كريم العدل: «220 يوم» أصعب أعمالي وأكثرها إلهاماً

المخرج المصري قال لـ«الشرق الأوسط» إنّ المسلسل يُواجه قسوة الزمن بالأمل

المخرج كريم العدل يؤكد أنّ السيناريو أولاً (صفحته في «فيسبوك»)
المخرج كريم العدل يؤكد أنّ السيناريو أولاً (صفحته في «فيسبوك»)
TT

كريم العدل: «220 يوم» أصعب أعمالي وأكثرها إلهاماً

المخرج كريم العدل يؤكد أنّ السيناريو أولاً (صفحته في «فيسبوك»)
المخرج كريم العدل يؤكد أنّ السيناريو أولاً (صفحته في «فيسبوك»)

قال المخرج المصري كريم العدل إنّ مسلسل «220 يوم» الذي انطلق عرضه مؤخراً يمثل بالنسبة إليه تجربة خاصة تحمل طابعاً إنسانياً عميقاً، لكونه يجمع بين مشاعر الحبّ والأمل في مواجهة قسوة الزمن ووطأة المرض.

تنطلق الأحداث من حكاية الروائي الناجح «أحمد فضل» (كريم فهمي)، الذي يكتشف إصابته بمرض عضال في لحظة مفصلية من حياته، وهي اللحظة نفسها التي تبشّره فيها زوجته «مريم» (صبا مبارك) بحمل طال انتظاره بعد رحلة طويلة، فيما يشير عنوان العمل إلى المدّة الزمنية المتبقّية في حياة البطل قبل الخضوع لجراحة قد تؤدّي إلى وفاته، وهي 220 يوماً يقرّر أن يختزل فيها ما تبقّى من عمره، محاولاً أن يعيشها بكامل طاقته، ويمنح مَن حوله لحظات لا تُنسى.

ويقول العدل في حواره مع «الشرق الأوسط»، إنّ المرض لم يكن محور الدراما بالنسبة إليه، بل مجرّد عنصر مُحرّك للأحداث، ودافع للشخصية الرئيسية لبدء رحلة لمواجهة الذات، مؤكداً أنّ «المسلسل يحاكي موضوعات أكبر مثل الحبّ، والأمل، والوقت، والحياة بما تحمله من لحظات حلوة ومُرّة، فالهدف كان تقديم قصة إنسانية تترك أثراً لدى المشاهد، بعيداً عن الميلودراما التقليدية أو استدرار التعاطف بشكل مباشر».

كريم العدل خلال التصوير (صفحته في «فيسبوك»)

ويؤكد المسلسل أهمية التفاصيل الصغيرة في الحياة، فهي تكتسب قيمة مضاعفة عندما يكون الوقت محدوداً، وفق العدل، مشيراً إلى أنّ «البناء الدرامي كان يعتمد على تكثيف الإيقاع وعدم الإطالة»، وهو ما تحقَّق من خلال قالب الـ15 حلقة الذي يراه مناسباً للأعمال التي تعتمد على قصة مركزة ومتصاعدة من دون حشو، مبيّناً أن اختياره لهذا الشكل لم يكن مصادفة، وإنما وليد إيمانه بأنّ القصة هي التي يجب أن تحدّد عدد الحلقات، وليس العكس.

وأوضح العدل أنّ «التعاون مع كريم فهمي للمرة الثانية بعد مسلسل (أزمة منتصف العمر) كان قراراً مقصوداً، باتفاق مسبق مع المنتج أنور الصباح، لتكرار التجربة ولكن في إطار مختلف تماماً لجهة القصة والشخصيات»، مؤكداً أنّ الكيمياء بينه وبين فهمي على المستويَيْن الفنّي والشخصي ساعدت على دفع العمل إلى الأمام، وأنّ البطولة النسائية التي قدّمتها صبا مبارك كانت مُكمّلة لهذه الثنائية، بما تمتلكه من حضور قوي وقدرة على التعبير عن الانفعالات الداخلية للشخصية.

