مريم حسين لـ«الشرق الأوسط»: متعة المسرح أهم من شهرة التلفزيون

الفنانة السعودية كشفت كواليس «طوق» و«خيوط المعازيب»

الفنانة السعودية الشابة مريم حسين خلال مشاركتها في مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي» (الشرق الأوسط)
الفنانة السعودية الشابة مريم حسين خلال مشاركتها في مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي» (الشرق الأوسط)
TT

مريم حسين لـ«الشرق الأوسط»: متعة المسرح أهم من شهرة التلفزيون

الفنانة السعودية الشابة مريم حسين خلال مشاركتها في مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي» (الشرق الأوسط)
الفنانة السعودية الشابة مريم حسين خلال مشاركتها في مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي» (الشرق الأوسط)

عدّت الفنانة السعودية الشابة مريم حسين المسرح «مختبراً يصقل الممثل ويصنع أدواته باعتباره المنبع الأصلي لكل الفنون»، لافتة في حديث إلى «الشرق الأوسط» إلى أن «المتعة التي تمنحها الأعمال المسرحية من خلال التفاعل المباشر للجمهور مع الفنانين تتجاوز أي شهرة وأهم من أي انتشار قد يحققه الفنان عبر أي وسيلة أخرى مثل السينما أو الدراما التلفزيونية».

وحظي أداء مريم بإشادة نقدية وتفاعل جماهيري لافتين، من خلال مشاركتها في المسرحية السعودية «طوق» التي عُرضت مؤخراً ضمن فعاليات الدورة الـ32 من مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي».

وشاركت الفنانة في عدة أفلام سينمائية قصيرة، لكن الجمهور عرفها على نطاق أوسع في مسلسل «خيوط المعازيب» الذي عُرض في الموسم الدرامي الرمضاني 2024، كما تستعد حالياً لعرض أحدث أعمالها وهي مسرحية «كونتينر» بالأردن.

ولفتت مريم إلى أن «مشاركتها في (طوق) كانت تجربة فريدة بالنسبة لها، فالدور مليء بالتحديات التي استفزت قدراتها كونها ممثلة، إذ يحتاج إلى تركيز شديد وانغماس كامل في النص والإيقاع الحركي»، موضحة أنها «أحبت فكرة المسرحية نفسها التي تمزج بين الرمز والواقع، وتجعل كل عرض تجربة جديدة تماماً، فالعمل مع فريق متكامل جعل الأمر أكثر ثراءً؛ لأن كل فرد يضيف رؤيته وتجاربه، ما خلق مساحة للتبادل الإبداعي المستمر».

وحول الجديد الذي حملته تجربة المشاركة في تلك المسرحية التي تتناول فكرة الرتابة والتكرار بشكل فلسفي، أشارت إلى أن «ما ميز العمل كثافة التفاصيل والحركة المستمرة، والتفاعل المباشر مع الجمهور، فكل لحظة على الخشبة تتطلب تركيزاً كاملاً، وكل حركة لها معنى، وكل إيماءة مرتبطة بسياق النص».

الفنانة السعودية الشابة مريم حسين (الشرق الأوسط)

وأضافت: «التحديات في الأداء والانضباط البدني والفكري الذي يحتاجه الدور جعلا التجربة مختلفة عن أي عمل سابق لي سواء في التلفزيون أو السينما، لقد تعلمت أن المسرح ليس مجرد أداء كلمات، بل بناء تجربة حية تؤثر في الجمهور مباشرة».

وفيما يتعلق بالمشاركة في مهرجان «القاهرة الدولي للمسرح التجريبي»، أشارت إلى أن «تقديم (طوق) في القاهرة كان مناسبة رائعة لاختبار العمل في بيئة ثقافية مختلفة بعد أن سبق تقديمه في كل من اسكوتلندا وفرنسا، والجميل أن الجمهور المصري تفاعل مع العرض بطريقة واعية جداً، وضحك وتأثر في اللحظات الدقيقة، على نحو أظهر فهم المشاهدين للنص والرموز والحركة على المسرح، رغم طبيعة العمل المغايرة، وهو ما يعطي الفنان شعوراً حقيقياً بالإنجاز».

