توصلت دراسة بريطانية إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية يتقدم لديهم مرض السكري من النوع الثاني بشكل أسرع، ويواجهون خطر وفاة أعلى بسببه مقارنة بغيرهم.
وأوضح الباحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي وجامعة كوين ماري أن نتائج الدراسة يمكن أن تساعد صانعي السياسات والممارسين الصحيين على تخصيص موارد إضافية لمراقبة وعلاج السكري لدى الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، ونُشرت الدارسة، الثلاثاء، بدورية «BMJ Open Diabetes Research & Care».
ويرتبط السكري من النوع الثاني غالباً بزيادة الوزن، وقلة النشاط البدني، والعوامل الوراثية. ويمكن التحكم به عبر اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأدوية أو الأنسولين عند الحاجة، وذلك لتقليل مضاعفاته مثل أمراض القلب والكلى، أو مشاكل العيون والأعصاب.
ويُقدَّر عدد الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية في المملكة المتحدة بنحو 1.5 مليون شخص، وتشمل هذه الإعاقات حالات مثل متلازمة داون والشلل الدماغي. ويُعد التعامل مع مرض السكري من النوع الثاني لدى هذه الفئة تحدياً كبيراً، إذ يتطلب متابعة دقيقة ومستمرة قد لا يتمكنون دائماً من الالتزام بها، مما قد يؤثر على التحكم في مستوى السكر بالدم.
وأشار الباحثون إلى أنه حتى الآن لم تُجرَ أي دراسة واسعة النطاق حول تأثير الإعاقات الذهنية على نتائج مرض السكري من النوع الثاني، بما في ذلك التحكم بمستوى السكر في الدم، وتطور المضاعفات الوعائية الصغيرة والكبيرة، والحاجة إلى العلاج بالإنسولين باعتباره مؤشراً على شدة المرض، إضافة إلى مخاطر الوفاة.
ولسد هذه الفجوة البحثية، فحص الفريق السجلات الطبية لأكثر من 352 ألف بالغ تم تشخيصهم حديثاً بالسكري من النوع الثاني بين يناير (كانون الثاني) 2004 ويناير 2021 من قاعدة بيانات طبية بريطانية. ومن بين هؤلاء، استوفى نحو 280 ألف شخص معايير الدراسة، منهم 2074 شخصاً كانوا يعانون من إعاقات ذهنية عند التشخيص.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية يتقدم لديهم مرض السكري من النوع الثاني بسرعة أكبر نحو الحالات الشديدة التي تتطلب العلاج بالإنسولين، حيث كان احتمال الحاجة إلى الإنسولين أعلى بنسبة 20 في المائة مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من إعاقات ذهنية. كما تبين أنهم أكثر عرضة للوفاة بمعدل الضعفين لأي سبب، وبشكل خاص بسبب مرض السكري، مقارنة بغيرهم، رغم أن مخاطر المضاعفات الوعائية كانت متشابهة بين المجموعتين.
وأكد الباحثون أن «ارتفاع معدلات بدء العلاج بالإنسولين لدى الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية يحتاج إلى مزيد من الدراسة لمعرفة ما إذا كان ذلك بسبب سوء التحكم في السكر عند التشخيص أو نتيجة زيادة المراقبة الطبية». وأضافوا أن «البحوث المستقبلية حول أسباب هذا التقدم يمكن أن تساعد في تقليل الفجوات الصحية لدى الأشخاص المصابين بالسكري والإعاقات الذهنية».





