخصوصيتها، فإنه من المعروف عن ترودو عدم تردده في مشاركة بعض تفاصيل حياته الخاصة على الملأ. فهو غالباً ما ينشر صوراً برفقة أولاده على حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة به، وقد تكرَّر ذلك مؤخراً، ولا سيما بعد انفصاله عن زوجته.

أمضى ترودو إجازته الصيفية مع أولاده في رحلات ذات طابع رياضي (إنستغرام)

في اليوم الوطني الكندي مطلع شهر يوليو، نشر صورة تجمعه بولدَيه: كزافييه، وهادريان، وهم يقومون بنشاطٍ رياضي معاً. تلت ذلك مجموعة من الصور؛ حيث ظهر مع ابنه الأصغر خلال رحلة في الطبيعة عبر كندا. أما حصة الابن الأكبر من الترحال، فكانت إلى سويسرا؛ حيث تسلَّقا الجبال معاً. واختتم ترودو الإجازة الصيفية بجانب ابنته إيلا غريس في إيطاليا؛ حيث تنقَّلا بين روما وفلورنسا، وغيرهما من المدن.

ترودو وابنته إيلا غريس في إيطاليا (إنستغرام)

ترودو... خارج الصندوق

بعيداً عن الشؤون العاطفية والعائلية، فإنَّ جاستن ترودو لا يشبه سواه من رجال السياسة. منذ ما قبل تولِّيه رئاسة الحكومة الكندية وخلالها وبعدها، أثبت أنه شخصية غير تقليدية وخارج الصندوق. ما لا يعرفه كثيرون أنه -في عام 2007- شارك كممثل في الفيلم التلفزيوني الطويل «The Great War» حول دور كندا في الحرب العالمية الأولى. وقد أدَّى في العمل شخصية أحد أنسبائه الذي شارك في الحرب، وقُتل في إحدى معاركها.

جاستن ترودو ممثلاً في الفيلم الوثائقي «The Great War» عام 2007 (موقع imdb)

لا تنتهي مفاجآت ترودو الفنية عند هذا الحدِّ، فخلال تولِّيه رئاسة الحكومة، أعار صوته لأحد مسلسلات الكرتون المعروفة في كندا. ضمن «Corner Gas» أطلَّ ترودو في ظهور مقتضب بشخصيته رئيساً للحكومة.

ترودو بشخصية كرتونية صوتاً وصورة خلال رئاسته الحكومة الكنديَّة (موقع imdb)

ترودو في المطبخ

انسحبت تلك الإطلالات الخارجة عن المألوف خلال تولِّيه رئاسة الحكومة، على برامج الطهو. ففي ديسمبر (كانون الأول) 2024، وعشية أعياد نهاية السنة، فاجأ ترودو متابعيه بالظهور إلى جانب الشيف الكندي الشهير أندي هاي. حضَّر معه آنذاك حلوى لفائف القرفة.

قبل 8 سنوات من تلك الإطلالة، وبينما كان ترودو في سنته الرئاسية الثانية، لم يمانع أن يظهر في برنامج الطهو الخاص بالشيف الأميركية كريستين كيش؛ حيث تحدَّث عن غِنى المطبخ الكندي والأطباق التقليدية التي تختلف بين ولاية وأخرى. وكذلك تناول رئيس الحكومة السابق الطعام على مائدة مطعم كيش في مونتريال.

وشوم دولة الرئيس وجواربُه

شكلاً ومضموناً، أثبت جاستن ترودو أنه شخصية سياسية غير تقليدية. وليس الوشم الذي يزيِّن زنده الأيسر آخر مفاجآته. ظهر هذا الوشم في المرة الأولى إلى العلن عام 2016، خلال مباراة ملاكمة خاضها في الولايات المتحدة الأميركية، بينما كان رئيساً للحكومة.