وعما إذا كانت تزعجها حقيقة أن المسرح مثلما يصقل أدواتها باعتبارها ممثلة شابة، فإنه بالوقت نفسه لا يمنحها الشهرة مثلما تفعل السينما أو الدراما التلفزيونية، فردت: «المسرح بالنسبة لي هو الأساس والأصل، وهو المختبر الحقيقي لأي تجربة فنية، التلفزيون والسينما يصلان إلى جمهور أكبر، لكن المسرح يمنحك التفاعل المباشر مع الجمهور، والرؤية الحية لكل رد فعل».

مريم حسين تعبر عن حبها الكبير للمسرح (الشرق الأوسط)

وتعبر أن «متعة المسرح تكمن في هذا الاحتكاك الذي يصنع الفنان ويطور أدواته، وليس في الشهرة وحدها، ومتعة العمل على خشبته تظل بكل الأحوال أهم من أي شهرة».

ووصفت الممثلة السعودية تجربتها الأولى في الدراما التلفزيونية عبر مسلسل «خيوط المعازيب» بأنها «محطة مهمة للغاية، فقد حقق العمل نجاحاً كبيراً وترك أثراً إيجابياً لدى الجمهور، كما كان التفاعل ملموساً، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال التعليقات المباشرة من المشاهدين».

وأضافت: «هذه التجربة منحتني فرصة الوصول إلى جمهور أوسع في المنزل، وأظهرت لي كيف يمكن للتلفزيون أن يكون وسيلة فعّالة للتواصل مع الناس، كما منحتني خبرة جديدة ومهارات مختلفة، وساعدتني على تقوية قدراتي التمثيلية في سياق مختلف».

الفنانة السعودية الشابة مريم حسين خلال مشاركتها في مهرجان «القاهرة للمسرح التجريبي» (الشرق الأوسط)

وحول الأكثر صعوبة وإمتاعاً بالنسبة إليها، المسرح أم المسلسل التلفزيوني، شددت على أن «المسرح أصعب لأنه يتطلب تركيزاً وانضباطاً مستمرين، والتفاعل المباشر مع الجمهور يعطي تجربة لا تُقارن، أما التلفزيون فيمنحك متعة الوصول إلى جمهور أكبر، لكنه يفتقد عنصر اللحظة المباشرة».

لكن أين تقف مريم حسين من السينما؟ طرحنا عليها السؤال، فأجابت: «أنا مهتمة بالسينما السعودية بشكل كبير، خصوصاً مع الطفرة الحالية في إنتاج الأفلام، وسبق أن قدمت بعض الأفلام القصيرة، وأطمح لأن أكون جزءاً من مشاريع سينمائية هادفة وجيدة، تتيح لي التعبير الفني الحر وتطوير أدواتي».


مقالات ذات صلة

ندى أبو فرحات... انكسارٌ «صغير» يفتح أبواب الانكسارات الكبرى

يوميات الشرق عرضٌ يُحوَّل الانكسار إلى مساحة للتأمّل (الشرق الأوسط)

ندى أبو فرحات... انكسارٌ «صغير» يفتح أبواب الانكسارات الكبرى

المُشاهد يظنّ أنه يعرف ما سيُروى، لكنّ العرض يسحبه خارج منطقة توقّعاته...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مشهد يجمع أبطال المسرحية (فريق المسرحية)

«ثلاث آيات في الوحدة»... عرض أدائي يتأمل وجوه العزلة

عرض «ثلاث آيات في الوحدة» للمخرجة مايا زبيب يحوّل العزلة إلى تجربة فنية تفاعلية مع الجمهور.

