تسعى مصر للاستفادة من نمو حركة السياحة البحرية، التي شهدت ازدهاراً في الفترة الأخيرة بين عامي 2021 و2024؛ حيث أعلن الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن حركة الملاحة بقناة السويس شهدت عبور السفينة السياحية العملاقة «AROYA»، قادمة من ميناء إسطنبول بتركيا ومتجهة إلى ميناء جدة بالمملكة العربية السعودية، وفق بيان للهيئة الأربعاء.
وهناك جهود تهدف إلى تعزيز مكانة قناة السويس باعتبارها مركزاً محورياً للسياحة البحرية والخدمات اللوجيسيتية، حيث من المقرر أن تتوقف السفينة في ميناء شرم الشيخ ضمن موانئ التوقف، وعلى متنها نحو 2300 سائح من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى طاقم يضم أكثر من 1500 فرد، حسب بيان الهيئة.
وترفع السفينة «AROYA» علم جزر المارشال ويبلغ طولها 335 متراً، وعرضها 38 متراً، وتستطيع أن تحمل على متنها 3362 سائحاً، بالإضافة إلى 1620 من طاقم السفينة.
وأكد رئيس هيئة قناة السويس أن عبور السفينة للمرة الثالثة خلال أقل من عام يبرهن على الثقة المتزايدة في قدرة وجاهزية القناة على استقبال كل أنواع السفن السياحية، حيث سبق وعبرت السفينة القناة في ديسمبر (كانون الأول) 2024 ويونيو (حزيران) 2025.
وأوضح الفريق ربيع أن «السياسات التسويقية المرنة التي تنتهجها الهيئة نجحت في جذب سفن الركاب العالمية للعبور عبر القناة، بالاستفادة من تخفيضات وحوافز من رسوم العبور للسفن السياحية التي تتوقف في الموانئ المصرية على البحرين المتوسط والأحمر».
وأثمرت هذه السياسة عن نتائج إيجابية ملحوظة، حيث نجحت في جذب 69 سفينة سياحية خلال الفترة من 2021 إلى 2024، بعدد ركاب نحو 38 ألف سائح، وحققت هذه السفن إيرادات بلغت نحو 15.8 مليون دولار، وفق ربيع.
تأتي هذه السياسات في ظل توقعات بأن تشهد سوق السياحة البحرية نمواً عالمياً، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد السياح عبر السفن السياحية سيصل إلى نحو 38 مليون سائح بنهاية عام 2025، ويرتفع إلى 40 مليون سائح بنهاية 2026.

ويرى الخبير السياحي المصري، محمد كارم، أن «مرور سفينة سياحية عملاقة على متنها أكثر من 2300 سائح تتضمن إشارة إلى الثقة الكبيرة التي توليها شركات السياحة العالمية للبنية التحتية في مصر، وقدرة قناة السويس وموانئها على استيعاب هذا النوع من السفن».
وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «توجه هذا العدد إلى ميناء شرم الشيخ يفتح المجال أمام تنشيط السياحة وزيادة معدلات الإنفاق في المدن الساحلية، مما ينعكس على الاقتصاد المصري».
ولفت كارم إلى أن «سياحة الكروز نمط جديد يضاف إلى الأنماط السياحية، كما أن الدمج الذي تقوم به قناة السويس مع الموانئ المصرية يعطي مصر فرصة لعرض مقوماتها السياحية أمام نمط جديد وشرائح جديدة من السياحة الوافدة إلى مصر، بالإضافة إلى أن سياحة الكروز معروفة بارتفاع معدل الإنفاق اليومي للسائح، كما يرتبط هذا النمط بمنتجات سياحية كثيرة مثل الرحلات الثقافية والبيئية، وأتوقع أن تصبح مصر مركزاً إقليمياً للسياحة البحرية».