وفي تفاصيل الوشم، فإنه أُنجزَ على مرحلتَين. يتخذ الجزء الأول منه شكل الكرة الأرضية، وهو يعود إلى عام 1994، يوم كان ترودو يبلغ الـ23 من العمر. أما يوم ميلاده الـ40 فقد استحدث إضافة إلى الوشم الأول، وهي عبارة عن طائر غُراب يحمل اسم «هايدا». اختار ترودو هذا الرسم تحديداً لأنه رمز قبيلة «هايدا»، وهي من الشعوب الأصلية في كندا، والتي كان والده عضواً فخرياً فيها. كما أنَّ هذا الرمز يشكِّل تحية لشقيقه الراحل الذي كان يحمل الوشم ذاته.

ظهَر وشم ترودو إلى العلن خلال مباراة ملاكمة خاضها وهو في سدَّة رئاسة الحكومة (رويترز)

لا تنتهي غرائب ترودو هنا، فقد اشتُهر كذلك بجواربه الملوَّنة ذات الرسوم الطريفة. حتى خلال لقاءاته الرسمية ووجوده على المنابر الأممية، لم يتردَّد في ارتدائها.

جوارب «Star Wars» التي ارتداها ترودو عام 2017 في لقائه مع نظيره الآيرلندي (أ.ب)

ومن المعروف أنَّ ترودو كان يستخدم تلك الجوارب كصندوق بريد لتوجيه رسائل سياسية، أو للتعبير عن مواقف معينة. وقد استفزَّ هذا الأمر ضيوفه ونظراءه، إلى درجة أنَّ بعضهم دخل اللعبة، فباتوا يرتدون جوارب غريبة كلَّما اجتمعوا به.


مقالات ذات صلة

بريجيت باردو خرجت من الصورة وبقيت في الزمن

يوميات الشرق زمنٌ بكامله انعكس على ملامح امرأة (أ.ب)

بريجيت باردو خرجت من الصورة وبقيت في الزمن

حين تتحوّل المرأة إلى أيقونة، يُسلب منها حقّ التعب وحقّ التناقض وحقّ الشيخوخة. فالأيقونة يجب أن تبقى ثابتة، بينما يتغيَّر الإنسان. وبريجيت باردو تغيَّرت كثيراً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق خيرية نظمي في مشهد من فيلم «هجرة» (الشرق الأوسط)

خيرية نظمي لـ«الشرق الأوسط»: حياتي الفنّية بدأت بعد الخمسين

تعود خيرية نظمي إلى فكرة السلام الداخلي، مؤكدةً أنها تعيش حالة رضا وتصالح مع الذات...

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق احتفال «تكريم» بالمكرّمين لعام 2025 (الجهة المنظّمة)

«تكريم» تحتفل بدورتها الـ14 في القاهرة وتعلن الفائزين بجوائز 2025

احتفلت مؤسّسة «تكريم» بدورتها الرابعة عشرة في قصر عابدين التاريخي في القاهرة، حيث أقامت حفل توزيع جوائزها لعام 2025.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الرحيل حدث لكنَّ الحضور لم يغب يوماً (الشرق الأوسط)

«عشرون» جبران تويني الذي مضى في طريقه حتى النهاية

كان الاحتفاء بجبران تويني مواجهة متجدّدة مع معنى أن يصرّ أحدهم على قول «لا» في مرحلة انتشرت فيها الـ«نعم» الرخوة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق «ضمير الأفيال» يرحل (إنستغرام)

العالم يودّع «حارس الأفيال» وأشرس مُحاربي تجارة العاج

قضى حياته في الدراسة وبذل الجهود من أجل حماية الأفيال الأفريقية...

