هل يجب عليك السماح لحيواناتك الأليفة بالنوم إلى جانبك؟

كلبان يجلسان إلى جانب بعضهما بعضاً في لاغوس بنيجيريا (رويترز)
كلبان يجلسان إلى جانب بعضهما بعضاً في لاغوس بنيجيريا (رويترز)
TT

هل يجب عليك السماح لحيواناتك الأليفة بالنوم إلى جانبك؟

كلبان يجلسان إلى جانب بعضهما بعضاً في لاغوس بنيجيريا (رويترز)
كلبان يجلسان إلى جانب بعضهما بعضاً في لاغوس بنيجيريا (رويترز)

يسمح العديد من أصحاب الحيوانات الأليفة لحيواناتهم بالنوم معهم على السرير، مما يُسبب عادةً اضطراباً في النوم. لكن الكثيرين يقولون إن الأمر يستحق العناء. ولا يُعارض الباحثون هذا الرأي بالضرورة.

صرحت ميليسا ميلاناك، الأستاذة في جامعة ساوث كارولينا الطبية والمتخصصة في صحة النوم، بأن معظم الناس في عيادتها يقولون إن حيواناتهم الأليفة تُزعجهم كثيراً في الليل، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأضافت: «لا يُمكن الجزم بأن ذلك يعتبر ضاراً بكل شخص، ولكن هناك الكثيرين ممن يقولون إنه يؤثر سلباً على نومهم».

بشكل عام، يُعدّ امتلاك حيوان أليف مفيداً لصحة الكثيرين. فقد ثبت أن الحيوانات الأليفة تُخفّض مستويات التوتر لدى البشر، وتُشجعهم على ممارسة الرياضة، وأكثر من ذلك. كما يقول العديد من أصحاب الحيوانات الأليفة إنهم يشعرون براحة لا تُوصف بوجود حيواناتهم بالقرب منهم أثناء نومهم.

لكن دورات النوم الطبيعية للكلاب والقطط تختلف عن دورات نوم البشر.

تميل الكلاب إلى النوم الخفيف، فتستيقظ عدة مرات ليلاً. بعضها يُظهر سلوكاً غريزياً، مثل خدش الفراش، مما قد يمنعنا من النوم العميق حتى لو لم يُوقظنا.

كما تطورت القطط للصيد في الإضاءة الخافتة، مما يعني أنها تنشط بشكل خاص عند الغسق والفجر.

وأضافت ميلاناك أن المواد المسببة للحساسية مثل وبر الحيوانات الأليفة والميكروبات التي يتم إدخالها إلى المنزل يمكن أن تؤثر على تنفس أصحابها، مما يمنعهم من الحصول على قسط كافٍ من النوم العميق.

من جهته، أوضح برايان تشين، أستاذ علم النفس الاجتماعي والصحي في كلية ترينيتي بولاية كونيتيكت الأميركية، إن بحثه وجد أن النوم مع الحيوانات الأليفة سبب قلة النوم، «خصوصاً فيما يتعلق بجودة النوم وأعراض الأرق». وهذا يأخذ في الاعتبار أيضاً حقيقة أن أصحاب الحيوانات الأليفة قد يكونون أقل ميلاً للإبلاغ عن المشاكل في الاستبيانات لأنهم لا يعتقدون أن حيواناتهم الأليفة المحبوبة تسبب مشاكل.

أفاد تشين، الذي لديه قطة تبقيه مستيقظاً وأخرى تتركه بمفرده: «أكره حتى الاعتراف بأن قطتي تُزعج نومي على الإطلاق».

وأضاف أن ارتفاع عدد الحيوانات الأليفة يرتبط بزيادة اضطرابات النوم.

امرأة تحمل قطتها في أحد شوارع مونتريال بكندا (أ.ف.ب)

ما الذي يمكنك فعله حيال ذلك؟

قالت ميلاناك إن الأمر ليس بهذه البساطة، ولا يمكنك أن تمنع أصحاب الحيوانات الأليفة من مشاركة السرير معهم. بالنسبة للكثيرين، يصبح النوم جزءاً من روتين محدد، مما يُصعّب عليهم النوم من دون كلابهم أو قططهم، لأنهم اعتادوا على ربط الحيوانات بالنوم.

الحل الأول والأكثر وضوحاً هو وضع سرير للكلاب على أرضية غرفة النوم، أو منع القطة من دخول الغرفة ليلاً. أما من يُصرّون على وجود الحيوان الأليف معهم في السرير، فتنصح ميلاناك بغسل الأغطية بشكل متكرر، وربما تعديل جدول نومهم ليتناسب مع روتين حيوانهم الأليف.


