ظهور «مؤثر» للفنان يوسف فوزي يكشف عن إصابته بمرض نادر

أمير كرارة رحّب بتجسيد سيرة حياته

الفنان يوسف فوزي في لقطة من فيلم عصر القوة (يوتيوب)
الفنان يوسف فوزي في لقطة من فيلم عصر القوة (يوتيوب)
TT

ظهور «مؤثر» للفنان يوسف فوزي يكشف عن إصابته بمرض نادر

الفنان يوسف فوزي في لقطة من فيلم عصر القوة (يوتيوب)
الفنان يوسف فوزي في لقطة من فيلم عصر القوة (يوتيوب)

أثار أحدث ظهور إعلامي للفنان المصري يوسف فوزي، عبر أحد المواقع الإخبارية المحلية، تفاعلاً كبيراً، وتعاطفاً ملحوظاً مع إطلالته «المؤثرة»، وحالته الصحية النادرة، التي كشف عنها خلال اللقاء؛ حيث تصدّر فوزي قائمة مؤشرات البحث بموقع «غوغل»، في مصر، الأربعاء.

وأكد فوزي خلال اللقاء، إصابته بمرض نادر يستدعي العلاج المكثف بمجموعة كبيرة من أدوية الأعصاب، موضحاً أن المرض أثَّر بالسلب عليه كثيراً، لكنه يعيش حياته بشكل طبيعي، بعيداً عن أي ضجيج، ويفضل الجلوس في الأماكن المفتوحة، ومشاهدة التلفزيون.

وطلب فوزي الدعاء له، وأبدى أمنيته أن يتم تقديم سيرة حياته في عمل درامي، ووقع اختياره على الفنان أمير كرارة لتجسيد سيرته، وبدوره ردّ كرارة على طلبه، مؤكداً ترحيبه، خصوصاً أنه يُمثل له الكثير على المستوى الشخصي، وكان داعماً له في بداياته، ومن أوائل الفنانين الذين حضروا عقد قرانه، رغم عدم شهرة كرارة الكبيرة آنذاك، وذلك وفق حديثه لوسائل إعلام محلية.

يوسف فوزي ونادية الجندي وعبد الله غيث في لقطة من فيلم عصر القوة (يوتيوب)

من جانبها طمأنت السيدة شاهيناز، زوجة الفنان يوسف فوزي جمهوره على صحته، وأكدت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن حالة زوجها ليست بالسوء الذي ظهر به خلال اللقاء الإعلامي، وأنه كان منفعلاً بشكل واضح أمام الكاميرا، لكن حالته تتحسن بالأدوية والمسكنات، وبشكل عام، فإن مرضه ليس له علاج نهائي، وفق قولها.

وأضافت شاهيناز أن «فوزي لم يُسافر للعلاج بالخارج لأنهم يعلمون جيداً أن مرضه ليس له علاج قطعي، وأن ما يعاني منه أقل حدة من غيره»، كما أكدت زوجته رفضه المشاركة في أعمال فنية مجدداً، خصوصاً أنه فنان كبير ومخضرم، ولا يمكنه الظهور بهذا الشكل أمام جمهوره، رغم حبه الكبير للفن، ورغبته التي أعلن عنها سابقاً بالاستمرار في العطاء حتى آخر العمر، لكن المرض الذي ألمَّ به كان عائقاً أمام تحقيق رغبته.

وأوضحت السيدة شاهيناز، أن أحدث ظهور إعلامي لزوجها جاء نتيجة اشتياقه للحديث بعد فترة كبيرة من الغياب، رغم رفضهما المسبق لذلك حتى لا يقال إنه خرج ليستعطف الناس، وأوضحت: «هذا غير صحيح؛ لأن حالتنا المادية جيدة جداً، ولا نحتاج إلى أي مساعدة».

ونوهت زوجة الفنان القدير بأن ترحيب الفنان أمير كرارة بتقديم سيرة حياة زوجها، أمر أسعده كثيراً بعد علمه بالخبر؛ حيث ظل يسأل عن ردّه على طلبه، مؤكدة أنه يحبه كثيراً، وكان دائم السؤال عنه.

الفنان يوسف فوزي في لقطة من فيلم الراقصة والسياسي (يوتيوب)

وكشفت زوجة يوسف فوزي خلال حديثها، عن أكثر الفنانين الذين يحرصون على الاطمئنان على صحته، مؤكدة أن الفنانتين نادية الجندي ونبيلة عبيد من أكثر الفنانين تواصلاً معه باستمرار، بالإضافة لعدد كبير أيضاً من نجوم الفن، لافتة إلى أنه لا يعتب مطلقاً على أحد، بل يلتمس الأعذار لزملائه، وغيرهم بشكل دائم.