«الشرق الأوسط» (لندن)

نهاية البريد الورقي... الدنمارك تودّع 400 عام من الرسائل التقليدية

إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (شاترستوك)
إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (شاترستوك)
TT

نهاية البريد الورقي... الدنمارك تودّع 400 عام من الرسائل التقليدية

إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (شاترستوك)
إزالة صناديق البريد في أنحاء الدنمارك (شاترستوك)

بجوار مسارات قطارات محطة كوبنهاغن، في قلب العاصمة الدنماركية، يقف مبنى من الطوب الأحمر يتزين بواجهة رائعة وقبة مكسوّة بالنحاس تغيّر لونها مع مرور الزمن. وعندما افتُتح المبنى عام 1912 تحت اسم «المبنى المركزي للبريد»، عكس بجلاله ازدهار خدمات البريد والبرق التي كانت تربط الدنماركيين بعضهم ببعض.

بعد أكثر من قرن، تحوَّل المبنى الآن إلى فندق فاخر، في دولة لم تعد فيها خدمة البريد توصل الرسائل. ستسلم شركة البريد الدنماركية «بوست نورد» آخر رسالة لها يوم الثلاثاء، منهية بذلك مسيرة استمرت 400 عام، لتُصبح الدنمارك أول دولة في العالم تُقرر أن البريد الورقي لم يعد ضرورياً أو مجدياً اقتصادياً.

شهدت خدمة البريد انخفاضاً حاداً في عدد الرسائل؛ فسلَّمت خدمة البريد الدنماركية أقل من 10 في المائة من الرسائل التي كانت توصلها عام 2000، في حين انخفضت رسائل خدمة البريد الأميركية بنسبة 50 في المائة مقارنة بعام 2006. ومع تحوُّل المراسلات إلى الرسائل الرقمية، ومكالمات الفيديو، أو حتى تبادل الميمات، تغيرت وسائل التواصل واللغة المستخدمة أيضاً.

قال ديرك فان ميرت، أستاذ في معهد هويغنز بهولندا، إن الرسائل الورقية أصبحت غالباً أكثر خصوصية مقارنة بالنظائر الرقمية، مضيفاً أن الشبكات المعرفية التي كانت الرسائل تسهّلها تتوسع الآن عبر الإنترنت، ما يزيد الوصول إلى المعلومات، ولكنه يرفع أيضاً من انتشار المعلومات المضللة؛ وفق «سي إن إن».

بدأت شركة «بوست نورد» منذ يونيو (حزيران) الماضي إزالة 1500 صندوق بريد في أنحاء الدنمارك. وعند بيعها للتبرعات في 10 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، حاول مئات الآلاف من الدنماركيين شراء صندوق، بأسعار تراوحت بين 1500 و2000 كرونة دنماركية.

بدلاً من الرسائل التقليدية، سيضطر الدنماركيون الآن إلى تسليم رسائلهم في مَحالّ، لتوصلها شركة خاصة تُدعى «DAO» محلياً ودولياً، في حين ستستمر «بوست نورد» في توصيل الطرود مع استمرار شعبية التسوق عبر الإنترنت.

الدنمارك هي من أكثر الدول الرقمية في العالم، حتى إن القطاع العام يستخدم بوابات إلكترونية عدّة، ما يقلل الاعتماد على البريد التقليدي. وقال أندرياس برثفاد، المتحدث باسم «بوست نورد»: «أغلب الدنماركيين رقميون بالكامل، لذلك لم تعد الرسائل الورقية تؤدي الغرض السابق».

ومع ذلك، لا تزال الحاجة إلى البريد التقليدي قائمة حول العالم؛ حيث لا يزال نحو 2.6 مليار شخص دون اتصال بالإنترنت، وفقاً للاتحاد البريدي العالمي، ويعاني كثيرون ضعف الأجهزة أو التغطية أو المهارات الرقمية. وقد يتأثر كبار السن في الدنمارك أيضاً بهذه التغييرات، وفقاً لمنظمات الدفاع عن حقوقهم.

