يراهن المخرج المسرحي خالد جلال على تقديم كوميديا تلامس الواقع من خلال أجيال جديدة من الفنانين، عبر عرضه المسرحي الأحدث «حواديت» الذي يشارك في «المهرجان القومي للمسرح المصري»، الممتد حتى 6 أغسطس (آب) المقبل.
يتَّسم العرض الذي صاغ قصته وأخرجه خالد جلال، بالمزج بين متناقضات عدة، كالتاريخ واللحظة الراهنة، والمأساة والملهاة، والخيال والواقع، والجدية واللعب المسرحي... كل ذلك في توليفة فنية تعتمد على أداء الممثلين الشباب.
ويتناول العمل، على مستوى المضمون، عدداً من القصص أو «الحواديت» التي تنطوي على نقد اجتماعي لمظاهر سلبية، أو تحتفي بالحب والمشاعر، وتحمل رسالة تتعلق بأهمية تعميق الوعي بالآخرين، والإحساس بهم، والتنفير من الأنانية، وذلك في إطار من الكوميديا الخفيفة، والإيقاع السريع، والحوار.

ومن أبرز تلك الحكايات: العريس الذي يُفاجَأ بمرض عروسه الجلدي ليلة العرس، ثم يكتشف أنه هو نفسه مصاب بالسرطان، في مفارقة إنسانية ودرامية بالغة الحزن والدلالة. وهناك كذلك الأستاذ الذي اكتشف موهبة تلميذته الفنية، لكنها انجرفت إلى سطحية الشهرة الزائفة والمؤقتة التي تمنحها مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال خالد جلال مخرج العرض ومؤلفه: «العرض بطولة جماعية لخريجي الدفعة الثالثة من مشروع (استوديو المواهب) الذي أشرفت عليه ضمن مبادرة لضخ دماء جديدة في حركة المسرح والتمثيل عموماً»، مضيفاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «ردود الفعل تجاه العرض فاقت كل التوقعات من حيث شدة الإقبال؛ وذلك لسبب بسيط يتمثل في صدق العمل وقدرته على التعبير عن أزمات الإنسان العادي».

ويتطرّق العرض في قصصه إلى قضايا أخرى ملحّة على الساحة المجتمعية، مثل المغالاة في تكاليف الزواج، والتنمر من خلال قصة شاب بدين وأم مصابة بمرض ألزهايمر، فضلاً عن انتشار اليأس إلى حدّ الرغبة في الانتحار، وكيف يمكن لدقائق بسيطة من الحب أن تُنقذ شخصيات أوشكت أن تُنهي حياتها.
وتمكّن جلال من ضبط أداء 36 ممثلاً، وبناء حالة من التناغم بينهم، مع منحهم كثيراً من الثقة في أنفسهم، والصبر على أخطاء البدايات الأولى في البروفات وجلسات ورشة التمثيل العديدة، حتى جاء أداؤهم على خشبة المسرح ليعكس حجم الجهد المبذول في إعدادهم مسرحياً، وشحذ قدراتهم، وتهيئتهم على المستويات النفسية، والذهنية، والحركية، وفق تعبيره.

وأوضح أن أهم ما حرص عليه في تلك التجربة الجديدة هو إبراز الطابع الإنساني للعرض، من خلال اختيار قصص تُلامس الواقع وتعبّر عنه بقوة، بحيث يجد المتفرج نفسه في إحدى الحكايات المعروضة، لافتاً إلى أنه حرص كذلك على أن يأتي أداء الممثلين تلقائياً وصادقاً حتى يتقبّله المشاهدون ويندمجوا معه سريعاً، فتترسخ حالة من التجاوب، وتتحقّق متعة الفرجة.
ويحظى خالد جلال بألقاب عدّة في الأوساط الفنية، منها: «الأستاذ»، و«صانع النجوم»، و«مكتشف المواهب»؛ نظراً لدوره في اكتشاف وتقديم العديد من المواهب الفنية التي حققت نجاحات لافتة، وتصدّر بعضها المشهد لاحقاً، مثل: نضال الشافعي، ومحمد شاهين، وبيومي فؤاد، وياسر الطوبجي، وسامح حسين، وإيمان السيد، ومحمد فراج، وعلي ربيع، وأوس أوس، وهشام إسماعيل.