فيفيان حداد (بيروت )
يوميات الشرق أوبريت «الليلة الكبيرة» تم عرضه في الفيوم (وزارة الثقافة)

مسرحية «الليلة الكبيرة» تستعيد وهجها بجولة في أنحاء مصر

تستعيد مسرحية «الليلة الكبيرة» وهجها كل حين بإعادة عرضها للجمهور بعد مرور أكثر من 64 عاماً على عرضها الأول، وانطلق العرض المسرحي الشهير في جولة بأنحاء مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق معالجة رؤية شكسبير وشوقي لقصة كليوباترا (وزارة الثقافة المصرية)

«كليوباترا»... استدعاء قصة الملكة المصرية مسرحياً

استعادت دار الأوبرا المصرية دراما الملكة كليوباترا عبر إحدى ليالي اللغة العربية بعنوان «كليوباترا... عروس الشرق»، خلال أمسية وعرض لكورال على مسرح الجمهورية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان يلتقي طلبة أكاديمية آفاق للفنون والثقافة (واس)

تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في الرياض

دشَّن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ويوسف البنيان وزير التعليم، أكاديمية آفاق للفنون والثقافة، بالتزامن مع ختام «مسابقة المهارات الثقافية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

حلّ لغز «الخاتم الماسي» في الفضاء

الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
TT

حلّ لغز «الخاتم الماسي» في الفضاء

الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)
الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم هي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم (جامعة كولن)

تمكّن فريق دولي بقيادة باحثين من جامعة كولن الألمانية من كشف سر ظاهرة فلكية فريدة تُعرف باسم «الخاتم الماسي» في منطقة تكوّن النجوم المعروفة باسم «سيغنوس X»، الواقعة على بُعد نحو 4500 سنة ضوئية في كوكبة الدجاجة.

وأوضح الباحثون أن هذا الهيكل الغازي العملاق يظهر على شكل حلقة مضيئة تشبه خاتماً يحتوي على «ماسة»، وهو ما أثار فضول العلماء لسنوات، ونُشرت النتائج، الاثنين، بدورية «Astronomy and Astrophysics».

وتعد منطقة تشكّل النجوم «سيغنوس X» واحدة من أكبر وأهم مناطق تكوّن النجوم في مجرة درب التبانة. وتشتهر هذه المنطقة بوفرة الغازات والغبار الكوني، ما يجعلها بيئة خصبة لتكوّن النجوم الجديدة والعناقيد النجمية.

كما تحتوي على عدد من النجوم الضخمة والشابة التي تؤثر في بيئتها المحيطة من خلال إشعاعها ورياحها النجمية، مسببة تكوّن فقاعات غازية وهياكل فلكية مذهلة.

وأكّد الفريق أن الحلقة المضيئة التي تشبه الخاتم، التي يبلغ قطرها نحو 20 سنة ضوئية، تتوهج بشدة في الأشعة تحت الحمراء، وهي بقايا فقاعة كونية نشأت بفعل إشعاع ورياح نجم ضخم يُقدّر حجمه بـ16 ضعف كتلة الشمس. وعلى عكس الفقاعات النجمية الأخرى، لم تتوسع هذه الحلقة بشكل كروي سريع، بل توسعت ببطء شديد وبشكل مسطح.

وأشار الباحثون إلى أن الفقاعة «انفجرت» عندما تسربت الغازات عبر مناطق أقل كثافة، لتبقى الحلقة المسطحة التي نراها اليوم.

وأظهرت المحاكاة الحاسوبية أن الفقاعة توسعت أولاً في جميع الاتجاهات، ثم تسربت عمودياً على مستوى السحابة، لتبقى على شكل «الخاتم الماسي» الحالي، ويُقدّر عمر هذه البنية الكونية بنحو 400 ألف عام، وهو صغير جداً مقارنة بعمر النجوم الضخمة.

دور النجوم الفتية

ولرصد تلك الحلقة، استعان الفريق بمرصد صوفيا الطائر (SOFIA)، وهو طائرة «بوينغ» معدلة تطير على ارتفاع يزيد على 13 كيلومتراً، لرصد الأطوال الموجية من الضوء غير القابل للرصد من الأرض وقياس حركة الغاز بدقة. وأظهرت النتائج أن الحلقة تتوسع بسرعة نحو 1.3 كيلومتر في الثانية (نحو 4700 كم/ساعة)، وهي سرعة بطيئة نسبياً مقارنة بالفقاعات النجمية المشابهة.

ووفق الباحثين، فإن النتائج تقدّم دليلاً مهماً على الدور الهائل الذي تلعبه النجوم الفتية الضخمة في تشكيل بيئاتها، والتأثير على تكوّن أجيال جديدة من النجوم داخل درب التبانة.