وتغيّرت الرسائل عبر التاريخ من البردي والألواح الشمعية إلى الورق الرقمي والأجهزة الإلكترونية. وقال فان ميرت إن الطلاب في القرن الـ17 كانوا يتعلَّمون كتابة رسائل بأساليب مختلفة، من رسائل التعزية والثناء إلى الرسائل الدبلوماسية الرسمية. تمثل الرسائل عنصراً من الحنين والدوام الذي لا يمكن للتكنولوجيا منافسته، حسب نيكول إليسون، أستاذة التواصل الرقمي في جامعة ميشيغان.

ومع ذلك، تطورت وسائل التواصل الرقمية لتعوض بعض اللمسات الشخصية والعاطفية التي كانت الرسائل اليدوية تقدمها، باستخدام الرموز التعبيرية، والصور المتحركة، والألوان المختلفة. ومع نهاية البريد التقليدي في الدنمارك، بدأت موجة من الحنين تظهر بين السكان.

قال أحد مستخدمي موقع «إكس» مع صورة لصندوق بريد: «خلال 5 سنوات سأشرح لطفل عمره 5 سنوات ما كان صندوق البريد في الماضي».


3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
TT

3 طرق لتحويل التفكير المفرط إلى عادات إيجابية

بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)
بدلاً من سؤال: «ماذا لو فشلت؟» يمكنك سؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟» لتفادي التفكير المفرط (بيكساباي)

يُعرف التفكير المفرط بأنه نمط ذهني يقوم على تكرار استحضار أحداث الماضي أو الإفراط في توقُّع سيناريوهات المستقبل، في عملية تحليل مستمرة لا تتوقف حتى بعد زوال السبب المباشر للقلق.

ويرى مختصون أن هذا السلوك يرتبط بجهاز عصبي يظل في حالة قلق، بحثاً عن اليقين، ما يدفع العقل إلى إعادة التجربة ذاتها مراراً، وكأن جولة إضافية من التفكير قد تُفضي إلى حل نهائي.

ويشير الخبراء إلى أن هذا النمط غالباً ما تغذِّيه مشاعر داخلية بعدم الاكتمال أو بقاء أمور عالقة دون حسم. وفي مواجهة مشاعر غامضة أو غير مريحة، يلجأ البعض إلى التفكير المفرط بوصفه خياراً أقل تهديداً من التعامل المباشر مع تلك المشاعر، غير أن ما يبدأ كآلية لحماية الذات قد يتحول تدريجياً إلى وسيلة غير فعَّالة للتكيُّف.

وتُظهر دراسات نفسية أن الأفراد الذين نشأوا في بيئات لا تحتمل الخطأ أو يسودها القلق من المجهول، يطوِّرون ميلاً مبكراً للاستعداد الذهني لكل الاحتمالات. ومع مرور الوقت، تتحول هذه الحالة من الحذر إلى يقظة دائمة، وتجعل العقل يبحث عن المخاطر حتى في غيابها، لتغدو الآلية الوقائية التي خدمتهم في الطفولة سبباً لاجترار الأفكار في مرحلة البلوغ.

ويرى مختصون أن إدراك الجذور النفسية للتفكير المفرط، ولا سيما ارتباطها بتجارب الطفولة، قد يُسهم في تخفيف الشعور بالذنب أو لوم الذات. فالعقل -وفق هذا الفهم- لا يعاني خللاً بقدر ما يعمل بأقصى طاقته، ما يفتح المجال أمام توجيهه وتنظيمه بدلاً من مقاومته.

1- حوِّل التفكير المفرط إلى تنظيم

عندما يشعر المرء بأن أفكاره عالقة في حلقة مفرغة، فإن أسرع طريقة للتخلص من هذا الشعور هي إخراجها إلى حيز الواقع. وعلى سبيل المثال، يمكنه تخيُّل انتزاع هذه الأفكار من رأسه، حرفياً، ووضعها في مكان يراها. يكفي تدوينها أو تقسيمها إلى أسئلة بسيطة -مثل: «ما الذي أحاول فهمه حقاً؟» أو: «ما الخطوة الصغيرة التي يمكنني اتخاذها؟»- لتوضيح الأمور.

