«من الآخر»... رحمة رياض ترفع صوت المرأة العراقية والعربية بوجه القمع والعنف

الفنانة العراقية لـ«الشرق الأوسط»: أطمح للتأثير إنسانياً وليس فنياً فقط

المطربة العراقية رحمة رياض في مشهد من أغنيتها الجديدة «من الآخر» (إدارة أعمال الفنانة)
المطربة العراقية رحمة رياض في مشهد من أغنيتها الجديدة «من الآخر» (إدارة أعمال الفنانة)
TT

«من الآخر»... رحمة رياض ترفع صوت المرأة العراقية والعربية بوجه القمع والعنف

المطربة العراقية رحمة رياض في مشهد من أغنيتها الجديدة «من الآخر» (إدارة أعمال الفنانة)
المطربة العراقية رحمة رياض في مشهد من أغنيتها الجديدة «من الآخر» (إدارة أعمال الفنانة)

ليس طموح رحمة رياض أن تستثمر نعمة الصوت في أغنياتٍ رومانسية أو راقصة أو تراثية حصراً، بل تريد أن تنوبَ بحنجرتها عن نساءٍ صامتاتٍ كثيرات. «من الآخر» أغنية جديدة متمايزة عمّا سبقها من إصدارات في سجلّ الفنانة العراقية، لناحية تبنّيها قضيةً اجتماعية هي تمكين المرأة.

وسط مجموعة من النساء، تطلّ في الفيديو كليب. تقود شاحنةً تقلّهنّ إلى الحرية. ترافقهنّ وهنّ يضرمن النار في أثاثٍ وحقائب تخبّئ خيبات كل واحدة منهنّ وآلامها. «الأغنية موجّهة لأي امرأة تشعر بأنها سجينة أفكارها أو عُقَد المجتمع أو زواج سامّ أو عائلة ظالمة. أما الهدف فتوعيتها بحقوقها البديهية في العائلة والمجتمع وضمن العلاقة مع الشريك»، تشرح الفنانة لـ«الشرق الأوسط».

كلّما وردَتها قصة عبر معارفها أو الإعلام عن امرأةٍ معنّفة أو مظلومة، شعرت رياض بأنها مَعنيّة مباشرةً بالأمر. «إذا كنت أحقق أهدافي الفنية والعائلية وسط أهلٍ يحترمونني ويقدّرونني كامرأة، فهذا لا يعني أنني لا أتعاطف مع المتألّمات»، تقول والانفعال واضحٌ على وجهها. ما زالت قضية وفاة الطبيبة النفسية العراقية بان زياد تُرخي بثقلها على رحمة رياض.

شاءت الصُدَف أن يتزامن إصدار الأغنية مع انتشار الصور الدامية التي وثّقت الموت الغامض. «كنت أتمنى لو جرى التعامل مع القضية من قِبَل السلطات العليا في البلاد، وبشكلٍ أكثر جديةً حتى نعرف حقيقة ما جرى فلا يبقى الغموض الغريب سيد الموقف»، تقول رحمة رياض المتأثرة جداً بالوفاة التي قيل إنها انتحار.

يشغل الشأن العراقي بال رحمة رياض لا سيما قضايا حقوق المرأة العراقية (إنستغرام)

من أجل الإضاءة على مآسٍ لا تُحصى لنساءٍ عربياتٍ وعراقياتٍ كمأساة بان زياد، غنّت رياض «من الآخر»، وهي من كلمات مشاري إبراهيم وألحان عبد العزيز الويس وإخراج جاد رحمة. ترغب في أن تسلك الأغنية طريقها إلى إحدى الجمعيات العراقية المعنيّة بشؤون المرأة، كما تتطلّع الفنانة إلى لقاء رئيس الحكومة العراقي محمد شياع السوداني «لأعبّر له عن جوارحنا وآلامنا كنساء عراقيات»، وفق قولها. الانخراط أكثر في قضايا المرأة وحقوقها على أجندة رحمة رياض، وهي تبدي استعدادها لدعم أي جمعية عراقية تعمل في هذا الإطار، وحتى أن تترأسها إن اقتضى الأمر.