وقالت الدكتورة نيكولا شنايدر، المشاركة في الدراسة من جامعة كولن: «إن الخاتم الماسي مثال واضح على حجم تأثير نجم واحد في تشكيل سحب غازية هائلة».

لكنها أضافت عبر موقع الجامعة، أن الدراسة كشفت أيضاً حقيقة قد تُحبط محبّي الرومانسية الفلكية، إذ إن «الماسة» التي تظهر وسط الحلقة، وهي مجموعة من النجوم الفتية، ليست جزءاً من الخاتم كما يبدو من الأرض، بل تقع على بُعد مئات السنين الضوئية أمامه، وما يظهر من الأرض مجرد التقاء خط النظر فقط.


بذور الحبة السوداء تكافح السمنة وأمراض القلب

بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
TT

بذور الحبة السوداء تكافح السمنة وأمراض القلب

بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)
بذور الحبة السوداء تُعرف باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات (كليفلاند كلينك)

كشفت تجربة سريرية أجرتها جامعة أوساكا متروبوليتان في اليابان أن بذور الحبة السوداء المعروفة باسم حبة البركة في بعض البلدان قد تمثّل وسيلة طبيعية فعّالة للمساعدة في مكافحة السمنة وتحسين صحة القلب.

وأوضح الباحثون أن تناول بذور الحبة السوداء يومياً يمكن أن يساهم في خفض الدهون الضارة في الدم ورفع مستوى الدهون المفيدة، ونُشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية «Food Science & Nutrition».

وتُعد السمنة وأمراض القلب من أكثر المشكلات الصحية ترابطاً وانتشاراً حول العالم؛ إذ تؤدي زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم إلى رفع الضغط على القلب والأوعية الدموية، وزيادة مستوى الالتهابات والدهون الضارة في الدم. ومع مرور الوقت، تسهم السمنة في ارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين واضطراب التمثيل الغذائي، ما يجعل المصابين أكثر عرضة للنوبات القلبية والجلطات.

ولأنهما يرتبطان بعوامل نمط الحياة مثل النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني، فإن الوقاية منهما تعتمد أساساً على تحسين السلوك الغذائي وممارسة الرياضة بانتظام.

وتعرف بذور الحبة السوداء تاريخياً باستخدامها كعلاج طبيعي بفضل خصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات، إلا أن الدراسة الجديدة تسلط الضوء على دورها المحتمل في مكافحة السمنة. وخلال التجربة السريرية، تناول المشاركون 5 غرامات من بذور الحبة السوداء يومياً، أي ما يعادل ملعقة طعام تقريباً، لمدة ثمانية أسابيع.

انخفاض ملموس في الدهون

وأظهرت الدراسة انخفاضاً ملموساً في الدهون الثلاثية، وهي من أهم الدهون المرتبطة بزيادة خطر السمنة وأمراض القلب، بالإضافة إلى خفض الكولسترول الضار (LDL)، الذي يُعد عاملاً رئيسياً في تراكم الدهون بالشرايين وزيادة احتمالات تصلّبها وحدوث النوبات القلبية. كما لوحظ انخفاض الكولسترول الكلي في الدم، مما يعكس تحسناً عاماً في صحة القلب والأوعية الدموية.

في المقابل، سجّل المشاركون ارتفاعاً في مستوى الكولسترول الجيد (HDL)، المسؤول عن نقل الدهون الضارة إلى الكبد للتخلص منها، ما يمثل مؤشراً إيجابياً آخر على تعزيز صحة القلب.

ووفق الفريق، فإن هذه النتائج توضح التأثير المتكامل لحبة البركة على تحسين الدهون في الدم وتقليل مخاطر الأمراض القلبية.

كما أجرى الباحثون اختبارات خلوية لتوضيح آلية عمل البذور، حيث تبين أن مستخلص الحبة السوداء يثبط تكوّن الخلايا الدهنية ونضوجها من خلال منع تراكم قطرات الدهون داخل الخلايا وإعاقة عملية تمايزها، مما يعني أن البذور تعمل على المستوى الخلوي لمنع زيادة الدهون وتكوين السمنة.