مقالات ذات صلة

لماذا تخطط أميركا لتربية ملايين الذباب وإسقاطها من الطائرات؟

يوميات الشرق عامل يلقي يرقات ذبابة دودة الحلزون من العالم الجديد في صينية داخل منشأة في بنما (أ.ب)

لماذا تخطط أميركا لتربية ملايين الذباب وإسقاطها من الطائرات؟

قد يبدو سقوط مئات الملايين من الذباب من الطائرات في السماء كابوساً مروعاً، لكن الخبراء يقولون إن مثل هذا السرب قد يكون أفضل دفاع لصناعة الثروة الحيوانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الكلب البوليسي برونو وعلى اليمين صورته مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني (مدرب الكلب أركانجيلو كاريسا بـ«فيسبوك»)

«جريمة شنيعة»... ميلوني تدين مقتل كلب بوليسي على يد مجرمين

قُتل كلب بوليسي إيطالي بعد تناوله نقانق محشوة بالمسامير، مما أثار غضباً في جميع أنحاء البلاد وإدانة من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

«الشرق الأوسط» (روما)
آسيا  الأسد كان يُربى دون ترخيص في منزل (رويترز)

مصادرة 18 أسداً في باكستان بعد حادث في منطقة البنجاب

قالت السلطات الباكستانية اليوم الاثنين إنها صادرت 18 أسداً كانت تُربى بشكل غير قانوني كحيوانات أليفة في منطقة البنجاب وأطلقت حملة بحث بعد هروب أحد هذه الأسود

«الشرق الأوسط» (لاهور)
يوميات الشرق (مكتب عمدة مقاطعة ميرسيد-فيسبوك)

القبض على سيدة بعد العثور على 134 قطة مريضة ونافقة

ألقت السلطات في ولاية كاليفورنيا الأميركية القبض على سيدة، بعد العثور على 134 قطة مريضة ونافقة داخل شاحنة.

يوميات الشرق مرآة لعراقة التقاليد واعتزاز الأجيال بخرافها الفاخرة (أ.ب)

الخراف... أيقونات جمال في السنغال

تُجسِّد هذه الخراف الفخمة الفخر والمكانة الاجتماعية، وتُستَعرض أحجامها الضخمة ووجوهها البارزة وقرونها المقوّسة وبشرتها المصقولة بكل وضوح مع حلول المساء.

«الشرق الأوسط» (داكار)

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
TT

9 أفلام عربية للمشاركة في «لوكارنو السينمائي»

لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)
لقطة من فيلم المخرج التونسي عبد اللطيف كشيش المشارك في «لوكارنو» (مهرجان كان)

تشهد الدورة الـ78 لـ«مهرجان لوكارنو السينمائي» بسويسرا، حضوراً عربياً لافتاً؛ حيث تشارك أفلام عربية في عدد من أقسام المهرجان الذي يضم 11 قسماً، ومن المقرر أن يشارك في الدورة الجديدة التي تنطلق بين 6 و16 أغسطس (آب) المقبل، كل من: العراق، وفلسطين، وتونس، ولبنان، بـ9 أفلام، من بينها 7 أفلام في عرضها العالمي الأول.

وأعلن مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» عن دعمه 3 أفلام تشارك في «مهرجان لوكارنو السينمائي» بنسخته لعام 2025 عبر «مؤسسة البحر الأحمر»، وهي: «أركالا- حلم كلكامش» من إخراج العراقي محمد الدراجي، وفيلم «اغتراب» للمخرج التونسي مهدي هميلي، إلى جانب الفيلم الكازاخستاني «الصيرورة» من إخراج جنات الشانوفا.

وتبرز مشاركات السينما العراقية بشكل خاص في الدورة الـ78؛ إذ يقدم محمد الدراجي في فيلمه «أركالا– حلم كلكامش» رؤية لملحمة «جلجامش» عبر أجواء معاصرة، من خلال طفل مشرد مصاب بداء «السكري»، يحاول إقناع صديقه المقرب جلجامش الأسطوري بأخذه إلى عالم أركالا السفلي، ويعرض الفيلم بقسم «الساحة الكبرى»، بينما تدور أحداث الفيلم التونسي «اغتراب» داخل أكبر مصنع للصلب بتونس؛ حيث يعاني 4 عمال اضطرابات نفسية وجسدية ويطاردهم فقدان زميلهم.

