ميادين مصرية تقاوم الزحام بخطط التطوير

«الرماية» و«العتبة» و«رمسيس» من بينها

جانب من أعمال التطوير في العتبة (محافظة القاهرة)
جانب من أعمال التطوير في العتبة (محافظة القاهرة)
TT

ميادين مصرية تقاوم الزحام بخطط التطوير

جانب من أعمال التطوير في العتبة (محافظة القاهرة)
جانب من أعمال التطوير في العتبة (محافظة القاهرة)

تنفذ الحكومة المصرية خططاً لتطوير عدد من الميادين المزدحمة مرورياً من أجل تخفيف التكدسات التي تشهدها هذه الميادين مع اعتماد المخصصات المالية لأعمال التطوير، التي تتضمن إعادة تخطيط حركة السير والانتهاء من وجود الباعة الجائلين والافتراش العشوائي للشوارع.

ويعد ميدان العتبة في وسط القاهرة أحد أكبر الميادين التي تشهد أعمال تطوير بشكل تدريجي بما يستهدف تخصيص أماكن للباعة الجائلين، وطلاء واجهات العقارات بالمنطقة، بما يتناسب مع طبيعتها، ورفع كفاءة المرافق، مع تخصيص أماكن للباعة الجائلين بعد الانتهاء من حصرهم.

كما تعمل محافظة القاهرة على استكمال مخطط تطوير ميدان رمسيس الذي يعد أكثر الميادين ازدحاماً بالقاهرة الكبرى، مع إنشاء مجمع للمواقف، ووجود مخططات لتوسعة كوبري 6 أكتوبر الذي يخترق الميدان.

وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية، نفذت محافظة الجيزة مع وزارات عدة مخططات لتطوير المنطقة المحيطة بالمتحف المصري الكبير تضمنت تطوير ميدان الرماية، وتوسعة الطرق المحيطة والمؤدية للمتحف، بالإضافة إلى سرعة الانتهاء من تجهيز محطة مترو الأنفاق التي يفترض أن تخدم المتحف بالمستقبل عند استكمال الخط الجديد للمترو، بجانب إزالة نادي ترفيهي ملاصق للمتحف، وتوسعة الطريق الدائري في نطاقه.

جولة تفقدية لعدد من المسؤولين للتطوير في ميدان العتبة (محافظة القاهرة)

وقالت عضو لجنة «الإدارة المحلية» بمجلس النواب (البرلمان) سناء السعيد لـ«الشرق الأوسط»، إن «عمليات التطوير للميادين الكبرى تتسم في الوقت الحالي بالتخطيط الجيد لتجنب إعادة العمل بها بعد وقت قصير كما كان يحدث سابقاً»، مشيرةً إلى أن «مخططات التطوير تشمل التأكد من توصيل كافة المرافق أولاً قبل البدء بمخططات التطوير بما يسمح بتحسين هويتها البصرية».

وأضافت أن «هذه المخططات تعكس بشكل واضح الرغبة في تنفيذ تحسين حقيقي يشعر به المواطن، الأمر الذي يجعلنا نراقب تنفيذ الإدارات المحلية لمخططات التطوير والمدد الزمنية المحددة في الخطط بما لا يعيق طبيعة الحركة فيها أو يضر بالمواطنين».

وعدّ أستاذ التخطيط العمراني، الدكتور سيف الدين فرج، عمليات التطوير للميادين الكبرى، جزاً من تنفيذ مخططات متكاملة للمناطق السكنية من أجل تطويرها بما يتناسب مع طبيعة الكثافات المرورية الجديدة فيها، بالإضافة إلى طبيعة استخدامات المباني القائمة بها بالفعل». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية تطوير ميدان الرماية على سبيل المثال جاءت كاستكمال للتوسعات التي جرت في الطرق المحيطة به من مختلف الجوانب، والاستعداد لافتتاح المتحف المصري الكبير، وما يتوقع أن يشهده من إقبال على الزيارة وكثافة مرورية يتوجب استيعابها».

أعمال تطوير ميدان الرماية قبل افتتاح المتحف الكبير (محافظة الجيزة)

وأضاف فرج أن «عملية إعادة التخطيط التي تجري بالفعل للمناطق السكنية المأهولة، ومن بينها الميادين، تهدف إلى إحداث انفراجة مرورية، والقضاء على التكدسات بسبب التخطيط العشوائي الذي كان سائداً فضلاً عما يصاحبها من تحسين للمواصلات العامة وتخصيص أماكن بها لانتظار السيارات»، لافتاً إلى أن المحاور الجديدة التي جرى إنشاؤها خلال السنوات الماضية ساعدت في خفض الكثافات، كما أن إعادة تطوير وتخطيط الميادين المختلفة من شأنه المساهمة في السيولة المرورية، وفق قوله.