يُعدُّ هذا التمرين البسيط مثالاً على «فك الارتباط المعرفي»، وهي ظاهرة تحدث عندما يبتعد المرء عن أفكاره مسافة كافية تمكنه من استقبال المعلومات التي تحاول الوصول، بدلاً من اعتبارها أوامر يجب اتباعها، حسبما أفاد تقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

وقد وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين كانوا أكثر قدرة على الابتعاد عن أفكارهم (بوصفها أحداثاً ذهنية وليست حقائق مطلقة) كانوا أكثر كفاءة بشكل ملحوظ في استخدام ذاكرتهم وبصيرتهم ووعيهم الذاتي لحل المشكلات.

في الأساس، كان التفكيك المعرفي بمثابة أداة حوَّلت الضوضاء العقلية غير المتماسكة إلى وضوح قابل للتنفيذ.

2- واجه التفكير المفرط بـ«ماذا لو؟»

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الأسئلة والمواقف الافتراضية تستحوذ على تفكيرنا باستمرار، هو أن الأمور العالقة تغذي شكوكنا الذاتية. وأفضل طريقة لوقف هذه الدوامة هي حسم الأمور نهائياً.

على سبيل المثال: بدلاً من تكرار سؤال: «ماذا لو فشلت؟» مراراً وتكراراً، يمكنك مقاطعة هذا النمط بسؤال نفسك: «ماذا سأفعل حينها؟». وحسب الموقع، فإن هذا التغيير البسيط ظاهرياً قد يكسر حلقة التفكير في أسوأ السيناريوهات. ذلك لأن هذا التغيير لا يسمح لك فقط بتجربة الخوف؛ بل بتجاوزه أيضاً.

بإخراج نفسك من هذه الحلقة، تمنح عقلك حرية البحث عن إجابات، بدلاً من التركيز على التهديدات المتزايدة الخطورة.

باختصار، هذا التحول يحوِّل مسار تفكيرك من القلق إلى الهدوء والتأمل.

وخلصت دراسة أجريت عام 2023 إلى أنه عندما يواجه الناس حالة من عدم اليقين، فإن لحظة «الحسم النهائي» لا ترتبط بالضرورة بالتوصل إلى حل واضح تماماً. ويعزو البحث هذه اللحظة من الحسم المفاجئ إلى خيار معرفي يقوم به الفرد بالتوقف عن التفكير المطول.

لذا، فإن سؤال «ماذا بعد؟» يمنح العقل مخرجاً من حسابات التكلفة والفائدة: هل سيكون التفكير الإضافي مفيداً حقاً، أم أنه سيستنزف أكثر مما سيفيد؟

يدفع الجهد الذهني المصاحب للقرارات المصيرية الفرد إلى وضع حد حاسم لدائرة الاجترار، والمضي قدماً رغم حالة عدم اليقين.

3- توجيه التفكير المفرط نحو الاستشراف

يُعدُّ التفكير المفرط ضاراً عندما يدور حول الخوف نفسه، ولكنه يكون بالقدر نفسه من القوة عندما يتجه نحو المستقبل. وتُظهر البحوث في مجال الإدراك أن العقل مُهيأ لمحاكاة الاحتمالات المستقبلية؛ وهذا ما يُعرف بـ«التفكير الاستباقي» أو الاستشراف.

بمعنى آخر: نلاحظ الإشارات المفاجئة، ونتخيل ما قد يحدث، ونخطط بناءً عليها، ونتخذ خطوة تحضيرية صغيرة، ثم نستخدم هذا التحضير عند حدوث الموقف.

خير مثال على ذلك هو الموقف الشائع جداً: الخروج من المنزل ورؤية غيوم ممطرة، وتخيل المطر الوشيك، والعودة غريزياً إلى الداخل لأخذ مظلة.