وشارك يوسف فوزي في عدد كبير من الأعمال الفنية، من بينها أفلام، فتوة الناس الغلابة، وحتى لا يطير الدخان، وبيت القاصرات، والنمر الأسود، وليلة القبض على بكيزة وزغلول، وشبكة الموت، والراقصة والسياسي، وعصر القوة، ومهمة في تل أبيب، والشطار، واغتيال، ومسلسلات من بينها هوانم جاردن سيتي، وأوبرا عايدة، والبر الغربي، وفارس بلا جواد، والعمة نور، ومشوار امرأة.


مقالات ذات صلة

أفلام جديدة للمنافسة بموسم الصيف السينمائي في مصر

يوميات الشرق فيلم «درويش» ينافس في موسم الصيف (الشركة المنتجة)

أفلام جديدة للمنافسة بموسم الصيف السينمائي في مصر

تستعد دور العرض لاستقبال أفلام جديدة للمنافسة في موسم الصيف السينمائي 2025 في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق كان الموا العملاق يصل ارتفاعه في السابق إلى 12 قدماً (3.6 متر) (أ.ب)

مخرج فيلم «سيد الخواتم» يسعى لإعادة طائر عملاق منقرض إلى الحياة

يخطط بيتر جاكسون، مخرج فيلم «سيد الخواتم»، لإنفاق ملايين الدولارات على إعادة إحياء طائر عملاق لا يطير، انقرض قبل 500 عام.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الفائزون في مهرجان عمّان السينمائي الدولي الذي اختتم فعالياته أمس (إدارة المهرجان)

مهرجان عمّان السينمائي يختتم دورته السادسة بتوزيع الجوائز على مستحقّيها

«الذراري الحمر» و«إلى عالم مجهول» في طليعة الأفلام الفائزة بجوائز مهرجان عمّان السينمائي الدولي. ماذا عن باقي الأفلام الفائزة؟

كريستين حبيب (عمّان)
سينما نور الشريف في «حدوتة مصرية» (مصر إنترناشنال)

حين حاكم يوسف شاهين نفسه

حقق المخرج المصري يوسف شاهين، الذي رحل عن دنيانا في مثل هذا الشهر قبل 17 سنة، عدداً مهمّاً من الأفلام التي استحقت التقدير الذي نالته،

محمد رُضا (لندن)
سينما «جوراسيك وورلد: ولادة جديدة» (يونيڤرسال)

الجزء السابع من مسلسل الديناصورات الفتّاكة يعود إلى جذوره

يبدأ «جوراسيك وورلد: ولادة جديدة» بلفت النظر إلى أن 32 سنة مرّت على اكتشاف الديناصورات فوق إحدى الجزر الاستوائية، وأن الرأي العام لم يعد مهتمّاً بوجودها من عدمه

محمد رُضا (لندن)

«خطى الذاكرة»... حين تُصبح فنون النساء أرشيفاً نابضاً بالتاريخ

الغامدي خلال حديثها مع إحدى السيدات ضمن مشروعها البحثي (الشرق الأوسط)
الغامدي خلال حديثها مع إحدى السيدات ضمن مشروعها البحثي (الشرق الأوسط)
TT

«خطى الذاكرة»... حين تُصبح فنون النساء أرشيفاً نابضاً بالتاريخ

الغامدي خلال حديثها مع إحدى السيدات ضمن مشروعها البحثي (الشرق الأوسط)
الغامدي خلال حديثها مع إحدى السيدات ضمن مشروعها البحثي (الشرق الأوسط)

بين لقطات سينمائية تعكس ألوان الفُلّ وأصداء الدفوف، شكّلت الباحثة السعودية أريج الغامدي مشروعها الأكاديمي الذي يوثّق ذاكرة النساء في الباحة وجازان، عبَّر فيلم وثائقي ودراسة علمية نالت عنهما درجة الدكتوراه في دراسات الأفلام من جامعة لانكستر البريطانية، في بحثٍ يُعدّ الأول من نوعه على مستوى المملكة والمنطقة، لتسليط الضوء على الرقصات النسائية التقليدية السعودية بوصفها مكوناً حياً من الذاكرة الثقافية.

الغامدي، الأكاديمية والمهتمة في الفنون الأدائية، توضح لـ«الشرق الأوسط» أنها عملت على مشروعها البحثي لسنوات، وجابت خلاله قرى وأحياء منطقتَي الباحة وجازان، لتوثيق رقصتين نسائيتين من أقدم الرقصات الشعبية وأكثرها حضوراً في المناسبات المحلية، هما: رقصة «اللعب» التي تشتهر بها نساء الباحة، ورقصة «الجلحي» التي تُؤدَّى في جازان.

