نجوم السينما والدراما... هل يعيدون الجمهور للمسرح المصري؟

بعد الاتفاق على عروض ليحيى الفخراني ومحمد هنيدي

مسرحية «المجانين» أحدث الأعمال التي قدمها هنيدي (صفحة السينما. كوم)
مسرحية «المجانين» أحدث الأعمال التي قدمها هنيدي (صفحة السينما. كوم)
TT

نجوم السينما والدراما... هل يعيدون الجمهور للمسرح المصري؟

مسرحية «المجانين» أحدث الأعمال التي قدمها هنيدي (صفحة السينما. كوم)
مسرحية «المجانين» أحدث الأعمال التي قدمها هنيدي (صفحة السينما. كوم)

يراهن المسرح المصري في الفترة الأخيرة على الاستعانة بنجوم الدراما والسينما، لإعادة الجمهور وجذبه لمشاهدة العروض المسرحية، وهو ما ظهر في إعادة إنتاج «الملك لير» من بطولة الفنان يحيى الفخراني الذي اشتهر في السنوات الأخيرة بأعماله الدرامية المميزة، وكذلك الاتفاق مع الفنان محمد هنيدي، الذي حقق نجاحات متتالية بحضوره السينمائي والتلفزيوني، على تقديم عرض في «مسرح بيرم التونسي» بالإسكندرية.

اتفاق وزارة الثقافة المصرية مع هنيدي على تقديم عرض بالإسكندرية ضمن الموسم المسرحي الجديد يأتي في إطار «العدالة الثقافية» وإتاحة المسرح، واستعادة جاذبيته في كل محافظات مصر. وحسبما قال وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو، فالمشروع يستكمل استراتيجية الوزارة في نشر الفنون، وتوسيع رقعة العمل الثقافي، وتعزيز التعاون مع نجوم الفن والقطاع الخاص، لتحقيق العدالة الثقافية، وخروج عروض مسرح الدولة من العاصمة إلى الأقاليم.

ووصف الوزير الفنان محمد هنيدي بأنه «أحد أبرز رموز الكوميديا في مصر والعالم العربي، وأن التعاون معه يُمثل خطوة مهمة في ظل جماهيريته الواسعة وقدرته على جذب مختلف الأعمار»، ورحّب بهذا التعاون ضمن خطة طموحة لإشراك نجوم مصر في دعم المسرح، وفق بيان للوزارة.

واتفق الجانبان على أن تكون الانطلاقة بعرض مسرحي مع بداية الموسم على خشبة مسرح بيرم التونسي بالإسكندرية، بعد افتتاح أعمال تطويره ورفع كفاءته.

فيما أعرب محمد هنيدي عن سعادته بلقاء وزير الثقافة، وأبدى استعداده الكامل للتعاون مع الوزارة في تقديم عروض مسرحية هادفة تُسهم في نشر البهجة والوعي الثقافي خصوصاً في المحافظات التي تفتقر إلى الفعاليات الفنية الكبرى.

هنيدي خلال لقائه وزير الثقافة المصري (وزارة الثقافة)

وعدّ الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، «استعانة وزارة الثقافة بنجوم السينما من شأنه جذب الجمهور إلى المسرح بشكل كبير»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»: «عودة يحيى الفخراني لتمثيل مسرحية (الملك لير) ستضيف كثيراً للحركة المسرحية، فهو فنان كبير سواء في المسرح أم التلفزيون، كما أن الاتفاق مع الفنان محمد هنيدي على تقديم عروض مسرحية في المحافظات المختلفة، وحين نرى المسرح في الإسكندرية وبورسعيد هذه خطوة مهمة جداً في إعادة النجوم الكبار للمسرح، ولا شك أن ذلك سيجذب الجمهور بشكل كبير».

وتابع: «كما أن هنيدي وهو نجم سينمائي كبير ابتعد منذ فترة عن المسرح العام، وحين يعاود الحضور على المسرح العام وفي محافظات أخرى غير القاهرة، فهو بذلك يشجع نجوماً آخرين مثل أحمد السقا أو أحمد عز أو كريم عبد العزيز لخوض تجارب مشابهة من شأنها أن تحقق انتعاشة مسرحية، لكن الأهم هو جذب الجمهور للعودة للمسرح، ورؤية النجوم الكبار الذين يحبونهم».

وقدم الفنان محمد هنيدي العديد من الأعمال المسرحية سابقاً من بينها «ألابندا» و«عفروتو»، ومن أحدث أعماله المسرحية «ميوزيكال سكول» و«المجانين»، بينما شهدت مسيرته الفنية حضوراً لافتاً في السينما، ومن بين أفلامه «صعيدي في الجامعة الأمريكية» و«همام في أمستردام» و«حلق حوش»، وأحدث أعماله «الإنس والنمس» و«مرعي البريمو»، كما قدم عدداً من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية أحدثها «حلم حليم» و«شهادة معاملة أطفال» و«أبويا شقيقي».

