منذ افتتاح دار أوبرا سيدني قبل أكثر من خمسين عاماً، زارها عدد لا يُحصى من نجوم الموسيقى، وقادة العالم، والجمهور المبهور بروعة قاعاتها الشهيرة، حسب موقع «بي بي سي». في الساحة الخارجية، تمددت آلاف الأجساد العارية باسم الفن، وداخل المبنى، فاز أرنولد شوارزنيجر، الذي لم يكن يرتدي سوى القليل، بلقب في كمال الأجسام. وشهدت الدار أعمال ترميم، وأثارت جدلاً واسعاً، ونُظّمت فيها احتجاجات، وسُجّلت فيها أحداث تاريخية. ومع ذلك، فإن الشيء الوحيد الذي بقي ثابتاً دونما تغيير طوال كل هذه السنوات هو تيري هاربر.
وتولى هاربر مسؤولية ضبط آلات العزف الموجودة في المبنى على مدى نصف قرن، وعمل خلف الكواليس ليضمن جاهزية هذه الآلات الدقيقة للعزف عليها من جانب أفضل العازفين في العالم. ويعد عمله هذا بمثابة تقليد عائلي بدأه والده عندما افتُتحت دار الأوبرا عام 1973، وانتهى هذا الأسبوع مع تقاعد تيري.
ولا يزال الرجل البالغ من العمر 69 عاماً، يتذكر أول مرة دخل فيها دار الأوبرا وهي لا تزال قيد الإنشاء، وكان حينها طفلاً صغيراً غلبت عليه مشاعر الانبهار بما حوله. وقال وهو يشير إلى أطراف القاعة الكبرى: «كانت الهياكل الخارجية قائمة، لكنها كانت خالية تماماً. لم يكن هناك شيء في الداخل... كان يمكن للمرء أن يرى الميناء من الجانبين».
في ذلك الوقت، لم يكن يتصور أنه سيقضي معظم حياته داخل هذا المعلم الشهير. أما والده، فيقول تيري إنه كان من المؤكد يخطط لذلك. كان رون هاربر، المهاجر من مدينة ليفربول، شخصية معروفة في عالم الموسيقى في سيدني باعتباره خبيراً في ضبط البيانو ومؤدٍ كذلك.