الفيلم يوثق الرقصات النسائية في الباحة وجازان (الشرق الأوسط)

ذاكرة ثلاثة أجيال

تأتي أهمية الدراسة من كونها لا تكتفي بالجانب النظري، بل تُقدِّم مساهمة بصرية من خلال الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان «خُطى الذاكرة: بين بلاد الفُلّ والرياحين»، والذي يحكي سيرة 3 أجيال من النساء يتوارثن الرقصات التراثية بوصفها جزءاً من ذاكرتهن الجمعية وحضورهن الاجتماعي.

في حديثها عن تجربتها، تؤكد أريج الغامدي أن رحلتها الأكاديمية لم تقتصر على بحث نظري فقط، بل كانت مشروعاً حيّاً ينبض بالحياة والعاطفة، يجسد ذاكرة 3 أجيال من النساء. حيث تتجلى الذاكرة في الحركة، ويتداخل الصوت مع الظل، وتتبلور الهوية عبر الإيقاع. وتؤكد أن الفيلم يوثق الرقصات النسائية في الباحة وجازان، ويسعى إلى إبراز غِناها الفني وأبعادها الثقافية العميقة.

وتشير الغامدي في دراستها التي حملت عنوان «توثيق التراث الثقافي غير المادي السعودي: رقص النساء»، إلى أن التراث الثقافي غير المادي في المملكة يتمتع بتنوّع وغنى كبيرين، إلا أنه ظلّ في معظمه غير موثَّق، خصوصاً ممارسات النساء التي نادراً ما تحظى باهتمام الأكاديميين والمختصين. وأوضحت أن التقاليد الاجتماعية والدينية حالت دون تصوير وأرشفة كثير من الممارسات الشعبية، مما يعرّضها لخطر الاندثار. لذا، سعت في دراستها إلى تسجيل هذا الموروث وحمايته، وإبراز أهميته ضمن النقاشات العالمية في حماية التراث وصونه.

أريج الغامدي تحمل رسالة الدكتوراه (الشرق الأوسط)

وسيط بصري

من ناحية أخرى، تناولت الدراسة النقدية العلاقة بين الفيلم الوثائقي بوصفه وسيطاً بصرياً والتراث غير المادي، مسلطة الضوء على أهمية التوظيف الواعي للسينما بوصفها أداة لحفظ الذاكرة، وتوثيق الأصوات المهمشة، وتمكين حضورها في الفضاء العام. وتشير الدراسة إلى أن الأهمية الثقافية وحدها لا تكفي لضمان استمرار الممارسات، إذا لم تُوثق وتُعرّف بها الأجيال الجديدة. كما كشفت عن العمق التاريخي والغِنى الأدائي للرقصات النسائية، التي تعكس هوية المكان والإنسان، وتحمل دلالات اجتماعية وأبعاداً جمالية تتجاوز مجرد الأداء الحركي.

لقطة من الفيلم الوثائقي الذي استغرق أكثر من 4 سنوات (الشرق الأوسط)

بين الباحة وجازان

استعانت الغامدي خلال دراستها بمنهجيات بحث متعددة، جمعت فيها بين المقابلات الميدانية مع نساء من مختلف الأجيال، والملاحظة المباشرة، وتحليل الأداء، إلى جانب النقد السينمائي، والتفكير النقدي في التقاليد البصرية. وأوضحت أن إنجاز الفيلم الوثائقي المصاحب استغرق أكثر من 4 سنوات، حيث صُوِّر في مواقع عدّة بين الباحة وجازان، وأظهر مشاهد توثّق تفاصيل الرقصات في بيئتها الأصلية، بما تحمله من أصالة وإبداع تلقائي.

الدراسة تعد مساهمة غير مسبوقة في بحث الرقصات النسائية السعودية (الشرق الأوسط)

وتُعدّ هذه الدراسة العلمية مساهمة غير مسبوقة في دراسة الرقصات النسائية بوصفها شكلاً من أشكال التعبير الثقافي، والمقاومة الناعمة للتغييب، وتسعى إلى إعادة تعريف حضور المرأة السعودية في المشهد الثقافي، ليس فقط مؤدية للطقوس الاجتماعية، بل أيضاً حارسة لذاكرة المكان.

يُذكر أن أريج الغامدي حصلت على درجة الماجستير في تأثيرات الوسائط الرقمية المرئية من جامعة «كِنت» البريطانية عام 2010. وهي عضو في جمعية التراث غير المادي، مهتمة بالفنون البصرية وأدوات الحفظ الثقافي، وناشطة في تعزيز الوعي بالفنون الشعبية السعودية، باعتبارها أحد أهم عناصر الهوية الوطنية.