وتضمنت أعمال تطوير ميدان الرماية إنشاء كوبري للمشاة يربط بين المتحف الكبير والأهرامات، بما يسمح للزوار بالتنقل بينهم داخلياً من دون الحاجة للخروج للشارع.

وتشير عضو البرلمان إلى «أهمية التوسعات التي جرت بالطرق في هذه المنطقة لخدمة المواطنين والحركة السياحية، ولتجنب الكثافات المرورية بما يمكّن السائحين من الاستمتاع بزيارة المتحف والأهرامات باعتبارها من أهم مناطق الجذب السياحي».


مقالات ذات صلة

«الشرق للأخبار» تطلق نسخة متجددة من «دائرة الشرق»

يوميات الشرق يعود البرنامج بحلّة متجددة وتحليل أعمق للقضايا الإقليمية والدولية (الشرق للأخبار)

«الشرق للأخبار» تطلق نسخة متجددة من «دائرة الشرق»

أطلقت «الشرق للأخبار» نسخة جديدة من برنامجها اليومي «دائرة الشرق»، الذي يعود بحلّة متجددة وتحليل أعمق لمجريات المشهد السياسي الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق محمد رمضان ونجله في صورة نشرها سابقاً (إنستغرام)

حكم بحق نجل محمد رمضان يضعه في صدارة الاهتمام

تصدر الحكم القضائي الصادر من محكمة «جنح مستأنف الطفل» في مدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) بتأييد الحكم ضد نجل الفنان محمد رمضان الاهتمام.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من البرنامج (فيسبوك)

اتهام طليقة السقا بسرقة رسومات لفنانين أجانب يفجر ضجة في مصر

اتُهمت الإعلامية مها الصغير بسرقة لوحات لأربعة فنانين تشكيليين من دول مختلفة، بينهم فنانة دنماركية، ونسبت هذه اللوحات لنفسها، ما أثار جدلاً واسعاً في مصر.

أحمد عدلي (القاهرة )
شؤون إقليمية تشهد تركيا احتجاجات واسعة بسبب الحملة المستمرة على بلديات المعارضة (أ.ف.ب)

سلطات تركيا توسّع حملتها على المعارضة... وإردوغان يدعو لانتظار القضاء

وسَّعت السلطات التركية حملة الاعتقالات التي تستهدف رؤساء البلديات التابعة لحزب «الشعب الجمهوري»، بينما دعا الرئيس إردوغان مسؤولي الحزب لانتظار قرار القضاء.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق الفنان أحمد السقا والإعلامية مها الصغير (إنستغرام)

التحقيق مع أحمد السقا يُعيد أزمات الفنانين الأسرية للواجهة

دفع التحقيق مع الفنان المصري أحمد السقا بتهمة «الاعتداء على طليقته» الإعلامية مها الصغير أزمات الفنانين الأسرية إلى الواجهة.

محمد عجم (القاهرة )

تصريحات مدحت العدل عن «حفيدة» أم كلثوم تثير جدلاً

جانب من مؤتمر صحافي حول مسرحية أم كلثوم (حساب العدل على فيسبوك)
جانب من مؤتمر صحافي حول مسرحية أم كلثوم (حساب العدل على فيسبوك)
TT

تصريحات مدحت العدل عن «حفيدة» أم كلثوم تثير جدلاً

جانب من مؤتمر صحافي حول مسرحية أم كلثوم (حساب العدل على فيسبوك)
جانب من مؤتمر صحافي حول مسرحية أم كلثوم (حساب العدل على فيسبوك)

تسببت التصريحات التي أدلى بها المؤلف المصري مدحت العدل حول اعتزال حفيدة شقيقة سيدة الغناء العربي أم كلثوم في إثارة جدل كبير، وتعرّض لهجوم عبر مواقع «السوشيال ميديا».

وكان مدحت العدل قد ذكر في تصريحات صحافية (الاثنين) عقب افتتاح المقر الجديد لجمعية المؤلفين والملحنين والناشرين المصرية التي يترأسها، وتطرق فيها إلى مسرحية أم كلثوم التي كتبها وينتجها في ذكرى مرور نصف قرن على وفاة «كوكب الشرق» أنه «ليس من المعقول أم كلثوم تموت وهي أم كلثوم، وأسأل عن حفيدتها التي رأيتها قبل سنوات في برنامج (ذا فويس كيدز) لكي تمثل في المسرحية فقالوا لي إنها تحجبت واعتزلت».