ملصق الفيلم التونسي «اغتراب» (مهرجان البحر الأحمر)

ويعود المخرج العراقي عباس فاضل بفيلمه الوثائقي «حكايات الأرض الجريحة» بمشاركة زوجته المنتجة اللبنانية نور بالوك، ويرصد من خلاله وقائع الحرب اللبنانية ومعاناة اللبنانيين في مواجهتها. ويشارك الفيلم في المسابقة الرئيسية.

ويلفت الناقد العراقي مهدي عباس إلى أن فيلم «أركالا- حلم كلكامش» أُنتج بمشاركة كل من: السعودية، وقطر، والإمارات، وبريطانيا، وفرنسا، إلى جانب العراق. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم المخرج عباس الفاضل (حكايات الأرض الجريحة) يُعد إنتاجاً لبنانياً، وهو الجزء الثاني من فيلمه الوثائقي (حكايات المنزل البنفسجي) الذي رصد وقائع الحرب في لبنان»، مؤكداً أن المخرج يهتم كثيراً بالأفلام الوثائقية الطويلة، وسبق أن قدم فيلم «العراق... صفر واحد» في 5 ساعات.

ويشير عباس إلى أن ثالث مشاركة عراقية في «لوكارنو» هذا العام للفيلم الوثائقي الطويل «خالدون» وهو من إنتاج العراقي محمد الغضبان، وبمشاركة سويسرية وإخراج ماياتسومي، وقد حاز جائزة أفضل وثائقي بمهرجان «صندانس» ويعرض خارج المسابقة.

الفيلم الكازاخستاني الذي حاز دعم «مؤسسة البحر الأحمر» (مهرجان البحر الأحمر)

ويؤكد مهدي عباس أن «الحضور الذي تحققه السينما العراقية في المهرجانات الدولية على غرار مهرجان (كان) الذي تُوِّج فيه العراق بجائزتين مهمتين، يأتي في ظل منحة دعم السينما التي أقرها مجلس الوزراء العراقي، والتي أوجدت حركة سينمائية نشطة للشباب والرواد»، متوقعاً أن يتجاوز الإنتاج العراقي الطويل 20 فيلماً هذا العام، وأن تشارك أفلام أخرى في مهرجانات كبرى وتحصد جوائز.

كما تشارك تونس بفيلمين: الأول للمخرج والممثل عبد اللطيف كشيش، وهو بعنوان «Mektoub,My love: Canto Due» الذي يشارك في المسابقة الرسمية، ويعرض الفيلم رحلة أمين الذي يعود إلى بلدته ليقابل عائلته وأصدقائه. ويعدّ هذا العمل الجزء الثالث لفيلميه: «Intermezzo» و«Canto Uno»، بينما يشارك المخرج مهدي هميلي بفيلمه «Exile» (المنفى)، الذي يُعرض بالقسم الرسمي (خارج المسابقة).

وينضم لقائمة أفلام المسابقة الرسمية التي تضم 17 فيلماً، المخرج الفلسطيني كمال الجعفري بفيلمه الوثائقي «مع حسن في غزة» الذي يُوثق من خلاله الحياة في غزة، من خلال شرائط فيديو عثر عليها قبل الحرب.

وفي إطار دعمه للمواهب الشابة يخصص مهرجان «لوكارنو» قسماً للأصوات الصاعدة بالسينما المستقلة، وينضم الفيلم السوداني القصير «جهنمية» للمخرج السوداني ياسر فايز للمشاركة في هذا القسم.

ملصق الفيلم العراقي المشارك في «مهرجان لوكارنو» (مهرجان البحر الأحمر)

وعَدّ الناقد الفني المصري أندرو محسن «مهرجان لوكارنو»: «من المهرجانات الكبيرة ذات التاريخ الطويل في أوروبا»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه «منذ تولى مديره الفني جيونا نازارو منصبه وهناك فارق في نوعية اختيارات أفلامه، ما بين الحفاظ على ما يميز المهرجان، وإيجاد مساحة للأفلام التجريبية، وكذلك الاهتمام بالسينما العربية. وقد شهد المهرجان تكريم المخرج يسري نصر الله قبل عامين، وعرض نسخة مرممة لفيلمه (باب الشمس)، وكذلك عرض أفلام مهمة، مثل فيلم المخرجة الفلسطينية مها الحاج (ما بعد)».

وختم محسن قائلاً: «الحضور العربي موجود وواضح هذا العام، وبشكل خاص للمخرجين العراقيين، مثل عباس فاضل ومحمد الدراجي، والأفلام التونسية والفلسطينية التي تشارك فيه».