دعوة لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء للمعالم المصرية سياحياً

بالتزامن مع الاستعداد لافتتاح المتحف الكبير

ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
TT

دعوة لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء للمعالم المصرية سياحياً

ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)
ملك وملكة إسبانيا في صورة سيلفي بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

مع الأصداء العالمية التي ترددت لزيارة ملك وملكة إسبانيا للمعالم السياحية المصرية، خلال الأيام الماضية، انطلقت دعوة من متخصصين في السياحة والآثار لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء للمعالم السياحية المصرية، خصوصاً مع قرب افتتاح المتحف المصري الكبير المقرر له الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

ملك وملكة إسبانيا مع وزير السياحة وسط آثار الأقصر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ونشرت وزارة السياحة والآثار صوراً متنوعة لزيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس والملكة ليتيسيا خلال زيارتهما للعديد من المعالم الأثرية مثل أهرامات الجيزة ومعابد الأقصر، في إشارة إلى ما تتمتع به هذه الأماكن من خصائص فريدة كقبلة للسياحة الثقافية عالمياً.

وتوالت التعليقات والدعوات «السوشيالية» لاستثمار زيارات الملوك والرؤساء في الترويج السياحي لمصر خصوصاً مع قرب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير.

وكانت جولة ملك وملكة إسبانيا بالأقصر تضمنت زيارة معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت، وجولة لأعمال البعثات الأثرية الإسبانية بمعبد تحتمس الثالث ومقبرة جيحوتي في منطقة دراع أبو النجا، بالإضافة إلى زيارة عدد من المقابر بمنطقة وادي الملوك، من بينها مقبرة الملك رمسيس الخامس، كما زارا متحف الأقصر، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار، التي احتفت بالزيارة ونشرت العديد من الصور الخاصة بها على صفحاتها بـمواقع التواصل الاجتماعي.

ويرى الخبير السياحي المصري، بسام الشماع، أنه «كان يجب استثمار زيارة ملك إسبانيا وزوجته الملكة ليتيسيا بطريقة أكبر مما حدث»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «رغم اهتمام وسائل الإعلام العالمية بإبراز صورة الملك والملكة بين الآثار في الأقصر وفي الأهرامات من قبل، فإنه كان يمكن استثمار الزيارة بطريقة أكبر»، وبخصوص افتتاح المتحف المصري الكبير في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قال الشماع: «أقترح على وزارة السياحة والآثار أن تدعو الرؤساء والملوك لزيارة مصر قبل الافتتاح بأسبوع، وخلال هذا الأسبوع تجهز لهم برنامجاً يتضمن جولات لرؤية آثار ما قبل التاريخ والديناصورات والمتحف الجيولوجي، لنظهر مدى تميز مصر منذ العصور القديمة حتى قبل التاريخ، ثم بداية الحضارة وعصر الأسرات، وتعريفهم بالحضارة المصرية في كل المحافظات ليس فقط منطقة الأهرامات والمتحف الكبير فقط، لتصبح كل محافظات مصر بآثارها المتنوعة على الخريطة السياحية العالمية».

لحظة تأمل للآثار المصرية القديمة في الأقصر (وزارة السياحة والآثار)

ويشير الخبير السياحي إلى أن هذه الطريقة ستفتح مجالاً لتنشيط وجذب السياحة لكل المحافظات المصرية في الصعيد أو سيناء أو الواحات أو مطروح أو الإسكندرية ومحافظات الوجه البحري، وغيرها من الأماكن، مضيفاً: «خلال 7 أيام يمكن أن يتعرف ضيوفنا على كل آثار مصر حتى يصلوا إلى المتحف الكبير في اليوم السابع».

وسبق أن زار مصر العديد من الرؤساء والملوك وحرصوا على زيارة المناطق الأثرية والمعالم السياحية المتنوعة، وكانت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأشهر والأقرب في هذا الصدد، وخلال زيارته الرسمية لمصر، في يونيو (حزيران) الماضي، زار رئيس وزراء جمهورية صربيا المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير ومنطقة أهرامات الجيزة وأعرب عن إعجابه بالحضارة المصرية، كما زار وفد رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الصيني متحف الحضارة وغيره من المواقع التي تحكي قصة الحضارة المصرية.

