تحتاج لدقائق معدودة... طريقة سهلة للبقاء على تواصل مع محيطك

الحفاظ على العلاقات الاجتماعية هو العامل المشترك الأول بين أسعد الأشخاص (إ.ب.أ)
الحفاظ على العلاقات الاجتماعية هو العامل المشترك الأول بين أسعد الأشخاص (إ.ب.أ)
TT

تحتاج لدقائق معدودة... طريقة سهلة للبقاء على تواصل مع محيطك

الحفاظ على العلاقات الاجتماعية هو العامل المشترك الأول بين أسعد الأشخاص (إ.ب.أ)
الحفاظ على العلاقات الاجتماعية هو العامل المشترك الأول بين أسعد الأشخاص (إ.ب.أ)

كشفت دراسة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية على مدار 87 عاماً أن اللياقة الاجتماعية - أي الحفاظ على علاقاتك مع محيطتك واستمراريتها - هي العامل المشترك الأول بين أسعد الأشخاص وأطولهم عمراً.

قال الدكتور روبرت والدينغر، مدير دراسة هارفارد لتنمية البالغين: «استثمر في العلاقات، وفي الأشياء التي تجدها ذات معنى... إذا كنت تفعل ذلك أكثر، فمن المرجح أن تشعر بالسعادة في معظم الأوقات».

ولإثبات أن الانغماس في علاقاتك ليس بالضرورة أمراً صعباً، قدم والدينغر طريقة سريعة تُمكّن الناس من الحصول على «جرعة من الدوبامين» والتواصل مع شخص ما في حياتهم فوراً، بحسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

عندما نتحدث عن الاستثمار في العلاقات، يفكر معظم الناس: «أنا مشغول جداً. لديّ الكثير من الانشغالات في حياتي. كيف أخصص وقتاً لذلك؟». لهذا السبب، قدم الخبير طريقة بسيطة لتحسين علاقة تُقدّرها في ثلاث خطوات فقط. وشرح والدينغر: «أخرج هاتفك، فكّر في شخص لم تره منذ فترة أو ترغب في التواصل معه أكثر. أرسل له رسالة نصية أو بريداً إلكترونياً يقول (مرحباً، كنت أفكر بك، وأريد التواصل معك)».

وأفاد: «من الأمور التي وجدناها في الأشخاص الذين يتمتعون باللياقة الاجتماعية أنهم يقومون بهذه الخطوات الصغيرة مراراً وتكراراً... أحياناً عدة مرات في اليوم».

وأوضح أن هؤلاء الناس مثلاً يتصلون بشخص ما أثناء تنقلهم من مكان لآخر، أو يُرتبون مواعيد تمارينهم في النادي الرياضي مع أحد الأصدقاء، حيث يجدون طرقاً لدمج المهام المتكررة في حياتهم اليومية مع التواصل الاجتماعي.

وتابع: «عندما فعل الناس ذلك، أصبحوا أكثر تواصلاً مع المزيد من الأشخاص في حياتهم. وهذا ما ساهم في بناء الأساس للرفاهية الاجتماعية».


مقالات ذات صلة

تطبيق «ذكي» لتحسين الصحة النفسية والرضا عن الحياة

يوميات الشرق التطبيق يقدِّم نهجاً شخصياً مصمماً خصيصاً لتحسين جودة الحياة النفسية (جامعة نيو ساوث ويلز)

تطبيق «ذكي» لتحسين الصحة النفسية والرضا عن الحياة

أطلق باحثون في مركز بحوث علوم الأعصاب وجامعة نيو ساوث ويلز، في أستراليا، تطبيقاً جديداً للهواتف الذكية، يهدف إلى تعزيز الصحة النفسية والرضا عن الحياة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
أوروبا تقديم العزاء يوم الخميس خارج المدرسة في غراتس - النمسا حيث وقع إطلاق نار قبل يومين (أ.ب)

النمسا: مطلق النار في مدرسة غراتس كان انطوائياً وفشل في اختبارات نفسية

كشفت تحقيقات الشرطة النمساوية أن الشاب البالغ 21 عاماً، المشتبه في قيامه بإطلاق نار جماعي بمدرسة غراتس الثانوية أسفر عن مقتل 10 أشخاص، كان شخصاً انطوائياً

«الشرق الأوسط» (فيينا - برلين)
صحتك لدى الأشخاص السلبيين مستويات أعلى بكثير من الاكتئاب والقلق (رويترز)

دراسة: الأفكار السلبية قد تغير دماغك بطرق مفاجئة

من المعروف أن العقلية السلبية تُثير التوتر والقلق أو تزيدهما، وقد كشفت أبحاث جديدة عن آثار أخرى ممتدة على الصحة العقلية والجسدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك العلاج الجديد يعتمد على تقنية التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (جامعة طوكيو)

تكنولوجيا غير جراحية لتحسين تفاعل المصابين بالتوحد

كشفت دراسة يابانية عن إمكانية استخدام علاج غير جراحي لتحسين التفاعل الاجتماعي والمرونة الذهنية لدى المصابين بالتوحد، من خلال تحفيز الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك تقرير «الجمعية الأميركية لعلم النفس» عن مخاطر الذكاء الاصطناعي