كريم فهمي وصبا مبارك في مشهد من المسلسل (شاهد)

وتطرَّق المخرج المصري إلى مرحلة التحضير التي أكد أنها «كانت مليئة بالتحدّيات؛ بداية من اختيار مواقع التصوير على كثرتها وتنوّعها، مع ضرورة توفّر مواصفات خاصة في كلّ موقع بما يخدم القصة». ولفت إلى أنّ التحضيرات شملت أيضاً تصميم المؤثرات الخاصة بالمكياج لتجسيد المراحل المختلفة لعمر الشخصيات، مؤكداً أنّ «بعض التفاصيل الصغيرة مثل تدريب الكلب (هيكتور) الذي يظهر في مَشاهد كثيرة، كانت تتطلّب وقتاً وجهداً كبيرَيْن للوصول إلى النتيجة المطلوبة».

وأكد العدل أنّ اختيار فريق العمل خلف الكاميرا كان بالأهمية عينها، مشيراً إلى أنّ «التعاون مع مدير التصوير أحمد كردوس، ومصمّم الديكور يحيى علام، وفريق الملابس والموسيقى التصويرية، أسهم في تقديم عمل مُتكامل بصرياً وسمعياً».

وأشار إلى أنّ مدرسته الإخراجية لا تعتمد على الارتجال في مواقع التصوير، إذ يفضّل الاتفاق على كلّ شيء مسبقاً في جلسات تحضير طويلة مع الممثلين، يجري خلالها تبادل الاقتراحات وتعديل المَشاهد إذا لزم الأمر، لكن بمجرّد بدء التصوير، يلتزم الجميع بالنصّ المُتَّفق عليه، مؤكداً أنّ «هذا النهج يضمن وحدة الرؤية وتماسُك الإيقاع، خصوصاً في الأعمال التي تعتمد على بناء درامي محكم».

كريم العدل مع كريم فهمي في كواليس التصوير (شاهد)

وقال إنه لا ينشغل بموعد عرض المسلسل أو المنصة التي تعرضه، فمهّمته تنتهي بمجرّد تسليم الحلقات في الشكل الذي يُرضيه فنياً، تاركاً مسألة العرض والتوقيت لجهة الإنتاج. في المقابل يؤكد حرصه على متابعة ردود الفعل بقدر ما يستطيع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال آراء الأصدقاء والمقرّبين، لكنه «لا يسمح لتلك الردود بأن تؤثّر في قراراته الإبداعية المستقبلية.

وبيَّن العدل أنّ ما يحدّد اختياره لأيّ مشروع جديد هو السيناريو قبل أيّ شيء آخر، بغضّ النظر عن نوع العمل أو موسم العرض، مؤكداً أن «220 يوم» كان أصعب عمل أخرجه حتى الآن لجهة التحدّيات الفنّية والبشرية، لكنه في الوقت عينه منحه خبرات جديدة على جميع الأصعدة، بدءاً من الكتابة، مروراً بالتفاصيل الفنّية، وصولاً إلى إدارة فريق العمل.

وأكد كريم العدل أنّ ابتعاده عن السينما في السنوات الأخيرة لم يكن قراراً مُتَعمداً، بل نتيجة لحرصه على اختيار مشاريع سينمائية ذات قيمة، مشيراً إلى أنّ آخر أفلامه كان «العميل صفر» منذ عامين، وبعدها لم يجد السيناريو الذي يدفعه للعودة إلى الشاشة الكبيرة. وقال إنه حالياً في مرحلة استراحة بعد عامين من الانشغال الكامل بـ«220 يوم»، ليستعيد طاقته قبل العودة إلى قراءة نصوص جديدة.


