كشف باحثون من جامعة فلوريدا الأميركية أن بعض العادات اليومية البسيطة يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وإبطاء شيخوخته، حتى لدى الأشخاص الذين يعانون آلاماً مزمنة.
وأوضح الباحثون أن الدماغ لا يتقدم في العمر بالضرورة بسرعة الجسد نفسها، وأن تبني عادات يومية يمكن أن يؤخر هذا التقدم بشكل ملموس، وفقاً للنتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Brain Communications».
وتُعد شيخوخة الدماغ عملية طبيعية تحدث مع التقدم في العمر؛ إذ تبدأ وظائفه بالتباطؤ تدريجياً مثل الذاكرة وسرعة المعالجة والانتباه. لكن هذه التغيرات لا تسير بالوتيرة نفسها عند الجميع؛ إذ تلعب العوامل الوراثية والصحية ونمط الحياة دوراً كبيراً في تحديد سرعة هذا التقدم.
وتابعت الدراسة 128 شخصاً في منتصف العمر وكبار السن، معظمهم يعانون من آلام مزمنة في العضلات والمفاصل أو معرضون للإصابة بخشونة الركبة، وذلك على مدار عامين.
وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل البيانات عبر الذكاء الاصطناعي، قدّر الباحثون «عمر الدماغ» لكل مشارك وقارنوه بعمره الزمني الفعلي. واعتمد الفريق البحثي على فرق العمر هذا بوصفه مقياساً لصحة الدماغ بشكل كامل.
وأظهرت النتائج أن عوامل الضغط مثل الألم المزمن، وانخفاض الدخل، وتدني مستوى التعليم، والمخاطر الاجتماعية الأخرى، ارتبطت بدماغ يبدو أكبر سناً من العمر الزمني. ومع ذلك، كان تأثير هذه العوامل أقل مع مرور الوقت مقارنة بأثر العوامل الإيجابية.
في المقابل، برزت بوضوح 6 عوامل وقائية تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وإبطاء شيخوخته، وهي النوم الجيد والمريح، والحفاظ على وزن صحي، وإدارة التوتر بفاعلية، وتجنب التدخين، ووجود علاقات اجتماعية داعمة، والتفاؤل، والموقف الإيجابي تجاه الحياة.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تبنّوا أكبر عدد من هذه العوامل الوقائية، كان لديهم دماغ أصغر سناً بثماني سنوات مقارنة بعمرهم الزمني عند بدء الدراسة، كما استمر دماغهم في التقدم بالعمر بوتيرة أبطأ خلال العامين التاليين.
وقالت الباحثة الرئيسية في الدراسة بجامعة فلوريدا، الدكتورة كيمبرلي سيبيل، إن «السلوكيات الصحية لا تحسِّن الألم والأداء البدني فقط، بل تدعم صحة الدماغ بشكل ملحوظ».
وأضافت عبر موقع الجامعة: «تؤكد هذه النتائج أن الحياة الصحية ليست مفيدة للجسم فحسب، بل هي دواء للدماغ أيضاً، وأن كل عادة صحية إضافية لها تأثير إيجابي واضح على صحة الدماغ على المدى الطويل».