وأكد الباحثون أن النتائج تشير بقوة إلى أن بذور الحبة السوداء يمكن أن تكون غذاءً وظيفياً فعّالاً للوقاية من السمنة والأمراض المرتبطة بنمط الحياة، وكان من المُرضي للغاية رؤية هذا التأثير الواضح على دهون الدم في تجربة بشرية.

ويخطط الفريق لإجراء تجارب أطول وأوسع نطاقاً لفهم تأثيرات الحبة السوداء على عمليات الأيض، مع التركيز على دورها المحتمل في مقاومة الإنسولين لدى مرضى السكري وتقليل مؤشرات الالتهاب.


«إم بي سي» تقلب الصفحة في برنامج «ذا فويس» وعن قصد

علي جابر يشن هجوماً على فناني الصف الأول (إم بي سي)
علي جابر يشن هجوماً على فناني الصف الأول (إم بي سي)
TT

«إم بي سي» تقلب الصفحة في برنامج «ذا فويس» وعن قصد

علي جابر يشن هجوماً على فناني الصف الأول (إم بي سي)
علي جابر يشن هجوماً على فناني الصف الأول (إم بي سي)

عندما أُعلن مؤخراً عن أسماء المدربين النجوم في برنامجي «ذا فويس» و«ذا فويس كيدز»، استغرب الأمر كثيرون، فهم، وعلى عكس ما عودتهم عليه مجموعة «إم بي سي» الإعلامية، لا ينتمون إلى نجوم الصف الأول. فكما أحمد سعد ورحمة رياض وناصيف زيتون، كذلك اختير رامي صبري وداليا مبارك والشامي. المجموعة الأولى تتولى مهمة التدريب والتحكيم في برنامج «ذا فويس»، وقد بدأت حلقات هذا البرنامج تُعرض منذ فترة قصيرة، في حين أن المجموعة الثانية ستتعاون معها «إم بي سي» في «ذا فويس كيدز». ومن المتوقع أن يبدأ عرض الحلقات بعد انتهاء موسم رمضان المقبل.

أحمد سعد من الفنانين الذين اختارتهم «إم بي سي» للتحكيم في «ذا فويس» (إم بي سي)

غابت أسماء شهيرة شاركت في هذه البرامج وأسهمت في انتشارها، من بين هؤلاء أحلام وراغب علامة وكاظم الساهر وتامر حسني ونانسي عجرم وغيرهم. من يقرأ بين السطور يدرك أن «إم بي سي» تبدّلت رهاناتها، وباتت تضع ثقتها في الشباب لأنها ترى فيهم نجوم الغد.

لا ينكر مدير عام القنوات التلفزيونية والمحتوى في مجموعة «إم بي سي» هذا التوجه، بل يصف هذه الخيارات بأنها مقصودة، مضيفاً أنه حان الوقت لتوفير الفرص أمام النجوم الشباب، وبذلك ينتقلون مما نسميه الصف الثاني إلى الأول. ويبرر جابر هذه الخطوة بأنها من باب مراجعة سياسة المجموعة من ناحية، ومن ناحية ثانية نتيجة نجاحات يحققها الفنانون الشباب، تفوق بنسب كبيرة تلك الخاصة بنجوم آخرين.

وربما يأتي هذا الإجراء من باب تمرير رسالة مبطنة تعبر فيها «إم بي سي» صراحة عن استيائها من تصرفات مارسها معها بعض نجوم الصف الأول. ويوضح جابر لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا ملاحظات كثيرة على بعض نجوم الصف الأول. يتعلّق الأمر بالناحية الإنسانية التي باتوا يفتقدونها مقابل تفاقم تفكيرهم المادي. وهو ما أدّى بنا إلى مراجعة سياستنا. فاستبدلنا بقوة النجومية جرعات إبداعية عالية جداً، ينتج عنها قيمة إنتاجية أفضل، ويواكبها السلوك المطلوب».

«أرى أن هذا الموسم من (ذا فويس) الأهم بالنسبة لكفاءة المشتركين فيه. عززنا المستوى المطلوب واستثمرنا في المواهب الخلّاقة. ومن ثمّ راهنا على المدربين من النجوم الشباب».