مقالات ذات صلة

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

يوميات الشرق ندوة سامح حسين في إحدى الجامعات الحكومية المصرية (حساب الجامعة على فيسبوك)

جدل حول «تعيين» ممثل مصري في هيئة تدريس جامعة حكومية

أثار خبر تعيين الممثل المصري سامح حسين بهيئة تدريس جامعة حكومية، جدلاً واسعاً في مصر، وتصدر اسمه «الترند»، على موقعي «إكس» و«غوغل»، الثلاثاء.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق فهد البتيري في دور الطبيب النفسي من مسلسل «حالات نادرة» («شاهد»)

صعود الطبيب النفسي في الدراما السعودية... من «هزاع» إلى «حالات نادرة»

قبل نحو عقدين من الزمان، كانت زيارة الطبيب النفسي أمراً محرجاً في السعودية، وتتم في غالب الأحيان بالخفاء توجساً من وصمة «العيب».

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق الفنان التونسي لمين النهدي (الشرق الأوسط)

لمين النهدي لـ«الشرق الأوسط»: أنحاز للمسرح لأنه يمنحني الحرية

أكد الممثل التونسي لمين النهدي أنه انحاز للمسرح منذ بداية مسيرته الفنية لأنه يجد حريته في مواجهة الجمهور أكثر من السينما والدراما التلفزيونية.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق استمرت عملية تبريد النيران عدة ساعات (محافظة الجيزة)

حريق ديكور «ستوديو مصر» يربك تصوير «الكينج»

أخمدت قوات الحماية المدنية في مصر، الجمعة، حريقاً نشب في منطقة التصوير المفتوحة بـ«ستوديو مصر».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الفنانة صابرين أعلنت تحضيرها لمسلسل جديد (صفحتها على «فيسبوك»)

هل تنجح سير قارئات القرآن الكريم في النفاذ للدراما المصرية؟

أعلنت الفنانة صابرين تحضيرها لمسلسل «العدلية» عن أول قارئة للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية كريمة العدلية.

محمد الكفراوي (القاهرة )

لبلبة: شغفي بالتمثيل لم ينطفئ... ولم أندم على اختياراتي

 الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)
الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)
TT

لبلبة: شغفي بالتمثيل لم ينطفئ... ولم أندم على اختياراتي

 الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)
الفنانة لبلبة تحدثت عن مسيرتها الفنية بمهرجان «البحر الأحمر السينمائي» (الشرق الأوسط)

أكدت الفنانة المصرية لبلبة أنها لم تعتريها لحظة تفكير أو ندم على ما اختارته لحياتها التي منحتها للفن، ولم تندم أبداً على هذا الاختيار، وقالت ببساطة تماثل شخصيتها: «لا توجد في الفن خسارة، لقد كسبت الفن الذي تعلقت به منذ طفولتي، وكسبت جمهوراً كبيراً يحبني ويثق بي، والذي لا يعرفه البعض أن حياتي الشخصية هي نفسها حياتي الفنية»، وذلك في معرض تعليق للفنانة إلهام شاهين عما حققته لبلبة للسينما المصرية والعربية منذ أن بدأت التمثيل وهي طفلة وحتى اللحظة، مؤكدة أنها تعطي الشخصية من روحها وتجعلها أجمل من السيناريو المكتوب.

وتحدثت لبلبة عن شغفها بالفن خلال جلسة حوارية، الاثنين، بالدورة الخامسة لمهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، وأدارها أنطوان خليفة، مدير البرنامج العربي بالمهرجان، وقالت: «أحببت الفن وقدمت أعمالاً وأدواراً متباينة، وما رآه الجمهور في أعمالي يُعد نصف قدراتي التمثيلية، فما زال لدي الشغف لتقديم أدوار كثيرة لم أقدمها، مثل المريضة نفسياً أو ذهنياً»، مشددةً على تناسب الأدوار التي تؤديها مع مرحلتها العمرية لأنها لا تخدع الجمهور.

وبررت الفنانة المصرية تعلق الجمهور العربي بها ومحبته لها بقولها: «لقد نشأت بينهم منذ كان عمري 5 سنوات، ولم أشهد حياة غير الحياة الفنية، وأشعر بأنه ليس بيني وبين الجمهور جدار، بل أنا ملك هذا الجمهور، فلم يحدث أبداً أن تعاليت عليه لأنه من منحني النجومية وشجعني».