عندما تتخيل عقولنا سيناريوهات مختلفة، فإنها في الأساس تلتزم بفطرتها. وبناءً على ذلك، يصبح السؤال: هل هذه المحاكاة تؤدي إلى نتيجة مفيدة؟ إن لم تكن كذلك، فقد حان الوقت لأخذ زمام المبادرة. يكفي إجراء فحص ذاتي بسيط، كأن تسأل نفسك: «هل يساعدني هذا التمرين الذهني على الاستعداد؟ أم أنني أعاقب نفسي؟» للتأكد من أن السيناريو يقود إلى حل مفيد، لا إلى مزيد من الخوف غير المجدي.

ويكمن الفرق بين التفكير المفرط الضار والتفكير المفيد في النية. فإذا كانت أفكارك تهدف إلى السيطرة، فستخلق فوضى، أما إذا كانت تهدف إلى الفهم، فستخلق وضوحاً. الأشخاص الذين يستخدمون تفكيرهم المفرط بشكل بنَّاء قادرون على تمييز الإشارات من الضوضاء، وبالتالي، يستجيبون لعقولهم بتعاطف، لا بعدوانية.


سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
TT

سرقة «هوليوودية» تهزُّ بنكاً ألمانياً... 30 مليون يورو في قبضة اللصوص

مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)
مثقاب ضخم استخدمه اللصوص لاختراق الخزنة (شرطة غيلسنكيرشن)

في واحدة من أكثر عمليات السطو جرأة في ألمانيا، استخدم لصوص مثقاباً ضخماً لاختراق خزنة فرع لبنك ادخار في مدينة غيلسنكيرشن بغرب البلاد، والاستيلاء على ما يُقدَّر بنحو 30 مليون يورو نقداً ومقتنيات ثمينة، في عملية وصفتها الشرطة بأنها نُفذت «باحترافية عالية» وتشبه أفلام السطو الهوليوودية.

العملية، وفق «بي بي سي»، استهدفت بنك «شباركاسه» الواقع على شارع رئيسي، حيث نجح الجناة في كسر أكثر من 3 آلاف صندوق أمانات كانت تحتوي على أموال وذهب ومجوهرات. ولم يُكشف عن الجريمة إلا في الساعات الأولى من صباح الاثنين، بعدما انطلق إنذار حريق داخل المبنى، مما استدعى تدخل الشرطة وإدارة الإطفاء لتفتيش المكان.

ووفق التحقيقات الأولية، استغل اللصوص هدوء أيام عيد الميلاد لتنفيذ خطتهم، إذ تشير الأدلة إلى أنهم دخلوا إلى البنك وغادروه عبر مرأب سيارات مجاور في حي بوئر. وأفاد شهود عيان برؤية عدة رجال يحملون حقائب كبيرة في درج المرأب خلال ليل السبت وصباح الأحد، مما عزَّز فرضية هروبهم المنظم.

كما أظهرت تسجيلات كاميرات المراقبة سيارة «أودي RS6» سوداء تغادر المرأب الواقع في شارع دي-لا-شوفاليري في وقت مبكر من صباح الاثنين، في مشهد بدا وكأنه لقطة من فيلم سينمائي.

وعلى الرغم من حجم السرقة، أكدت الشرطة أنها لم تُلقِ القبض على أي مشتبه به، ولا يزال الجناة طلقاء. في المقابل، طلب بنك «شباركاسه» من عملائه المتضررين التواصل معه عبر خط ساخن خُصص لهذا الغرض.

وعبَّر أحد المتضررين عن قلقه قائلاً لقناة «فِلت» الإخبارية: «لم أستطع النوم الليلة الماضية، ولا نحصل على أي معلومات»، مضيفاً أن الصناديق التي تعرضت للسرقة كانت تضم مدخراته المخصصة لسنوات التقاعد.