الملك والملكة زارا معبد الدير البحري للملكة حتشبسوت ومقبرة رمسيس الخامس بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

وعدّ الخبير السياحي المصري، محمد كارم، «الصور واللقطات التي تنشر للملوك والرؤساء في منطقة الأهرامات أو المناطق الأثرية بالأقصر أو غيرها من الأماكن بمنزلة حملة دعائية مجانية للآثار والسياحة المصرية أمام الملايين حول العالم»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الفترة القادمة ستشهد افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يعد من أكبر وأهم المشاريع الثقافية والمتحفية في العالم وليس في مصر فقط، وهو بوابة جديدة للسياحة المصرية، ورسالة للعالم عن الحضارة والتاريخ المصري».

وتابع: «هناك تقدير واستثمار كبير لزيارة الملوك والرؤساء والشخصيات الشهيرة عالمياً للآثار المصرية، لتكون تلك الزيارات وسيلة للترويج السياحي وجذب الاهتمام الدولي بعيداً عن التسويق المباشر، فهذا تسويق غير مباشر لمصر».

ولفت كارم إلى أن زيارة الملوك والرؤساء للمعالم الأثرية والسياحية المصرية ترتبط عادة بتغطية إعلامية كبيرة وواسعة المدى سواء داخلياً أو عالمياً، ما يضع مصر في دائرة الضوء في الأوساط السياحية، خصوصاً فيما يرتبط بالسياحة الثقافية المتمركزة في المناطق الأثرية التاريخية.

وأضاف الخبير السياحي أن «هذه الزيارات شهادة ثقة دالة على الأمن والاستقرار اللذين يحظى بهما المقصد السياحي المصري، وتشجيع للسائحين من مختلف الأسواق العالمية على زيارة مصر».

وعدّ افتتاح المتحف الكبير «فرصة فريدة لاستقبال ملوك ورؤساء العالم ضمن الفعاليات الدولية التي تواكب الحدث، وستكون الجولات الرسمية مع الزيارات الأخرى لها صدى دولي على المستوى الدولي من خلال التنسيق الإعلامي مع وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة».

جولة مع البعثة الآثارية الإسبانية في أثناء أعمالها بالأقصر (وزارة السياحة والآثار)

وتستعد مصر لافتتاح المتحف الكبير بالجيزة ليشكل منطقة مفتوحة على أهرامات الجيزة وأبو الهول، وبدأت التجهيزات اللوجيستية للافتتاح إلى جانب حملات الدعاية التي تطلقها مصر تحت عنوان «تنوع لا يضاهى»، وتطمح لاجتذاب 30 مليون سائح خلال عام 2030، وهو معدل الضعف تقريباً لما تحققه مصر حالياً من معدلات للجذب السياحي التي وصلت العام الماضي إلى 15.7 مليون سائح.


مقالات ذات صلة

شراكات «صندوق التنمية السياحي السعودي» تتجاوز المليار دولار لتمكين المشاريع

الاقتصاد جناح «صندوق التنمية السياحي» في المؤتمر (الصندوق) play-circle 01:17

شراكات «صندوق التنمية السياحي السعودي» تتجاوز المليار دولار لتمكين المشاريع

أبرم «صندوق التنمية السياحي السعودي» شراكات جديدة مع جهات حكومية وخاصة، بأثر مالي يتجاوز 4 مليارات ريال من دوره لتوسيع تمويل المنشآت السياحية الصغيرة والمتوسطة.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق المتحف المصري الكبير شهد زخماً من الزائرين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: نفي تطبيق زيادة رسوم التأشيرة يعالج مخاوف تأثيرها على السياحة

جاء نفي وزارة السياحة والآثار المصرية لأخبار تزعم تطبيق رفع رسوم تأشيرة الدخول إلى البلاد من 25 دولاراً إلى 45 دولاراً، ليعالج مخاوف من تأثير الأمر على السياحة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
الاقتصاد أمير الرياض خلال حفل إطلاق مؤتمر التمويل التنموي (الشرق الأوسط)

السعودية... زخم للتمويل التنموي قائم على التنوع والاستدامة

تعيش السعودية مرحلة مهمة ترتكز على التمويل التنموي القائم على الأثر والتأثير، والتنوع والاستدامة، ودعم رأس المال البشري، وتعزيز جودة الحياة.