وتطرق أنطوان خليفة إلى التمثيل المغاير في حياة لبلبة بعيداً عن أدوارها الكوميدية والاستعراضية والشخصيات المركبة التي أدتها، حيث تم عرض مشهدين لها من فيلم «جنة الشياطين»، ومسلسل«مأمون وشركاه»، واستعادت لبلبة المشهد الذي جمعها والفنان محمود حميدة، وذكرت أن المخرج أسامة فوزي صوّر المشهد بـ«شوت واحد طويل» وكان يتم التصوير داخل نفق، وقامت بتصويره من أول مرة.

مع أنطوان خليفة الذي أدار اللقاء (الشرق الأوسط)

وعَدّت لبلبة شخصية «حميدة» التي أدتها في مسلسل «مأمون وشركاه» أمام الفنان عادل إمام من أصعب أدوارها، لأن الجمهور كان قد اعتاد أن يراها بوصفها ممثلة كوميدية، لكن الشخصية كانت مليئة بالمشاعر، ولفتت إلى أن مشاركتها للفنان عادل إمام في 14 عملاً سينمائياً وتلفزيونياً يؤكد على الاندماج الفني بينهما، وأصبحت تفهمه، وتركز مع عينيه وكلامه في كل مشهد، وأنها تشعر بأنه توأمها وقد أحبهما الجمهور معاً.

ومع عرض المهرجان لأحدث أفلامها «جوازة ولا جنازة» للمخرجة أميرة دياب ضمن برنامج «روائع عربية» قالت لبلبة عن تعاملها مع النص: «اعتدت أن أقرأ السيناريو كله ولا أهتم أن يكون دوري من البداية للنهاية، لكن المهم عندي أن يصدقني الناس في هذا الدور، وأن يمس العمل قلوبهم»، ولفتت إلى أنها حين التقت بالمخرجة أميرة دياب لأول مرة وأبدت موافقتها على الفيلم بعد حديث بينهما استغرق 12 دقيقة فقط، لأنها استطاعت أن توضح لها لماذا اختارتها وماذا تريد منها تحديداً في الأداء، مشيرة إلى ضرورة «أن تكون هناك مساحة من الراحة النفسية بين المخرج والممثل».

وشدّدت لبلبة على أنها لا تخشى العمل مع المخرجين في تجاربهم الأولى، فقد عملت مع المخرج أسامة فوزي في ثاني أفلامه «جنة الشياطين»، ونالت 3 جوائز عنه بوصفها أفضل ممثلة، وأكدت أن المخرج الجديد يضفي روحاً جديدة تطيل العمر الفني للممثل.

وعدّت لبلبة الشهيرة بـ«نونيا» اختيار المخرج الراحل عاطف الطيب لها في فيلم «ضد الحكومة» جرأة كبيرة منه لتقديمها في دور محامية انتهازية، وأشارت إلى أنها كانت تخشاه في البداية، وكانت تشعر بأنه غير راض عن أدائها لأنه لم يقل لها «برافو» بعد تصوير كل مشهد مثلما يفعل أغلب المخرجين، ونصحتها والدتها حينئذ بأن تسأله فقال لها ما دام قلت «الشوت الذي يليه»، فمعنى ذلك أنني راض عن المشهد، مؤكدة أنها تعلمت منه الكثير، وحازت 13 جائزة عن فيلميها معه «ضد الحكومة» و«ليلة ساخنة»، ونتيجة لذلك قالت: «أخذ كل المخرجين يرشحونني لأدوار مغايرة بعد عملي معه»، على حد تعبيرها.

وتطرقت لتجربتها مع المخرج يوسف شاهين في فيلم «الآخر»، مؤكدة أنه كان يحب الممثل كثيراً، وكان يهمه عين الممثل، وكيف يعبر بها في كل مشهد، وقد حرص على أن تتعلم «الكروشيه» لتماثل الشخصية التي تؤديها، وأجلسها داخل ديكور مناسب لتعتاد المكان، وتشعر به قبل التصوير.