مفهوم «التأثير» بالنسبة إليها، لا يتبع المقاييس التي يفرضها عصر السوشيال ميديا. «أنا فخورة بأغانيّ العاطفية والإيقاعية التي حققت نجاحاً جماهيرياً وتجارياً، لكن ما الجدوى من هذا النجاح إن لم أتبنَّ قضايا إنسانية»، تتساءل الفنانة وهي تعرف الجواب مسبقاً. لا تطمح للاكتفاء بمجد الأرقام والتصفيق، إنما تريد لنفسها بصمةً تلامس الإنسان وتُحدث تغييراً إيجابياً في المجتمع، وفي الجمهور، وفي المقرّبين منها.

لا تريد رحمة رياض الاكتفاء بالتأثير الفني بل تطمح لأن تؤثّر إنسانياً (إنستغرام)

قضيةٌ أخرى تشغل رحمة رياض منذ سنة ونصف السنة، عنوانها «فراولة». «يوم ولدت ابنتي عالية كانت بشرتها بلون الفراولة فأطلقنا والدها وأنا هذا اللقب عليها وهو يرافقها منذ ذلك الحين». في البيت حيث لعالية لعبةٌ في كل زاوية، تمضي رحمة معظم وقتها مؤديةً دور الأم، وهو الأحب إلى قلبها. «كل يوم أمضيه مع فراولة مكرّس لها بالكامل، باستثناء ساعة الرياضة التي أحرص على مزاولتها يومياً». تتابع الحديث عن ابنتها التي غيّرت نظرتها إلى الحياة وجعلتها أقوى في مواجهة المطبّات: «هي سعادتي. مهما أكون محبطة من ظلم ما يدور حولنا في المنطقة وفي هذا العالم، ألتفت نحوها فأرى فيها بسمتي وملجأي».

رحمة رياض متزوجة بالممثل العراقي ألكسندر علوم ولهما ابنة اسمها عالية (إنستغرام)

رغم انغماسها في الأمومة، فإن رحمة رياض تتابع مشاريعها الفنية. على رأس جدول الأعمال حالياً، مشاركتها في لجنة تحكيم برنامج «ذا فويس» إلى جانب زميلَيها الفنانَين أحمد سعد من مصر وناصيف زيتون من سوريا. هي ليست المرة الأولى التي تخوض فيها تجربة التحكيم في برنامج للهواة، إذ سبق أن شاركت في «عراق آيدول» و«إكس فاكتور». لكن لتجربة «ذا فويس» خصوصيتها بالنسبة إلى رحمة رياض: «لطالما حلمت بأن أكون جزءاً من لجنة التحكيم في هذا البرنامج الذي تكمن ميزته في أننا نختار المواهب على أساس الصوت والأداء حصراً، من دون تأثير الشكل والإطلالة على القرار».

تنتقل مطلع سبتمبر (أيلول) من مقرّ إقامتها في بيروت إلى العاصمة الأردنية عمّان، حيث ينطلق تصوير البرنامج. وهي تبدي حماستها للقاء سعد وزيتون، ولمشاركة تجربتها مع مواهب غنائية عربية طموحة.

رحمة رياض خلال مشاركتها في لجنة تحكيم برنامج «إكس فاكتور» (إدارة أعمال الفنانة)

قبل 15 سنة، وقفت رحمة رياض في صفوف المتبارين على مسرح «ستار أكاديمي»، أما اليوم فهي حجزت لنفسها مقعداً ثابتاً وسط الحكّام. صحيح أنها نقلةٌ نوعيّة لكنها لا تُنسيها ما تعلّمته تحت أضواء «الأكاديمية» من دروس إنسانية وفنية. «في ستار أكاديمي تعلمت الصبر والدفاع عن النفس واحترام الأساتذة والالتزام بالمواعيد وغيرها الكثير»، تقول الفنانة.

وكأن المطربة الشابة تتعامل بامتنان مع كل تجربة تخوضها. للبنان الذي استقرّت فيه قبل 20 عاماً، تبدو ممتنّةً كذلك: «أنا ربيت هون... دخلت لبنان عام 2004 للمشاركة في برنامج سوبر ستار، ولم أستطع أن أغادر لفرط ما تعلّقت بالبلد». تتحدّث عن فيروز «مدرستي وأيقونتي التي أحببتُ لبنان بسبب حبي لها وتعلّمت العود بسببها وتتلمذتُ على أغانيها». كما تلفت إلى الاحتضان الذي حظيت به من الشعب اللبناني، وصنّاع الأغنية والفنانين والصحافيين.