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق إرث إنساني فريد وطبيعة استثنائية يعزّزان مكانة العُلا على خريطة السفر العالمية (واس)

العُلا تحصد لقب أفضل مشروع للسياحة الثقافية عالمياً لعام 2025

حصدت محافظة العُلا جائزة «أفضل مشروع للسياحة الثقافية في العالم لعام 2025» ضمن جوائز السفر العالمية، في إنجاز يعزّز حضورها وجهةً دوليةً للثقافة والتراث.

«الشرق الأوسط» (العلا)
شمال افريقيا بهو المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)

رفع قيمة تأشيرة الدخول إلى مصر... هل يؤثر على تدفقات السياحة؟

أثار قرار الحكومة المصرية زيادة «رسوم تأشيرات الدخول» إلى البلاد بنحو 20 دولاراً تساؤلات حول مدى تأثيره على حركة السياحة الوافدة إلى مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

آثاريون مصريون يطالبون بإعادة النظر في ترميم تماثيل بالأقصر

ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)
ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)
TT

آثاريون مصريون يطالبون بإعادة النظر في ترميم تماثيل بالأقصر

ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)
ترميم تمثال أمنحتب الثالث بـ«معبد ملايين السنين» (وزارة السياحة والآثار)

جددت أعمال الترميم الأحدث في معبد «ملايين السنين» بالأقصر، وما حظيت به من إشادات من الأوساط الآثارية، الحديث عن أعمال ترميم قديمة لتمثال رمسيس الثاني وتماثيل أخرى أثرية بالأقصر تعرضت للتشويه بسبب الترميم، مع مطالبات بإعادة النظر في هذا الملف، سواء بترميمها بطريقة احترافية.

كان وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، شهد إزاحة الستار عن تمثالين ضخمين من الألبستر للملك أمنحتب الثالث بعد ترميمهما وإعادة تركيبهما ورفعهما بموقعهما الأصلي بالصرح الثالث بالمعبد الجنائزي للملك بالبر الغربي بالأقصر.

ووصف الوزير في بيان، الأحد، هذا العمل، بالإنجاز الكبير الذي يستهدف الحفاظ على وإحياء أحد أهم معالم الحضارة المصرية العريقة، بما يليق بقيمته التاريخية، وبما يسهم في تعزيز مكانة الأقصر أحد أهم المقاصد السياحية والثقافية على مستوى العالم.

وأشار إلى التعاون المصري الألماني الممتد لسنوات طويلة، مؤكداً أنه يمثل نموذجاً ناجحاً للتعاون الدولي المثمر، ومعرباً عن تطلعه إلى استمرار هذا التعاون لسنوات عديدة قادمة بما يخدم أهداف الحفاظ على التراث الإنساني، وكرّم الدكتورة هوريج سوروزيان مديرة المشروع، والدكتورة نايري هابيكيان مهندسة الموقع.