وعن عاداتها في التصوير قالت لبلبة: «تعلمت الإخلاص في العمل من الكبار الذين عملت معهم، منذ طفولتي وأنا أذهب للتصوير وأنا جاهزة وقد حفظت ليس دوري فقط، بل أيضا حوار الممثل الذي سيقف أمامي في المشهد».

واشتهرت لبلبة منذ طفولتها بتقليد الفنانين، وشاركت بالتمثيل في أفلام سينمائية منذ طفولتها من بينها، «حبيبتي سوسو» 1951، و«4 بنات وضابط» 1954، و«الحبيب المجهول» 1955، ولم تتوقف عن العمل في مراحلها العمرية كافة، ومثلت نحو 93 فيلماً، وعملت مع كبار المخرجين، ومن بينهم، محمد عبد العزيز ويوسف شاهين وعاطف الطيب. كما حازت عشرات الجوائز والتكريمات المصرية والعربية.


«خلافات زوجية» تُنهي حياة ممثل مصري بعد مشاجرة في الشارع

الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)
الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)
TT

«خلافات زوجية» تُنهي حياة ممثل مصري بعد مشاجرة في الشارع

الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)
الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)

تسببت «خلافات أسرية» في إنهاء حياة الممثل المصري سعيد المختار، خلال وجوده لرؤية نجله البالغ من العمر 9 سنوات في أحد النوادي الشهيرة، وحسب وسائل إعلام محلية، فإن غرفة عمليات محافظة الجيزة تلقت بلاغاً يفيد بوجود مشاجرة في أحد الشوارع، أمام نادٍ شهير، بأحد أحياء المحافظة، أدت إلى مقتل الفنان سعيد المختار، وإصابة الطرف الآخر.

وحسب اعترافات «الطرف الآخر»، فقد تزوج عرفياً من طليقة الممثل منذ أشهر عدة، وكان بصحبتها لتنفيذ حكم رؤية نجلها لوالده «القتيل»، مؤكداً في أقواله أنهما ذهبا للجلوس بأحد المقاهي، لكن الفنان الراحل اعترضهما بسلاح أبيض مما تسبب في إصابته بجرح في يده أثناء المشاجرة أدى لوفاته، لافتاً إلى أن «الراحل هو من بدأ بالاعتداء»، وفق أقواله.

وتصدر اسم سعيد المختار «الترند»، بموقع «غوغل»، في مصر، الاثنين، بينما أعلنت أسرته على حسابه بـ«فيسبوك»، عن إقامة مراسم جنازته وعزائه في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، بعد أن أمرت النيابة بتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، وتحديد نوع الإصابة والأداة المستخدمة، وفحص الأدلة، وكاميرات المراقبة.

في السياق، قررت النيابة العامة، الاثنين، حبس «المتهم» بقتل الفنان سعيد المختار، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وطلبت استدعاء «زوجة المجني عليه»، للتحقيق والوقوف على ملابسات الواقعة، حيث قالت طليقته، في أقوالها إنها انفصلت عن الراحل منذ 3 سنوات، واتفقا على تنفيذ الرؤية قبل أشهر، مؤكدة أنه اعترض طريقها وزوجها الحالي واعتدى عليهما بسلاح أبيض، مما أسفر عن إصابته ووفاته، وأنها لم تتوقع أن تؤدي المشاجرة إلى الوفاة.

الفنان الراحل سعيد المختار (حسابه على موقع فيسبوك)

وأكدت محامية سعيد المختار، لوسائل إعلام محلية، أن الراحل قُتل عن عمد، وأن أم نجله ما زالت زوجته وليست طليقته كما يقال، لكنها رفعت دعوى خلع منذ شهرين، موضحة أن الخلافات بينهما كانت بسبب «المتهم» الذي كان يتردد على مقهى يمتلكه الممثل الراحل في وجودها.

بينما قالت شقيقته إن زوجته قامت برفع قضية خلع ولم يتم الحكم بها، وإن نجله أبلغه أثناء الرؤية بأن والدته في الخارج مع صديقه، لافتة إلى أن شقيقها وصلت إليه رسائل تهديد عدة من المتهم، لكي ينهي علاقتهما الزوجية.