وأبدى العدل دهشته قائلاً: «تخيلوا أم كلثوم كده وحفيدتها كده شوفوا إلى أين وصلنا نحن»، وأوضح العدل لاحقاً عقب ردود الأفعال التي هاجمته مؤكداً أنه لا يعترض على الحجاب، وإنما يعترض على اعتزال حفيدة أم كلثوم لأنها ترى أن الغناء حرام، بينما جدتها كانت قارئة قرآن ومستنيرة فكرياً»، على حد تعبيره.

وتسببت هذه التصريحات في إثارة الجدل وتعرض العدل لهجوم شديد على منصة «إكس».

لكن الكاتب طارق الشناوي يرى أن «المشكلة تكمن في أن عائلة الفتاة ربطت بين الحجاب وتحريم الغناء»، موضحاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «مدحت العدل كان يريد من حفيدة أم كلثوم أن تغني في المسرحية التي تتناول سيرة جدتها فكان رد والدها أنها تحجبت واعتزلت، والمشكلة جاءت في الربط بين الحجاب وبين التوقف عن الغناء لأنه يعني بذلك تحريم الغناء، وهذا هو الجزء العميق في الموضوع، لأن والد الفتاة أدخلها معهد الموسيقى العربية وكانت تغني في الأوبرا، وقد كان موافقاً على غنائها ثم انقلب 180 درجة»، وفق تعبيره.

«سيدة الغناء العربي» أم كلثوم (أرشيفية)

ولفت الشناوي إلى وجود حلول متعددة بالنسبة لأي مخرج إذا كان من الضروري أن ترتدي أي مطربة الحجاب، فهناك مطربات منذ زمن يغنين بالحجاب مثل نجاح سلام وهدى سلطان.

وُيبدي الشناوي دهشته من «تحريم الفن وتجريمه في بلد مثل مصر، متسائلاً كيف نصل لهذه المرحلة، إنه أمر مخيف جداً»، مشيراً إلى أنه «قبل ذلك طلب المطرب أحمد عامر منع أغانيه قبل أن يموت، وتبعه آخرون، وكأن الفن ذنب أو معصية».

سناء نبيل، التي أثيرت الضجة حولها حفيدة شقيقة أم كلثوم وعمرها الآن 22 عاماً، عرفت طريقها إلى الغناء منذ طفولتها، حيث انضمت لكورال أطفال الأوبرا مع المايسترو سليم سحاب منذ كان عمرها 9 سنوات، وشاركت في برنامج «ذا فويس كيدز»، وبرنامج المواهب Arabs Good Talant ولم تتحدث عن قرابتها لأم كلثوم خلال مشاركتها بالبرنامج إلا بعدما سألها الفنان أحمد حلمي عن وجود أقارب لها بالغناء، فقالت إنها حفيدة أم كلثوم، مؤكدة أن حياتها أصبحت غناء في غناء منذ طفولتها.

وذكرت جيهان والدة سناء في تصريحات صحافية أن «هناك من اتصل بوالد سناء من طرف مدحت العدل للمشاركة في مسرحية، وأخبره أنها تحجبت واعتزلت»، نافية أنه قال إن «الغناء حرام»، وقالت: «إننا لن نحرم ونحلل على هوانا». مشيرة إلى أن «اعتزال ابنتها تم قبل عامين، فيما قال والدها نبيل المرسي إن ابنته «تلقت عروضاً لأعمال فنية، لكنها قررت الاعتزال وارتدت الحجاب».

المؤلف مدحت العدل (حساب العدل على فيسبوك)

ورأى الناقد الموسيقي أمجد مصطفى أن هناك أزمة نعيشها منذ سنوات تتمثل في اجتزاء الكلام ليفسره كل شخص على هواه، فقد اعتاد الناس تناول جزء من كلام الفنان أو المسؤول ليذهبوا به لاتجاه آخر، ومع انتشار «السوشيال ميديا» بات الأمر في منتهى الخطورة.

ويضيف مصطفى لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر تكرر مع العدل ليبدو كلامه ضد الدين أو الحجاب رغم أن عائلته تضم محجبات، وقد يكون لديه أثناء حديثه مائة فكرة فتطغى إحداها على الأخرى، لذلك من المهم ألا نجري وراء (التريند) وأن نعيد التواصل معه للتأكد منه، لأن الأمر يتعلق بالدين وما يمثله ذلك من خطورة وحساسية».