ولم تتوقف الإشادة بمستوى الترميم والتعاون الدولي عند المستويات الرسمية، بل أشاد آثاريون ومهتمون بشؤون الآثار بالترميم الذي حدث بمعبد ملايين السنين، وقال الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، إن «البعثة الأوروبية التي تعمل بالموقع، والتابعة للمعهد الألماني، نجحت في جمع الأجزاء المتفرقة لتمثال أمنحتب الثالث بطريقة علمية سليمة، بل قاموا بإعجاز بكل المقاييس»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «قبل عشر سنوات اكتشفوا هذا التمثال وبدأوا في تجميع قطعه ليقدموا نموذجاً مهماً في الترميم، فهو ليس استكمالاً للتماثيل بما يؤدي لتحولها إلى تماثيل مسخ كما حدث في أماكن أخرى»، وطالب عبد المقصود بإعطاء مديرة المشروع وساماً على الجهود التي قامت بها، في الوقت نفسه أشار إلى نماذج أخرى لتماثيل تم تشويهها قائلاً: «هناك من يأتي بأسياخ حديد وخرسانة ليستكلموا التمثال وقواعد الترميم الصحيحة لم تقل هذا الأمر»، مضيفاً: «وجود بعض التماثيل المرممة بشكل خاطئ أمام معبد الأقصر وأمام معبد الكرنك فيه إساءة»، وأشار إلى أنه تم تشكيل لجنة لبحث هذا الأمر من قبل ثم توقف عملها.

وكان مشروع الحفاظ على تمثالي ميمنون ومعبد الملك أمنحتب الثالث شمل العديد من الأعمال، من أبرزها ترميم وإعادة تركيب ورفع زوج من التماثيل الجالسة المصنوعة من الكوارتزيت عند مدخل الصرح الثاني، كما تم رفع تمثالين ملكيين واقفين من الكوارتزيت عند البوابة الشمالية لحرم المعبد. وقد أُتيحت عملية إنقاذ هذه الآثار المفككة وإخراجها من الطمي والمياه المالحة وإعادتها إلى مواقعها الأصلية.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، الدكتور أحمد عامر، إن ترميم تمثالي الملك أمنحتب الثالث كان بمثابة مرحلة مهمة في عمليات الترميم، حيث تم ترميمهما بأعلى دقة وكفاءة.

وأضاف عامر لـ«الشرق الأوسط» أنها «ليست المرة الأولى في إظهار المهارة والدقة في أعمال الترميم، فقد تم ترميم طريق الكباش بشكل عالمي، وأيضاً صالة الأعمدة بمعبد الكرنك، لذلك لا بد من تشكيل لجنة مختصة لمراجعة التماثيل التي أثارت جدلاً في الفترات الماضية بمدينة الأقصر، منها على سبيل المثال تمثال الملك رمسيس الثاني والموجود أمام واجهة معبد الأقصر حتى الآن».

وسبق أن أعلن المجلس الأعلى للآثار قبل سنتين عن تشكيل لجنة لبحث ما أثير حول ترميم تمثال رمسيس الثاني بطريقة وصفها البعض بأنها لا تتوافق مع المبادئ والقواعد التقاليد المرعية في ترميم القطع الأثرية.

وأشاد الكاتب والباحث المهتم بالآثار المصرية، محمود مرزوق، بأعمال الترميم التي تمت بـ«معبد ملايين السنين»، وكتب عبر صفحته على «فيسبوك» إن فريق العمل استمر لسبع سنوات حتى خرج بنتيجة رائعة في ترميم تمثال أمنحتب الثالث، لافتاً إلى أن الخطأ في عمليات الترميم خصوصاً في الآثار المصرية القديمة يصعب تصحيحه، مؤكداً أن سر النجاح في ترميم التمثال الخاص بأمنحتب الثالث هو عدم التدخل في عمل المتخصصين.


«بهجة»... معرض فني مصري يستعيد شغف الطفولة

اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)
اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)
TT

«بهجة»... معرض فني مصري يستعيد شغف الطفولة

اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)
اللوحات رصدت بيئات ومشاهد متنوعة (الشرق الأوسط)

«بداخلي طفل صغير... كثيراً ما يبكي، قليلاً ما يفرح، فقد كثر بكاؤه بفعل ما يحدث بعالمنا المعاصر من تمزق وحروب وضحايا من الأطفال والكبار، وأحاول استعادة هذا الطفل مع طاقة من التفاؤل والفرح».