ونعى الراحل عدد كبير من أصدقائه على «السوشيال ميديا»، من بينهم الكاتب المصري محمد الغيطي، الذي أكد في منشور على حسابه بـ«فيسبوك»، أن «الراحل كان يتحدث معه منذ أيام واتفقا على المقابلة»، موضحاً أنه ممثل قدير أفنى حياته في المسرح، وكان يعمل بلا مقابل أحياناً من أجل عشقه للفن، لافتاً إلى أن «آخر دور قدمه الراحل كان في عمل من تأليفي، وهو مسلسل (جريمة منتصف الليل)».

وأضاف الغيطي لـ«الشرق الأوسط»: «الراحل كان شخصاً كريماً وهادئاً، والابتسامة لا تفارق وجهه، وكان عاشقاً للمسرح، ويجوب المحافظات للمشاركة في عروض الثقافة الجماهيرية دون مقابل».

وأشار الغيطي في منشور «سوشيالي» آخر: «عرفت أن الفنان الراحل سعيد المختار قُتل على يد صديقه أمام ابنه وزوجته التي رفعت عليه قضية خلع قبل الحادث»، مؤكداً أنه «يشم رائحة غدر»، لافتاً إلى أن آخر دور لسعيد في مسلسل «جريمة منتصف الليل»، تحقق في الواقع.

وتعليقاً على ربط دراما التمثيل بالواقع مثلما نوه الغيطي في منشوره بوجود تشابه بين مقتل سعيد المختار في آخر أعماله الفنية وبين مقتله بالواقع، أكد الغيطي في حديثه أن «هذا الموقف حصل معه من قبل في عملين؛ إذ توفي أحد الممثلين في مسلسل (أدهم الشرقاوي) عقب تهديده بالقتل بأحد المشاهد، كما أن ظواهر أخرى تحققت فعلياً بالواقع وهي انهيار صخرة بجبل المقطم، وذلك أثناء عرض مسلسل (بنت من الزمن ده)، الذي شهد على الواقعة درامياً».

وفنياً، شارك سعيد المختار في أعمال متعددة من بينها «الدالي»، و«الباطنية»، و«سمارة»، و«الأخوة الأعداء»، بجانب مشاركته في عدد من المسرحيات.


كاريتك آريان: أسعى لتحقيق التوازن بين المبادئ الفنية و«الجماهيرية»

الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)
الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)
TT

كاريتك آريان: أسعى لتحقيق التوازن بين المبادئ الفنية و«الجماهيرية»

الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)
الممثل الهندي استقبله الجمهور بحفاوة (الشرق الأوسط)

احتشد جمهور «مهرجان البحر الأحمر السينمائي»، في نسخته الخامسة هذا العام، داخل قاعة الندوات، الاثنين، لاستقبال النجم الهندي كارتيك آريان في أول زيارة له إلى جدّة.

وكان واضحاً أن نسبة كبيرة من الحضور جاءت بدافع الإعجاب والحماس لرؤيته، وقد قابل آريان هذا الحضور بمحبة واضحة، متنقّلاً بخفة بين الإنجليزية والهندية، مع حرص على مداعبة الجمهور بين الحين والآخر، متحدثاً عن محطات عدة في حياته.

بدأ آريان حديثه بالتعبير عن امتنانه لوجوده في السعودية لأول مرة، مشيداً بالتطور اللافت الذي حققه «مهرجان البحر الأحمر» خلال 5 سنوات فقط، وبشعاره «في حب السينما» الذي قال إنه يعكس الروح الحقيقية لهذا الحدث، عادّاً أن «ما يحدث في السعودية اليوم على مستوى السينما كان أمراً يصعب تخيله قبل سنوات قليلة».