يحيى الفخراني يعاود تقديم «الملك لير» (وزارة الثقافة المصرية)

وقبل أيام، أعلنت وزارة الثقافة عن إعادة عرض «الملك لير» على المسرح، من بطولة الفنان يحيى الفخراني وإخراج شادي سرور، الخطوة التي عدّها الناقد المسرحي الدكتور أسامة أبو طالب بمثابة «رد لاعتبار لمسرح الريبتوار الذي يستهدف إعادة تقديم الأعمال المسرحية الكلاسيكية والقديمة والمهمة والمؤثرة على مسارح الدولة لنشر الوعي»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «العرض الجديد لا شك سيحمل معاني وأفكاراً جديدة لأنه سيمثل لقاءً بين نجم كبير هو يحيى الفخراني ومخرج من جيل الأحفاد وهو شادي سرور».

وقدم الفخراني مسرحية «الملك لير» من تأليف ويليام شكسبير وإخراج أحمد عبد الحليم في عام 2001 ولمدة 9 سنوات، كما قدم خلال الأعوام الماضية عدداً كبيراً من الأعمال الدرامية من بينها «ليالي الحلمية» و«زيزينيا» و «الليل وآخره» و«ونوس» و«عتبات البهجة»، وقدم عديد الأفلام من بينها «محاكمة علي بابا»، و«خرج ولم يعد»، و«الكيف» و«إعدام ميت».


مقالات ذات صلة

35 عرضاً للمنافسة في المهرجان القومي للمسرح المصري

يوميات الشرق عروض المهرجان وفعالياته امتدت للمحافظات (المهرجان القومي للمسرح المصري)

35 عرضاً للمنافسة في المهرجان القومي للمسرح المصري

 يشارك 35 عرضاً في المهرجان القومي للمسرح المصري خلال دورته الـ18 المقرر انطلاقها في 20 يوليو (تموز) الحالي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق احتفاء كبير بعودة الفخراني للمسرح (وزارة الثقافة المصرية)

يحيى الفخراني يستعيد تألقه المسرحي تحت عباءة «الملك لير»

استعاد الفنان المصري يحيى الفخراني تألقه المسرحي عبر عرض «الملك لير» الذي تم افتتاحه مساء الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تحكي عن كاتب يقع في حبّ عازفة كمان (نوح مقدّم)

«حبّ وسط الحرب»... تحية للفن المسرحي الكلاسيكي

مسرحية «حبّ وسط الحرب» عمل كلاسيكي يستعيد أجواء الثمانينات والرومانسية القديمة وسط الحرب اللبنانية، يقدّمه نوح مقدّم تعبيراً عن الحنين إلى زمن الحب الحقيقي.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق ختام المهرجان المسرحي (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تسعى لتقديم «500 ليلة مسرحية» خلال موسم الصيف

تسعى مصر لتقديم 500 ليلة عرض مسرحي في موسم الصيف، من خلال عروض أُنتجت بالفعل من فرق المحافظات المختلفة على مستوى الجمهورية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق امرأة تُسقط الأقنعة لتكشف عن حقيقة الإنسان (فينوس)

ريتا حايك: «خطفوا فينوس مني»... وجاك مارون يواصل العرض

تراكم الخلاف بين ريتا حايك وجاك مارون في صمت. لم تشأ أن تفضحه، لكنها حين رأت إعلاناً جديداً للمسرحية تظهر فيه ممثلة أخرى، هي رلى بقسماتي، لم تتمالك نفسها.

فاطمة عبد الله (بيروت)

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
TT

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)

تشهد الدورة الـ78 لـ«مهرجان لوكارنو السينمائي» بسويسرا، حضوراً عربياً لافتاً؛ حيث تشارك أفلام عربية في عدد من أقسام المهرجان الذي يضم 11 قسماً، ومن المقرر أن يشارك في الدورة الجديدة التي تنطلق بين 6 و16 أغسطس (آب) المقبل، كل من: العراق، وفلسطين، وتونس، ولبنان، بـ9 أفلام، من بينها 7 أفلام في عرضها العالمي الأول.

وأعلن مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» عن دعمه 3 أفلام تشارك في «مهرجان لوكارنو السينمائي» بنسخته لعام 2025 عبر «مؤسسة البحر الأحمر»، وهي: «أركالا- حلم كلكامش» من إخراج العراقي محمد الدراجي، وفيلم «اغتراب» للمخرج التونسي مهدي هميلي، إلى جانب الفيلم الكازاخستاني «الصيرورة» من إخراج جنات الشانوفا.

وتبرز مشاركات السينما العراقية بشكل خاص في الدورة الـ78؛ إذ يقدم محمد الدراجي في فيلمه «أركالا– حلم كلكامش» رؤية لملحمة «جلجامش» عبر أجواء معاصرة، من خلال طفل مشرد مصاب بداء «السكري»، يحاول إقناع صديقه المقرب جلجامش الأسطوري بأخذه إلى عالم أركالا السفلي، ويعرض الفيلم بقسم «الساحة الكبرى»، بينما تدور أحداث الفيلم التونسي «اغتراب» داخل أكبر مصنع للصلب بتونس؛ حيث يعاني 4 عمال اضطرابات نفسية وجسدية ويطاردهم فقدان زميلهم.