بهذه الكلمات وصف الفنان التشكيلي المصري، صلاح بيصار، معرضه «بهجة» المقام حالياً في غاليري «أوبتنو» بالزمالك (وسط القاهرة)، معتبراً أنه بهذه الأعمال التي يتداخل فيها الحس الشعبي مع الروح السريالية مع الألوان الساخنة المبهجة يستطيع أن يستعيد تلك الروح الطفولية المليئة بالبراءة والفرح والبهجة.

وفي هذا المعرض الذي يضم أكثر من 50 لوحة بأحجام مختلفة، يعود بيصار للرسم بعد فترة انقطاع، ويؤكد أن سبب انقطاعه عن الرسم كان الالتزام بالكتابة، فهو أيضاً واحد من أبرز النقاد التشكيليين في مصر.

الألوان المبهجة وألعاب السيرك في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

ويضم المعرض لوحات تبث البهجة في نفس المتلقي بألوانها المبهجة الساخنة في معظمها، ويصور الفنان من خلال أعماله السيرك وما به من مفارقات مضحكة أو عجيبة وغريبة، والقرية بمفرداتها وتفاصيلها المتنوعة، وكذلك البيوت والقصص الشعبية تجد مكاناً داخل لوحاته.

ويقول بيصار إنه يقدم «عالماً ينتمي للفانتازيا الشعبية بروح الخيال وحس سيريالي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن هذا العالم «تتصالح فيه كل الكائنات فى البر والبحر الطبيعة المفتوحة وتحت الماء»، فهو عالم يتسع للبشر والحيوانات والطيور والأسماك وحتى الفراش والنمل.

كل هذه العناصر تتحاور في لوحات بيصار محفوفة بالزينات والبيارق والأعلام، كأنه يقدم من خلالها دعوة للسلام، «لتعود الحياة بعالمنا إلى مرافئ المحبة والحلم والصفاء»، على حد تعبيره.

ومن تفاصيل البيئة الشعبية بكل مفرداتها يعيد بيصار تشكيل العالم بعيون طفل لم تفارقه الدهشة، وربما لهذا السبب بدت الألوان الزاهية هي المسيطرة في كل اللوحات، حتى تلك التي ترصد الطبيعة والبيوت الريفية البسيطة.

الفنان يرى في العالم مساحة رحبة للبشر والحيوانات وكل الكائنات (الشرق الأوسط)

صلاح بيصار المولود في المنوفية (دلتا مصر) عام 1952، تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، وتخصص في الديكور، إلا أنه اتجه أكثر للعمل الصحافي وحاز جائزة نقابة الصحافيين في الإخراج الصحافي في ثمانينات القرن الماضي، كما اهتم بالكتابة والنقد، وربما لهذا توقف عن تنظيم معارض فردية لأعماله منذ عام 1994، وإن كان شارك من بعده في العديد من المعارض الجماعية والفعاليات التشكيلية.

ويعتمد الفنان على الحس التعبيري في تقديم نماذج من القرية والشارع المصري، ولكن يبدو الاهتمام الكبر منصباً على لاعبي السيرك، لما يتضمنه عالمهم من تنوع في ألوان البهجة وتفاصيلها بالألعاب المختلفة، بينما تبدو المدرسة السريالية بتقنياتها الغرائبية الأقرب للحلم واضحة في اللوحات، ولكنها سريالية شعبية بالطريقة والأسلوب الخاص بالفنان.

وتبرز اللوحات الكبيرة مشاهد بانورامية للقرية أو للسيرك أو الشارع أو يمكن أن يخصصها للبورتريه، بينما تركز اللوحات الصغيرة الحجم على التفاصيل البسيطة التي تقترب من رموز وتيمات الحكايات الشعبية، في قالب فني يمنحها بعداً جديداً مشحوناً بطاقة من الفرح.