لكن السؤال هو: ماذا عن الخبرات التي يجب أن تتمتع بها لجان التحكيم من المدربين؟ فهل هؤلاء النجوم الشباب لديهم القدرات المطلوبة؟ يردّ علي جابر: «ليس دقيقاً ما يتم تداوله. فكما رحمة رياض وأحمد سعد، كذلك ناصيف زيتون، وغيرهم يتمتعون بنجاحات طويلة. وقد جاهدوا ومرّوا بتحديات كثيرة للوصول، ومرات كثيرة كانت نجاحاتهم نتاج جهد شخصي إذ لم يعوّلوا على أحد».

ناصيف زيتون في حلقة من برنامج «ذا فويس»» في موسمه الجديد (إم بي سي)

يكمل جابر: «كما أن عدد متابعيهم الخرافي على وسائل التواصل الاجتماعي يدحض هذا التباين. فليس من الضروري أن يكون المدرب كهلاً ليتمتع بخبرتي تحكيم وتعليم عاليتين. هذا الأمر نجده سارياً في برامج عالمية، وقد شاهدنا نماذج عدة في نسخ (ذا فويس) أجنبية، حيث اختيرت أسماء كانت قد فازت في موسم سابق وضُمَّت إلى لجنة التحكيم».

ويرى جابر أن بعض الفنانين من الصف الأول يعوزهم التواضع، مضيفاً: «عليهم التخفيف من غرورهم، وكذلك التحرر من هاجس تحقيق الربح من خلال أجور عالية يطالبون بها. لا يوجد مَن يستحيل الاستغناء عنه. بلادنا ولّادة نجوم، وهناك كثيرون غيرهم على الساحة. والشباب سيتحولون إلى نجوم صف أول قريباً جداً، شئنا ذلك أم أبينا. و(إم بي سي) ستتيح لهم هذه الفرصة».

يشير جابر إلى أن «إم بي سي» لن ترضى بأن تكون رهينة أشخاص محددين يقررون نجاحها، وهي مستعدة للنظر في قدرات أي موهبة جديدة. ومن واجباتها كونها مؤسسة إعلامية أن تقوم بهذا الدور. ويتابع: «لن نقفل أبوابنا في وجه أي موهبة فتية ناجحة، وقد برهنت غالبيتها على أنها موجودة وبقوة معنا أو دوننا».

يشرح جابر أن هناك نسبة شباب عالية تتابع برامج القناة، والعمل دائم لتكون البرامج صديقة للسوشيال ميديا. يقول: «إن برامجنا يمكنها أن تحيا لوقت طويل عبر وسائل التواصل، كما على الشاشة التلفزيونية والمنصات الإلكترونية. تشاهد كاملة عبر شاشاتنا، وبالتقسيط عبر الوسائل الأخرى. ونقوم بكل ما يلزم من مونتاج وتقنيات أخرى لتنتشر».

الشامي يطل قريباً في «ذا فويس كيدز» (إم بي سي)

يستطرد: «هناك زمن ولّى وآخر حلّ مكانه. وإذا لم تواكب (إم بي سي) هذا التغير فلا بد أن يتأثر انتشارها سلباً. لذلك فإنها والعاملين فيها هم السباقون. نقود الصناعة الترفيهية بالتحول ولن ننتظر أحداً».

وعن سبب تكرار بعض أسماء الممثلين المشاركين في دراما معرَّبة، وهو ما انتقده بعضهم إلى حد وصفه بالشللية، يوضح جابر: «ليس عندنا بتاتاً هذا النوع من الممارسات. كل ما نقوم به يدور في فلك المهنية البحتة. فليس لدينا أي عقود حصرية مع ممثلين محددين، وهو ما تتبعه بعض شركات الإنتاج. وليست لدينا حقوق حصرية مع أحد. نعمل على قاعدة الممثل المناسب في المكان المناسب، ولا معيار غير المهنية. وهو ما دفع بنا إلى التخلي عن خدمات مخرجين وكتّاب وعناصر أخرى درامية غير مناسبة».

يختم علي جابر متحدثاً عن برامج أخرى تنوي «إم بي سي» إطلاقها قريباً كـ«آراب غوت تالنت»، وكذلك «آراب أيدول»، وجميعها ستدور في فلك برامج «ذا فويس» نفسها وترتكز على فنانين شباب أيضاً.