من كواليس تصوير «من الآخر» في شمال لبنان (إدارة أعمال الفنانة)

لا تنكر رحمة رياض أنّ ما ينقص هذا السجلّ اللبناني الحافل أغنيةٌ باللهجة اللبنانية تكون بمثابة إضافة ثمينة لمسيرتها. منذ انطلاقتها، ركّزت الفنانة العراقية على لهجة بلادها بشكلٍ خاص واللهجة الخليجية عموماً، إلّا أنّ الآتي سيحمل البصمتَين اللبنانية والمصرية. «خطوتي المقبلة ستكون باتجاه مصر التي أريد دخولها من أوسع الأبواب»، تؤكد رحمة رياض، «وأنا على تواصل مع فنانين وملحّنين وكتّاب بارزين من بينهم أحمد سعد، وحسن الشافعي، وعزيز الشافعي».

لا تعني الأحلام الكثيرة أنها متسرّعة في التنفيذ، فهي تؤمن بالتأنّي ولذلك فإنها مقلّة بإصداراتها. تحرص على صناعة أغنياتٍ تشبهها، وفق تعبيرها. تنشغل بالمحتوى والإحساس الصادق، أكثر من انشغالها بركوب موجة «الترِند» المؤقّتة التي لا تضمن ولادة أغنية كما «الكوكب»، المحطّة الذهبية في مسيرة رحمة رياض.


مقالات ذات صلة

العراق يصنف «سهواً» حلفاء إيران «إرهابيين»... وارتباك داخل «التنسيقي»

المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بجانب نوري المالكي خلال مناسبة دينية في بغداد (إعلام حكومي)

العراق يصنف «سهواً» حلفاء إيران «إرهابيين»... وارتباك داخل «التنسيقي»

في غضون ساعات، تراجع العراق عن وضع «حزب الله» وجماعة «الحوثي» على قائمة إرهاب، بعد ارتباك وذهول بين أوساط حكومية وسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي مناصرون يحملون أعلام «حزب الله» اللبناني في بيروت (رويترز)

السوداني يوجه بالتحقيق في خطأ يتعلق بقائمة لتجميد أموال شملت «حزب الله» و«الحوثيين»

وجَّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، اليوم الخميس، بتحقيق عاجل ومحاسبة المقصرين بشأن الخطأ بقرار لجنة تجميد الأموال.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
تحليل إخباري ولدان يجلسان على خط الأنابيب العراقي - التركي في قضاء زاخو بمحافظة دهوك بإقليم كردستان العراق (روترز)

تحليل إخباري صراع خطوط الأنابيب... ازدياد النفوذ الأميركي في العراق وتراجع الهيمنة الإيرانية

شهدت الأشهر القليلة الماضية تصعيداً خفياً وفعالاً للضغط الدبلوماسي الأميركي على الحكومة العراقية، نتج عنه إعادة فتح خط أنابيب كركوك-جيهان.

«الشرق الأوسط» (بغداد، واشنطن)
المشرق العربي 
القنصلية الأميركية الجديدة تمتد على مساحة تفوق مائتي ألف متر مربع وتضم منشآت أمنية مخصصة لقوات «المارينز» (إكس)

واشنطن تدعو العراقيين للتعاون ضد ميليشيات إيران

دعا مسؤول أميركي بارز، العراقيين إلى التعاون «لمنع الميليشيات الإيرانية من تقويض الاستقرار» في العراق.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني خلال مراسم افتتاح القنصلية الأميركية في أربيل بإقليم كردستان العراق (شبكة روداو)

واشنطن للتعاون مع الشركاء العراقيين لتقويض الميليشيات الإيرانية

قالت الولايات المتحدة إنها تكثف تعاونها مع بغداد وأربيل لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من تقويض استقرار العراق.

«الشرق الأوسط» (أربيل)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.