ساعة ذكية لتقليل نوبات غضب الأطفال

الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)
الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)
TT

ساعة ذكية لتقليل نوبات غضب الأطفال

الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)
الساعة الذكية ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية مثل ارتفاع معدل ضربات القلب (مايو كلينك)

طوّر باحثون في مجموعة «مايو كلينك» الطبية الأميركية نظاماً مبتكراً يعتمد على الساعة الذكية لتنبيه الآباء عند أولى مؤشرات نوبات الغضب الشديدة لدى الأطفال المصابين باضطرابات عاطفية وسلوكية، ما يتيح التدخل السريع قبل تفاقم النوبة.

وأوضح الباحثون أن هذا النظام يُقلّص مدة وحدّة نوبات الغضب، ما يخفف الضغط النفسي على الطفل ووالديه، ويُحسّن الأجواء الأسرية، ويُقلّل من الصراعات اليومية. ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية «JAMA Network Open».

ونوبات غضب الأطفال هي انفعالات مفاجئة وشديدة، تظهر في صورة بكاء حاد أو صراخ أو رفض للأوامر أو سلوك عدواني أحياناً. وغالباً ما تنتج هذه النوبات عن عجز الطفل عن التعبير عن مشاعره أو السيطرة عليها، وقد تكون أكثر حدّة وتكراراً لدى الأطفال المصابين باضطرابات عاطفية وسلوكية.

ورغم أن نوبات الغضب تُعد جزءاً طبيعياً من نمو بعض الأطفال، فإن استمرارها لفترات طويلة أو شدتها الزائدة قد يؤثر سلباً في الصحة النفسية للطفل والعلاقات الأسرية، ما يستدعي تدخلاً تربوياً أو علاجياً مبكراً للحد من آثارها.

ويعتمد النظام على ساعة ذكية يرتديها الطفل، ترصد مؤشرات التوتر الفسيولوجية، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب أو التغيرات في الحركة أو النوم. وتُنقل هذه البيانات إلى تطبيق على هاتف الوالدين مزوّد بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يُحلِّلها لحظياً ويُرسل تنبيهاً فورياً يحثّ الوالدين على التواصل مع الطفل وتهدئته في الوقت المناسب.

وأُجريت التجربة السريرية على 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات، كانوا يعانون اضطرابات عاطفية وسلوكية. واستُخدم نظام الساعة الذكية لدى نصف المشاركين على مدى 16 أسبوعاً، في حين واصل النصف الآخر العلاج القياسي. وقيَّمت الدراسة مدى التزام العائلات باستخدام التقنية، وقدرة التنبيهات الفورية على تغيير سرعة استجابة الوالدين وسلوك الأطفال.

وأظهرت النتائج أن التنبيهات الفورية ساعدت الآباء على التدخل خلال 4 ثوانٍ فقط، وأسهمت في تقليص مدة نوبات الغضب الشديدة بمعدل 11 دقيقة، أي نحو نصف المدة المسجّلة لدى الأطفال الذين تلقوا العلاج التقليدي فقط.

كما بيّنت النتائج أن الأطفال ارتدوا الساعة الذكية لنحو 75 في المائة من فترة الدراسة، ما يعكس قابلية التطبيق وارتفاع مستوى تفاعل العائلات مع هذه التقنية.

وقال الباحثون إن «هذه الدراسة تُظهر أن تدخلات صغيرة، إذا جاءت في التوقيت المناسب، يمكن أن تغيّر مسار نوبة الاضطراب العاطفي لدى الطفل؛ إذ تمنح الوالدين فرصة للتدخل الداعم، مثل الاقتراب من الطفل، وتقديم الطمأنة، وتعزيز المشاعر الإيجابية، وإعادة توجيه الانتباه، قبل أن تتصاعد النوبة».

وأضافوا أن هذا النظام يُثبت أن بيانات الأجهزة الذكية اليومية يمكن أن تساعد الأسر في الوقت الحقيقي؛ فقد تبدو الساعة الذكية جهازاً بسيطاً، لكنها عندما تُدعَم بعلاجات قائمة على الدليل وتحليلات متقدمة، تتحول إلى بارقة أمل للأسر التي تواجه أعراضاً سلوكية شديدة في المنزل.