وانتقل آريان إلى استعادة بداياته، متذكراً أول يوم له أمام الكاميرا، وعدم شعوره يوماً بأنه غريب عن هذه الصناعة؛ إذ كان دائم الإيمان بقدراته وباختياراته، وبشغفه العميق تجاه السينما، وحبه الشخصيات التي يقدمها، والعمل مع مخرجين ونجوم يحبهم.

وأوضح أنه بدأ مسيرته بالمشاركة في الإعلانات وجلسات اختبار الأداء، قبل أن يحصل على أول فرصة في فيلم لقناة هندية أصبح لاحقاً سفيراً لها، مؤكداً أنه يشعر بالامتنان لهذه المحطات، لكنه لا ينسب نجاحه إلى الحظ وحده؛ لأن «المبادرة أساسية»؛ ولأن «الإيمان بالهدف والعمل الجاد ركيزتان» في كل ما حققه.

كاريتك آريان تحدث عن مسيرته الفنية (الشرق الأوسط)

وأعرب النجم الهندي عن إعجابه بكثير من المخرجين الذين تابع مسيراتهم، ورغبته منذ البداية في بناء مسيرة خاصة به بعيداً عن أي قوالب مسبقة، مشيراً إلى أن المنصات العالمية كسرت حاجز اللغة، وأتاحت تواصلاً أسهل مع صناع السينما؛ مما يجعل من الممكن تحقيق مزيد من التعاون بفضل التكنولوجيا والانتشار الرقمي الواسع.

وفي حديثه عن خياراته التمثيلية، قال آريان إنه لم يكن يفكر في أي صور نمطية عندما قدّم «شخصية الشرطي» في بداياته؛ لأن الخيارات أمامه كانت محدودة آنذاك، لكن مع مرور الوقت، خصوصاً بعد النجاح الكبير لفيلم «سونو كي تيتو كي سويتي» الذي غيّر مساره بالكامل، أصبح قادراً على انتقاء الأدوار التي تناسبه، وأصبحت أفلامه قابلة للتسويق بشكل واسع؛ مما فتح أمامه آفاقاً أوسع للاختيار.

وأوضح أنه يعمل حالياً على مجموعة من الأفلام المتنوعة التي تحمل الطابع التجاري، لكنه يسعى دائماً إلى إيجاد توازن بين المبادئ الفنية والحسابات الجماهيرية، مشيراً إلى أن السيناريو نقطة الانطلاق لأي فيلم، وأنه يبدأ دائماً من قراءته قبل اتخاذ أي قرار، كما شدد على دور المخرج؛ لأنه صاحب الرؤية التي ستحمل القصة إلى الشاشة.

وأكد أنه يتعلم من نجاحاته كما يتعلم من إخفاقاته، وأن كل مشروع يضيف إلى خبرته شيئاً جديداً، فيما توقف آريان عند فيلم «بولي بوليه»، عادّاً أنه الأقرب إلى قلبه، ومبدياً سعادته بالمشاركة في التجربة من الجزء الثاني.

وأشار إلى أنه محظوظ بالتعاون مع عدد كبير من الممثلين والممثلات الذين جمعته بهم صداقات جعلت بيئة العمل أكبر سلاسة وأفضل إبداعاً.

وعاد ليستذكر شغفه القديم بالسينما منذ طفولته، رغم أنه لم يَبُحْ لوالديه برغبته في التمثيل؛ إذ كانا يتوقعان أن يسير على خطاهما في المجال الطبي، خصوصاً والدته التي كانت مصرة على ذلك... لكنه صارحهما برغبته عندما وقّع عقد أحد أفلامه الأولى.

وأكد أنه يسعى اليوم إلى الحفاظ على هذا الشغف، مؤمناً بأن الجمهور يرحّب بتقديمه أدواراً مختلفة ومتنوعة، لافتاً إلى أن الثقة بالنفس تساعد الفنان على تجاوز الصعوبات، وأن الطموح يكبر كلما بلغ الإنسان مرحلة جديدة، واصفاً نفسه بأنه «إنسان جاد في الحياة»، لكنه يحتفظ دائماً بـ«مساحة للحلم وللمغامرة الفنية».