ملصق الفيلم التونسي «اغتراب» (مهرجان البحر الأحمر)

ويعود المخرج العراقي عباس فاضل بفيلمه الوثائقي «حكايات الأرض الجريحة» بمشاركة زوجته المنتجة اللبنانية نور بالوك، ويرصد من خلاله وقائع الحرب اللبنانية ومعاناة اللبنانيين في مواجهتها. ويشارك الفيلم في المسابقة الرئيسية.

ويلفت الناقد العراقي مهدي عباس إلى أن فيلم «أركالا- حلم كلكامش» أُنتج بمشاركة كل من: السعودية، وقطر، والإمارات، وبريطانيا، وفرنسا، إلى جانب العراق. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم المخرج عباس الفاضل (حكايات الأرض الجريحة) يُعد إنتاجاً لبنانياً، وهو الجزء الثاني من فيلمه الوثائقي (حكايات المنزل البنفسجي) الذي رصد وقائع الحرب في لبنان»، مؤكداً أن المخرج يهتم كثيراً بالأفلام الوثائقية الطويلة، وسبق أن قدم فيلم «العراق... صفر واحد» في 5 ساعات.

ويشير عباس إلى أن ثالث مشاركة عراقية في «لوكارنو» هذا العام للفيلم الوثائقي الطويل «خالدون» وهو من إنتاج العراقي محمد الغضبان، وبمشاركة سويسرية وإخراج ماياتسومي، وقد حاز جائزة أفضل وثائقي بمهرجان «صندانس» ويعرض خارج المسابقة.

الفيلم الكازاخستاني الذي حاز دعم «مؤسسة البحر الأحمر» (مهرجان البحر الأحمر)

ويؤكد مهدي عباس أن «الحضور الذي تحققه السينما العراقية في المهرجانات الدولية على غرار مهرجان (كان) الذي تُوِّج فيه العراق بجائزتين مهمتين، يأتي في ظل منحة دعم السينما التي أقرها مجلس الوزراء العراقي، والتي أوجدت حركة سينمائية نشطة للشباب والرواد»، متوقعاً أن يتجاوز الإنتاج العراقي الطويل 20 فيلماً هذا العام، وأن تشارك أفلام أخرى في مهرجانات كبرى وتحصد جوائز.

كما تشارك تونس بفيلمين: الأول للمخرج والممثل عبد اللطيف كشيش، وهو بعنوان «Mektoub,My love: Canto Due» الذي يشارك في المسابقة الرسمية، ويعرض الفيلم رحلة أمين الذي يعود إلى بلدته ليقابل عائلته وأصدقائه. ويعدّ هذا العمل الجزء الثالث لفيلميه: «Intermezzo» و«Canto Uno»، بينما يشارك المخرج مهدي هميلي بفيلمه «Exile» (المنفى)، الذي يُعرض بالقسم الرسمي (خارج المسابقة).

وينضم لقائمة أفلام المسابقة الرسمية التي تضم 17 فيلماً، المخرج الفلسطيني كمال الجعفري بفيلمه الوثائقي «مع حسن في غزة» الذي يُوثق من خلاله الحياة في غزة، من خلال شرائط فيديو عثر عليها قبل الحرب.

وفي إطار دعمه للمواهب الشابة يخصص مهرجان «لوكارنو» قسماً للأصوات الصاعدة بالسينما المستقلة، وينضم الفيلم السوداني القصير «جهنمية» للمخرج السوداني ياسر فايز للمشاركة في هذا القسم.

ملصق الفيلم العراقي المشارك في «مهرجان لوكارنو» (مهرجان البحر الأحمر)

وعَدّ الناقد الفني المصري أندرو محسن «مهرجان لوكارنو»: «من المهرجانات الكبيرة ذات التاريخ الطويل في أوروبا»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ تولى مديره الفني جيونا نازارو منصبه وهناك فارق في نوعية اختيارات أفلامه، ما بين الحفاظ على ما يميز المهرجان، وإيجاد مساحة للأفلام التجريبية، وكذلك الاهتمام بالسينما العربية. وقد شهد المهرجان تكريم المخرج يسري نصر الله قبل عامين، وعرض نسخة مرممة لفيلمه (باب الشمس)، وكذلك عرض أفلام مهمة، مثل فيلم المخرجة الفلسطينية مها الحاج (ما بعد)».

وختم محسن قائلاً: «الحضور العربي موجود وواضح هذا العام، وبشكل خاص للمخرجين العراقيين، مثل عباس فاضل ومحمد الدراجي، والأفلام التونسية والفلسطينية التي تشارك فيه».