أثار حادث جديد على الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية (شمال مصر)، السبت، موجة من الغضب والانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي ومن نواب في البرلمان، بعد تصادم سيارتي «ميكروباص» على الطريق الإقليمي (اتجاه القاهرة الإسكندرية) وتسبب الحادث في وفاة 9 أشخاص، وإصابة 11 شخصاً، وفق وزارة الصحة والسكان.
وتوجه محافظ المنوفية، اللواء إبراهيم أبو ليمون، إلى مستشفى الباجور العام للاطمئنان على الحالة الصحية لمصابي حادث «الإقليمي» بمنشأة القناطر، ووجّه بالمتابعة الطبية الدقيقة للحالات، وتوفير كل الخدمات وسبل الرعاية الصحية لها.
وأصدر وزير الصحة والسكان بمصر، نائب رئيس الوزراء، خالد عبد الغفار، توجيهاته برفع درجة الاستعداد القصوى بكل المستشفيات المحيطة، وتوفير جميع سُبل الرعاية الطبية والإسعافية للمصابين، وتقديم الدعم النفسي لهم ولأسر الضحايا.
ودفعت هيئة الإسعاف المصرية بـ18 سيارة لموقع الحادث فور وقوعه، وتم نقل المصابين إلى مستشفى الباجور التخصصي لتلقي الرعاية الطبية العاجلة.
وتصدّر الحادث قائمة «التريند» على منصة «إكس» في مصر يوم السبت، وتوالت التعليقات التي تنتقد تتابع الحوادث على الطريق الإقليمي، وكتب حساب على «إكس» باسم «اعرف أكثر»، منتقداً وقوع الحوادث كثيراً في هذه الفترة، موجهاً اللوم لكل المقصرين في عملهم.
ده الطريق الإقليمي بقا طريق الموت حرفيا كده ربنا يرحم اللي ماتوا ويشفي المصابين يارب وينتقم من كل واحد بياثر ف شغله هي ارواح الناس ديه مالهاش اهتمام ولا قيمه pic.twitter.com/0f2Hqi8YVv
— اعرف اكترA3raf aktar (@A3raf_aktar) July 5, 2025
وجاء تعليق آخر لحساب باسم «أحمد حمدي» على «إكس» ليشرح طريقة وقوع الحادث الذي بدأ باصطدام سيارة «ميكروباص» بالرصيف، ثم مجيء سيارة أخرى «ميكروباص»، واصطدمت بها من الخلف، ما أدّى إلى هذا العدد من الضحايا.
9 وفيات و11 مصاباً في تصادم مروع على الطريق الإقليمي بالمنوفية.(طريق الموت)الحادث بدأ عندما اصطدمت سيارة ميكروباص بالرصيف الجانبي مما أدى إلى انحرافهاوجاءت سيارة أخرى تسير خلف الميكروباص واصطدمت به من الخلف، مما تسبب في هذا العدد الكبير من الضحايا.#الهلال_فلومينينسي pic.twitter.com/SpE1rdW9cf
— (@cruise808) July 5, 2025
وكان الطريق الإقليمي بمحافظة المنوفية، في نطاق مركز أشمون (شمال مصر)، قد شهد حادثاً مأساوياً قبل أسبوع، أسفر عن وفاة 19 فتاة وسائق ميكروباص، وإصابة 3 آخرين، إثر اصطدام سيارة نقل بالميكروباص. وتراوحت أعمار الفتيات الضحايا بين 14 و23 عاماً، وكنّ يعملن بنظام «اليومية» في إحدى مزارع العنب. وأثار الحادث موجة من الغضب والانتقادات الموجهة إلى مسؤولين في الحكومة المصرية، فيما أطلق بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي على هذا الطريق اسم «طريق الموت».
وبلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق بالبلاد 5260 شخصاً عام 2024، مقابل 5861 عام 2023، بنسبة انخفاض 10.3 في المائة، وفق أحدث إحصائية لـ«جهاز التعبئة العامة والإحصاء بمصر»، في حين سجّلت إصابات حوادث الطرق 76362 إصابة في 2024، مقابل 71016 عام 2023 بنسبة ارتفاع 7.5 في المائة، وفق التقرير نفسه.
وأعاد الحادث الجديد الانتقادات ومشاعر الغضب التي فجّرها الحادث السابق، الذي راح ضحيته 19 فتاة، وتوالت التعليقات المنتقدة لتكرار الحوادث على صفحات «السوشيال ميديا».
و زعلانين ان بنقول طريق الموت pic.twitter.com/tHCtbfTCNu
— Mona Samy (@monasamy00) July 5, 2025
وقال رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «التجمع» المصري، النائب عاطف مغاوري، إن سبب تكرار هذه الحوادث يعود إلى «عدم المتابعة في تنفيذ وتسيير الطرق»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «عامل السرعة في إنشاء المشروعات يؤدي أحياناً إلى وجود عيوب، كما أن أي مشروع تظهر فيه عيوب عند التشغيل يجب تفاديها وتلافيها ومعالجتها سريعاً».
وتابع: «شبكات الطرق فيها انحرافات في المسارات وملفات ومطبات يمكن أن تؤدي إلى هبوط في الطريق، ومن ثم تؤدي إلى الحوادث؛ ولذلك يجب أن يتم تشغيل تجريبي للطرق تحت أعين خبراء، ضماناً لسلامة البشر الذين يسيرون عليه، وبعد التشغيل يجب الاهتمام بالصيانة الدورية لها، هذا ما يمكن أن يحد من الحوادث، التي أصبحت تتكرر وتحصد أرواح أبنائنا مثلما حدث في واقعة (جامعات العنب) من المنوفية، رحمة الله عليهم».
وقال النائب إن «هناك بعض الطرق التي تتعرض لهبوط وتجميع أسفلت وتؤدي إلى حوادث»، مشيراً إلى طرق مثل «الدائري» و«الإقليمي» و«الأوسطي» بها مطبات يجب معالجتها، لأنها يمكن أن تؤدي إلى حوادث.