تقرير «الجمعية الأميركية لعلم النفس» عن مخاطر الذكاء الاصطناعي

مخاوف من توظيفه «رفيقاً بشرياً» فالمراهق يجد صعوبة في التمييز بين التعاطف البشري الحقيقي ومحاكاة التعاطف الإلكتروني

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

دراسة أميركية: الإنسان يشيخ بسرعة عند منتصف الأربعينات وبداية الستينات

كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)
كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)
TT

دراسة أميركية: الإنسان يشيخ بسرعة عند منتصف الأربعينات وبداية الستينات

كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)
كروموسومات «إكس» قد تكون السبب وراء عيش الإناث فترة أطول من الذكور وتباطؤ الشيخوخة المعرفية لديهن (رويترز)

بينما يُعتقد تقليدياً أن الشيخوخة عملية تدريجية تحدث على مدى عقود، كشفت دراسة أميركية حديثة أن الإنسان يمرّ بمرحلتين حرجتين تشهدان تسارعاً ملحوظاً في مظاهر التقدم في العمر، أولاهما في منتصف الأربعينات والأخرى في أوائل الستينات.

وأظهرت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ستانفورد، أن التغيرات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة لا تسير بوتيرة ثابتة، بل تحدث على شكل قفزات مفاجئة في فترات محددة من العمر. وأوضح الفريق العلمي أن هذه الفترات تمثل نقاط تحوّل بيولوجية جذرية تتجاوز التغيرات الهرمونية المعتادة.

وقال مايكل سنايدر، أستاذ الوراثة في جامعة ستانفورد، معلقاً على النتائج: «لا يمرّ الإنسان بتغيّرات تدريجية فحسب، بل تحدث تحولات بيولوجية عميقة في فترات بعينها. وقد أظهرت بياناتنا أن فترتي منتصف الأربعينات وبداية الستينات تمثلان محطات رئيسية في مسار الشيخوخة».

تحليل شامل لبيانات بيولوجية معقدة

استندت الدراسة إلى تحليل شامل لأكثر من 135 ألف مؤشر حيوي، تشمل الحمض النووي الريبي (RNA) والبروتينات والدهون، بالإضافة إلى أنواع مختلفة من البكتيريا في الجسم. وشارك في الدراسة 108 أشخاص قدموا ما مجموعه أكثر من 5 آلاف عينة بيولوجية خلال فترة زمنية امتدت لنحو عامين، وأسفرت عن استخراج ما يزيد على 246 مليار نقطة بيانات.

ووفقاً للباحثين، فإن نحو 81 في المائة من المؤشرات الحيوية شهدت تغيّرات ملحوظة في إحدى الفترتين المذكورتين، في حين ظهرت فروق في نمط التغيّر بين المرحلتين الأولى والثانية. وبيّنت الدراسة أن ذروة منتصف الأربعينات ارتبطت بتغيرات في استقلاب الدهون والكحول والكافيين، إلى جانب مؤشرات لأمراض القلب والمشكلات الجلدية والعضلية. أمّا ذروة أوائل الستينات فاقترنت بتغيرات في استقلاب الكربوهيدرات ووظائف الكلى والمناعة، فضلاً عن القلب والعضلات والجلد.

الهرمونات ليست وحدها السبب

وعلى الرغم من أن فترة منتصف الأربعينات تشكل بداية مرحلة ما قبل انقطاع الطمث لدى النساء، فإن الباحثين استبعدوا أن تكون التغيرات الهرمونية وحدها مسؤولة عن هذه التحولات، إذ ظهرت تغيّرات مماثلة لدى الرجال أيضاً.

وفي هذا السياق، قالت شياوتاو شين، الباحثة المتخصصة في علم الميتابولومكس والمؤلفة الرئيسية للدراسة: «تشير نتائجنا إلى أن انقطاع الطمث ربما يلعب دوراً لدى النساء، لكنه ليس العامل الوحيد، فهناك على الأرجح مكونات بيولوجية أخرى تشترك فيها النساء والرجال، ويجب التركيز عليها في الدراسات المستقبلية».

آفاق بحثية جديدة

ويسعى الباحثون من خلال هذه النتائج إلى رسم خريطة أكثر دقة لمسار الشيخوخة، بغرض تطوير استراتيجيات استباقية للوقاية من أمراض الشيخوخة مثل ألزهايمر وأمراض القلب. وتشير الدراسة إلى أن بعض هذه الحالات لا تتطور تدريجياً، بل تقفز احتمالاتها بشكل حاد عند تجاوز أعمار معينة، ما يبرز أهمية التعرف على هذه الفترات الحرجة في حياة الإنسان.

ورغم أن حجم العينة لا يزال محدوداً نسبياً، فإن الباحثين يأملون في توسيع نطاق الدراسات لتشمل فئات عمرية أوسع وعدداً أكبر من المشاركين، ما من شأنه أن يُسهم في تعميق الفهم العلمي لآليات التقدّم في العمر.