نظّمت وزارة السياحة والآثار مسابقة للتصوير الفوتوغرافي حول الآثار الغارقة المنتشلة والمعروضة في المتحفين «اليوناني الروماني» و«القومي» بمدينة الإسكندرية (شمال مصر)، واستطاع المشاركون في المسابقة، وعددهم 155 متسابقاً من 7 دول، هي مصر، والكويت، والسودان، والجزائر، وبيلاروسيا، وإسبانيا، وجنوب أفريقيا، الذين قدّموا ما يزيد على 750 صورة فوتوغرافية، أن يُعيدوا اكتشاف جماليات الآثار الغارقة.
وحسب بيان لوزارة السياحة والآثار، أبرزت اللقطات المشاركة في المسابقة جمال كنوز مصر الأثرية المنتشلة من تحت المياه، وقدّمت الشكر لكل من شاركوا في المسابقة خلال ختام فعاليات التراث الثقافي المغمور بالمياه، التي نظمتها وزارة السياحة والآثار.

وأعلنت الوزارة أسماء الفائزين بالمراكز العشرة الأولى في مسابقة «هواة التصوير الفوتوغرافي»، التي أطلقتها مطلع أغسطس (آب) الحالي بهدف اختيار أفضل صورة تُبرز إحدى القطع الأثرية المنتشلة من مياه البحر المتوسط.
جاء ترتيب الفائزين كالتالي: الصورة رقم 1 لكورتيز رايان ويد سايد من جنوب أفريقيا، والصورة رقم 2 لفرح عمرو أحمد السيد من الإسكندرية، والصورة رقم 3 لسلمى رضا عبد المنعم من الإسكندرية، والصورة رقم 4 لداليا محمد فتح الله عبد الرحيم من الإسكندرية، والصورة رقم 5 لمحمد عبد اللطيف أبو المجد من القاهرة، والصورة رقم 6 لآنا شوميل من بيلاروسيا، والصورة رقم 7 لمصطفى خالد من الإسكندرية، والصورة رقم 8 لأشرف مجدي فيكتور ملك من القاهرة، والصورة رقم 9 لروضة أحمد حسن من الإسكندرية، والصورة رقم 10 لمحمد عبد الظاهر عبد العلي من الجيزة.

وأكد معاون وزير السياحة والآثار لتنمية الموارد البشرية، الدكتور أحمد رحيمة، المنسق العام للفاعليات، أن لجنة متخصصة من أساتذة كلية الفنون الجميلة وأثريين من المجلس الأعلى للآثار قامت بتقييم الأعمال المشاركة، واختيار أفضل 10 صور للفوز بالمراكز الأولى.
وأوضح في بيان أن «الوزارة حرصت على أن تُمثل الجوائز حافزاً لتشجيع الفائزين على الارتباط بالتراث الثقافي المغمور بالمياه والتعريف به؛ حيث تتنوع الجوائز بين رحلات مجانية للمواقع الأثرية والمتاحف، تنظمها الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، إلى جانب تصاريح دخول مجانية للمتاحف والمواقع الأثرية تمنحها لهم الأمانة العامة للمجلس الأعلى للآثار».
وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الوزارة على دمج الفنون البصرية في الترويج للتراث الثقافي المصري المغمور بالمياه، وتشجيع المواهب الشابة على المساهمة في إبراز قيمة هذا التراث الفريد محلياً وعالمياً.

وعَدّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، مسابقة التصوير الفوتوغرافي لـ«الآثار الغارقة» في الإسكندرية تُمثل مبادرة بالغة الأهمية، ليس فقط على المستوى الفني، بل أيضاً على المستويين الثقافي والحضاري.
وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مشاركة مصورين من 7 دول مختلفة تعكس الاهتمام العالمي بالإسكندرية بوصفها مدينة تحمل ذاكرة بحرية وتاريخية فريدة، وتؤكد أن الآثار الغارقة لم تعد مجرد كنوز محلية تخص مصر وحدها، بل إرث إنساني مشترك».
وأضاف أن «الصور هنا تتحول من مجرد فن بصري إلى جسر للتواصل مع الماضي؛ فهي تُوثق لحظات نادرة من عالم تحت الماء، ظل طويلاً حبيس الأعماق. ومثل هذه المسابقات تُسهم في نشر الوعي العام بقيمة هذه الكنوز البحرية، وتُحافظ عليها من التهديدات البيئية والبشرية، فضلاً عن أنها تفتح الباب أمام دعم السياحة الثقافية والبحرية في الإسكندرية، ما ينعكس اقتصادياً وثقافياً على المدينة».
وهذه المسابقة ليست مجرد احتفاء بالتصوير الفوتوغرافي، بل إعادة سرد للتاريخ بعيون معاصرة، وتذكير بأن البحر يخفي في جوفه فصولاً من قصة مصر القديمة ما زالت قادرة على الإدهاش والإلهام، وفق عبد البصير.
يشار إلى أن مصر أعلنت مؤخراً عن انتشال قطع أثرية من تراثها المغمور تحت المياه؛ إذ استخرجت وزارة السياحة والآثار المصرية، 4 قطع أثرية من مياه البحر المتوسط عند منطقة ميناء أبو قير بالإسكندرية، أمام كاميرات وسائل الإعلام، وذلك في إطار إحياء اليوم العالمي للتراث المغمور بالمياه.



